صار من الخطأ أن نعنون جديد الفتاوى الغريبة ( بأغرب فتوى ) توقعاً أن تكون القادمات أغرب. فكم سمعنا من أفواه خطباء المساجد وكم أصغينا لدعاة من على شاشات التلفزة، وهم يسردون قصص وحكايات عن أفعال وأعمال السلف الصالح تغدو ( حكاية جدتي ) عن ليلى والذئب وأفلام هوليوود السوبرمانية والوطواطية الفنطازية مجرد ( حتوتات ) خصوبة خيال حابكيها من عظماء كتاب العصر تغدو جدبة مقارنة مع الأساطير التي تصنعها عقول من وضع العمامة او الغترة على رأسه بعد تخرجه من مدرسة (!!!!!!! ) إلتجأ إليها هرباً من إداء الخدمة العسكرية بعد فشله في المدارس العلمية اوالأدبية!!!


يدرك قرائي الأعزاء بأني كتبت سلسلة من النكات تحت عنوان ( إستراحة للقراء. إضحك ) كنت أنقل الكثير منها لكم من ( Google ) الوحيدة في اللغة الإنكليزية ولكنها وفيرة ( باللغات ) العربية. غوغول. جوجل قوقل. كوكل. والبقية من الذاكرة او أصنعها بنفسي غير أني وجدت صعوبة بالآونة الأخيرة في أن أكتشف نكتة جديدة لم تطرق سمعي من قبل. فالنكات السياسية التي قالها العراقيون في صدام حسين إستبدل ( إخوتهم ) في الوطن العربي الكبير إسمه بأسماء قادتهم وأبقوا على التفاصيل لتشابه الأحوال. أما النكات الإجتماعية فالحمصي والديلمي والكردي والصعيدي والشامي والمصلاوي ووووووووو فهي قواسم مشتركة لمضامين ومعاني جميع النكات...


إذن فالنكات صارت مكررة ومملة ولم تعد تقهقه سامعيها بتلك السهولة لو كانت تازة وطازجة..
البركة في شيوخنا فلقد شالوا العبء ورفعوه عنا وساعدونا بالمهمة التي نحاول قدر المستطاع رسم البشاشة على الوجوه وطرد ولو بعض هموم ناسنا وذلك بغريب الفتاوى التي يطلقونها بين حين وآخر كلها جديدة. وغير مكررة. وفي جميع المواضيع مما جعل الحسد تجاه قابليتهم الفكاهية التي تضحك السامعين بقهقهات عالية. تأكل حشاشاتنا..


إليكم في ما يلي مقال كتبته الصحفية ليلى عثمان في جريدة كويتية عن واحدة من تلك المهازل. بعد إنتهائكم منها، أنقل لكم حواراً طريفاً على نفس الوزن

(( :ذات يوم كنت أستمع إلى أحد المشايخ وهو يرد على أسئلة المستمعين بالبث المباشر، فجاءه هذا السؤال الغريب من أحد المستمعين: أحضرت خروفا إلى بيتي لأذبحه في عيد الأضحى لكن الخروف أكل جزءا من جريدة أجنبية فهل لحمه حلال أم حرام؟
استفزتني سخافة السؤال، فهل وصل الجهل بالناس إلى أن يسألوا مثل تلك الأسئلة؟ وهل صار السؤال عن الحلال والحرام يقلق البشر إلى الدرجة التي يحاسبون فيها البهائم على ما تأكله؟


تحفزت لأسمع رأي الشيخ وفتواه، وتوقعت أن يقول له: يا أخي إن البهيمة تأكل أي شيء تجده، فلا تدقق بالأمر واتكل على الله واذبح خروفك. لكن الإجابة جاءت أغرب من السؤال ذاته فقد رد عليه الشيخ قائلا: يا أخي المسلم عليك أن تتأكد من أن الجريدة التي أكلها الخروف ليس بها ما يمس بالذات الإلهية أو يسيء إلى ديننا الحنيف وبعدها توكل على الله وكل خروفك.


بصراحة أرعبني رد الشيخ فأمسكت بالهاتف لأتصل به وأعترض على فتواه الغريبة التي تزيد من تعقيد الناس وتكليفهم فوق طاقتهم، لكن الخط الذي ظل مشغولا حرمني متعة المشاركة وبقيت مستفزة حتى نهاية البرنامج وأنا أفكر بهذا السائل المسكين الذي سيلتزم بالفتوى، فتخيلته وهو يفتح بطن الخروف ويستخرج الجريدة المعجونة في معدته ثم يلملم أوصالها ويقرأها ليتأكد أن لا شيء في الجريدة يمس بالله وبالدين.


وهنا انخرطت في الضحك وأنا أشفق على الرجل!! أليس شر البلية ما يضحك؟.. لقد ابتلانا الله بمشايخ يعسرون بالفتاوى ولا ييسرون، ومع الأسف أنهم يلقون آذانا صاغية من بعض الناس إما لشدة جهلهم بأمور الدين السمح الصحيح، أو بسبب براءتهم- خاصة الشباب- الذين يتبعون الدعاة المتشددين، فتصيبهم الوساوس إلى درجة أنهم لا يتصرفون بشأن من شؤون حياتهم إلا بعد الرجوع إلى فتاوى هؤلاء.


إن بعض تلك الفتاوى أحدثت شروخا عميقة بين أفراد الأسرة الواحدة، تصوروا أن شابا سأل أحد الدعاة المتشددين عن الطريقة التي يتعامل بها مع والده الذي لا يصلي ولا يصوم ويشرب الخمرة، فقال له: أبوك -كافر- وإذا قتلته تدخل الجنة!!!
ماذا نقول في هذا التحريض على العقوق بالوالدين؟ وأين هذه الفتوى البشعة من قول الله تعالى 'ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما'؟ إننا لا نملك أمام هذا الوضع الغريب إلا أن نقول: اللهم احمنا من شر بعض الفتاوى وأصحابها - قولوا آمين. )))..

والآن إلى حوار طريف بين إرهابي وشيخ. لا تستبعدوا حقيقة حدوث واقعته ما دمنا نسمع عجيب الفتاوي..
الإرهابي يسأل الشيخ./ هل صحيح يا مولانا بأني سأحصل على ( 72 ) حورية عند دخولي الجنة بعد تنفيذي لعملية إستشهادية ضد الكفار. وإنهن سيلازماني طيلة وجودي هناك؟
الشيخ / نعم يابني.
الإرهابي / ماذا عليّ فعله مع زوجتي الحالية إذا صار مكانها معي في الجنة بعد موتها. هل اُطلقها؟؟
الشيخ / لا يا بني فهذا لا يجوز وأنت في طريقك للإستشهاد. الطلاق يحدث تلقائيا. فهي لا تعد زوجتك هناك. فأنت لك حورياتك!!!
الإرهابي / ولكني يا مولاي لا اُطقيها هنا، على الأرض. وقرار ذهابي للموت هو بسببها. فكيف أتحمل تواجدها معي هناك في الجنة؟؟؟
الشيخ / يا بني. هناك أيضاً تستطيع أن تحصل بها على الأجر والثواب أضعافاً!!!
الإرهابي / كيف ذلك؟. وضح لي. دلني..
الشيخ / تستطيع أن تبعثها من هناك إلى جهنم فالكفار فيها ليس لديهم ولا حورية واحدة؟؟

حسن أسد