في لقاء أجري مع ناشر إيلاف الاعلامي عثمان العمير، وصف إيلاف بأنها quot;مثل الطبخة المتقنةquot; وايلاف اليوم واحدة من أهم الصحف العربية الالكترونية ان لم تكن الأهم على الاطلاق، ونجحت رغم حجبها (أو ربما بسببه!) في جذب العرب من شتى قارات العالم ليلتقوا في هذا الموقع، يطلعوا على الأخبار ويقرأوا الصحف ويتابعوا التغطيات في مختلف المجالات الفنية والاقتصادية والسياسية والصحية، وفتحت ايلاف قلبها لجميع القراء للنقاش والحوار والتفاعل والرد والنقد لكل حرف يرد فيها.


سر نجاح إيلاف ليس في اتاحتها الفرصة للتعبير فشعار (حرية التعبير) أصبح من شعارات القرن الماضي وانقرض معه، حيث رحل الرقيب بعد أن (مات همّا) وأصبحت حرية التعبير متاحة للجميع بدءا من اطلاق النكات السياسية والنكات الخارجة عبر رسائل الاس ام اس، وليس انتهاء بالمدونات التي ينشئها الشخص خلال ثوان على الشبكة وينشر فيها كل ما كان ممنوعا قبل سنوات قليلة من الآن.


السر في نجاح ايلاف ليس حريتها فهذه الحرية متاحة للجميع، وانما السر في المهنية والذكاء الذي يميزها، فرغم غياب القوانين المكتوبة التي تحكم ما يكتب في الشبكة نجد أن ايلاف وضعت قوانينها الخاصة والتزمت بها، وأسست لنموذج أخلاقي للصحافة الالكترونية فلا ينشر مقال دون الاشارة الى مصدره ولا تنشر الشائعات والأخبار الكاذبة، وتجنبت اثارة الفتن، وأعطت الفرصة للجميع من مختلف التيارات والأديان والاتجاهات ليعبر عن رأيه، ولم تحمّل نفسها (قضايا ) فوق طاقتها وظلت مدركة لدورها الاعلامي دون التحيز لقضايا أخرى.

لكن ظلت حكاية الصور المثيرة التي تعرضها ايلاف في صفحتها الأولى نشازا لا يتناسب مع جديتها ورصانتها، فاذا كان القصد هو جذب القراء، فايلاف مقروءة ولا تحتاج لمثل هذا الترويج الرخيص الذي لا يضيف لها شيئا، الى جانب ان القارئ الذي يبحث عن هذه الصور فلن يبحث عنها في الصورة أو الصورتين التي تنشرها ايلاف في الصفحة الأولى، بل سيبحث عنها في مواقع أخرى أكثر تخصصا وأكثر اشباعا لنهمه من ايلاف وما أكثرها في القنوات الفضائية والانترنت.


عثمان العمير يقول أن ايلاف مثل الطبخة، لكن ارىهذه الصور المثيرة كمن ينثر السكر فوق الكبسة الدسمة بحجة أن ذلك سيزيدها حلاوة.

ريم الصالح
[email protected]