الحديث عن العراق و الشرق الأوسط في ظل النظام العراقي السابق يستدعي بالضرورة الحديث عن أهم و أبرز رموز ذلك النظام الذي ملأ الدنيا و شغل الناس لأكثر من ثلاثة عقود و الذي لعب أكثر ألدوار السياسية غموضا على صعيد تشكيل و صناعة الأحداث في المنطقة و

توضيحات حول طارق عزيز

صياغة حالة التكسيح الشامل التي تعانيها حاليا، وكنت سابقا قد كتبت مقالتين عن السيد طارق عزيز النائب السابق لرئيس الوزراء العراقي و أحد أكثر الوجوه القيادية العراقية السابقة حضورا و غموضا في الوقت نفسه بمناسبة تقديمه للمحاكمة في ملفات إتهام لا علاقة لها بدوره الحقيقي في السلطة العراقية، و كان رائدي من الكتابة ليس الإنتقام و التشفي بل الوصول للحقيقة التي ينشدها الجميع بعيدا عن أية مواقف عدائية مسبقة، وقد وصلتني العديد من ردود الأفعال و بينها رد من نجل السيد عزيز الأكبر السيد زياد طارق عزيز إرتأيت الرد عليها من خلال معاودة الكتابة عن القطب القيادي العراقي السابق و إدراج معلومات تاريخية جديدة لم تنشر سابقا إرتأيت أن تكون في خدمة الحقيقة التاريخية فقط لا غير.

وطارق عزيز في البداية و النهاية هو من ساهم بشكل مباشر في صياغة الفعل و التحرك الإعلامي للنظام العراقي السابق، كما كانت إستشاراته و آرائه السياسية تجد قبولا عند صدام حسين خصوصا في حقل السياسة الخارجية و ملف العلاقات العربية و كانت إستشارته فاجعة في موضوع غزو الكويت فكان أحد أعضاء الحلقة الداخلية التي تعاملت مع هذا الملف المصيري في تاريخ العراق و الذي كانت تبعاته مستمرة و متفاعلة حتى اليوم.

طارق عزيز و الجاسوس منير روفا؟

هل من ثمة علاقة حقيقية بين ملف الجاسوس العراقي الطيار منير روفا الذي هرب لإسرائيل بالنوعية الجديدة وقتها من طائرات الميغ 21 الروسية وهي من نوع

A3 Eagel

و التي كان العراق أول بلد عربي يتسلمها من خارج منظومة حلف وارشو وهي نفس النسخة التي طور منها ألأمريكان طائرة أف 14 بعد سنوات من البحوث!، و منير روفا هو شقيق فهمي روفا زوج السيدة أمل عزيز شقيقة طارق عزيز و هو أيضا إبن خالة طارق عزيز ( ميخائيل حنا عزوز ) و السيد طارق عزيز هو من ساعد في خروج زوجة منير روفا من العراق عن طريق ( بعشيقة ) بعد أن أخفاها هي و أولادها في بيت خاص ببعشيقة و بمساعدة دليل كردي إسمه ( جمال مردان عثمان ) و بمساعدة سائق السفارة الأميركية في بغداد وقتذاك المدعو ( صليوة حنا صليوة ) وهو من أقرباء طارق عزيز تم نقل عائلة منير روفا من بيتهم في بغداد بسيارة السفارة ألأميركية إلى منطقة ( بعشيقة )! وهذه المعلومات الخاصة تنشر لأول مرة حسبما أعتقد!.

طارق عزيز في رأي الفريق عدنان خير الله؟

بعد توقف الحرب العراقية / الإيرانية و تحديدا في شهر تشرين الثاني / نوفمبر من عام 1988 تم تشكيل لجنة سرية بأمر من صدام حسين و كانت تلك اللجنة برئاسة وزير الدفاع العراقي السابق الراحل عدنان خير الله طلفاح و عضوية مدير جهاز المخابرات العامة وقتذاك فاضل البراك و الفريق الركن علاء الدين كاظم حماد الجنابي و العقيد الركن سعد ناظم محمد و آخرون.. و المهمة الرئيسية إنشاء مشاريع ستراتيجية في المنطقة الشمالية كشبكات طرق سريعة و شبكات منظمة لسكك الحديد و تسهيل عمليات الإمداد اللوجستية وقطع الطريق على أية أعمال تمرد قد تقوم بها الأحزاب الكردية و إنشاء مطارات و تقليص عمليات التسلل الحدودية و إنشاء نقاط مراقبة حديثة و محصنة و منظومات للسيطرة الإلكترونية في عموم مناطق كردستان العراق و إنشاء مجمعات سكنية حديثة في مناطق سهلية مكشوفة و ليست جبلية وعرة و ألأهم من كل شيء خلق فرص عمل لمئات الآلاف من العاطلين من أبناء الشعب الكردي في العراق لإمتصاص البطالة الواسعة التي تعتبر المدخل لكل أعمال الفوضى و التمرد، و تحركت اللجنة المذكورة لمعاينة المواقع ميدانيا وحطت رحالها أخيرا في دار إستراحة محافظة ( دهوك ) ووسط أجواء الإجتماع بين أعضاء اللجنة المذكورة أعلن وزير الدفاع العراقي السابق عدنان خير الله من أنه لا يحب ثلاثة أشخاص في مجلس قيادة الثورة و قد عددهم و شخصهم بالأسماء، و كان أولهم السيد طارق عزيز، إضافة لعلي حسن المجيد و طه محي الدين معروف النائب الكردي لرئيس الجمهورية، و بشأن طارق عزيز فقد قال عدنان خير الله بأنه عميل أمريكي حتى النخاع!! و إن له دور كبير في إندلاع الحرب مع إيران، أما علي حسن المجيد فهو مجرم و لا رحمة في قلبه وهو أكثر من جبان!!، أما طه محي الدين معروف فهو مصلحي و منافق و متملق و لا يحرص على مصلحة أبناء جلدته من الأكراد!، و هنا إنبرى أحد أعضاء اللجنة بالقول لعدنان : ( هل نريد أن تعدمنا ياسيدي )!! فرد عدنان عليه بالقول : ( أنا قلت هذا الكلام لصدام أكثر من مرة و هو يعرفه فلا مسؤولية عليكم )!!.. و طبعا ما هي إلا شهور قليلة حتى قتل عدنان خير الله في حادث تحطم مروحية في شمال العراق قيل أن صهر صدام السابق حسين كامل المجيد هو من دبرها!!.. و الله أعلم..!.

و هنالك ملفات و أسرار و فواجع في ملفات النظام السابق لم يقدر لها أن تكشف أو تظهر علانية و لو ظهرت لغيرت الكثير الكثير من الرؤى و القناعات.. و أكرر إنها لعبة الأمم التي لا تعرف الرحمة و التي كتب على الشعب العراقي أن يدفع فواتيرها من دماء الشعب لآماد غير منظورة!.

داود البصري

[email protected]