حاوره إسماعيل الربيعي- تورنتو: بين حرارة الحنين إلى الأوطان وجليد الغربة، يقف الإعلامي العراقي حسام الصفار على ممر التوقد. عينه على الوطن حيث خيط الدم الذي راح يطغى على معالم الصورة، والرغبة العارمة بالتفاؤل، تلك التي تلح عليه. من موقع الساحة الالكتروني يطل على قرائه العرب، أداته الكلمة تلك التي تمثل رأسماله الرمزي. حاثا مناديا وداعيا إلى اللقاء، يكتب بحرارة، ويتحرك بنشاط يحسد عليه تراه في ارجاء تورنتو يلتقي بالجالية العراقية تارة والعربية تارات.. لا يتردد عن اطلاق السؤال المتطلع نحو المعرفة حتى أنه لا يضيع فرصة سؤال من يقم إلى تورنتو، عن الطريقة التي يمكن من خلالها إدامة زخم التواصل.

* إعلام المهجر، كيف يمكن النظر اليه؟
بعد تجربة احد عشر عاما من العيش في المهجر، استطيع القول بأن الإعلام العربي بقي يراوح مكانه، وإذا ما برزت بعض التجارب هنا ام هناك، فإنها تبقى تعاني من المحدودية، بل تكاد تكون بمثابة المشروع الشخصي. منذ قدومي إلى كندا عام 1995 لم أكن الحظ وجودا واضحا ومؤثرا للصحافة العربية، بل إن تجربة مفردة ومحلية، كانت هي المتسيدة للموقف. وبعد مرور القليل من السنوات راحت تبرز بعض التجارب على استحياء. فيما أخذت البعض من الصحف المحلية الصادرة في تورنتو تأخذ نمطا يتجه نحو الخصوصية. والاقتراب الشديد من الجالية. لا يمكن إنكار جدية بعض التجارب، والتي أبرزت عن قدرات إعلامية مميزة، لكنها بقيت تعاني من شح الإمكانات والتمويل القليل.
*المواقع الالكترونية وطريقه توظيفها؟~
الثوره المعلوماتيه أبرزت أثرها في العالم وراح العرب ينهلون منها على الصعيد الإعلامي حتى أن بعض المواقع العربية حصدت المزيد من الشهره والتقدير والاحترام بفضل مهنيتها العالية واحترافيتها. لا أريد أن اشخص فهذا أمر متروك للقارئ العزيز. في كندا برزت العديد من المواقع الالكترونية والصحف الأسبوعية وهي تجارب نالت التقدير والاعجاب حيث المتابعة لخبرية المنوعة.

* مهمة التواصل مع الجالية العربية، والعمل الشاق في الغرب؟
التواصل مع الجالية يبقى رهنا بظروف العمل. في الغرب هنا يعيش الإنسان حاله من اللهاث الذي لا ينقطع الحياة لا ترحم احد، لكن يبقى النفس الإنساني دائما له الغلبة والحضور. وعلى هذا نجد العربي يقتنص أي لحظة فراغ من اجل اللقاء. الواقع إن مختلف الجاليات العربية قد جهدت في توفير فرص التواصل عبر الجمعيات والمنتديات، تلك التي تتخذ طابعا انسانيا رفيعا حيث نجد المهرجانات الموسمية والرحلات وتنظيم المسابقات. والروح الحميمة موجودة وقائمة على الرغم تباعد فترات تنظيمها. وهذا رهن بظروف العمل المستمر والقاسي.

*إلى أي حد يمكن تقويم تجربة موقع الساحة الالكتروني؟
الساحة موقع الكتروني ظهر إلى العمل خلال الأربع سنوات الأخيرة غايته الأساس يقوم على متابعة أنشطة الجالية العربية، لا سيما وان التواصل بين ابناء الجالية يكاد يكون بعيدا بسبب ظروف العمل التي اشرت اليها سابقا.لقد استطاع الموقع استقطاب المزيد من القراء حتى أن الرصد اليومي لمعدل دخول الموقع بات يشير إلى ما يقارب الألف متصفح وهذا رقم نسبيا يعد عاليا باعتبار نسبة الجالية في تورنتو.حاول الموقع بناء دليل للمواقع الالكترونية العربية، وكان لهذه الخطوة أثرها في استقطاب المزيد من القراء، ونحن نحاول دائما تطوير الموقع بما يتوافق والخطوات المتسارعة التي يشهدها عالم الشبكة العنكبوتية.

* البحث عن التنويع بين تجربة الاحتراف وحب العمل الإعلامي؟
الحالة الأجمل في تجربة الساحة أنها تقوم على حب العمل الإعلامي. فمن خلال فريق صغير جدا استطعنا ان نتواصل ونضع بعض لمسات من التطوير المحدود بالطبع، فنحن لسنا بالمتفرغين لهذا العمل بل دافعنا يقوم على الحب والتواصل فعلى الصعيد الشخصي انا متخصص في مجال تصميم المواقع الالكترونية وحصلت على الشهادة العليا بجامعه همبر كولج الكندية ومن خلال عملي في التصميم برزت فكرة موقع الساحة القائمة على الهواية والرغبة الشديدة في حب العمل الإعلامي.