لحظة نظن أن قصيدة ما
ممكن أن تحنو على غرائزنا وتوسع انشقاقاتنا
يغلق نوافذنا ذلك الخشب الذي تصنع منه نايات تعزف الكذب.

* * *
السياب. منحنا امكانية أن نتسلق بخدر لذيذ، الغصن المحموم
للحياة، ليحتفظ هو بهذياناته التي لن يغفرها له التاريخ.

* * *
مع جان دمو، سمح لنا للمرة الأولى أن نتقدم وفق تخطيط
محكم صوب الكارثة، كمن يفلح في الامساك بطير من طيور
الفردوس.

* * *
يغلب على أولئك الذين لهم القدرة على العيش في البلاهة
أن يصبحوا رؤساء وأمراء وجنرالات وأثرياء.
ما يثيرنا دائماً، هو هذه الترددات ما بين الغش والنزاهة
لكننا ننسى في غمرة انشغالاتنا، أن الحمق هو الطريق الوحيد
الذي يوصل الى العبقرية.

* * *
عليكم التثاؤب باستمرار
اذا أردتم بلوغ القمة.

* * *
في ذروة الرغبة، كما في ذروة الغضب، نعود الى جذورنا وننحني
أمام النتانة الكبيرة لمصائرنا المتعففة.

* * *
تقولين: يا لروعة هذه الغابة العذراء
وتخفين في نفسك مالا تخفيه الأسرار.

* * *
تسلك الثمرة في ازهارها
سلوك الشرارة في اللامعنى.

* * *
بحثاً عن مضمون معقول لهذه الساعات الضئيلة الممنوحة لنا والمعلقة
فوق خيوط الفجر، نضيع فطنة العيش في الدراسة عن العلل والغايات.
تسوس
هذيانات
ما يحدث دائماً يجردنا من كل ممارسة حقيقية. كرامة الحب يجب أن
تصان بعيداً عن أولئك الذين يشحذون حواسهم مع كل زخّة ضجر.

* * *
انصتوا الى اليعاسيب والفراشات. عصور المعجزات انتهت
لم يبق إلاَّ التجسس والوشاية بالملائكة. ثمة انجازات ينبغي الحفاظ عليها:
النوم بين نهدين لشجرة تفاح
تضميد جروح القلق وتململات الرغبة باستمرار
اخجال الصيرورة واحداث ندبات في فاعلية العقل.

* * *
بوابة الجحيم التي لا نافذة لها، هي ما يجب أن نمدحها ونطيعها، للخلاص
من هذا السأم الذي يلف وجودنا.

* * *
العيش في الحب، يدمر صرامته.

* * *
لازاحة صخرة عن الطريق، نحن بحاجة الى سنوات من المران على الطغيان.

* * *
في ذلك الحلم الذي يقودنا الى ماضي الطبيعة ، نمشي وتظللنا غيوم القرون.
تطير شرارات الذهب
وتبقى بيوت الثمار.

* * *
أقول لكم: ينهض موتنا لا في الظلام ولا في الحديقة
الحرية، الحرية
ينبغي أن نتعلم القفز من هذا العلو الشاهق:
الصدفة.

* * *
لن أقول المزيد، لقد رأيت أمراضنا العقلية تحافظ دائماً وباصرار على وظيفة الالوهية.
لا عزاء.
الطيش والضعف هما ما ندخره لضغائننا وأوهامنا، ونحن نتحدث عن حيلة الأبدية.

* * *
لم تصالح العزلة ظلامها إلاّ لاحكام قبضتها علينا. يظن الانسان انه خالد
لكن انشغالاتنا في الزمن تحددها ضرورات لا طائل من ورائها.

* * *
الحب، أو الحقد لا فرق. الطمأنينة أفسدت الفة الرعد
لو لا تعطل الحواس لظلت وردة الرجاء من دون أمل.

* * *
إلهي مد لي غيمة أو سوطاً، لكي أنهض من هذا العبث المسمى: الوجود.

* * *
بين الضمور والشهوة، ثمة خط فاصل يوصلنا الى حديقة بلا خاتمة.

* * *

- ما هذه اللطخات التي تلوث بهاء الآفاق؟
- زبل الانسانية. قالت الطبيعة باستياء بالغ.

* * *
في حيوات أخرى أكثر جحيمية من هذه الحيوات، ستكون لكم ظلال لا ينقصها
إلاَّ لهب البراكين.

* * *
هل بوسعكم الآن، سن شرائع جديدة؟
قلة النوم، علامة عافية
وحدها البهائم تنام ساعات طويلة.

* * *
اذا أمتلك المرء موهبة ما، ضمن مأساته.

* * *
مهما سهرنا تحت قناديل الرغبة. لا يمكن لأسلحتنا أن تظهر فاعليتها.
يفترض أن نفرط في المحافظة على توازن خيباتنا.

* * *
كل الذين أصيبوا بداء العظمة ، لا شك انهم كانوا أولاد زنا .

* * *
تنزف الشجرة أنهاراً.

* * *
احساسنا بالعار يجردنا من كل امكانية للتقرب من الفضيلة.

* * *
لا قبر لمن يخشى الموت. للتخفيف من شدة هزائمنا يلزمنا أن نستنفد كل
فعل ممكن للتعايش مع الأرق.

* * *

وحدهم عبدة الرعب، من يكمن لمصائبنا ويخفف عنا الألم.

* * *

في يقيني ندبة تسمم حياتي. لم أعد أسمع أين أضع شكوكي ذات المخالب الحادة.

* * *

ما جدوى امتلاك المرء شجاعة عالية، اذا كان ذلك يبطل خوف الآخرين؟

* * *

ثمة دائماً نجار نكن له احتراماً كبيراً. يكفي أن يدخل المرء بيته ليجد بانتظاره
أجمل تابوت.
* * *

سعاة البريد مطالبون الآن أكثر من أي وقت مضى في الادلاء بشهاداتهم.
خلف هذا الفم الأدرد، توجد أرض تفيض أشجارها أسراراً ووشايات.

* * *

لا يمكن لنا أن نصالح بين الرمل والصحراء. ما فائدة زواج العسل والسم
اذا كانت شهقاتنا هي الوسيلة الوحيدة للانفصال عن الكلام؟

* * *
كل النساء اللواتي يدّعين العفّة { مريضات طبعاً } يلحقن الأذى بأنفسهن دائماً عبر وسيلتين أساسيتين أعرفهما أنا.

* * *
عليّ دائماً اظهار الحماقات والتجديفات لضيوفي الأعزاء.
ليس علي الاحتراس من سوء طويتهم وملامتهم، لئلا يشركونني في نذالاتهم وتفاهاتهم.

* * *

طالما لا سنبلة عندي ولا فضة
يجب أن يعلو قنديلي فوق قناديل أشباهي. سكّان الهاوية.

* * *

لا يرضيني الملك حين يفتح لي أبواب قصره وعدله.
يرضيني ثعلب الماء الذي يرثي ضعفي ونذالاتي التي أستمدها من طبيعتي الانسانية الحقيرة.

* * *
جاء إليّ حارس شجيرات اللوبيا: { يجب أن أكون أكثر استقامة مع الله في فصل الصيف }.: { انتهت حياتك الآن يا حمار. ينبغي أن تكون أكثر استقامة مع زوجتك الغبية } قلت له.

* * *
تلوثني النار عندما أضيّع الفرص المتاحة بين الحين والآخر. ليالي البرد التي عبرتها في نزواتي الغبية. لا امتياز لها في التملكات القادمة.

* * *
ليس باستطاعتي حمل الأشياء الخفيفة وأنا أتقدم صوب إلهي. مع أول حجارة تنتصب في نوره. ينبغي أن أحافظ على صيانة كرامتي كندٍ قوي وأصيل.

* * *
في نظرات اللص الذي يحاول سرقة أشيائي الفقيرة، ما يشبه غضب ابن عرس. السرقة تكتم اسمها في حديقة التنهدات.

* * *

لحفظ ما لا يعوّض. يلزمني الكثير من نحول الشجرة.

* * *

الصباح يتفتح على الهاوية، ويخرس ضوؤه أصوات حفيداتي الخيبات.

* * *

النجمة في الأفق. فحمة تختزل صخبها في رائحة يأسي.

* * *
افلاسي المزمن جعلني أمتلك كل نفائس العالم وأحظى بمحبة واحترام الأغنياء الأدنى مني ثروة.

* * *

لدي ثقة تامة وعظيمة في أن هذه الحروب التي تقوم كل يوم. أعظم انجازات الانسان في الحفاظ على جنسه.

* * *
غياب الشعور الاخلاقي لدي هو ما وسّع الأفاق أمامي وجعلني انتصر في النهاية على انحطاطي.

* * *

لا يمكنني تصديق من يقول: { الشمس تدفىء الأرض، وتعين النباتات والأشجار على نموها }. ينبغي أن أعاقب كل شخص يتبجح أمامي، وأول شيء تجب معاقبته الآن هو التقليد.

* * *

ينساب الصوت الجميل لزوجتي كانسياب مياه البالوعة. لست أدري لماذا تخذلني التوهمات دائماً؟

* * *

من الأشياء المهمة والمطلوبة في الزمن، هو اطمئناني الى انني سيتم في النهاية سلبي كل شيء، وتتم التضحية بي من قبل حارس البوابة الكبيرة للأرض والسماء من دون شفقة.

* * *

لا أحد يريد التصديق أن النجدة التي أطلبها، تأتي من أعدائي فقط.

* * *

التحليقات الخفيفة لحمامة نومي في بلد المنفى، والعواء المميز لبنات آوى بين أشجار السرخس في أحلامي، والاضاءة المحجوبة لحنيني. الكلمة المعانقة ذاتها في العودة الى أرض القبر.

* * *

يريد أن يشتري شجرة لانارة مستقبله، وتعوزه الأرض.: { لا تحسب ملح الفجر مدية تقدم لاراحتك في لحظات احتضارك } قلت له.

* * *

ماهَم إن متّ أو عشت آلاف السنوات. ينبغي عليّ الامتثال لقوانين المراحيض. أنا الخراء بالغ الرقة في الحجارة الكريمة للطبيعة.

* * *
يدان تقطعان شجرة هرمة
التقيت بهما في قصيدتك.
ضمّني الى ظلالك المنفية
تنقصني نجومك
التي هي أعياد العالم وزينته.

* * *

هنا، في هذه القبور المجهولة
حيث نار الانسان مطفأة تحت الرماد الفقير
ستبقى شعلتان تضيئان درب الأبدية
كما تحليق حرّ فوق ليل العالم
كما شمس حقيقة ترسم الآلىء فوق سديم الأيام الميتة.
شعلتان قويتان
عينا الشاعر.

* * *

اليد اللامرئية التي تسيل كما قطرة الذهب فوق الشجرة: الله.


* * *

سنخترع موتاً جديداً وننام فيه مثل نوم النحلة
موت نتحدث اليه ويصغي لكلماتنا المفتوحة لأبواب الصيف
سنقرأ خطوطه اللامكتوبة ونمشي بين أروقته المضيئة بصمتها
الذي يزاوج الثلج.
أصابعنا الموشومة تكبر تحت القناديل المنشورة لليل.


* * *

ما أجملكِ يا مكيدة.

* * *

شجرتان تنغرزان في يد الانسان: الملاك والشيطان.


* * *

حرثوا مقبرة وحين نضجت ثمارها
تخلوا عن موتهم.

* * *

بلا جمرة صديقة يذهب الانسان الى بيت الهاوية.


* * *

في حيواتنا ثمة عظمة استثنائية ينقصها الفعل.

* * *

طيور الألم الساهرة في الريح. تعقد صلحها مع أعدائنا.

* * *

الثمرة قبر الانسان
الشجرة عرسه.

* * *

ألسنا بحاجة الى نار أساسية تتفوق على ثلوجنا؟

* * *

هنا في هذا الظلام. في الدرجات التي ينمو فيها الطحلب
تتقدم جمرة وتوسع الأرض الليلية ذات الأنهار المزدوجة
وكما يسيل البكاء من الأشجار المهمومة. يلمع سيف الرغبات
ويضيء الهاوية التي تتلبسنا.

* * *

القنديل السجين يفتح الطريق لأولئك الذين ينقصهم الجنون.

* * *

هذه النجمة الكبيرة جاءت لتبيض فوق شجرة الدولة.

* * *
الظلام ينسدل على العتبة
ونحن داخل السجن نحاول أن نرمم أحلامنا الميتة
وأرواحنا التي علاها الغبار، غبار الحروب التي لم ننتصر فيها أبداً.


* * *

السجناء وحدهم أصدقاء الحرية.

* * *
خصومنا بأشجارهم التي أثمرت
خرقوا الهدنات.

* * *

طيور النورس التي تملأ مياهنا في الشتاء. آمنة ومحدقة في الأعماق
طيور النورس التي لا أعشاش لها سوى رسائلنا الممهورة بالدموع
غائبة منذ تسلط الطاغية.
ظلال الحرب الآسرة
والكلمات الكائنة تحت جهشاتنا الطويلة.

* * *

احذر هؤلاء الذين تئنُ في أصواتهم الأسرار.

* * *
العين لا ذاكرة لها
الذاكرة لليد.

* * *

مظلمون عبروا الى الضفة الأخرى، يحملون فوق رؤوسهم طيور مستقبل مضيء.


* * *

يبذرون بذورهم في أرض الوهم. حزمة حزمة يحصدون المحاصيل.


* * *

يا موت
أحصينا الأشجار كلها ولم نجد ثمرة نقدمها اليك.


* * *

بيضة حدأة في ممر الليل
أكثر بياضاً من الليل نفسه
أكثر شبهاً بغابة من الكحل.
جمرة في مشعل
في عشب
مثل مجد الأمراء.
بيضة حدأة
مكسوة بريش الفضة.

* * *

واحداً بعد واحد قتلوا في الحروب
أصدقاء جميلون وفقراء ولكثير منهم رغبات وأحلام عسيرة.


* * *

يا طغيانات
أين ودائعنا يا طغيانات؟

* * *
الوفرة، يا مياه الصمت.

* * *

صخور من جبل فوق رأس المساء
أصوات مكائن
أصوات ضائعة في الشمس التي تغرب
أعشاش نجوم
رواد فضاء من لقالق ينصتون لأصوات غامضة
أصوات تماثيل.

* * *

هنا جثة متعفنة
كانت غطرستها مثل صلابة الصخر
وكان عنادها يزن الفصول كلها.
وليمة النمل
ومأوى العدم.

الشمس المنبوشة.

* * *

رفعنا الثلج وحصدنا معهم طوال الليل. كانوا يترنحون تحت ضربات
الزمن اللامرئي. عدوهم القناديل.


* * *

بين النور والظلمة يحلق طائر جارح: العبث.

* * *

اسمه اندره بروتون. يقول: { نحن مقتنعون بانتصارنا أيها الما- وراء }


* * *
ثمة انسان متفوق يقاتل النملة.

* * *
أيها الموت يا أخي
متى نستطيع التخلص من مضايقينا؟

* * *

ثمة مسافة طويلة تفصلهم عن رؤية أنفسهم.

* * *
طرواديون بلباس الميدان يهربون من ظلالهم.

* * *

بعض الأشجار ثمارها السطوة وتسيجها الوداعات.

* * *

الواجب يدعوكم الى تسلق هذه الأشجار النابتة في النيران.

* * *

شجرة تين مثقلة بالثمار
تنام تحت ظلالها الكثيفة الطيور.
الصياد البائس اصطاد الطيور
الحطاب احتطب الشجرة
الظهيرة النارية التهمت الظلال
وفي المكان الرمادي الكئيب
ظل قلب الأرض ينبض بانتظار بذور أخرى.


* * *

هذه الأدراج العالية للذين تصالحهم الجمرة.


* * *
شمعتنا اليتيمة ناحت طوال الليل. هاتوا تعزيتكم.


* * *
الفعل دمعة
الدمعة بركان.

* * *

بيت الشعر الأول طريق الهاوية.

* * *
مات كلب في غابة. جاءت الأمطار معزية
زعلت الأشجار، فبال الكلب على الأمطار.

* * *


الرابية والقبر ينتظران الشاعر والجنرال.


* * *

حبة قمح عمياء تبحث عن أرض محروثة. قادها عصفور الى نبع
في العام التالي مات العصفور في أرض غريبة.
حبوب قمح كثيرة ناحت عليه.

* * *

يا ليل، نتهيأ لاستقبالك في ثيابنا البيض وخيولنا تصهل
في الوادي المكسو بعشب الضغينة.


* * *

الماضي قبر أسعى جاهداً لأن أخرج منه.

* * *

الحب يقود الى الهوس حتى في ثمرته الناضجة.

* * *

الشاعر دليلكم الى الجمرة اللامرئية.

* * *

في بدء التكوين
في بدء التكوين
كان السديم ناموسية تغطي الأرض المهدمة
كانت كائنات غريبة تصعد من الهاوية
كانت الأمطار الجميلة واللامعة كما البازلت توهن العشب
كانت الصواعق المجنونة تأكل الأشجار حتى العظم
كان الله في نيرانه المحروسة الأمينة منهمكاً بعمل خارق
فكان الانسان
ملح الوجود
وكان العقل شعلة عميقة تمزق الأسرار.

* * *

الدموع والرغبات والشظايا القديمة. تلمع مثل أساور في ليلي.

* * *

قبورنا بلا أمطار والنار شحيحة في العيون.

* * *
زنابير الشمس تتمشى في طرقات ظهيرتنا العليلة.

* * *

تقبلي يا روح السياب المستمرة تقدمات محاصيلنا. كلمة من الشاعر. كلمة لامعة كاللهب فوق الذهب. تمزقُ الصمت المظلم للبوق الذي يرفض العزاء.

* * *
الماضي من أيامي الذهبية
يجرحُ نفسي بكآبات ضخمة وطويلة ويخنقني بحبل دموع.

* * *
خاتم الشيطان للذين يتزوجون سرّأً.

* * *

في فص خاتم كاهن من الأزتيك. رأيتُ قطرات من دمعكِ تتململُ في سجنها.

* * *

الزواج المبكر يرعبُ الملك.

* * *
يدي التي لم تنظر قبركَ
ولم تضع فوقه الزهور
ستبقى تومىء اليكَ حتى نهاية العالم.

* * *
في يوم بليتي قصَّت الشمس شَعر ليلي.

* * *

الملك والشحاذ يسكران في حانة المقبرة.

* * *
عكاز السياب رابية.

* * *
ينبح الكلب عندما يفلس اللص.

* * *
الحكيم يلاقيه أسد والأحمق يلاقيه حمار.

* * *
يد الرجل في الحقل ويد المرأة في القفاز.

* * *
القصيدة ذبيحة.

* * *
اسمعي كلمة الله يا نيويورك.

* * *
الخروف منجل ابراهيم.

* * *

الماضي اعلان الحرب على الحاضر.

* * *

مبغض الصمت تطول رقبته.

* * *

يدي مشلولة ورأسي دائخ وكآبتي أعمقُ من بئر. منكِ جئتُ أطلبُ العزاء يا شفيعتي.
ارفعيني من الهاوية. من سديمها الدامي والشراسات. سنوات شبابي اضمحّلت والذين
أحبهم ماتوا والدرب وعرٌ وضيقة مسالكه.
لا أهل
لا أحباب
لا أرض رحيمة تأويني.

* * *

الشاعر أعرج وعكازه الشعر.

* * *
حياتي وأنا حرٌ أيها الملك.

* * *
موت لذيد العناق.

* * *

ينام الشبعان واللص يحرسه.

* * *
حديقة المعلم مزبلة.

* * *
معرى من الألقاب ويسّمي نفسه السيد.

* * *
بأبواق وطبول يستقبلون صمتنا.

* * *
الساهر في الريح ابن الظلمة.

* * *
يموت الملك على شراشف بيض والجندي في الطين.

* * *
الغشّاش ينظمُ الفوضى.

* * *
يد الصديق عقرب ويد العدو شمعة.

* * *
لا تقّلدني يا مقلّد.

* * *
ليتذكر المتسلط أيام الظلمة.

* * *
التذ عيشاً مع القصيدة التي تنتظرها.

* * *
الظلمة تفتحُ ولا أحد يغلق.

* * *
زوجة الشاعر تكّسر آنية من كلمات.

* * *

أكتبُ اليكِ من قمة البرج وقلبي شعلة.
يدي التي لم تشّم عطر عودتكِ. تجّزُ صوف الكواكب.
تبقين دمية أسيرة في مرمركِ البارد
لا نار توقظكِ، لا ربيع
يضيء نهديكِ، لا هواء ينعش روحكِ القش.

* * *
كلام الفقيد لا أحد يفّك ختومه.

* * *
هذا زمن فقاعات
زمن قرود وبول قرود.
الكل هنا فقاعة
كل الأشياء فقاعات
الماء فقاعة
الهواء فقاعة
اليد
السطوة
الكلام
القبلة.

* * *

النوم تحت القافية كسيف ذي حدّين.

* * *
ليت سروري وزن كآبتي.

* * *
عند قبركَ الأخضر أيُها الصديق
يستريح صيف القناديل في الفجر
ويزرع يقطينة.

* * *

تدلهم السماء فتمطر علينا ديوناً.

* * *
يستمني الاطفائي عندما تشرق الشمس.

* * *
الخال أخ الأب.

* * *
تصفعني أصفعكَ.

* * *
تحارب المرأة الرجل من أجل قشرة بيض.

* * *

خيانة الزوجة سجن مفتوح.

* * *

موجتان تسافران برفقة غيمة: حبكِ وموتي.

* * *
تمتع أيُها التراب، تمتع بهذهِ الملذات قبل وصول النسور والضباع.
الحياة ريشة
والموت صخرة.

* * *

الجرح بين السنابل العاشقة يفتحُ بّواباته لليعاسيب التي ترضعُ أطفالها تحت الأمطار.

* * *

غرباء نمّدُ أصابعنا في النبع من أجل الذهب المعذب. القوة الاستثنائية التي نمتلكها
التخاذل الدائم.

* * *

نار السرّ التي أطفأتها الليالي. انزوت خائفة تحت طحالب الماضي
تقرأ تاريخ حروبنا.

* * *
أدخلُ في الظلمة
ترفعني جمرة صوتكِ من قبر لا يكف عن الصراخ.

* * *
زوجة المختار لا تطحن القمح إلاّ في العيد.

* * *

حشرجة انسان
أم طنين حشرات في ليل الشجرة؟
اللوعة التي انحفرت في أرض الروح
لوعة اليأس الذي يعلو في كل آنٍ
هي نحيبنا المتكسر في المدن الغريبة.

* * *
خرجنا من ليل يمّدُ أذرعه فيحضنه ليل أشدّ لوعة منه للقاء عويلنا ونحنُ في الظلمة الحانية علينا حنوّ أمّ. نتثاءب. نتمطى في بيوت العناكب. موتى من دون موت أو عصف رؤوم، نترقبُ ضوء الصاعقة ونحلمُ بأرض جديدة.

* * *
صوب القبر يسيلُ هذا الغناء
هاهي العظام صعدت في السديم.

* * *
اشرب خمرك في بيتك
يتجلى لكَ الله.

* * *


* شاعر من العراق يقيم في السويد
[email protected]