حليب احمر نزَ
من ومض الليمون
بلل أرجل الليل
فغارت نجمة عمياء
تمسحت بأهداب فراشة
كانت تسير بمفردها في صحراء القيامة
وأنا امسح حروف الأخبار
وحبك ينعى دفء المراعي
عند ولادة الأعشاب على أسرة الهواء
يتكئ حزني مع فرحي
على غصن يتدلى من رحم الحقول الناعسة
ويختال الأسى أمام الدكاكين
وهو يرجم الذاكرة بكرات الفجيعة
فتتسلل المسرات من أفواه الحكايات
والنوارس صارت تبني قصورا لها في أعماق المحيطات
وتبكي البكاء هناك أمام مجمرة التمني
وصورتك من جانبه الأيمن
صار كينبوع بركاني
يصدر المسامير إلى التضاريس
والمواعيد تنتحب
والنجوم تشكو الياسمين الصيفي
المياه الآسنة
تأتي بالبريد المثقل بالمناديل
وصار الكلام أشجارا
لا تعطي سوى المفاتيح للطرق الفسيحة
وللصدى وخز جارف
يداعب مؤخرة الريح
دونما موعد
احرث الحريق الباكي في غفلة من الوقت
لا ستنبات الجواهر الصدئة في دروبك الحالكة .
لقد نسجت لك من بقايا دمعي
ساعة تؤخر الوقت الهزيل
بمعزل عن الجدران المتحركة
في نهر الشوق الذي يطير في باطن الأرض كسيحا
وتعالى من داخلي صمت حزين
ظل يثرثر حتى مغادرة الصباح باب المدينة
ولكي تهدأ الجراح
أحرقت أنين الفلاسفة
في قدر من زجاج طيني المزاج
عصبي الانثناء،
وظللت أتقافز في محراب الظلمة
كقبّرة ملساء تبحث عن حزمة من نور خافت
كيف افعل بحبك
الذي صار كصوت المومياء
يداعب جفون الحوت
ويتبع القمر في أنفاق الرمان
وظفائرك تتدلى من كهف المساء
تدخن خارطة الصحراء
وتسكب في طريق الصالحين زيتا لا يضئ
ترتفعين على ظهر حصان طائر
يرفع معه كل فواكه الأرض
إلى مآدب النائمين على الشهب
والقارات تسير للاحتفاء
بموت القطب الشمالي في فنجان قهوة
هناك بوذي مخمور
يبكي في حضرة الأرق
بلغة تفهمها العناكب الذهبية
المعششة على أسلحة التتار
ويضئ للمراثي
ويمضي نحو نهر جيحون
ليغتسل هناك الغسل الأخير،
ويختفي في حقيبة امرأة
صنع نهداها من خشب الصاج المعطر
وعلى أرصفة الذاكرة
أضع أجزاء صوتك المعجون
بالنحيب الضاحك
المحلى بشيخوخة الشباب العذب
وتنبت من الأسى
شامة على شعرك المصبوغ بلون المتاحف.
حبيبتي أتمنى لك السلامة
من ثورة النيران في عشق الخاصرة
المضمرة من هول المنعطفات
والرمال تكسوني
كالهدهد الضال
وهو ينوح على خبز يصرخ
من لفح التنور في نهار الصيف
يشرح طقوس القيظ بغيظ ظاهر
لقد تعبت كما تعب جنود الروسنطوريس
من السير على الماء
وهم يحملون أردية الأشباح
على زجاج ظهورهم المدببة،
عيناك سيدتي
مثل جمال الكون
عندما يستطيل على حقول اليانسون
ويُرضع مرتزقة الإمبراطور تحت ظلال المعابد.
اشتهي صوتك
الذي ينبعث من بين الصخور
كموسيقى دامسة
تتمايل على اسدية الزهور
وتـُُنفـّر الوحوش عن الغزلان
وعندما أصحو عند كل خاطرة
انثر رغبات الأطفال على هموم المطر،
وأسافر مع الفجر إلى الضفة الأخرى
اجمع هواجس التاريخ
وبعض الألوان من اجل الحلم الوسط
واضرب خساراتي بسوط الملوك
الضوء فيك فقد ملامحه
وقبعتي ما زالت تشكو الظمأ
وتتصلب قشرة الموز
حتى لا يفتضه احد
وأظل في صلاتك مذبوحا
اكتم أنفاسي
كي لا تجرفني اسماك الساقية،
امرأة ميتافيزيقية يداها تحل محل الرجلين
وتبصر بأذنها صمت الصوت
وتسمع بعينها الوحيدة
دقات المطر في ساعات الضجر،
وأظل امشي واقفا.