سباق انتخاب الرئاسة الأمريكية سيحدد في يوم 4 نوفمبر 2008 حينما يذهب الناخبون الأمريكيون إلى صناديق الاقتراع للتصويت لصالح مرشحهم الرئاسي ونائبه. عادة ما يختار الناخبون من بين مرشح الرئاسة للحزب الجمهوري أو الحزب الديمقراطي ليُحَدد على إثره الفائز بالبيت الأبيض. بالرغم من بساطة الفكرة وفاعلية الإجراءات الانتخابية على مدى أكثر من قرنين من الزمان إلا أن سباق الانتخاب الرئاسي الأمريكي أكثر تعقيدا مما يبدو عليه، فهو سباق محكوم بالنظم،، ومليئ باللوائح،، ومحدد بالإجراءات القانونية العديدة. وفي نفس الوقت تعتمد سلاسة السباق على تجاوب المرشحين مع العملية الانتخابية وعلى تعاطي المرشحين فيما بينهم.

ومع أن النظام الانتخابي ليس خاليا من العيوب إلا أنه فاعل بشكل عام، وفي حال حدوث خلل في جزئية أو أخرى فهناك خيارات متعددة لتصحيح المسببات طالما تم الحفاظ على الهدف الأساس من وراء العملية الانتخابية. فما هو ذلك الجوهر الذي تهدف العملية الانتخابية على الحفاظ عليه؟ الجوهر هو النظام الديمقراطي، الذي يعطي كل فرد أمريكي الحق في المشاركة في العملية السياسية والمساهمة في تحديد الوجهة السياسية للولايات المتحدة. فالنظام الانتخابي ما هو إلا آلية من أحد الآليات المتوفرة للحفاظ على الهدف المنشود من الديمقراطية.

نحن لا ندعي أن ديمقراطيتنا هي الأصح ولكننا واثقون بأنها الأصلح لنا. فهي ليست ديمقراطية متحجرة بل هي متغيرة ومتطورة ومتجاوبة مع الأفكار المتغيرة للشعب واحتياجات المجتمع. لعل ما قالته المرشحة الديمقراطية هيلاري كلنتون قبل بضعة أيام يدلل على مدى تجاوب وتطور هذا النظام الديمقراطي مع احتياجات المجتمع حين خصت بالشكر نساء العقد التاسع حين قالت: quot;الشكر للنساء اللائي هن في التسعينيات من العمر واللاتي ولدن قبل أن يسمح للمرأة بالتصويتquot;، فلم يعدل الدستور الأمريكي كي يسمح للمرأة بالتصويت حتى عام 1920.

ما نعيشه اليوم هو مرحلة انتقالية من الانتخابات التمهيدية التي يتسابق فيها المرشحون فيما بينهم للفوز بترشيح الحزب الذي ينتمون إليه إلى مرحلة الانتخابات العامة والتي يتسابق فيها مرشح الحزب الديمقراطي مع نظيره الجمهوري للفوز بمقعد الرئاسة الأمريكية. وسوف يحدد كل من الحزب الديمقراطي والجمهوري المرشح الرسمي عن الحزب في المؤتمر الوطني لكل منهما. هذا العام سوف يعقد الحزب الديمقراطي مؤتمره الوطني في دنفر بولاية كولورادو من 25 إلى 28 من أغسطس والذي سيتوج مرشحه المفترض السناتور باراك أوباما مرشحا رئاسيا رسميا عن الحزب. أما الحزب الجمهوري فسيعقد مؤتمره الوطني في الفترة من 1 إلى 4 سبتمبر في مدينة منيابولس في ولاية منيسوتا لصالح مرشحه المفترض السيناتور جون مكاين.

تحظى انتخابات الرئاسية هذا العام باهتمام كبير لاسيما وأنها شهدت تنافس أول امرأة وأول أمريكي من أصول أفريقية على ترشيح حزبهما لخوض انتخابات الرئاسة إلا أن هذه الانتخابات ليست رئاسية فحسب بل هي انتخابات تشمل جميع المستويات من فدرالية إلى محلية. ففي يوم الاقتراع الرئاسي سيخوض جميع أعضاء مجلس النواب الأمريكي الأربعمائة وخمسة وثلاثين (435) الانتخابات بالإضافة إلى ثلث أعضاء مجلس الشيوخ المائة وكذلك عدد غير محصور من المناصب على مستوى الولاية أو المستوى المحلي مثل حكام الولايات وولاة المدن ومجموعة من القضاة ورؤساء الشرطة وأعضاء لجان الولايات وهيئات البلديات المختلفة. ورغم عدم استطاعة أي شخص الجَزْم بنتائج الانتخابات إلا أنه من المتوقع أن تستمر الإثارة والديناميكية لهذا السباق الانتخابي حتى نهايته.

وليد جواد
فريق التواصل الإلكتروني
وزارة الخارجية الأمريكية
[email protected]
http://usinfo.state.gov/ar