رنا جعفر ياسين
المطلق.. أبخرة مكتوبة

كبيرة لذة اقتناص مهارات جديدة. الجديد ضمير طازج، و المعجزة هجرة نحو الداخل لها حس دعابة و شيء من الحدس.
دائم هو الوهج الأكبر، و الاقتراب بعد مناور.
الشعر أغنية بصدى لا يرتد، يتعاظم بمستوى حلم الاقتراب منه، ليظل الروح الملتهبة الهائمة في فضاء سمي غدراً (العالم).
إضاءة الهواء نعمة كبرى، مايحدث بعد الطوفان حياة أخرى و نمو مصدوم بكارثة، و الكارثة أم الابداع
الابداع ليس معركة، و إنما استراحة طفل
التجربة قطعة حلوى
الشعر سعادة وقحة تفر دائماً.. بالتأكيد التوغل أكثر دعوة لاكتشاف ماهو أعمق و أكثر توهجا ً، و حريقا ً.
الجديد مقابل بالغضب، عدوه الإنكار و رصاصة موجهة
من يتوغل يرجم بالارتداد، حفرة هدية صديق لدود
بمعزل عن أسلاك شائكة أقول: أدخلُ بهدوء و بعض ضجيج
(الهدوء شك متواصل، كما أن الضجيج خرافة محكمة).
أبواب نصف مفتوحة تطير في الهواء.
الشاعر ابن الروح الهاربة، الغريب بزي نهار جديد، تأخذه المسافة المدوخة ُ برائحة الزمن، إنه المحارب التواق إلى وقاحة بثوبِ فرح، الملعون برغبة الاكتشاف في عالم ملغم بالشيء و اللاشيء
لا ريب، هو المبشر المصاب بلوثة الحرية، الفاتح رؤاه، الحالم بجوهر الشعر طالما السماء بلونها المعتاد.
نفق طويل، و الشعر ابن الحروب و العشق، حليف النكبات و الجمال، واقف بين شر و خير، متعب من الانتظار و النظر من ثقب الكون
انفجار ملون سرعان ما شحذ الغبار للزوال.
جواب بمتعة كنز: الشعر نافذة في هواء، رقص أبدي، مسار بزوايا تتشقق و تلتئم، حقاً ورطة غاية في الدهشة.
نشوة هو، و القصيدة متعة معمار، جنون مسحور بالغواية
نعم، حيثما غواية.. توجد قدحة رؤيا و إكسير فاتح للشهية.
في استرخاء أبعد، بين توتر و رضا واقف كالضوء، ظهره شجرة ترصد الآخر من الكون، فوق غيمة استثنائية، في بطن سمكة تجوع كل حلم
رافض للاستكانة أبداً.......... تصيبه بالملل و الغثيان.
(الغموض انعتاق
الانفجار هوية حتماً
إكتبْ الحلم بقعة صارخة، الرسم يتقن النظر.. أن ترى لك الحق في نقض المثالية، الحياة زائفة مثل الحقيقة، من يقول حقيقة يكذب أبداً
الكذب صانع الاسئلة
الطفولة مثار جدل، بعكس الشيخوخة، هاجس بنغمة موجة...... مفاجأة متقدة غاية الشعر).
................ هكذا سمعت، شمعة بنبرة وحي.
لايؤطر بدخان متعرج ذلك الشفاف اللامتناهي.
الظلم ابن الحياة، و الحياة بالنسبة للشعر حسرة غاضبة..... مجحف إخضاع المفاجآت للقوانين كيفما تشكلت !!
( أيها الجني اللعوب..
يا راسم الصور و موسع الحدقات برؤى مختلفة..
يا نجار اللغة و نحات الفراغ..
يا أيها الخيط بين الداخل و الخارج..
أضأ العبقرية بنار متسعة، تجلى بين المعنى و الهيكل المغسول بالنور
المخدر الحاد مشتهى كهواء بخفة لعنة).
حينما تتطابق الشرائح الكبرى للروح، بمثابة تكرار غبي جداً، و تخدش بوقت لا محسوس، و مكان مستنسخ باختلاف.... يكون خافتاً: الفرد في جمع و الجمع بمثابة طرقة منفردة.
تشظيات موغلة في القهر و المبهم حتى غرف نومنا الخاصة.
الحاجة: ضرب من الجنون، كسرة شعر بطموح مسرف للتحليق، طاقة بجموح القيامة
مقترح: للتعرية جمال خاص... من نوع آخر
(كائن ثاقب، مغتبط بجنون حاو ٍ، خارق بين الفيزيقيا و الميتا منها، يتفكك و يبنى، متصوف و رافض للتماهي، محب و غرائبي، محدث و بال ٍ، معلق و طافٍ، محلق و مستقر على القعر مثل علبة جمر، منشطر و متحد، مشظى و مكتمل، فارغ و ممتلئ، قادم و ذاهب، فكرة بين السماء و الارض، أحجية بين الماء و الهواء، ينمو بين الوجود و العدم، مبتهج بين خارج الشيء و داخله، شيء و لا شيء معا، مالك حق الرفض و الموافقة.... مقرراً أن يكون أو لا يكون).
وهج يقدح أمام نافذة تفتح في جدار الخيال، متعة بألون شتى
مطلق ناصع علاج المسافة التي تفصلنا عنا، مصالحة الخذلان بكأس من الشمس.
التمثل رغبة السحرة، الشعراء مثلهم
على كل حال، هكذا صناعة أخرى
يمكن القول: إرتدِ النص.. تعيشه كما تشاء، افتعلْ نفسك فيه..تتحرك في الملحمة و تحركها أيضا، اغمض عينيك.. تجد من تريد، امتزج.. تجد أي لحظة هاربة.
...... هكذا، يتمعنى و يتشكل كلعبة تتنفس.

الحرية.. طاقة برائحة برتقالة
المكان و الزمان و الذات إحالة قصرية، تبدو كذلك
تتلبس الداخل بدلالة الأفعال و أدوات الوقت و الذوات، مصاحبة بانزياح إدراكي في حركة محددة أصلاً تشبه شارعاً مستنشقاً للضوء، موضوعة سلفاً كسكين فاصل بين طاقة هي شهوة السحر، و طاقة التمثل من الخارج.
محو الأمكنة والأزمنة و الضمائر/ الذات إتاحة للتأويل، مرونة جناح مضاء ببذخ.
الرسم كتابة من نوع آخر.. هكذا نقول:
الصدام صفة ملازمة، ندبة في وجه الاكتشاف.
غير مدرك أن الالتباس حلم، و سلطان الحلم يجيز لنا إزالة الفواصل .. لاشيء مؤكد
الحلم قابل لأكثر من تفسير، إذن الالتباس انفتاح، و لغز مشفر من الخلف
نبصر قدما ُ: لاضير، منفعة بحجم ثروة أو فردوس طائل
بهذا الشكل، ممكن شد الإبصار بمرونة، يتمدد و يتقلص كترياق مبهر
لاسيما و أنه مدرك أن هناك (ما بين) في كل ما هو مصنوع / مصطنع.

القصيدة العارض للشعر، المعمار هيكلاً و بناءً
المادة لانهائية.. رؤيا و صور و لغة، مثل فوران
للمادة ما للشكل، هنا متكاملان و متبادلان.. الأبيض للأبيض، و الغرابة إثارة للسؤال
النص شبكة معلقة، متشكلة بخصوصية، لغة منتقاة لمعمار متعدد الأوجه
غياب بحضور مختزل.. حضور باختزال الغياب، ناعم كوشم.
المعنى و الشكل وجهان لمطلق حي يتنفس ليتماهى في تأويل مختلف يتجدد كرئة
حقاً إنه نص تواق للتأويل
شهي، لكنه ليس الوحيد بالطبع
الإلغاء للإظهار و التمثل، شفرة بغموض لؤلؤة مغايرة
إبداع الغموض غاية أخرى.. باب مفتوح من خلفه نوبة من اللمعان و فرقعة صدمة
الصدمة وسيلة للاختراع
الانفجارات هوية طازجة دائماً، علينا بها لتقشير العقل.. إثارة مختلفة و عظيمة
عظيم هو الوهم.. مثلما عظيم الشعر.

النفق ممتد، مغاليق تلمع من بعيد...

هذيان في بلورة ملعونة
تقشير كوني

(1)
استئصال..
هكذا قرارُ لص.
عدة ُمهاراتٍ للاستكشاف:
قفازاتٌ لمداعبةِ عسل ٍمدهون ٍبالملح
غطاءُ لصداع ِالدخان
و حفنة ُمطر ٍلصناعةِ شمع، مؤكد.. غيرُ قابل ٍ للذوبان.
اختلافٌ عاطلٌ، مكررٌ وتائه..
-هل صحيحٌُ أن الورقَ صحراءٌ مشوية ؟ لا، ربما عشبٌ متناولٌ للهرمونات.
-متى القبضُ على كف ٍمشغولةٍ بقراءةِ الطالع ؟ حينما النافذة ُ مسنودةُ بهيكل ِ مقصلة.
-من مغري الزجاجة َ للتلصص ؟ أوه، رسالة ٌ مستغيثة ٌ، مطوية ٌ، و مربوطة ٌ بجواربِ ماري انطوانيت.
ياللجراح ِ العصي !!
إبرة ٌ عاطلة ٌ، فاسدة ٌ و مخذولة ٌ بقدر ٍ كبير جدا
كموت ٍ ناعمة ٌ، مجاورة ٌ لمقص ٍ موضع ِ عناية
الخلاصة: قضمة ُ لحم حي و اسفنجٌ عفن.
مريعٌ جدا ً....
(2)
رسمٌ مخدوشٌ
و قبضة ُرمادٍ عار ٍ.
عالمٌ من التيه بعرفِ جوَّال ٍحقود عارف ٍللطريق، مثلما عارفٍ لزيفِ عملةٍ بلاستيكية.
البستانُ بمثابةِ متاهةٍ مزروعةٍ بالمدافع
مكنسة ٌفي الجوار، لازالةِ نفايات.
سبعُ وشاياتٍ مجبلة ٌ على التشهي
موثوقة ٌ بندم ٍ قديم، ربما أكثرُ لذة ً.
النقوشُ الأكثرُ حزنا ً.. المقارناتُ بسوداويةِ نيسان
المذاباتُ بهدنة
بالقرب من جنةٍ واقفةٍ تحت المطر بثوبٍ مدان
السبب: بلاغ ٌجديد لنهايةٍ مبتكرة، حكمٌ أخير.. بطئٌ.. و مخدوعٌ بثلج.
(الجحيمُ الأنقى من صلبان فزع)
صورة غاضبة ٌ..
مناورة ٌ لرحيق مأكول
من غير ِ ذاكرةٍ ساخنة
لاشكَ موحشة ٌ بقدر فناء.
(3)
لا رؤية َأبهى من الحلم.
عروسُ الصباح ِ مفزوعة ٌ من ضجيج ِ المسافة
مدانة ٌ ببرودة ٍ لافحة.
الغضبُ المسيطرُ أحدُ أوجهِ الفرح، لكن من نوع ٍآخر
جحيمٌ تعسٌ، بنسيم ٍ، كوميض ِحطام
انتحارٌ..
إمساكُ سرِّ عالق
أوسعُ جوع إتقانُ دور الضحية
لا جنونَ أفضلُ من استنشاق رعب، بدلاً من التلوث.
برفق ٍ، سؤالٌ عجيبٌ:
هلعٌ أم كونٌ مؤجل ؟
أبخرة ٌ أم نفاياتُ فوضى ؟
ربما، لغزٌ مقلوب ٌ، نوع ٌ جديد من الفظاعة
أو غباءٌ مقدسٌ منقسمٌ بينَ لص ٍو شيطان.
هنيئا ً..
الباقي غيرُ الاحتضار
بهجة ٌ و ريبة ٌ معا ً
قادمٌ صوتٌ عبرَ منام ٍ ملون
(ياللعجبِ.. صفاءٌ بهي رغمَ شهوةِ الانصهار !!).

(4)
سابح ٌ بينَ بين
موغل بقدر ِ استلاب
ناعمٌ، و مفتوحٌ على دفتيه
قلابٌ الخياناتِ، جبهته الانعكاس
ما مسحورٌ الا بالطاعةِ، لا الهذيان
مهاتفٌ المتعتة َ بخيطِ صراخ
-هل مسموعٌ سوى الشؤم ؟
لا فرقَ حتما ً..

(5)
الكتابة ُ رائحة ٌ شاحبة
وهجٌ و اختزالٌ لغايةٍ ما.
يا حبرَ الضجر..
-ما للمهارة و الصمت ؟
-أينَ رباعياتُ الرغبةِ المنحدرةِ كضحكٍ مفتوح ؟
شبيهُ الخياناتِ بزي ناعم
قامة ٌبحرمان ٍ لا شرط فيه
مُزحلِقة ٌ على الجلدِ بريقَ الحقيقة.
أسئلة ٌ حبلى بالاكتراث، شائخة فوق هواءٍ لزج
عنادٌ بجمرةٍ مبتورة
متكررٌ كزيزفون ٍ عجوز
نييءٌ
كأنَّ السؤالَ جانبٌ آخرُ من الوجه، أو لعلَّ الضبابَ من أمزجة مكسورة
انطفاءٌ مبحوح..
لماذا الاغنياتُ مغتاظة ٌ؟ و الخضرة ُ ماثلة ٌ للاسوداد ؟ لماذا للتأمل ِكلُّ تلك َالبحةِ الموحشة ؟
أ كلُّ السأم من عمل ٍ مزروع ٍ فوق غيمة هائجة ؟!!
(6)
بالغة ُ الاحمرار أسنانُ الموت
منقضة ُ
أسرعُ من عطر ٍ أنثوي.
بينَ التلوثِ و الحديث فصلٌ جديد، خامسُ
منبوذ ٌ بصاعقة مدبرة، حتى اذا ما مغلفٌ النوافذ َ ببعض ِ فرح
فصل مناورٌ كلما العناقٌ مؤجلٌ
و كلما رائحة ُ الاجداد ِ مبثوثة ٌ من القوس ِ قزح
- كيف الرؤى ؟ غواصة ً بين موج ٍ صبور و أغلفةِ سماءٍ موثوقة
- ما الدافعُ لرشق الظلام بوردة ؟ قرارُ العنب: ثمةَ أفواهٌ جوعى و عيونٌ فارغة ُ في انتظار.
إذن، خطوتان ِ بظل وحيد
لا ريبَ أن الحياة َ مبتورة ٌ
.... صديد ٌ مبتلـَع ٌو نوبة ُاسترخاء
حياة ٌ بلا أدنى رقيب غاية ٌفي التمني، حنجرة ٌ ببصمةِ ناي.
شاعرة عراقية مقيمة في القاهرة