منذ فترة وتنظيمات القوميات المضطهدة غير الفارسية في إيران وهي الكردية،والأذرية والعربية(الاهواز)،والبلوشية، والتركمنية، بدأت تأخذ بوسائل جديده لخدمة قضايا شعوبها المكونة لنسيج الدولة الإيرانية والمشتركون في طبيعة الاضطهاد الواقع عليهم جميعا، كما أن السلطات المتعاقبة سبب معاناتهم ومصادرت حقوقهم واحدة، والإطار الجغرافي الذي تنتمي اليه هذه القوميات واحد، وهي الدولة الإيرانية منذ بداية تأسيسها.


فهذه التنظيمات القومية هي نتاج طبيعي لممارسات أنظمة قمعية استمدت سلطتها من الهيمنة التاريخية للعنصر الفارسي بالتحالف مع المستعمر في حقبة من الزمن الذي اغتصبت مصالحه ومشاريعه الإستعمارية إلى عقد هذا التحالف مع الفرس وتمكينهم على مر التاريخ مع فرض سيطرتهم على بقية الشعوب الإيرانية سياسيا،وإقتصاديا، وثقافيا.


ومارست هذه الأنظمة ولا زالت أسوأ الأاساليب العنصرية التي قل نظيرها. فكل الشعوب غير الفارسية على حد سواء عانت ولا زالت في ذلك. وظهرت هنا وهناك ثورات وإنتفاضات قومية ترفض الواقع وتطالب بحقوقها والتغيير حتى أن سمة الواقع السياسي الايراني أصبح منشغلا بقضايا القوميات المهددة لمصير الأنظمة العنصرية فيه وإذا كان العنصر الفارسي المقدر تعداده بـ ( 45%) من سكان إيران يشكلون قوة سياسية وإقتصادية وثقافية، فإن القوميات الاخرى المشتركة في الاضطهاد الفارسي يقدر تعدادهم إجمالا نسبة (55%) فهم يشكلون قوة بشرية هائلة، ومناطقهم تعتبر مصادر رئيسية لثروات الطبيعية في إيران، فضلا عن كونهم أصحاب تاريخ مشرف وثقافات لو اتيحت لها فرص الإنتاج لأبرزوا وجه الإنسانية المشرف، بدلا من الإنتاج الأحادي ممثلا خصيه الايرانية، والتي في معضم جوانبها مشوهة بالعنصرية والإساءه للقوميات الاخرى.


فإنفراد العنصر الفارسي كقوة مسيطرة على المقدرات الحياة، وغياب القوميات الاخرى في المقابل كقوة فاعلة مؤثرة تسعى الى تغيير الواقع لخلق التوازن في واقع الحياة الايرانية.
أصبح الصورة المسلم بها لإيران بالتقادم، وأمراً واقعاً لانقيض له. والسبب يعود الى غياب التنسيق بين حركات القوميات غير الفارسية في إيران.


وإذا ما تم هذا التوجه بإعتماد العل الجماعي بين هذه الحركات لإحداث تغييرات جذرية في الداخل، وجب عليها أى (الحركات القومية) حتمية الاتفاق فيما بينها ـ في أقل تقدير ـ على الحد الادنى من المبادئ والثوابت التي توحد نضالهم.
نقول هذا متأملين في هذا التوجه الذي يبدأ أنه أصبح حقيقة واقعة تتناقل الأنباء عن نشاطات ملحوظة لعدد من التنظيمات القومية تنسق فيما بينها لطرح قضاياها على الساحة الدولية عبر مؤتمرات دولية، نأمل منها أن تكون مستوفية للشروط التي تضمن لها إستمرارها ونجاحها.


فان أهم الضمانات الاولية لنجاح هذا التحالف أن أطرافه يتمتعون بالنظرة الواقعية لمعالجة قضاياهم القومية والوطنية، ولا يقفزون على الإرث التاريخي والجغرافي لفرض أجندة خاصة، بل يوسعون من مجال طرحهم لتحقيق مايمكنه أن يتحقق في الواقع وليست مجرد أماني لاتسندها الواقعية السياسية.


إبراهيم الأهوازي