ينقل زعماء عشائر في محافظة الديوانية ان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي زار المحافظة عام 2006والتقاهم مع قادة الشرطة فخاطب الشرطة بحضور زعماء القبائل ان لايترددوا في تحويل الديوانية الى حلبجة ثانية لاجل فرض السيطرة فيها.

وقد استغرب الحاضرون بمن فيهم قادة الشرطة من تهديد المالكي فيما اعتبره اخرون انه لايخرج عن تخويف من يفكر من الحاضرين بمعاداة الحكومة او حمل السلاح ضدها.

لكن بعد سنتين من تلك الزيارة التي مازال مادار فيها عالقا في أذهان رجال القبائل اتضح ان الرجل لم يكن يبتغي التخويف فقط بل كان يعني مايقول. فهاهو يوافق على طلب مستشاريه تكرار تجربة مخيم نهر البارد الفلسطيني في لبنان عام 2007في مدينة الصدر ببغداد بعد ان كان متردداً بين اقتراحينكانا محل نقاش المالكي ومستشاريه بين تجربة مخيم جنين الذي هوجم من قبل القوات الاسرائيلية عام 2002وتم خلط الابنية فيهمن قطع الجثث فيه، وتجربة مخيم نهر البارد الذي هوجم من القوات اللبنانية الذي دمر ابلكامل بعد اخراج ساكنيه. فركن اخيراً لتجربة نهر البارد تجنبا ً لانتقاده بانه يقلد تجربة الاسرائليين في العراق. وهذا ماتسرب من داخل مكتب المالكي مؤخرا.

وقد بادرت القوات العراقية تزامنا مع القاء منشورات من الطائرات الاميركية تطالب سكان مدينة الصدر بالتوجه لملعب الشعب الدولي وترك بيوتهم قبل ان تتم مداهمة المدينة. ودارت اليوم عربات مدرعة من الجيش العراقي تنذر الاهالي بضرورة مغادرة مدينتهم والسكن في ملعب كرة القدم في خيم اعدت لهم.

يأتي ذلك بعد رفض المسلحين في المدينة الاستسلام ودخول هؤلاء في عناد مع الحكومة وتحديدا مع حزبي لدعوة والمجلس الاعلى وراح كل منهم يقضم اصابعه انتظارا لاستسلام الاخر ليعلن انتصاره عليه. اذ يواجه المالكي ضغوطا برلمانية ومن مكتب رئيس الجمهورية ومن ايران بحل مشكلة مسلحي جيش المهدي بالحوار فيما يواجه ضغطا مقابلا من المجلس الاعلى ومتشددين في حزب الدعوة ومستشارين مقربين منه كحيدر العبادي وسامي العسكري إضافة للجيش الاميركي بان لايكون الحل الا عسكريا.

الضحايا الوحيدون في هذه الازمة التي تبرأ كل من اشترك فيها من اي ذرة من المروءة هم سكان المدينة الابرياء الذين تهدم منازلهم فوق رؤوسهم. ويشهدون موت وهلع اطفالهم امامهم من قصف الطائرات الاميركية ومدفعية الجيش العراقي.

والان بعد اجبار الاهالي على ترك منازلهم اكتملت حلقة تهديد المالكي التي بدأها قبل عامين في الديوانية لينفذها في أقل سكان العراق حيلة في مدينة الثورة او الصدر ليرتدع من يفكر بمعاداة حكومته وقد تحقق له الكثير مما خطط له ولو على حساب معاناة من اتى به للسلطة من الذين يتساءلون ليته قاتل تنظيم القاعدة بهذه القسوة التي يمارسها ضدنا.

يقال أن المُلك عقيم وقد أثبت المالكي والحكيمذلك الى أبعد الحدود.

محمد هاشم

[email protected]