رُبّما ،
استساغَ الناس
مواكبَ الجنازاتِ
والعودةَ سريعاً
لمقاعدهم
في المقهى ..
ليَخلطوا
في استكاناتِ الشايْ
الحيرةَ القاتمَة ،
وضجيجَ أسئلةِ التَّمني .


رُبما ،
يبدو الأمرُ عادياً
جداً ..
ولا يدعو الى الفضول
رُبّما تَعَوّدوا ..
كما تعودتُ فيكَ
الصَّمْتَ
أيّها الجميل..
وأنتَ تشاركني فعلَ الأستغراب
وحزنَ المواويل ،
والخطوةَ الممحيةَ
من هذا السفر
شتاتاً .

ربّما ،
رَشَوْنا المنفى
بنصفِ العمر ،
لأجلِ كتابةِ بيانٍ
في شكلٍ
مضحك .
دون أن ننفضَ غبارَ
الهزيمةِ
عن معاطفِنا ،
وقد مُلئتْ حقائبُنا
سيوفاً منكسرة
وقواميسَ
الوجعِ
للمراثي .

أيّها الجميل ..
أيّها البعيد ، لِحَدْ النسيان
ياشبهَ الروح
والوطن المذبوح
في الدساتير المؤقتة ،
وغباء اللافتة .

يامَن تُحاذي فضاء لريح
ومناديلَ الدبكة ،
خوفي عليكَ..
من كفرِ الجوع
من صمتِكَ ..
حاملاً صليبَكَ
والآلهة في معبدها البابلي
نائمَة .

أيّها المحاصر
بين الجدارِ والرصاصَة
عَوّدْني ..
أن أستفردَ الوحشَة ،
مثلَكَ..
واتركْ على بابي ndash; لحزني ndash;
حزنكَ ..
ريثما تُنهي تيهَ المسافَة
لأكتب لكَ عنواني الجديد
أيّها الجميل ..!!؟
أيّها البعيد ..!!؟