ليس من باب الخوض في رد مسؤول ايراني على الخبر الذي نشره الزميل اسامه مهدي بخصوص انفجار شيراز، وانما انطلاقا من الحرص على حيادية ايلاف و استقلاليتها ونهجها النابذ للعنف، أرى من الضروري الاشارة الى الملاحظات التالية:
اعتمد السيد اسامه مهدي في المادة التي نشرها تحت عنوان إيران: تقرير إيلاف حرب نفسية ضدنا quot; الى مصدر غير محايد وهو رئيس المكتب السياسي لحزب النهضة العربي الاحوازي، واليه أحال بيان جماعة ارهابية تبنت حادث الانفجار حسب حزب النهضة، اي اي تبنت تنفيذ جريمة بشعة حصدت أرواح العشرات وتسبب في جرح المئات، ومن البديهي أن يعتمد الصحفيون البيانات الصادرة من قبل احزاب سياسية في متابعاتهم وتغطياتهم للحدث، الا أن المثير للاستغراب هو تبني لما جاء في التغطية المشار اليها، بعد المقال الذي نشره رئيس حزب النهضة العربي السيد صباح الموسوي والذي أيد بصريح القول العمليات الارهابية التي تحصد أرواح الابرياء من الشعب الايراني في العبارة التي ننقلها نصا كما وردت في قسم اراء وفي مقاله المعنون quot;انفجار مدينة شيراز رد المستضعفين على المستكبرين quot;


quot; إذن إذا كان منطق العنف هو الوسيلة التي اختاره نظام طهران وعمل على تشجيعها وتنميتها لمواجهة معارضيه في الداخل و خصومه في الخارج lsquo; فما الضير في ان يقوم المتضررون من ظلم وتعديات هذا النظام باستخدام نفس الأداة و الأسلوب أيضاء لردعه ووقف ظلمه وتجبره طالما انه كان ومازال يعتقد ان العنف اقصر الوسائل لتحقيق الأهدافlsquo; أليس هذا هو منطق العدل؟quot;.

فصباح الموسوي يحرض على العنف باعتباره أقصر الوسائل لتحقيق الأهداف، ومادامت الغاية تبرر الوسيلة حسب عقلية الموسوي، فان عملية تحريف الحقائق تعد مقبولة من منظوره باعتبارها أفضل أداة تمهّد للممارسات الارهابية، ففي المقال ذاته يحرّف الموسوي هوية الضحايا ويحولهم من مواطنين ابرياء الى اعضاء في الباسيج والحرس الثوري، وتتحول قبور شهداء الايرانيين الىquot; اضرحة و مزارات مقدسة يحج إليها ملايين الإيرانيين سنويا وخصوصا في مناسبة عيد النوروز الفارسيquot; علما ان هذه القبور هي محط زيارة عوائل الشهداء على مدار السنة وقد شدد الموسوي على عيدنوروز ليغازل بطريقة مفضوحة القومجيين العرب الذين يعتاشون على معاداة الاخر.


وعلى خلاف وكالات الانباء العالمية والمحطات الاخبارية المعتبرة التي تؤكد ان منفذي الاعتداءات في الاقاليم التي يتواجد فيها البلوش باغلبية كبيرة هم في حقيقة الأمر عصابات تهريب المخدرات، يتحول هؤلاء القتلة في بيانات الموسوي الركيكة الى جماعات سنية مضطهدة.ولعل افضل دليل على تشويه الموسوي للحقائق هي تلك الوثيقة المزورة التي نسبت الى محمد على ابطحي مستشار ارئيس الايراني السابق السيد محمد خاتمي وقد تبين وبـأدلة قاطعة انها من صنع مخيلة قومجية مأزومة.


خلاصة القول انه من المؤسف جدا اعتماد أكاذيب حزب النهضة العربي الاحوازي للعنف وان كان الرد الايراني عنيفا فمرده بكل تأكيد ليس ما ورد في مقال الموسوي، فالسلطات الايرانية تميز بين حرية التعبير في ايلاف وبين مايرد في تقارير مراسليها الرسميين.

خسرو علي أكبر