كل شيء اليوم في العراق معروض للمهاترات والمزايدات من اكبر واهم الاشياء الى اصغر وابسط الامور. والغريب العجيب ان هذه المزايدات وهذه الصورة المصنعة مرة والمفركة مرة اخرى أغلبها يتم صناعتها في مطبخ الطائفية العربية المقيته. واجمل مانقل هذا الاسبوع على صفحات ايلاف هو خبر ' بكاء العراقيين على خروج منتخب تركيا من البطولة الاوربية الكروية ' وياتي هذا الخبر متزامنا مع انتصارات حسين بن سعيد وعدنان بن حمد بقيادة اخوهم الاصغر.


وايضا تضامنا مع التصريح الرياضي جدا ل.. عدنان بن حمد عقب خسارته وتراجعه الوطني المعيب امام منتخب المجنسين القطري حيث قال نصا هذا المدرب السياسي مبررآ الخسارة ( ان سبب الخسارة هو تدني مستوى الرياضة العراقية بسبب حكومة الاحتلال التي جاءت مع القوات الامريكية ). يبدو انه يحن الى قرى ومحافظات الزيتوني والى العصر الكالح للمقبور عدي بن صدام، حيث عصر التطور والنهضة على طريقة الغجر ' الكاوليه ' المغرم بهم كثيرا. وطريقة قص الرقاب والاذان ووشم الجباه والمقابر الجماعية ورش الكمياوي في الاهوار وكردستان العراق، ووضع لاعبي المنتخب في احواض من المياه الثقيلة وحفر من الفضلات البشريه!

ورجوعا لدموع العراقيين في التشجيع المزعوم للمنتخب التركي، ومتابعة لردود افعال القراء حول هذا الموضوع، يبدو ان البعض يريد ان يقنعنا ان تركيا اكثر حنان ولطف بالعراق من ايران. ونظرة واحدة الى الفرات ودجلة سترى حجم الجريمة التي تعرض لها العراق من الاثنين دون استثناء فكلاهما يساهم في تجفيف الرافدين العظيمين كلا حسب طريقته وامكانياته الخاصة والعامة. ومن يريد ان يرى موقف البلدين بشكل اكثر دقه فما عليه الا ان يسمع دوي قنابل مدافعهم اليومية على المناطق الحدودية وقرى كردستان العراق. وبالمناسبة لكلا منهم اتباعه في عراق اليوم. وما بينهم يقف العراقي الاصيل الذي ينظر بعيون الايتام والارامل فيتحفز حيائه وضميره وهو من ينظر الى شوارع واحياء وشواخص بغداد المتعبه ومحافظات العراق المتهالكه فتتسابق دموعه مع حسراته. هذا هو العراقي الاصيل اما غير ذلك فهم من تجار اوجاع الناس اذا كانوا شيعة او سنة على حد سواء. ومثلهم لاتسمع اصواتهم النشاز الا في مواسم الانتخابات او في المطالبة بزيادة رواتب ومخصصات اعضاء البرلمان.

مجرد تخيل الصورة كيف سيكون حال الامة لو جمعت الصدفة والقرعة منتخبي ايران وتركيا !! هل من المعقول حينها ان ينقسم الجمهور العربي كلا حسب طائفته ومذهبه !! بغض النظر عن مستوى المباراة او الفريق الافضل. هل يعقل ان الامة وصلت الى هذا الدرك الاسفل في الحياة قبل الاخره. ثم هل كان النبي العربي الامين محمد بن عبد الله 'ص' من بني فارس ام من بني عثمان بن ارطل !! هل القران نزل بغير لغتنا العربية الجميلة، وهل تكلمت الملائكة بلغة الشاه عباس او مراد الرابع !! فكيف اصبح المتبوع، مجرد تابع. مالذي جرى مالذي حدث لهذه الامة العظيمة بتاريخها الخائبة بحاضرها ومستقبلها الذي لايحمل أدنى بشائر للخير والتفاؤل. قبلنا واستوعبنا قسرآ تبعية بعضنا الكثير جدا الى امريكا على اعتبار انها القطب الاوحد والدولة الاعظم، فكيف يمكن استيعاب تبعية جمهورنا على الاقل الى بني فارس وبني عثمان !! ثم ماهذه النظرية الخائبة بكرة القدم حيث يكون فريق تركيا نسانده ونشجعه لانه شعب المفروض مسلم !! وماذا عن الفن والعلم والروعة التي تلعب بها معظم المنتخبات الاوربية. هل نقايض متعة هذا اللعب والفن لمجرد اولاد 'اتاتورك ' طرف في البطولة الاوربية.مثل هكذا موقف ليس فيه الكثير من المنطق ويفتقد الى التوازن النفسي والفكري قبل غيره. وايضا يشير الى حالة انفصام واضح في حالة مثل هكذا جمهور لان تركيا نفسها وليس غيرها فيها القواعد العسكرية ' للعدو الامبريالي ' كما يحلو للبعض القومجي هكذا تسميات. وتركيا عضو في حلف الناتو الغربي. وايضا تركيا وليس غيرها وبحكومتها الاسلامية اصبحت وبشكل علني عراب ' الصهاينة ' في المنطقة. بل انها جزء من مخطط ستراتجي خطير يقطع الماء عن بلاد الرافدين ليرسله الى بلاد ' اخونا اولمرت '. فعن اي دولة اسلامية وعن اية دعم رياضي تتكلمون، ومصائبنا تملأ الدنيا فنصفنا ينام جياع ونصفنا الاخر ينام وهو لايعرف حتى يكتب احرف اسمه. بل مازال كثيرينا يضع المراة التي ولدته بخانة ' النكره '. افيقوا ايها النيام فحتى الكهوف لم تعد تستوعب سباتنا. افيقوا ياامة ضحكت من جهلها الأمم. وعاشت حرة اسلامية لميس في ملحمة سنوات الضياع ونور في مسلسل الضياع الاخر الذي يسمى نور. وليسقط المسلسل العتيد ' دلاس ' على اعتبار ان امريكا ليس دولة اسلامية مقارنة بتركيا الاسلامية.

محمد الوادي
[email protected]