مخالب حزب الله الإيراني الذي يحاول جاهدا اليوم إرجاع عقارب الساعة للوراء و نشر الفوضى الشاملة و إسقاط الشرعية اللبنانية بل و مصادرتها و إقامة الكيان الطائفي المريض المرتبط بمحور طهران / دمشق قد طالت حتى أضحت بديل حقيقي و مباشر للمشروع الصهيوني القديم و المعروف في المنطقة و لكن هذه المرة تحت وابل كثيف من قصف شعارات المظلومية و المستضعفين و نصرة المهدي المنتظر و إقامة دولة العدل الإلهي!!

وهي شعارات مضحكة و ساذجة و غبية لم تعد تنطلي على أحد و بان زيفها و ضلالها و سقمها في ظل الهجمة التدميرية الساحقة التي يتخفى خلف تلك شعاراتها كل الذئاب الإيرانية و التي أعدها النظام الإيراني الإرهابي لليوم الموعود، الصيف الساخن قد دخل في حيز التنفيذ و حساب إيران عن كل ملفات الإرهاب و الدجل قد دخل في ساعات العد التنازلي و خطوط الإرهاب الإيرانية قد طالت و أستطالت كثيرا في المنطقة لتمتد من العراق لتشمل لبنان و دول الخليج العربي و لما هو أبعد من ذلك أيضا، و الهجمة الإيرانية في المنطقة من خلال الوكلاء المعروفين أو الخلايا السرية الكامنة هي حرب دفاعية إيرانية مقدسة يخوضها النظام الإيراني بكل قواه لإبعاد خطر المواجهة المباشرة و الكاملة مع الغرب و التي يعرف و يعلم علم اليقين من أنها سوف لن تكون لصالحه مهما إدعى و تباهى و تبجح بأحاديث الدجل و الخرافة التي تدعي وقوف ( الإمانم الغائب ) بجانبهم!! فتلك طرفة سخيفة شهدت بعض فصولها الحرب العراقية / الإيرانية!!

كما أنها إدعاءات لنظام متخلف مريض يحاول خداع النفس قبل إغواء الآخرين بأحاديث الخرافة و الدجل، و أنياب و مخالب حزب الله التي كان البعض يعتبرها البعض ذراع المقاومة الوطنية و أداتها المقدسة قد أظهرت حقيقتها العلنية بعد أن إرتضى ذلك الحزب الإيراني لنفسه أن يكون حصان طروادة الإيراني في المجتمع اللبناني و بعد أن دخل دوره التآمري في أعقد حلقاته التنفيذية يعاونه ثلة من العملاء المعروفين للنظام السوري ليمنع عودة الروح للسيادة اللبنانية و لينتفض على الشرعية و قراراتها الأكبر من كل الأشخاص و المسؤولين، و إنقلاب بيروت هو واحد من أبشع التطورات الإرهابية في المنطقة وهو أبشع بكثير من إنقلاب غزة الحمساوي و لكنه يتفق معه في نفس السياق وهو إنقلاب ينبغي أن يدان من جميع الأطراف العربية و الإقليمية المسؤولة و التي تحرص على أمن و إستقرار و سلام المنطقة و لكنني من خلال الإطلاع على البيان السوري / القطري المشترك الذي صدر بعد لقاء قيادتي البلدين و أعتبر إنقلاب بيروت ( مسألة داخلية لبنانية ) أصبت كما أصيب غيري بالدهشة و التعجب ؟

فإذا كان لنظام دمشق مصلحته المباشرة في تعكير الأجواء في لبنان و خلط الأوراق هناك و منع قيام أعمال المحكمة الدولية بشأن جريمة إغتيال الرئيس الراحل الشهيد رفيق الحريري فما هي مصلحة الحكومة القطرية في ذلك ؟ و ما سر التناغم في السياسة القطرية مع كل أحداث إنقلابية مريعة في العالم العربي ؟ و لماذا هذا التوجه و الدعم الضمني الواضح لعصابات حزب الله و جرائمه المباشرة ضد الوحدة الوطنية اللبنانية في الوقت الذي لم تمح بعد خطوات وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيفي ليفني من غبار زيارتها العلنية للدوحة ؟

و لماذا هذا التضامن مع النظام الفاشي السوري و مع أذناب و عملاء النظام الإيراني ووكلائه الحربيين و الطائفيين في لبنان ؟ و ألف علامة لماذا تظل تستصرخ الضمائر الحرة وهي ترى ذبح لبنان يتم بسكين إيراني / سوري مثلوم ؟ لماذا تلجأ السياسة القطرية في أعقد لحظات الحسم التاريخية لتطورات و صدمات كهربائية لن تفيد كثيرا في تغيير مسارات الأزمة بقدر ما تضيف عليها الكثير من مشاهد الغبار و العتمة ؟.

الدور القطري الذي يتخذ من سياسة ( خالف تعرف ) قد أضحى اليوم يتسم بالكاريكاتيرية المفرطة البعيدة كل البعد عن أبجديات العمل الدبلوماسي المعهود و الذي يبدو أن القطريين قد أدمنوه و أتخذوه مجالا حيويا في سياستهم الخارجية، إنقلاب حزب الله كما إنقلاب حماس كما إنقلاب مقتدى الصدر كما كل الإنقلابات الإرهابية في التاريخ مجرد أعمال إرهابية لتحقيق مصالح أجندات خارجية معروفة و بهدف تمزيق دول المنطقة و شعوبها، أما الدبلوماسية القطرية فيبدو أنها.. في الصيف قد ضيعت اللبن..! لأن الطائرات الأمريكية ستنطلق قريبا جدا من ( قاعدة الجزيرة المناضلة ) لتدك أهدافها المعروفة و المشخصة جيدا و سيقولون ساعتها عن تلك الضربات الستراتيجية التي ستشعل المنطقة برمتها بأنها ( شؤون داخلية أمريكية )!!!... و لله في خلقه شجون..!.

داود البصري

[email protected]