كامل الشيرازي من الجزائر: أجمع مشاركون في الملتقى الدولي حول ''الرواية والترجمة في العالم العربيquot;، المختتم ليلة الخميس بالجزائر، على ضرورة الارتقاء بفعل الترجمة إلى مستوى إبداعي رائق، وتجاوز المصاعب التي تنتاب منظومة الترجمة في عموم الدول العربية، من خلال اعتماد طرائق كفيلة بترقية داعم الترجمة في الأفق الأدبي العربي، وشهد الملتقى المذكور شهد على مدار ثلاثة أيام، عديد المداخلات والندوات التي شرّحت راهن الترجمة الأدبية.
وقال الروائي الجزائري المخضرم quot;مرزاق بقطاشquot; أنّ المترجم ينبغي أن يكون مبدعا، من حيث إجادته اللغات، وتمكنه من تلابيب لغة الضاد، وشدّد بقطاش الذي ترجم عديد الأعمال لروائيين جزائريين وعرب، على ضرورة محافظة جمهور المترجمين على جماليات اللغة العربية وبهائها، حتى لا تفتقد النصوص الروائية طعمها الفني.
من جانبه، تصورّ المترجم الفرنسي quot;مارسيل بواquot;، بحتمية اندراج الترجمة في مسار نوعي، وقال:quot;شخصيا، لا يمكنني ترجمة عمل أدبي حتى أعشقه وأتلمسه بين شغاف وجدانيquot;، مشيرا إلى أنّ الترجمة تعين على ترسيخ التثاقف، والتواصل الحضاري، من حيث تموقعها كفعل إنساني في مقام رئيس.
ورأى المترجم الجزائري quot;أنيس بن هدوقةquot; نجل الروائي الراحل quot;عبد الحميد بن هدوقةquot;، إنّ عملية الترجمة لا يجحب بترها من خلال تحجميها في مجرد نقل نصوص أدبية من لغة إلى أخرى، بل ينبغي إذكاء مفاهيميتها وجعلها أعمق بكثير.
وعلى المنوال ذاته، نسج الكاتب التونسي quot;محمد علي اليوسفيquot;، إنّ ثمة إشكالية في موضوعاتية الترجمة، من حيث اختلالات تطرأ عادة في الجسر الرابط بين المشرق والمغرب، وركّز اليوسفي، على وجود نظرة إقصائية وأحكام جاهزة تتهّم المغاربيين بجهل اللغة العربية، وهو جزم خاطئ برأيه.
من جهته، دعّم الروائي الجزائري quot;رشيد بوجدرةquot;، الرؤية القائلة بإبداعية المترجم تماما مثل quot;فنية الناقدquot;، وضرب مثلا بالروائي العالمي الشهير quot;وليام فولكنرquot; الذي برع في ترجمة أغلبية أعماله، وأضاف بوجدرة:quot;ترجمت كتاباتي من العربية إلى الفرنسية والعكس، وتوصلت إلى كون الترجمة الذاتية رهيبة من حيث تكرّس نطاق الأنا ''.