تحذير هام: بن لادن والظواهري والعبسي لا تقرأوا هذا المقال

القاعدة تواجه أزمة نضوب المخزون الاستراتيجي من البسطاء ذوي الأدمغة الساذجة القابلة للغسل لتجنيدهم في تنفيذ عمليات التفجير الذاتي في صفوف الابرياء المدنيين.

من المؤكد ان بن لادن وبوقه الأيمن الظواهري لن يستمتعا بقراءة هذا المقال.

دراسات تشير الى تراجع ارهاب القاعدة والارهاب باسم الدين بشكل عام

كل الدلائل تشير الى تراجع أعمال الارهاب في العراق والعالم واذا تم استثناء العراق من المعادلة تؤكد عدد من الدراسات الموثوقة ان الارهاب باسم الدين بدأ بالتقلص ويواجه هزيمة منكرة.

رغم بروز عدد من المنظمات الراديكالية في منطقة الشرق الأوسط مثل حزب الله وحماس والمصنفة كمنظمات ارهابية في قواميس الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ورغم المبالغات في خطابات الحملة الانتخابية الأميركية عن مخاطر الارهاب الا ان الدراسات تثبت ان الارهاب يتقهقهر ويتراجع ويتقلص.

وفي تحقيق نشرته مجلة نيوزويك الأميركية اوائل هذا الشهر يحذر الكاتب المعروف فريد زكريا من المبالغة بخطر الارهاب ويستند في ذلك على ابحاث ودراسات اجرتها جامعات ومؤسسات متخصصة.

احصائيات اميركية حكومية
اذا اعتمدنا على مصادر الادارة الأميركية فان الاحصائيات والارقام تشير الى زيادة رهيبة في الارهاب وعلى سبيل المثال اطلق المركز الوطني لمكافحة الارهاب التابع للادارة الأميركية احصائيات تقول ان الارهاب ازداد بنسبة 41 بالمائة بين عام 2005 و 2006 ومعهد منع الارهاب يقول ان عدد ضحايا الارهاب ارتفع ما بين عام 1998 و 2006 بنسبة 450 بالمائة.
ولكن كل هذه الارقام والنسب والاحصائيات تشمل ضحايا حرب العراق التي يعرف الجميع انها ساحة حرب اختلط فيها الحابل بالنابل من مقاومين بعثيين وجهاديين عرب ومسلمين وارهابيين يستهدفوا المدنيين العراقيين وجيوش طائفية تقتل على المذهب والهوية اضافة الى العمليات العسكرية التي تنفذها قوات الحكومة العراقية الرسمية والقوات الأميركية ولهذا تعتبر هذه الاحصائات غير ممثلة للارهاب العالمي ولا تعكس الصورة الحقيقية. ولا ننسى ان العالم شهد حروب اهلية ادت الى قتل الملايين في راوندا وبوروندي وانغولا والكونغو ويوغندا وليبيريا وسيراليون والبوسنة وغواتيمالا ولكن هل يمكن تصنيف ضحايا هذه الحروب بضحايا ارهاب بالمفهوم المعروف الذي وصل أوجه في 11 ايلول 2001.

ما يهمنا هو ارهاب القاعدة والجماعات التي تستعمل الاسلام كغطاء لقتل الابرياء في الدول العربية والاسلامية وفي دول اوروبية.

استنتج مركز الاستخبارات الأميركي الغير حكومي ان الأعمال الارهابية التي يرتكبها متطرفون مسلمون تضاءلت بنسبة 65 بالمائة منذ 2004 وعدد الضحايا من تلك الأعمال تضاءلت بنسبة 90 بالمائة.
وثمة دراسة اخرى اجرتها جامعة سايمون فريزر الكندية حيث وجدت ان انخفاض العمليات الارهابية وتراجعها يعود لعدة اسباب منها العمليات الحكومية المضادة في عدد من الدول مثل مصر والسعودية والاردن والمغرب العربي وبريطانيا وغيرها من الدول العربية والغير عربية.

أنهيار التأييد في العالم الاسلامي
وحسب هذه الدراسة من أهم الاسباب التي أدت الى انخفاض وتيرة الارهاب هو نزاعات وخلافات بين الجماعات الارهابية ذاتها ولكن من اهم الاسباب في تراجع وتقلص الارهاب هو الانخفاض الكبير في الدعم لتلك الجماعات في العالم الاسلامي حيث ادرك الناس العاديون في الدول العربية والاسلامية ان تلك الجماعات هي فعلا ارهابية ولا تخدم الاسلام والمسلمين. ووجدت دراسة ميدانية في افغانستان ان نسبة المؤيدين للجهاديين المتطرفين نزلت الى 1 بالمائة. ومن المثير انه في شمال غرب باكستان الجبلية حيث تتواجد القاعدة ومخبأ بن لادن ان نسبة المؤيدين للا رهابي الكبير بن لادن التي بلغت 70 بالمائة في اغسطس آب 2007 انخسفت الى 4 بالمائة في كانون الثاني عام 2008 ويعزي بعض الخبراء هذا الانخفاض الكبير في الدعم لردود الفعل السلبية من اغتيال بنظير بوتو. والعلاقة بين اعمال القتل والتأييد باتت نمطية حيث مع كل اعتداء ارهابي ضد مدنيين يضمحل الدعم لتلك المنظمات وتتقلص نسبة المؤيدين والمعجبين.

ومن الجدير بالذكر أن مركز التنمية الدولية وادارة الصراعات التابع لجامعة ميريلاند الأميركية اطلق دراسة اخيرة تشير ان عدد المنظمات الارهابية انخفض بنسبة 54 بالمائة.


غباء واخطاء كارثية أفقدت القاعدة التعاطف الشعبي:

من أكبر الاخطاء هي قتل مسلمين ابرياء وبدون مبرر.

اوائل هذا الشهر فجر سائق سيارة تحمل متفجرات في بناء السفارة الدانماركية في العاصمة الباكستانية احتجاجا على قصة الرسومات. ونجح في قتل نفسه و7 مواطنين باكستانيين مسلمين.

في تشرين الثاني نوفمبر 2005 هاجم عملاء القاعدة الانتحاريين حفل عرس في فندق في العاصمة الأردنية عمان وقتلوا 60 بريئا وجرحوا 90 شخصا.

وكنتيجة لتلك المجازر فقدت القاعدة اعجاب وتعاطف الملايين من المسلمين حيث اشارت دراسات الرأي الميدانية الى هبوط نسبة مؤيدين القاعدة في الأردن من 56 بالمائة الى اقل من 20 بالمائة.

وفي لبنان بعد مهزلة مخيم نهر البارد عام 2007 التي نفذها مأجورين بقيادة الارهابي المأجور والفاشل سيء الصيت شاكر العبسي انهار تأييد القاعدة في صفوف مسلمين لبنان من 20 بالمائة الى أقل من 1 بالمائة. وفي الباكستان هبطت نسبة التأييد من 33 بالمائة عام 2002 الى 9 بالمائة عام 2008.
يمكن ببساطة الاستنتاج ان أفعال القاعدة المشينة في ازهاق ارواح الابرياء العرب والمسلمين ساهمت في اضعاف وتراجع الدعم لهذا التنظيم الارهابي في الدول العربية والاسلامية.

بن لادن والظواهري منتجون اشرطة وكاسيتات رديئة
يبدو لي كمراقب ومتابع لموضوع الارهاب في السنوات السبعة الماضية ان الارهاب الذي شهدناه في العشر سنوات الماضية في طريقه الى الزوال حيث فقدت القاعدة القدرة اللوجستية بعد القبض على العشرات من كوادرها وقتل مئات منهم في العراق. فقدت القاعدة مخالبها وقدرتها على تخطيط وتنفيذ عمليات ضخمة حيث يقتصر نشاطها على عمليات تستهدف اهدافا رخوة سهلة في صفوف مدنيين ابرياء في العراق. ولكن التحول الكبير في استراتيجية القاعدة هي استخدام وسائل الاعلام والترويج حيث تحولت كهوف افغانستان الى استوديوهات لانتاج اشرطة رديئة تذاع على وسائل اعلام عربية متعاطفة مع هذا التنظيم.


نضوب المخزون الاستراتيجي من الساذجين
وصل اليأس والهزيمة في صفوف الارهابيين لدرجة انهم الآن يستعملوا فتيات متخلفات لتفجير أنفسهن في الأسواق وتجمعات المدنيين في العراق. وحسب تقرير في صحيفة الصندي التايمز الاسبوعية الصادرة في لندن في الثامن من هذا الشهر ان نشطاء القاعدة يحاولوا تجنيد اطفال في سن الثالثة عشرة بسبب نضوب مخزون الساذجين ذوي الأدمغة القابلة للغسل من اجل التفجير الذاتي.

نهاد اسماعيل

اعلامي عربي
لندن