الظلال غير المتناهية للديمومة

في حميمية النعمة الغلاّبة للحب، يتنفسُ ليل العاشق نار الطبيعة
والتاريخ، تحت الشفافية الصادحة للغبطة والاشراق
وتصبح كل أشجار العالم بنداواتها المرعبة
صخرة فجر لصعود ترتيلته العميقة للموت.
في هذه الأرض المتجمدة والمواظبة على شرورها
ينبغي الامساك دائماً بالشعلة المتعجلة للجمال
ينبغي أن لا نترك أية اسنادات تعينا على الوصول
الى الظلال غير المتناهية للديمومة.

11 / 1 / 2008 مالمو

الانعكاسات اللامجدية للحب العاثر

أعيشُ منذ اسبوع وحدي مع أنقاض ماضيّ بالبيت. زجاجات المارتيني التي نفدت
جعلت الحطامات في وجهي أشبه بالهزّات الارتدادية.
أيام وأشجار حياتي غطست في شعائر ليلي قبل أن يكتمل
صعودها. الآن ndash; أنا رجل وحيد، حزين ومحطم
البحث عن بذرة ما
أو الانصات الى كونشرتو كمان
يشكل لي معضلة كبيرة.
في المتاهة المتعثرة لحاضري الشائخ، تفلت من بين يدي
أصول طفولتي ونقاوتها المادية.
وحده الجلوس عند نافذة المطبخ
والتأمل أثناء الشراب
هو ما يحميني من العودة الى عذابات ماضيّ.
أين ولّت تلك الأزمان التي عبرتُ فيها جسور الضحى
ونمتُ تحت أحجار الآلهة
ورافقتُ اليعاسيب الى عطور النجوم المضببة؟
اللاحبيبة ترقد الآن الى جانب بعلها العجوز المريض
وفي يدها مئات الآلاف من الدولارات والشقق المؤثثة الفخمة
في برلين وبغداد وبيروت.
دعها تنعم وترفل في جمال أساطيرها
دع حياتك التعيسة تمضي
ولا تزيّفها في الانعكاسات اللامجدية للحب العاثر.

11 / 1 / 2008 مالمو


الأضواء القرمزية لعدل الله في سنبلة الفجر

في الأضواء القرمزية لعدل الله في سنبلة الفجر
سمعت في الكرستال المغّيم لصلاتي
التيقظات الطفلية للاأمل
وقادتني شرارة الرحمة الإلهية النقية الى حيث نور حياتي
جثوتُ وجثت معي الأعشاب والأسرار والنجوم تحت
سماء محيط الفضل العظيم.
أعنّي يا إلهي
وامنحني لقاء المصادف الضروري والحتمي
نفد الخبز والخمر
وانسدت بوجهي الآفاق
لا غناء
لا ملح
لا رعشة ولا التفاتة.
أتعثر طوال الليل في الثلج
وما من كأس مترعة تحيي الموتى.

11 / 1 / 2008 مالمو

الايقاظة المحترسة لرغباتنا

لا تتعاطف معي هذه الأشجار العارية في حتمية موتي
ولا هذه الأكاليل المنعمة.
رغباتي التي توسدت صمتها، أسمعها الآن تئن وأسمع
تنهداتها المصكوكة عبر رياح الخريف الدائمة لحياتي.
في الماضي حلمتُ في النوم على أرائك كبيرة بحديقة فارسية
تسقيني جاريتي الخمر وتغني لي عن اللذة والحب
لكن حلمي المطوق الآن يجبرني أن أحيا في ليل اسمنتي
غير مقطون.
يعبر الجميل الغريب والممتنع صوب المتاهة دائماً بلمحة خاطفة
لكن ما يعزينا في رغباتنا التي تنام في النوافذ المغلقة للعالم
هو الألم وأصيافه بيبوستها الغامضة.
نموت ويوقظنا عري القنديل
وفي الايقاظة المحترسة لرغباتنا تنبثقُ الظلال
المنجّمة لحياتنا المتصدعة.

11 / 1 / 2008 مالمو

نومة واحدة تكفي لمجيء النمل

محروساً بذكرى عميقة تلتهم الصدع اللانهائي لنومي
أرنو الى التباطؤات المبهرة لأشواك الكلمة
قناديل وجهي التي انغرست في تقاطعات شوارع الشجرة
الذابلة لرغباتي. تنشر صمتها فوق صيف السنبلة المخلوعة للنهار.
لا أود التحديق الآن في أرض رأسي المتشنجة
ولا أود الكلام عن عين الصقر في انصاتها للطريدة.
نومة واحدة تكفي لمجيء النمل
حيث العفونات تستقر فوق سواد الميت.
كل ما يبنيه الانسان وما يحافظ عليه ويصونه
يجعله مفتاح الزمن هزأة ويفترسه بقوة عناكبه التي لا تتنفس.

11 / 1 / 2008 مالمو

عبرت أنهاراً عريضة الكدمات

تنامُ الى جنبي الغيوم مطوقة بذهب الأيام
وفي مبادلة الأشواق
تصير كل غيمة كلمة ndash; شمس
وفي القبض على الجوهر العصي للّحظات
تصير الغيوم زمردات أسىً تمزقه الكينونة.
هل كنتُ في الحرب ينومني المحراث الدامي للأمل؟
سنوات طويلة انعقدت أمامي وأنا أحاول الخلاص
من الزينة المتجددة لموتي.
في بلادي التي ما غنّى فيها طائر الوقواق
ولا توّردت خدود البنات
عبرت أنهاراً عريضة الكدمات
وما ارتوت في يوم ما أشجار حياتي.

11 / 1 / 2008 مالمو

الانصات الى النبضات المطبوعة لجمال سرّتكِ

نصغي الى ما يوهمنا في الظلال الأنثوية لشفاعتكِ اللامكترثة
لنضوج ثمرات رغباتنا، ونطوّع لأجفانكِ الثقيلة النسيم وشهادة
الوردة العليلة. في الانبثاقات المزدوجة للبروق المتمايلة في السماء
المحترسة. لا تسندنا شمس الآلهة ولا تنذر اصفافاتنا شفافية
صمتكِ. أنتِ التي تقاد فراشة عشقها بحنو صوب البوابات
العظيمة للنور. يا مَن تفيض ينابيع احسانكِ على حقول الليل
والنهار، وتنوّر الدروب والمعابر.
في انهماكنا بكتابة مديحكِ وما بين الانصات الى النبضات المطبوعة
لجمال سرتكِ، والتوترات الحادة لرغباتنا.
نعطرّ لمجيئك الغبار الرقرقان
ونطوّع اللحظات والنجوم
والأقاصي المظلمة لمخالب الزمان.

11 / 1 / 2008 مالمو

* شاعر من العراق يقيم يقيم في السويد
[email protected]