واثقة من زيفك
أيها السابح في عراء منفاك
هل تتذكرني؟
كلما يحدّثني شبح الموت
أشعر بحاجتي لحديثك.
*****
المهيمن على مستوطنات أوجاعي
أما من ومضة زمن، تغادرني بها
كي أنعم باطباقة جفن واحدة
لقد أنهكني الأرق
وأنت لم تكترث بعد.
******
يا أبتي البحر
عتقوني وغدوت الطليق
أبتي البحر
إنهم سرقوا من حروفي البريق
أبتي البحر..
أعطني قبسا قد اضعت الطريق
*****
الحرب تأكل معي
لها طبق وأصابع
الحرب لا تحتاج لملعقةٍ
تنام في فراشي
امنح أفكاري اجنحة الخلاص
وانسى أنها شياطين قص الرب اجنحتها
وحكم عليها أن لا تعود إلى السماء
كيف أتخلص من الحرب؟
وقد أخبرتكم،
الحرب تنام معي في الفراش
كلما أرادت الحرب أن توقظ ولدي
بنبرة عسكرية يابسه، تصيح: انهض
سأكسر الساعة كي لا يجيء الصباح
رعشة الحرب، تسري في جسدي
مصفر وجه الحرب،
كعشب أشعله الجفاف
لم ترتو من دم القتلى، بعد
هي الحرب عطشى أبداَ.
الليلة، اشرب نخب كراهيتهم ومحبتي
وأحوّل كؤوسي المتتابعة، إلى شلالات تغرقني
تتناثر فقاعاتها حول شفتي
طالما شربت نخب الحزن لوحدي
إذ لا رنين لأقداح تشاركني الوحدة
الإنفرادية خصوصية إلهية
لـِمَ لا أكون أنا رب كأسي؟
******
يا من هربت.....
متأخراً جداً، جاء قرار الفرار
إذا كنت تبحث عن إمرأة لغرفة النوم لا اكثر.
******
رائع أنت ايها المتسول بموسيقاك
غير مكترث لهدير المقطورة
ما قيمة الذي أمنحك إياه!
لقد انتشلتني من نفق أحزاني
عابراً بي الى ابتسامة واغماضة.
******
أيها الموتى
أنا لا أنام،
هل لي بنصيحة؟
أتعذبتم مثلي ومن ثمت نمتم طويلا
أو تستحق الحياة كل هذا العناء
أحسدكم لأنكم تغطون في طمأنينة
ولا أ ُحسن سوى السهر مع الذكريات
لأعدها كل صباح كما يُعد الجنود في طوابير المعسكرات
حاضرة لا أمنحها فرصة للغياب
يا أصدقائي الموتى، خذوني بأحضانكم
أريد أن انام نومة لا أصحو بعدها أبدا.
******
ما مزق البحرَ مجدافُ قارب صيدٍ عتيق
تلم المويجة أشلاءها
تخيط الجراح على أضلع الصخر
بكف النتوءات تمسح أوجاعها
إلى مضمر السر
لقلب الظلام النزيه
تنزل آمنة
ساخرة ً من سحنات الخديعة
في ظهر قاربك المتعب
تترك إمضاءها
******
لوحات وجيد سعيد المعلقة على الحائط تتمايل
خمبابا يحدق بي، من اللوحة الأولى
فاغراً فمه،
أيطمع في ابتلاعي!
لا أدري ربما لست محقة
هو يريد ان يلثمني ولكن عقدة الشر تستوقفه
غبي أنت يا خمبابا
صرخت بوجهه،
في اللوحة الثانية، يقف ملك لجش العظيم
يدعوني لبلاطه
من لون الذهب، كان ثوبه
رغم أني لا أحب الثياب المزركشة وهيبة الملوك
تجاوبت معه حيث تنتابني أزمة عواطف
والملوك يعرفون أكثر من سواهم هتك المشاعر
اللوحة الثالثة،
بقي الثور المجنح خجلا في مكانه
لا دور له إزاء ثورتي
*******