كامل الشيرازي من الجزائر: انتقدت الروائية الأديبة الجزائرية البارزة quot;أحلام مستغانميquot;، مآلات بلادها، وما صار عليه الوضع في جزائر 2008، وأبدت مستغانمي ألما لبلدها الذي يبارك الأيدي التي تنهب وتقاصص تلك التي تكتب، كما استغربت كيف تترك الجزائر كتّابها يواجهون مرضهم وقدرهم لوحدهم، وقالت إنها تشكّ في النوايا الحسنة لوطنها تجاه عموم المبدعين.
ولدى إشرافها على حفل تسليم جائزة quot;مالك حدادquot; للرواية الجزائرية، الليلة الماضية في العاصمة الجزائرية، عبّّرت صاحبة الثلاثية الشهيرة quot;ذاكرة الجسدquot;، quot;عابر سريرquot; وquot;فوضى الحواسquot;، عن غضبها من الهوان الذي طال عددا غير محدود من مواطنيها المثقفين، وأظهرت رفضها لبهارج التكريم التي تنظّم في الجزائر للتغطية على ما هو واقع، وقالت إنها لا تقبل quot;تكريما أقل من محاسبة الذين اختلسوا أحلامنا وثرواتنا بذريعتنا وعلى حسابناquot;، مبرزة جزعا مضاعفا لوجود 17 مليون جزائري فقير، بينهم 70 بالمئة في وضع كارثي.
وفي بيان تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه، شجبت مستغانمي استمرار ما أسمته quot;مهرجان السلب والنهب والسطو والنصبquot;، وهاجمت ما حملته تظاهرة quot;الجزائر عاصمة للثقافة العربية 2007quot;، مقدّرة إنّها quot;عرّت عوراتنا أمام العالم، أكثر من تصديرها وجه الجزائر الجميلquot;، وعبّرت أحلام عن قلقها البالغ للهوية الجزائرية المهددة بالذوبان والزوال، بجانب موت القيم وفقدان الجزائر لخيرة كوادرها، وتساءلت باستغراب، عما إذا باتت الرداءة قدرا جزائريا؟، مستهجنة مراكمات جعلت من الجزائر quot;أول مكنة في العالم لإنتاج الجنونquot; على حد تعبيرها.
وبلهجة غاضبة، دعت أحلام الجزائريين إلى خوض معركة الهوية والغيرة الوطنية، لتحديد قدرهم كأمة، محمّلة المسؤولية للنخبة المثقفة، وأضافت أحلام، إنّ مواطنيها بحاجة إلى تشرّب ينابيع الوطنية، وإلى حماس جديد وذريعة جميلة لتدبّر معاني الانتماء إلى جزائر العشرة آلاف عام، وتصورت أحلام إنّ ثقافة الاختلاس والنهب، أفرزت ثقافة التدمير والعجز العاطفي.
أحلام التي تحصلت على جائزة نجيب محفوظ للرواية سنة 1996، انتهت إلى الإعلان عن تحويل جائزة quot;مالك حدادquot; للرواية الجزائرية، إلى بلد عربي لم تسمه، مبررة خطوتها بعدم استفادة الجائزة من رعاية تليق بإسمها هناك، وتصورت إنّ الكاتب يملك سطوة اسمه، وهي سلطة لا أحد يستطيع تجريده منها، لذا بإمكان الكتّاب أن يصنعوا من صمتهم وموتهم موقفا.