بدأ (جيش المهدي) خطوة خطيرة في تطوير الصراع الحاصل ما بينه من جهة وبين الحكومة العراقية والاحزاب الاخرى التي يرى انها مناوئة له من جهة اخرى، والتطور هذا يتمثل في انه عمد خلال هذه الايام الى اجراء مسوحات عبر عناصره في العديد من مناطق بغداد (خاصة ذات الكثافة الشيعية) حول الاشخاص الذين ينتمون الى المجلس الاعلى الاسلامي او منظمة بدر او حزب الدعوة وسواها من التيارات والحركات والمنظمات التي يشعر انها وقفت ضده اوأيدت اجراءات الحكومة في اعتبار عناصره خارجين عن القانون، ومن ثم التعرض لهم بالخطف والقتل والتهجير وترويع عوائلهم، وعلمت (ايلاف) من مصادر موثوق بها ان جيش المهدي بدأ تحركه هذا في رد فعل له على المعارك الاخيرة ضده في العديد من المحافظات، وان عناصره يعدون قوائم سرية بأسماء الاشخاص الذين ينتمون الى الاحزاب التي يعتقدونها مناوئة لهم من اجل قتلهم او تهجيرهم من مناطق سكناهم،حسب اجتهادات عناصر جيش المهدي الشخصية كل حسب منطقته، وهو ما حدث فعلا حينما قام جيش المهدي بأختطاف عدد من الذين ينتمون الى منظمة بدر من منازلهم او مناطقهم السكنية، او وهم في طريقهم الى اعمالهم ومن ثم قتلهم، وكذلك بتهديد عوائلهم بالترحيل القسري خارج المنطقة وهذا ما جعل العديد من الاشخاص يتركون وظائفهم ويلزمون بيوتهم ويتوخون الحذر، فالتهديد اصبح عاديا مثل القتل المجاني ويتحدث عنه الجميع وهو ما اثار الناس مستغربين التصرفات الرعناء التي يقوم بها (جيش مقتدى) كما صار يسميه البعض صابين لعناتهم على مقتدى الذي يحملونه المسؤولية الكاملة في دماء الابرياء وفي ما يحدث من فوضى، وطالب الناس الحكومة العراقية في ان تقف موقفا وطنيا حازما في وجه هذه التطورات الخطيرة التي بات يستخدمها وتتربص بالخارجين عن القانون في المناطق التي تحدث فيها هذه الافعال، ولم يخف الناس رعبهم من (الابتكار) الجديد الذي هو فعل من افعال عصابة القاعدة الاجرامية في قتل وتهجير الناس.
وقال لي شخص (معروف) انه غادر مدينته (مدينة الصدر) منذ عشرة ايام وترك عائلته تحت رحمة تهديد عناصر (جيش المهدي) لانه ينتمي الى حركة (حزب الله) العراقية، واضاف : اصبحت مطاردا وممنوعا من دخول المدينة فيما تتعرض عائلتي الى التهديد بقتلي اوترحيلها، ولست انا فقط الذي اعيش هذه الحالة فهناك كثيرون غيري ممن يرى فيهم التيار الصدري اعداء له لانهم لاينتمون اليه، وهؤلاء اغلبهم من الطبقة الواعية او الذين كانوا ينتمون للتيار الصدري وتركوه بعد ان استشعروا اجرامهم وابتعاده عن الخط الحقيقي للسيد الصدر، مشيرا الى : ان (رياض النوري) القيادي في التيار الصدري الذي قتل مؤخرا في مدينة النجف كان قد طلب من مقتدى ان يحل جيش المهدي لانه انحرف عن المسارالحقيقي لنهج السيد محمد محمد صادق الصدر(والد مقتدى)، واظن (والكلام لهذا الشخص) ان من قتل رياض النوري هم اعضاء في جيش (اعداء المهدي) كما اسميهم من الذين تستطيب لهم الدماء والفوضى والذين يجدون في جيش المهدي غطاء للتستر بجرائمهم وتحقيق مصالحهم الذلتية، واستطرد : لقد اصبح اعضاء جيش (اعداء المهدي) متعطشين الى الدماء ولا يهمهم سوى القتل بدم بارد لانهم مارسوا الاجرام بصوره كافة.
فيما اكد اخر ان هذه العناصر ما هي الا عصابات اجرامية وانا اشك في انتمائهم لعقيدة المذهب بقدر انتمائهم الى عصابات حزب البعث والقاعدة مستغلين جهل (مقتدى) وغروره، واضاف هذا الشخص الذي ينتمي الى المجلس الاعلى : لانهم، في المنطقة، يعرفون انني اتعاطف مع المجلس الاسلامي الاعلى فالمضايقات بدأت وكأنني احاربهم ولست احارب احدا بقدر ما انني امتلك قناعة خاصة، لذا تعرضت للتهديد بالقتل وارسلوا من يبلغنا بالرحيل عن المنطقة، ان هؤلاء يطبقون النهج الذي سار عليه البعثيون بل انهم البعثيون الذين استغلوا جهل (مقتدى) وغروره وصبيانيته ومرروا عليه اجندتهم التي لاتخدم الوطن ولا المواطن بقدر ما تخدم اجندات خارجية لا تريد للعراق الخير،واكد : انا لدي معلومات تفيد ان ما يسمى بجيش المهدي والمهدي منه براء بدأ يستخدم اسوأ طرق الاحزاب الفاشيستية في التأثير على الناس وعناصره لا ترعوي في ان تفعل اي شيء في سبيل مصالحها الذاتية، وهم لا علاقة لهم بالدين ولا بالوطن لامن قريب ولا من بعيد، والا كيف يمكنني ان اترك منطقتي التي ولدت فيها لسبب انني لا انسجم معهم، وبأي حق يفعلون ذلك.

أحمد علي

بغداد