نَسِيتُ الكَلامَ، أَيَا وَيْلَتِي!
وَمَنْ ذَا يَهُبُّ إلَى نَجْدَتِي؟
*
نَسِيتُ الكَلامَ، فَمَنْ لِي إذَا
نَوَيْتُ التَّبَاوُحَ فِي أَوْدَتِي؟
*
وَمَنْ ذَا يَحُلُّ لِسَانًا حَوَى
سَرَائِرَ مَاضٍ بِلا جِدَّةِ.
*
حَيِيتُ عَلَى الحُلْمِ، مَا أَيْنَعَتْ
عُيُونِي، فإنْ قَارَبَتْ مُدَّتِي
*
حَمَلْتُ القَوَافِي عَلَى كَاهِلِي،
وَرُحْتُ أَجُوبُ حِمَى رَقْدَتِي.
*
فَفِي وَطَنٍ خَافِقٍ قَلْبُهُ
كَصَوْبِ غَمَامٍ، حَكَتْ جَدَّتِي
*
حَكَايَا شِتَاءٍ لِجَمْرٍ خَبَا،
وَغَطَّى الرَّمَادُ نَدَى رَعْدَتِي.
*
وَإذْ أَرْتَمِي فِي حُقُولٍ نَمَتْ
مع الرّوحِ، أَرْوِي بِهَا سُؤْدَتِي،
*
أَرَى النَّاسَ غَابُوا، فَأَرْخَى الجَوَى
سُدُولَ الهُمُومِ عَلَى بَلْدَتِي.
*
مَضَى النَّاسُ، لَمْ يَتْرُكُوا أَثَرًا،
وَأَذْكَى اليَبَابُ لَظَى عَوْدَتِي.
*
تَعَلَّقَ قَلْبِي فِرَاخًا ذَوَتْ،
مَعَ اللَّيْلِ، فِي هَدْأَةِ الوَهْدَةِ.
*
هُنَاكَ خَطَوْتُ، وَكَانَ الثَّرَى
بِسَاطًا، وَنَجْمُ السَّمَا عُدَّتِي.
*
هُنَاكَ الخَوَابِي اللَّوَاتِي بِهَا
تَعَتَّقَ زَيْتِي، كَمَا شِدَّتِي.
*
غَفَوْتُ هُنَاكَ عَلَى مَا انْقَضَى
فَبَلَّلَ طَلُّ الثَّرَى بُرْدَتِي.
*
وَحِينَ أَفَقْتُ وَجَدْتُ الَّذِي
يُعَذِّبُ شَوْقِي إلَى رِدَّتِي.
*
فَمَاذَا أَقُولُ لِنَاسٍ مَضَوْا؟
وَمَنْ ذَا يَنُوحُ عَلَى وَحْدَتِي؟
***
[email protected]