الزواج مؤسسة قديمة الطراز بناها الرجال ليحكموا السيطرة على النساء. والمساواة بين الرجل والمرأة مجرد وهم إبتكرته فكرة غربية مجنونة!!

وأصبحت هذه الفكرة حلم كل فتاة تريد الحرية والإستقلال بحياتها وتنشد أن تكون سيدة نفسها وتكسر كل القيم والتقاليد الرجعية والاعراف والمعتقدات القديمة التي تجعل من الرجل سيدا مستبدا والمرأة عبدة له تمتد حياتها من ظلم أبيها إلى استبداد زوجها..

سعاد التي التقيتها في إحدى قرى الجنوب اللبناني امرأة مثقفة كغيرها من النساء اللواتي كافحن ليحصلن على مستوى عالٍ من العلم يساير الرجل في حياته العملية والإجتماعية.

هي منسقة للغة الفرنسية في مدينة قريبة من بلدتها منذ أكثر من عشر سنوات. أسألها عن حالها وما حققته من مجاورتها للرجل في حياته العملية، فتنظر إلي نظرة يأس تعقبها بقولها: وهل هناك مساواة بين الرجل والمرأة في مجتمعنا الشرقي!؟ أو هل هنالك إعتبار لحقوق المرأة العاملة سوى أنها دخل إضافي لجيب الرجل!!؟

حلم سعاد كان الوصول إلى أعلى مستوى تعليمي كي تشعر بالإستقلالية والإنصاف والإحترام. لكن ما كان ذلك إلا وهم تعايشه يوميا في المجتمع الذكوري. هنالك أخريات كثيرات مثل سعاد وقصتها في بلد يلبس عادات الغرب في ظاهره أما في تركيبته الإجتماعية فالتقاليد والأعراف وحس المجتمع العام يقيد المرأة ويحجمها ويجحف في حقها إستنادا إلى نظرة الرجل إليها من خلال كبريائه الذكوري المتأصل فيه على أنها أقل مستوى منه مهما نالت من شهادات تعليمية عالية. فتبدو أمامه حشرة طفيلية تعيق طريقه العملية أو قل أداة تسلية تبهجه وتشبع نظره وغريزته. ولا بد أن نظرة الإحتقار إليها ستبقى في عينيه حتى ولو صارت أعلى شأناً منه؛ فكأنه يقول لها مهما نلتِ من نجاح فليس لكِ مكان إلا المطبخ!!

يزداد الأمر صعوبة في حالة الموظفات من النساء أولئك اللواتي يتحملن مسؤولية تنهكهم حتى الإنهيار من عمل خارج المنزل إلى تربية الأولاد والتدبير المنزلي. ويصل الأمر في حالات بعض منهن أن يكن معيلات لأزواجهن. فتنعكس الصورة الإعتيادية وتتزوج المرأة صورة رجل غالب الأحيان من أجل المظاهر الإجتماعية وحفظ ماء وجهها من عقدة العنوسة فحسب!!

وفي الختام نجد أن الغرب وضع فكرة تحرير المرأة بما يتناسب مع مجتمعاته متناسياً تماما المجتمعات الشرقية التي لا تعترف إلا بالذكورية.

وسعاد المرأة المتعلمة القروية تدعو كل فتاة للإختيار الجيد والتفكير المليً قبل الإقدام على أمر قد تندم عليه بقية أيام حياتها. وتدعوهن للإحتفاظ بالعلم والثقافة لأنفسهن كي لا تضيع في بحر المجتمع الذكوري السادي الذي لا يعترف إلا بسلطة الرجل ويرجع المرأة إلى الأيام الغابرة فيدفنها تحت تراب القمع.

حنان مسلماني
http://hananhanan.maktoobblog.com/