إستضاف برنامج quot;عيون بيروتquot; الذي يعرض على شبكة أوربت عبر قناة اليوم، الفنانة سميّة بعلبكي، التي تحدثت في حوار شيق وصريح تناول حفلاتها الأخيرة التي قدمتها على مسرح بابل في بيروت حيث غنتأغنيات عربية على إيقاع التانغو، أعادت توزيعها بشكل جديد، فأصغى جمهورها العريض من أجيال مختلفة غصت بهم القاعة على مدى يومين متتاليين بتفاعل وإنسجام عاليين.
فكانت هذه عينة من جمهورمتعطش الى نفحة عصرية منالطرب الأصيل.
غنّت سمية من ألحان محمد عبد الوهاب، وزكي ناصيف، ومدحت عاصم، وهاني شنودة، وغيرهم كثر.

الفن الراقي quot;بيخسرquot; في هذا الزمن
كما أسهبت بالحديث عن إلتزامها باللون الغنائي الراقي والملتزم الذي ربما يكون قد تسبب لها بخسائر مادية ومعنوية، لكنها ليست نادمة أبدًا، وأكدت إصرارها على المتابعة بهذا الخط...
وإنهالت الإتصالات الهاتفية من مشاهدين يتابعون مسيرتها منذ البداية، ولاقت الكثير من التأييد بهذا الخط الفني الراقي الذي تنتهجه ...
بعلبكي تحدثت أيضًا عن ألبومها الجديد laquo;أرابتانغوraquo; من إنتاج شركة laquo;فوروورد ميوزكraquo;الذي أعادت من خلاله تسجيل بعض القديم بتوزيع موسيقي جديد يناسب العصر ولا يبتعد عن الأصاله ...
المفارقة لمن شاهد الحلقة أن الفن الملتزم دومًا يجد التأييد من المشاهدين لكنه يبقى كلامًا على الهواء...
والسؤال الذي يبقى عالقاً لماذا لا يترجم هذا الدعم المعنوي الى دعم حقيقي سواء بالإقبال على الحفلات او شراء الألبومات الأصلية وهي الأمور التي تمنع الخسارة عن الفنان الملتزم بفنه وتعينه على الإستمرار؟
والسؤال الآخر لماذا تغيب شركات الإنتاج الكبرى عن فنانات كسمية بعلبكي وتقبل على غيرها ممن لا يجدن سوى عرض الجسد، أو ممن هن أقل موهبة وحضوراً؟ فتبقى مسيرة فنانات مثلها متعثرة إنتاجياً إن وجدت تلك الشركات المغامرة الصغيرة.
وإذا كانت هناك محطات تلفزيونية تتخصص بالطرب كـ quot;روتانا طربquot; مثلاً، لماذا تعتمد هذه القناة ومماثلاتها على أغنيات الفنانين الراحلين، أو ما يحتويه أرشيف القناةفقط؟
لماذا لا تجدد إنتاجها بشكل ذكي وتدعم الفنانين الذين ينتهجون الخط الكلاسيكي للأغنية الشرقية في أعمالهم عن طريق تصوير حفلات مصورة لهم، وترفد قنواتها بمادة حديثة ومتجددة، ولا تترك هؤلاء دون منفذ يبث أعمالهم، وتحدث نوعًا من التوازن الفني على الساحة، بحيث لا يكون وجود المحطة مجرد تحصيل حاصل.

مي الياس

بيروت