عبد الجبار العتابي من بغداد: اقامت قناة (البغدادية) الفضائية صباح (الثلاثاء) على احدى قاعات فندق (المنصور ميليا) مهرجانها الاول لتوزيع جوائز مسابقة القصة القصيرة والرواية التي اعلنت عن انطلاقها قبل نحو عام وشارك فيها العشرات من القصاصين والروائيين العراقيين من داخل العراق وخارجه، وقد حضرها عدد من الادباء والمثقفين والفنانين والاعلاميين، واعلنت لجنة التحكيم المؤلفة من فاضل ثامر رئيس الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق رئيسا، وعضوية كل من : الروائي احمد خلف والقاص ناجح المعموري والناقد علي الفواز والروائي علي حداد، نتائج المسابقة وقد جاءت الجوائز كما يأتي: في مسابقة الرواية فاز رواية (ايام المستعصم الاخيرة) للكاتب عبد الجبار ناصر بالجائزة الاولى، فيما فازت رواية (اقصى العالم) للكاتب ناظم محمد العبيدي بالجائزة الثانية، اما الجائزة الثالثة فكانت من نصيب رواية (الميتة الثالثة والاخيرة) للكاتب اسعد الهلالي، اما الروايات التي فازت بجوائز تقديرية فهي: رواية (موصليات) للكاتب حسين رحيم، ورواية (جمهورية الغجر) للكاتب زهير كاظم عبود، ورواية ( ما بعد الجحيم) للكاتب حسين سرمك حسن.
اما جوائز القصة القصيرة فحازت على الجائزة الاولة قصة (انبياء الصمت) للقاص خالد ناجي، وحازت على الجائزة الثانية قصة (مأتم زهرة الجزيرة) للقاص فارس انور رشيد، اما الجائزة الثالثة فكانت لقصة ( دائرة النسيان) للقاص ذياب الطائي، وكانت هنالك شهادتان تقديريتان الاولى لقصة (عنبر سعيد) للقاص عبد الكريم العامري، وقصة (وطن الالهة) للقاصة شيماء المقدادي.
وقرأ الناقد علي الفواز كلمة قناة البغدادية التي جاء فيها: ان مهرجان القصة القصيرة والرواية الذي يقام (اليوم) انما يحمل اكثر من رسالة ومغزى ابرزها ان العراق يظل منبعا خالدا في الضمير الانساني وان شعبه حقل لايجف ونهر لايتوقف من العطاء والابداع، لقد عاهدت البغدادية منذ انطلاقتها الاولى على ان تكون ظهيرا لشعب العراق وحاميا لمكتسباته ومدافعا عن حقه في المعلومة النزيهة والموقف المحايد والتحليل المخلص، معتمدة منهج الصدق والمكاشفة الحرة في شؤون البلاد منتهجة نهجا ثقافيا وفكريا طليعيا متقدما ولذلك من الطبيعي ان تكون الفنون والاداب في مقدمة اهتماماتها وعناية القائمين عليها حيث شهد العالم مهرجانات بغدادية في السينما والشعر والاغنية وعرف العالم الخارجي ان ابناء العراق المبدعين مبدعون طالما ظل في القلب عرق ينبض،واضاف : يمثل الاحتفاء بالمبدعين الذين فازوا في المسابقتين والذين لم يحالفهم الحظ في الفوز احتفاء بقافلة الشهداء الذين راحوا ضحية العنف من ادباء ومثقفين واعلاميين واساتذة جامعيين وابرياء رووا بدمائهم ارض العراق الطاهرة، فلتنتشر في ارجاء العالم ابداعاتكم ولتحلق طيور المحبة في سماء الانسانية دائما ولتكن جراح شعبنا وتطلعه الى الحرية والتخلص من الطائفية والاحتلال والارهاب مادة دائمة لهذا الابداع المتواصل.
بعد ذلك القى فاضل ثامر رئيس لجنة التحكيم كلمة اللجنة قائلا : لقد عملت لجنة التحكيم بمبدأ السرية التامة بالتداول ووضع الدرجات المئوية عبر ثلاث مراحل وبعدها توصلنا الى نتائجاتفقنا عليها فيما بعد على النصوص الفائزة، ونحن فوجئنا بالكم الهائل من التجارب القصصية والروائية التي قدمت الى المسابقة وهذا دليل على ان الابداع العراقي متواصل، ونحن مسرورون ان الكتاب العراقيين الذين يعيشون في الخارج كانوا طرفا مهما في المسابقة وان كنا نجهل اسماء العديد منهم، لقد فوجئنا بكتابات ناضجة واسماء تكتب لاول مرة، وهذا يدلل على ان العراق يظل الحاضنة الحقيقية للابداع في جميع المجالات، واضاف في حديثه داعيا الاذاعات والفضائيات ووسائل الاعلام المختلفة ان تحذو هذا الحذو من خلال تنظيم المسابقات مؤكدا: نحن بحاجة الى مسابقات عديدة في السيناريو والاعمال الادبية والفنية، لان هذه بحاجة الى دعم حقيقي، واستطرد في حديثه شارحا حال الثقافة العراقية قائلا : نحن نشكو من اهمال وعدم انتباه، قد نتفهم بعض الظروف والانشغالات بمافات اكثر سخونة ولكن نعتقد ان ملف الثقافة خطير ولايمكن لمجتمع مدني ان يشكل دولة دون ثقافة، لذلك نهيب بالدولة للاسراع بمجموعة من التشريعات التي تخدم المجتمع ووضعه في مكانه الحقيقي، نحن نشعر بالتهميش والاقصاء ونخشى ان تكون هناك مؤامرة صمت ضد الثقافة العراقية، نحن نريد وضوحا ونريد ايد مفتوحة، نحن بحاجة الى صحوة حقيقية وانتفاضة حقيقية، نحن نطالب بصدقات بل بحقنا وحق زملائنا، نريد ان تحترم الدولة المثف وتعيد اليه حقوقه المسلوبة.
والقى عدد من الحضور كلمات ثمنت مبادرة البغدادية هذه في دعم الثقافة مؤكدين على ضرورة ان تفتح الابواب للانشطة الثقافية والمهرجانات وان تنتبه الدولة الى الواقع الثقافي بما يليق لحالة الابداع العراقي، ومشددين على ان المجتمع لابد له من ثقافة راسخة ووعي كي يستطيع بناء نفسه بالقدرة الخيرة والخلاقة، وقد تحدث كل من : مريم الريس وعبد الحليم الرهيمي وشهاب التميمي ود. عقيل مهدي وناجح المعموري ود. شفيق المهدي، وجميعهم اثنوا على المبادرة وحرصهم على ان تكون الثقافة العراقية والمثقف العراقي في ارقى صورة واجمل اهتمام.
من جانبه اعرب الفائز الاول بالقصة القصيرة الكاتب خالد ناجي عن سعادته بالجائزة التي يرى انها تمثل دعما معنويا حين يرى نفسه في الصف الاول بين النخبة او الصفوة، وقال خالد : لكل دأب لابد من نتيجة والحمد لله ان صوت المبدع بدأ يسمع ويتوج ويأخذ وضعه الطبيعي مما يؤكد ان الابداع العراقي يخير، اما الروائي اسعد الهلالي الفائز بالجائزة الثالثة للرواية فقال : ان ضرورة المسابقات هي التعبير عن كشف المواهب والطاقات الابداعية، وانا سعيد بالجائزة التي تمثل حالة من السير على طريق صحيح، انها تمنحني المسؤولية في ان اكون اكثر ابداعا وتأثيرا وقدرة، وانا اشكر البغدادية على رعايتها للمبدعين.