ما أقدم عليه الحزب الديمقراطي بأختياره أوباما مرشحا عنه للمنافسة على منصب الرئاسة اذا نظر له نظرة طبيعية يعتبر انتحاراً سياسياً عن سابق تخطيط وأرادة، فمن يعرف طبيعة الناخب الأمريكي يدرك ان منصب الرئاسة بعيدا جدا على أوباما بل يكاد يكون مستحيلا.

خصوصاً ان خصمه الجمهوري شخصية لها وزنها الثقيل، فجون ماكين سياسي محنك حاصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ، وهو بطل وطني بسبب مشاركته في حرب فيتنام لمحاربة الشيوعية وسقوط طائرته هناك وتعرضه للعذيب، زائدا مصداقيته الممتازة لدى الرأي العام الأمريكي.

وبالعودة الى قرار الحزب الديمقراطي بترشيحه أوباما على حساب هيلاري كلنتون.. فأنه يكون قد تعمد عن قصد تسهيل مهمة فوز ماكين في الانتخابات القادمة بدون تعب.

والسؤال الهام هو : لماذا تخلى الديمقراطيون عن المنافسة الجادة في الانتخابات الرئاسية وتنازلوا الى الجمهوريين ؟

يمكننا القول ان الديمقراطيين علموا بوجود ضربة عسكرية الى ايران لايمكن تأجيلها اذا استلموا السلطة، وعلى ما يبدو فأنهم لايريدون التورط في هذا الملف الشائك أو انهم غير قادرين على أدارته، وكذلك لايمكن تأجيل حسمه، وبالتالي فضلوا ترك هذه المهمة لجون ماكين الذي يبدو مصمما اكثر من جورج بوش على محاربة الارهاب والدول المارقة كأيران وسوريا خصوصا اذاعرفنا ان الجمهورين استطاعوا تشكيل ادارة حربية هائلة ولديها تراكم خبرة عمرها 8 سنوات من عمر الحرب على الارهاب، ومن الصعب على الديمقراطيين تعويضها.

ان موقف الديمقراطيين اذا كان بهذه الصورة فعلاً، فأنه يعتبر موقفاً وطنيا رائعا فضل مصلحة الولايات المتحدة الامريكية على مصلحته الحزبية من أجل محاربة الأرهاب وتوجيه ضربة ساحقة لنظام الملالي الايراني الظلامي.

خضير طاهر

[email protected]