كأنها المصابيح،
تلوذُ الى أقبيةِ الهزيع
تعانقُ أحلاميَ الهاربة.
كأنه الوترُ الأخير
يلفظ نهدةَ المسافاتِ
في باليَ الموجوع.

أرسمُ وجهيَ الآخر
وسيجارةً تلملمُ جروحي،
تجمعُ عناكبَ الظلالِ
دخاناً لرقصةِ النراجيل.
يسبرُ الحزنُ أجساداً رقطاء
يرفل ندوباً واجفة
وشِباكاً لصيّادِ الفراشات.
ويعصر رحيقُ المواقدِ
لهاثاً رضيعاً
لجمرةِ الصقيع.

مَن يُمسكُ هذا البركان
يروّضُ الهروبَ
زاداً للوهاد؟
من يوقظ الأقواسَ
شفاهاً للريح،
يحفرُ أصابعي
أقلاماً نازفة؟
من يُعيرُ صمتيَ سكوتاً
وحزنيَ مناديلَ مبلّلة
من ينثرُ لواعجي
فوق سقوفِ العابرين؟

سقط الأمسُ جذوعاً عارية
وأسدلَ الشوقُ ملامحي
أرغناً يخذلُ العناق.

أفترشُ الضوءَ أنيناً
وفناجينَ قهوةٍ
تسبيحُ مناضدي.
وألعقُ الظلامَ غربالاً
لنجومٍ مفترسة.


رئيس تحرير quot;التلغرافquot; الأوسترالية
[email protected]