الـخـــزانـــــة
بعد عامين
فتحنا خزانة أبي
أنا...أخذتُ سُبحتَهُ
أخي
أخذ سَاعتَه
الّذي بعدَهُ
أخذ صُورتَه
أخي الأصغرُ
أخذ نظّارتَهُ
ثمّ أغلقنا الخزانة
...وتركنا خاتمه..لأختي

الـــــــجنــــاحُ

قفصٌ...هُنا / عُصفورُ الشّمال
شِباكٌ...هُناك / عُصفُورةُ الجنُوب
زقزقَ / زقزقتْ
رفرفَ / رفرفتْ
تناثرتْ ريشةٌ هنا / تطايرتْ ريشةٌ هناك
الرّيشتان راحَتَا على حَفيفِ الرّياحْ...
عندما طلع الصّباحْ
رَأَوْهُمَا إِلْفيْنِ
يُرفرفانِ فِي نفسِ الجناحْ !

طريـــقُ المــــدرسـَــة

في طريقِ المدرسةِ
للّهِ ما أعظمَها شجرة!
منذ السّابعة
إلى السّابعةِ و الخمسين
يَامَا وقفتُ تحت وَارفِ أغصانِها
من شمسٍ أو مطرٍ
أو أَلُوذُ بجذعِها منَ الرّيح....
اليومَ
لَقِيتُهَا مقطوعةً هَاوية
قيل: لِيفسَحُوا مَجالَ الطّريق....
فوقفتُ في الغُبار
بِلا ظلٍّ
بِلا رفيقْ !

الجــــــدار

تَـــبًّا لِدرسِ الحِساب
دائمًا
كُنتُ أقفُ فِيهِ عِندَ آخرِ القِسمِ
رافعًا يديَّ إلى أَعلَى
اَلْويلُ من اَلسيّدةِ العصَا
إِنْ أنا أَنزلتُ أوْ اِلْتَفَتُّ
وجهًا لوجهٍ:
الجبينُ على الجبينِ
الأنفُ في الأنفِ
العينُ في العينِ
كَمْ فِي الجِدارِ
مِنْ جبالٍ
ومغاراتٍ
وأَنهارْ...؟!
مرّةً حَوَّلْتُ بَصَري إلى الرُّكنِ خِلْسَةً
فرأيتُ العَنكبوتْ
في بيتِ الأُنْثَى يَموتْ...
...سِرْتُ على تلكَ الخُيوطْ
كَمِثْلِ البَهلوانِ أقفزُ فوقَها
أَحْسَبُهَا أَسلاكَ الهاتفِ
أَظَلُّ أسيرُ...أسيرُ...أطيْر
كَمْ مِنْ مُدنٍ و بُلدانٍ طوّحتُ إليهَا...
و اليومَ أعودُ
كَأنِّي مَا بَارحتُ الجِدارْ
أقفُ أمامَ لوحةِ أَزْرارْ
أَنْـقُرُ سِلسلةَ أرقامٍ
لَا أَقُولُهَا ...فَهْيَ سِرّية
لحظةٌ / لحظتان
وَتَوَالَت أَوراقُ الدِّينارْ...!!!

المدينة الجديدة
حسنًا...هَا أنّك قد وصلتَ إليها
الآن...
ليسَ لديك ما تخشَى عليه في زُحامها
جيــــبُ اليمينِ... خَواء
جيبُ اليسارِ... خَلاء
لا أحبّةٌ... لا أصدقاء
وما في جيبِ الصّدرِ إلاّ القلم ...
حسنْ...
... اِسْحبْ يدَك
..........اِقرأ ما كتبت البارحة
فَلَمَسْتَ كالحِبْرِ السّاخن
...................يقطُرُ من الورقة ...
اُكتُبْ إذنْ !
.
رَجُـــلُ الأمــطَار

رَجلٌ تَحْت زَخّات المَطر
يَسيرُ بأناةٍ و ثباتٍ
تَوقّف المطرُ
الشّمسُ اِنجَلتْ
أَحَدُ المارّةِ كالنّاصِح :
- يَا سيّدي...أَيَا سيّدي !
الجوُّ صَحَا .... اِطْوِ مِظلّتَكَ
ما عاد مطرٌ !
أجابه و هو يَسير :
اُنظرْ في الأُفق... فالسّحاب قادمٌ !

أمام المرآة

عندما تُكحّلُ حوّاءُ عينيها
كلَّ صباح
فذلك كيْ ترى كاملَ اليومِ الصُّورَ البطيئةَ
لأحلامِ البارحة !
عندما تَطْلي شفتيْها
فذلك كيْ تتذكّر في كلّ كلمة تقولُها مَذاقَ التفّاحة !
و عندما تَنثرُ الوردَ على وجنتيْها
مرةًّ...و مرّةً
ثُمّ تقتربُ من المرآة
فلكي تقتنعَ أنّها ما تزال في الجنّة
و لكي تطمئنَّ
أنّ آدمَ إذا فتح عينيْه
لا يرى الدّنيا

[email protected]