محمد الحمامصي: افتتح مساء أمس الكاتب الكبير محمد السيد عيد نائب رئيس هيئة قصور الثقافة بالمسرح المكشوف بدار الأوبرا المصرية الدورة الثانية لمهرجان المخرجة المسرحية نيابة عن الدكتور أحمد نوار رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة لسفره للمكسيك، وشارك فى الإفتتاح الفنانة الكبيرة سميحة أيوب رئيس المهرجان، والدكتور محمود نسيم مدير المهرجان ومدير إدارة المسرح بالهيئة، وبدأت وقائع حفل الإفتتاح بعرض فلكلورى راقص لفرقة الحجالة للفنون الشعبية التابعة لفرع ثقافة مرسى مطروح من إخراج/ سمير زاهر وصياغة الكاتب المسرحى/ أحمد زيدان، وقدمته المخرجة/ منى أبو سديرة.
وقد وجه د.أحمد نوار رئيس الهيئة كلمة للمهرجان مؤكداً فيها على أن الدورة الأولى لمهرجان المخرجة المسرحية أثارإستجابات متعددة وإختلافات فكرية وإهتماماً نقدياً وإعلامياً وكل ذلك شواهد على حضور المهران وتواجده الفاعل.
اكد د. نوار على توجهاته الفكرية والإدارية الراهنة للهيئة حيث أبرز سعيه لتحويل الهيئة إلى مشروع ثقافى متفاعل ومتجدد ينقض ثنائية المركز والأطراف التى كانت مهيمنة على مسارات الهيئة فى مراحل سابقة حيث كانت العاصمة تمثل مركزاً يفكر ويخطط والأقاليم والمدن الصغيرة والقرى أطرافاً تتلقى وتنفذ.
أضاف د. نوار أنه ليس متجاوزاً حينما يقول ان الهيئة هى المكان الثقافى الوحيد الذى يهتم بعمل المرأة المخرجة ليس فقط عبر المهرجان وإنما من خلال البرامج التدريبية حيث أقمنا فى الإسكندرية ورشة مسرحية لتدريب الفتيات على المهارات الأساسية فى فن الإخراج وانتهت تلك الورشة بانعقاد الملتقى الأول للمخرجة السكندرية.
وفى النهاية وجه د. نوار الشكر للمبدعات المكرمات فى هذه الدورة، وللدكتور عبد المنعم كامل رئيس دار الأوبرا المصرية على استضافته للمهرجان.
من ناحية أخرى أكد الكاتب محمد السيد عيد على الاهتمام الكبير فى الفترة الأخيرة بالمرأة وإبداعها وبما تقدمه فى الحركة الثقافية، وأضاف أن الواقع المصرى لم يشهد منذ 35 عاماً المرأة كمخرجة بل على العكس فقد شاركت المرأة قديماً بتمثيل الأدوار الرجالى والعكس صحيح، وأشار إلى مساهمة الفنانة سميحة أيوب كمخرجة فى الفترة الأخيرة، ولكنها لم تكرر التجربة، وأكد على أهمية الاحتفاء بالمرأة الكاتبة والناقدة وليس المخرجة فقط، وعلى أن هذا المهرجان خطوة هامة لتحقيق هذا الاتجاه فى المستقبل.
وقد وجهت الفنانة الكبيرة سميحة أيوب الشكر للدكتور/ احمد نوار لإقامته هذا المهرجان تيمناً بالمخرج الرجل بعد ما همشت المرأة المبدعة الخلاقة لفترة طويلة وكان لا يعرف بها إلا على استحياء، كما أكدت على فخرها برؤية مبدعات يتقدمن بحماس لخوض مجال الإخراج الصعب، وأيضا على تجربتها فى التمثيل وفى المسرح تحديداً، وإنها من الفنانات اللاتى دافعن عن الفن وقدسيته.
وفى كلمته أكد د. محمود نسيم على أن المهرجانات النوعية التى تتناول ظاهرة معينة هى الأعمق إتصالاًُ بالحراك الثقافى الآن مثل مهرجان المسرح التجريبى ومهرجان المخرجة المسرحية لأن المهرجان بهذا المعنى لا يكون نشاطاً شكلياً دعائياً بل يكون جزءاً من سؤال أو إقتراح ثقافى.
وأضاف ان مهرجان المخرجة المسرحية أثار استجابات متعددة حول خصوصية التشكيل الجمالى لمسرح المخرجة، وحول انتساب التجربة الفنية لنوع مبدعها رجلاً أو إمرأة، وحول العلاقة او الفارق بين مسرح المخرجة والخطابات الثقافية المندرجة فيما يسمى الآن بالنسوية، كما أكد إيضاً على خصوصية التشكيل الجمالى لبعض عروض المخرجات، وهى خصوصية تظل بحاجة إلى الكشف النقدى والبحث المنهجى.
وقد كرم المهرجان عدداً من المبدعات اللاتي ساهمن فى الارتقاء بفن المسرح وهن اسم الفنانة الراحلة مارى منيب، وقد تسلم درع التكريم حفيدها جمال منيب، والدكتورة هدى وصفى مدير مركز الهناجر للفنون والكاتبة الصحفية آمال بكير، والكاتبة الناقدة المسرحية فوزية مهران والكاتبة فتحية العسال، والفنانة فردوس عبد الحميد والناقدة المسرحية منحة البطراوى.
وفى نهاية الحفل قدمت فرقة نادى مسرح قصر ثقافة الأنفوشى بالإسكندرية العرض المسرحى quot;كلام فى سرىquot; من إخراج ريهام عبد الرازق وتأليف عز درويش ومن المعروف ان هذا العرض هو الفائز بأفضل عرض جماعى فى المهرجان التجريبى فى دورته هذا العام.