يَتآكل ُ صبّارُ روحك َ
تحت أنين ِ النخل ِ
وصمت ِ الشوارع ْ
تـَتـَلفّتُ محترقا ً
بصراخ ِ الذكريات ْ
وتُهرولُ مفجوعا ً بضياع العناوين ْ
أين أنت َ الآن..؟
والليلُ يرشفُ عمرك َ مستمتعا ً
بسراب السنوات ْ
أين أنت َ الآن..؟
هـَـرولْ..
هـَـرولْ بين عناكب هذا الطول ِ
وهذا العرضْ
هرولْ..
لا تـَـقـِـفْ
واطلق ْ ساقيك َ للريح وللموت
ان الكرة َ الأرضيـّـة َ حبلى بنجوم العراق ْ
فـَتنفّسْ حُلمك َ
في هذا الطوفان الأزلي
قبل فوات الأوان ْ
لكن ْ قـُلْ لي أين أنت َ الآن ..؟
أنا ما زلت ُ أركض في قطارات المنفى
ما زلت ُ أعبدُ بوصلتي
هذا الجرح الوقـِح الهيمان ْ
قد أطعمني فاكهة َ الروح
وأغلق َ في وجهي الحياة ْ
ولهذا سأحترف ُ الخوفَ من وجهي
رفقا ً بالمرايا التي ناسخـَتها أنفاسي
وأظل ّ أهرول ُ
أهرولُ
أهرولُ
لا أدري أين أنا الآن
يا دليلا ً أضاعته ُ القافلة ْ
ان أوراق َ خريفك َ
تتطايرُ
تتشظـّى عبر الكواكب والقارات ْ
ما مـِن ْ أحد ٍ يفطم ُ الأسئلة ْ
ما مـِن ْ أحد ٍ يصرع ُ هذا الليل
فاتركـْني يا قلبي..
اتركني وحيدا ً
كي أتهجـّى خريطة َ بغداد وهي تذوبْ
وهي تذوبْ
وهي تذود ْ

[email protected]
بنسلفانيا