نشرت ايلاف سلسلة من المقالات لآحد الكتاب أستعرض فيها التحركات التي سبقت الحرب الأيرانيه العراقيه والدور الأمريكي فيها والخطط التي وضعت لقيامها والسيناريو الذي أعد خلالها وكيفية أنهاءها وبتفاصيل أنشائية دقيقة وكأن صاحب المقال كان حاضرآ معظم أجتماعات القيادة العراقية، أو احد الذين كان يعتمد عليهم الرئيس العراقي السابق، ليبوح له بالكثير من التفاصيل التي تمس أمن الدولة العراقيه وأمن النظام القائم آنذاك والمعروف عنه بأنه كان نظامآ مغلقآ أمنيآ من الصعب أختراقه، أو كان هذا الكاتب أحد أعضاء الوفد المفاوض الذي ارسله صدام الى اسبانيا لمقابلة الوفد الأمريكي المزعوم كما يدعي الكاتب،عمومآ لا نعرف بالضبط من أين حصل على هذه الوثائق الغير مصوره أذا كانت حقآ وثائق لماذا لا يفصح عن مصدرها، وأذا كان فعلآ يملك معلومات أو أثباتات فليبرزها أو ليشير الى مصدرها حتى تتحرى الناس الحقيقة وينال مصداقية ما يكتب دون أتهامه بالتدليس أو تزييف الحقائق.


أن الإثارة والتشويق التي تميزت بها سلسلة المقالات هذه، لا تصلح إلا أن تكون قصة لمسلسل عربي ينتظره الناس كل يوم لمعرفة أحداثه المتبقية وليس الى أثبات حقائق ووثائق خطيره في مقال يكون من الرصانه المدعمة بالأدله والوثائق المكتوبه أو المسموعة أو نقل عن كلام شهود موثوق بهم عاصروا الأحداث بكل تفاصيلها وخاصه ما يتعلق بالدور الأمريكي المحرض لقيام هذه الحرب ودفع العراق لشنها كما يزعم الكاتب، كثير من الأمور التي قام بسردها هذا الكاتب غير دقيقة والذي من الواضح أنه يبحث عن الشهرة أو لتحقيق مكاسب ما، على حساب الدقة والأمانة والكلمة الهادفة الصحيحة، ولا يستبعد أن تقف وراء ترويج مثل هكذا أكاذيب وخزعبلات دول أو منظمات لغاية ما ونشم منها محاولة أيضآ لتبرئة أيران وطلب التعويضات لها لآحقآ كما هو كيان الكويت الآن يستنزف العراق بتعويضات باطلة هي عباره عن سرقات تدار بطريقه خبيثة.


نحن لا نبرأ الغرب وعلى رأسه الولايات المتحده الأمريكيه من هذه الحرب التي دارت رحاها بين العراق وايران على مدى ثمان سنين واستنزفت قدرات وطاقات البلدين والمنطقة خدمة لأسرائيل، فهي التي تخلت عن الشاه ومهدت الطريق للثورة الأيرانية أن تنتصر، لكن الكل يعلم وهذا ليس دفاعآ عن صدام ونظامه بأن العراق كان أمام خيارين أحلاهما مٌر،، أما أن يسكوت على تدخلات أيران في شؤونه الداخلية عن طريق دعم بعض العملاء الذين يأتمرون بأمرتها لتهديم الوحده الوطنيه، أو يقاتل ويمنع الشر عنه ويدفع بهذا الخطر المحدق ويحجمه،وكلامنا هذا سوف يؤلب علينا البعض للمزايدة وكيل التهم الباطله ضدنا، فنحن قدمنا والدنا شهيدآ على يد النظام السابق ومعارضين لذلك النظام وطريقة أدارته للدوله، لكننا لم ولن نبيع مبادءنا ولن نساوم على وطنيتنا ولن نرضى بأي تعدي أو المس بالعراق وشعبه ونؤمن ايمانآ راسخآ بالعراق الواحد الموحد من زاخو حتى الكويت ولم نكون يومآ من الذين يتسكعون على سفارات أمريكا وأسرائيل وأيران والكويت أو أي جهة أخرى تعادي العراق مهما كانت العلائق والمشتركات معها فالعراق أولآ وأخيرآ بالنسبة لنا فلا كرامة لنا بدونه، ولا مأوى لنا غيره فلا يزايد علينا المزايدون ولا يتهمنا المنافقون،، ويساورنا الشك بأن هذه المقالات أيضآ ما هي إلا محاولة مدفوعة من كيان الكويت لغرض درء أي تعاون أمريكي عراقي مقبل يؤثر في خارطة المنطقة ويعيد للعراق شيئآ مما فقده،فبالرغم من المساعده الكبيره التي قدمتها الكويت لتدمير العراق وأحتلاله والأنتقام من أهله أشد أنتقام إلا أنه في نفس الوقت كان هناك شعور وخوف كبير من التغيير الذي حدث بالعراق وقد شكت للأمريكان مرات عدة بأنها تخاف أي الكويت أن تكون الثمن الذي سوف يدفع في أي تعاون سيتراتيجي مقبل وعلاقات قوية بين أمريكا وما يسمى بالعراق الجديد وهذا حدث بعد تسريب بعض المعلومات من قبل بعض الشخصيات الأمريكيه بعد غزو العراق،على أن الكويت يجب أن تدمج مع العراق وأن تكون أقليم أقتصادي مثل باقي الأقاليم المزمعة الأنشاء وأن تحتفظ بخصوصيتها وبقيادتها في ظل نظام الأقاليم الفيدرالي الذي يجاهد البعض في فرضه كطريقة حكم في العراق،نعود الى مسألة الوثائق المفبركه ونتسائل ويتسائل معنا الكثيرين هل هناك تعاون أمريكي سوفيتي لمساعدة العراق ضد أيران في تلك الفتره؟ وهذا محال نتيجه لجمله من الأسباب يطول شرحها أولها التنافس الشديد على مناطق النفوذ، أضافة الى أن العراق كان يعتمد أعتمادآ كليآ على الأتحاد السوفيتي السابق تسليحيآ وسياسيآ بداية حرب الخليج الأولى وكان من البلدان المحسوبه على المعسكر الأشتراكي وله مواقف كثيره ضد الولايات المتحده منها دعمها اللامحدود لأسرائيل على حساب العرب وقضاياهم، لا شك بأن الولايات المتحده دخلت على الخط بعد ذلك حماية لمصالحها والمحافظة على عدم فلتان الأمور بصوره لا تحمد عقباها كأن تتعطل عمليات الشحن والملاحة من مضيق هرمز مثلآ، علاوة على شعارها الذي كانت ترفعه وتطمئن به حلفاءها في المنطقة وهو لا غالب ولا مغلوب أي أنهاك الطرفين وتدمير بعضها البعض على الحدود، نعم الكل خسر عدا أسرائيل ودورها التي لم يتناولها الكاتب في مقالاته مطلقآ؟؟؟

لقد أبتلى العراق بكثرة المحسوبين والطارئين عليه هؤلاء لاهم لهم سوى طعن الوطن والتعاون مع أعدائه ورفع اقلامهم وهي ليست أقلام بل معاول لتهديمه بالكلمة التي يحاولون تغليفها بعبارات لخداع العامة البسطاء الذين ينخدعون بمصطلحات براقه مثل الديمقراطيه، وحقوق الأنسان، والرفاهية،ومحاربة الفساد والمفسدين وفضحهم، وهذه الشعارات رائعة أن رفعها وطنيون حقيقيون غير مرتزقه لا يساومون، ولا يداهنون، ولا يميلون لأي جهة إلأ للعراق العظيم وشعبه الأبي الشجاع.

حيدر مفتن جارالله الساعدي

[email protected]