يا موسى:
لو ترى!......
عايش وسـعيد *
حطَّ عليهِما فائضُ الوقت
وها هما من رُخامٍ
على بوَّابةِ الرِّيح
يلتقطانِ أنفاسَـهما من ضوءِ (الفلاشـات)
وعربداتِ المُتسَـكِّعين/
أصدقاءُ الصّبحِ الذي خَلَعتَه
.............
بريءٌ من أحزاننا أنتَ يا موسـى
ليلُنا خطيئةُ النَّهار
نهارُنا يتسَـكًّع في الغياب:
راحلونَ خارجَ الطريق
شَـواخصُ القلبِ قد مُسِـحَتْ/
كأنها خطيئة....
راحلون
رِجْسُـنا الوقتُ وحواشـي النُّكُوص....
...............
زاهِدٌ و مُريد *
اسْـتنكَرَتْ لهما ممرَّاتُ الضّوء
تجعَّدتِ الجهاتُ
وامتدّتْ أرصفةُ الصمتِ/ وحدَه يصرخ
فقدِ اسْـتَحالتْ غزالاتُ الكلام
تمطّى سَـديم.....
.........
نومُنا موت
نَهارُنا موت
موتُنا وقت.....
تأخَّرَ.... وتعجَّلَ الوقتُ
أحذيةً تغصُّ بالموتى/ تغصُّ الأرصفة
قطاراتٍ من ركام
........
غِبْـنَا خارجَنا مزوَّرين
والمدى الذي يأتي - عادةً - بالبريد/
من قديمٍ..... أو جديدٍ
تأخّر
ها هي مُدنُنا تنامُ غريبةً فينا/
كأننا لُقطاءُ المكانِ/ في هوامشِ القلبِ والعيون......
كأننا العيونُ المسـتحيّةُ من وجعِ السُّـهاد
...............
أرانا خيولاً تتساقط تباعاً فوق ركامِ الوقتِ ... والنساءِ ... والآلهةِ الكافرة
والمسـافةُ تقتربُ من وقتها
تسبقُها الحاراتُ التي ملَّتْ غيابَ الصِّغار.....
أدرك
إنها تموتُ واقفةً / بلا عكَّازين
ثم تقفزُ
من رمادِ الغيابِ الفائض/
يفيضُ أبيضاً في أغلى الآهاتِ
وفوقَ أكبرِ المراكبِ الخاسِـرة....
رمادُنا
أبيضٌ فرَحٌ للقلبِ السَّـاكنِ دروبَ الآتي يا موسـى
جبلٌ من قادمِ الأمكنةِ المتثاقلة.....
تسْـبحُ المسـافةُ في تيهنا قليلاً
نَموتُ من تكاثرِ الماء
من كثرةِ الترنّحِ الذاهبِ أبداً في الريحِ
علّ اللهَ يأتي - ولو لمرّةٍ - يا موسـى فيرى
هو الأعمى كما موتِنا الشَّـاهقِ في الحياة/
كما شَـبقُ عاشِـقٍ مفقوءِ العينين
عِمْ مسـاءً أيها الوقتُ الجارح:
هو الله يتسَـارعُ ابتعاداً/ في تابوتِ الحياة.
يا أيها الفيروزُ المُغيَّب
ما هذا إلاّ سَـقْطُ المواقيتِ فانتشِـرْ فينا امتداداً
أفقاً بلا حدّ.....
ها....
فيروزةٌ تسْـتفيقُ قبل الموتِ
تحتَ الشَّـمس
أنتِ فيروزةُ اللاطلاق
أبدُ الخلق
بياضُ المطلقِ/
قبل انطلاقةِ التكوين....
نحن آلهةُ الخلقِ/
أيها النائمُ خلفَنا
تسْـبقُك الرّوح
صاحيةً حتى المطلق
فاحتضنْ كأسَ السَّـفر،
نحن حافلةُ الرّيحِ الأبيض
المطلقُ إلى المطلق
قافلة الموسـيقى التي لا تعرفُ الهدوء
لا تعرفُ غيرَ ثورةِ الماءِ على ماءِ الوقتِ المتكاسل
لابدّ للماءِ أن يثورَ على الماءِ المتسكّعِ في خواصرِ الأزمان
كأننا العينُ المسـتحيةُ من وجعِها يا موسـى
الموتُ/ أبعدُ عنا من حياتِهم
نحنُ كشّـافونَ للذي خلفَ الغياب
quot; اختبرتُ اللهَ في اللغة.. فهزمَهُ المجاز quot;
و هزمَتْهُ حروفُ الجرّ
أتفهُ من السُّـكون
ومن فراغٍ بلا فاصلة.....


*: أسماء علم...