تتذكرون عندما كنا صغارا في المدرسة عندما كنا نجلس منضبطين مكتوفي الأيدي أمام المعلمة،وتتذكرون الازعاج والفوضى التي تعم الفصل فورخروج المعلمة وغياب الرقيب؟ يبدو أننا كعرب اعتدنا على هذا الوضع الذي تربينا عليه فلا نتصرف (كأوادم )اذا لم يكن هناك كبير يقمعنا ويؤدبنا.

هل هناك شعب في العالم كله يمكن أن يترحم على طاغية قتل ونكّل وشرد شعبه مثل صدام حسين،لكن معظمنا يفعل ذلك اليوم،بصوت عال أو همسا، فالبديل جاء أسوأ،البديل هو الفوضى والقتل على الهوية والطائفية الكريهة.

والذي نشاهده اليوم من فوضى وفتنة في لبنان ألا يؤكد لنا مرة أخرى أننا شعب موكفو) ديمقراطية )
أو بالمصري (مش وشّ ) ديموقراطية
أو باللبناني (مو خرج ) ديموقراطية؟

من يستطيع أن ينكر أن الفترة الوحيدة التي استطاع أن يشم فيها لبنان نفسه ويستقر هي فترة الاحتلال السوري الذي أمسك بقبضته زمام الأمن ولجم الأشقياء؟

الانسان العربي مؤدلج بطبعه،طائفي بطبعه،الديموقراطية والحرية تطلق الوحش الكامن في داخله، لذلك أثبت بالتجربة أنه بحاجة لمن يقمع هذا الوحش،فمفهوم الديموقراطية عند العربي هي الحرية في قمع الآخر المختلف عنه وتخوينه ومحوه،لذلك فلا ينفع معه سوى الحكم الأبوي الذي يجعله يعمل حساب لكبير يمشيه على العجين.

عندما أتلفت حولي وأرى وضع الديموقراطيات العربية أردد بيني وبين نفسي :quot;اللهم حوالينا ولا علينا،اللهم باعد بيننا وبين الديموقراطية العربية كما باعدت بين المشرق والمغربquot;.


ريم الصالح

reemalsaleh.blogspot.com
[email protected]