عبد الجيار العتابي من بغداد:اسيل عادل، هي بطلة الفيلم السينمائي العراقي (احلام) الذي اخرجه محمد الدراجي وحقق حضورا جيدا في العديد من المهرجانات التي شارك فيها لكونه اول فيلم عراقي يصور بعد احداث التاسع من نيسان 2003 ، وهو فيلمها السينمائي الاول الذي دخلت منه عالم الدهشة ، ومنه ظلت تراودها الاحلام في ان تتكرر التجربة مرة ثانية واكثر وتحقق احلامها في في تمثيل افلام سينمائية لما تمثله السينما من حلم لكل فنان ، اسيل .. حاورناها في (احلام) .. فيلمها و احلام عمرها .

اسيل عادل

* لماذا لم تذهبي الى المهرجانات التي يشارك فيها الفيلم بأعتبارك بطلته ؟
- قدمت لي بعض الدعوات للسفر خارج العراق ولكنني اعتذرت عنها بسبب ظروف ابني الصغير ، ولكن اسمع عن مشاركات في شمال العراق للفيلم ولكنني لم اتلق اي دعوة للحضور كما حدث في اربيل مؤخرا ، والمفروض من المخرج ان يدعو ابطال الفيلم لاسيما ان المهرجان داخل العراق ولسهولة الحضور .
* هل كان هذا الفيلم تجربتك الاولى في السينما ؟
- نعم ، فلم يسبق لي ان اشتغلت في السينما من قبل لأن ولادتي الفنية كانت في ظروفي سبات السينما العراقية ، وهذا الفيلم هو اول تجربة لي ، وقد اعطاني اشواقا كثيرة للعمل في السينما .
* ما الذي جعلك توافقين على المشاركة في الفيلم ؟
- اولا لأنه فيلم سينمائي ، والسينما غائبة عنا منذ سنوات ونحن محرومون منه ونتحسر عليها وهي حلم كل فنان عراقي ، ثم ان شخصية بطلة الفيلم (احلام) اعجبتني كثيرا لانها تحمل الكثير من المعاناة الانسانية التي تحملها الفتاة العراقية ، وهي بشكل عام مثلت شخصية مدينة (بغداد) التي تعرضت للكثير من المتاعب والالام والمصائب ، وكذلك فقد احببت ان اساعد مجموعة االطلاب العراقيين الذين كانوا جادين في عملهم مع المخرج محمد الدراجي ، بالاضافة الى اننا اردنا ان نوضح للعالم اننا نستطيع ان نصنع الابداع رغم كل الظروف التي نمر بها .
* ما الصعوبات التي واجهتيها اثناء التصوير ؟
- كثيرة جدا ، وكنا قد صورنا الفيلم بعد سقوط النظام السابق بأشهر قليلة ، وكان الوضع انذاك يتميز بالخطورة جدا ، وقد تعرضنا الى محاولات خطف وسلب وسرقت منا كاميرا وبعض الاشرطة ، مثلما تعرضنا الى اطلاقات نارية ، وقد صورنا المشاهد في شارع الرشيد وشارع حيفا وبعض مناطق بغداد ، وقد استغرق تصويره اربعة اشعر .
* الم تكن الشخصبة صعبة ؟ وكيف استطعت التعامل معها ؟
- بالتأكيد .. لاسيما انها شخصية طالبة جامعية تتعرض الى موقف يؤدي بها الى الجنون وتنقل الى مستشفى المجانين ، وكان لا بد من اداء يضاهي المعاناة التي تشعر بها ، وقد اشتغلت شخصية المجنونة وانا اضع في بالي انني شاهدت العديد من هذه الشخصيات في الواقع وعلى الشاشة ، واردت ان اصل الى شخصية معينة مقنعة للمشاهد وغير مكررة ،خاصة ان حالة الجنون لديها من الجنون الهاديء .

* ما الذي خرجت به من هذه التجربة الاولى ؟
- احسست بمتعة كبيرة رغم كل الصعاب ، فالعمل في السينما غير العمل في التلفزيون ، وتعلمت الكثير منها مثل كيف اعمل في السينما ووجدته عملا متعبا اكثر بكثير من الدراما التلفزيونية ، وكيف اتعامل مع الكاميرا السينمائية ، لغة السينما لها ايقاعها الخاص وسحرها ، وهذه التجربة جعلتني اتوق الى ان اعمل في افلام اخرى ، ولكن اين وعجلة السينما العراقية متوقفة منذ زمن طويل ، جعلتني تجربة (احلام) ارسم احلاما جميلة في عالم السينما الممتع .
* ما اصعب مشهد في الفيلم ؟
- مشهد الاغتصاب ، كان الاصعب وان كان الذي يؤدي دور المغتصب هو زوجي الفنان مازن محمد مصطفى ،لكنني شعرت بصعوبة الحالة وبسبب التحفظات التي تحملها تقاليدنا الاجتماعية ، لقد شعرت بحالة غريبة اثناء تأدية المشهد واحسست بالحياء الكبير ، ولكن لمجرد اننا اردنا ان نوصل فكرة الفعلة الدنيئة الى المشاهد ليتحسس مدى الاجرام فيها ، وكان وجهة نظر المخرج مختزلة ومكثفة لتكون اللقطة مؤثرة .
* بعد مضي اربع سنوات على الفيلم ، ما الذي تبقى في نفسك ؟
- هذا الفيلم جعلني اتمنى واتحمس ان اعمل في السينما وافكر واقرأ واسأل عن السينما في العراق ولماذا لا توجد اعمال سينمائية ولماذا لا يعمل الاخرون من اجل تنشيط حركة السينما ، ولماذا العديد من الدول العربية تعمل بخصوبة وغزارة ونحن لا ، وطبعا لا اعلم السبب ولا اين الخلل ، هل هو في دائرة السينما والمسرح ام في الاستبراد لمعدات ومواد السينما ، ولكنني ارجع واقوا اننا نحن الفنانين مجرد موظفين ولا نعرف ما يدور خلف الكواليس ، ولكننا نتمنة ان تنشط الاعمال السينمائية زان ينهض الفن العراقي في كل شيء ومن المؤسف ان كل هذه الطاقات الفنية مجمدة ومعطلة .
* برأيك هل من الممكن اقامة صناعة سينما في العراق ؟
- طبعا ، ومن الممكن جدا ان نفعل ذلك اذا ما توفر الجهود المخلصة لاقامة صناعة سينمائية ، فكل ما تحتاجه السينما لكي تنجح موجود في العراق من اماكن مختلفة التضاريس ومناخات وقصص وحكايات وفنانين وفنيين ، وما تنقصنا فقط الخبرة التقنية الجديثة والتي من الممكن تجاوزها بالاستفادة من خبرات الاخرين ، السينما في العراق اذا تحركت عجلتها بخطى ثابتة ومدروسة ستحقق نجاحا كبيرا في المستقبل