مِهْنَةْ
أَصْبَحَ شِعْري جُثَثاً
فَصِرْتُ حَفَّارَ قُبُورْ!
تَتْويجْ:
الشِّعْرُ لَعْنَتي
لِهذَا السَّبَبِ الوَجيهِ،
سَأُرْجَمُ
وَرُبَّما أُعْدَمُ!
خِيانَةْ:
هَذي العَواطِفُ التي
تَذْبُلُ تَحْتَ مِعْطَفي،
حينَ أَمُوتُ يَوْماً
يَسْرِقُها لِصٌّ صَديقْ!
حَربْ:
لا زِلْنَ يَنْتَظِرْنَ غُودُو راكِباً مُتُنَ الخَيْلِ
هَلْ جُنِنَّ؟
غُودُو غَيْرُ مَوْجُودٍ
لأَنّي دائِماً أَقْتُلُه!
تَوافُق:
قَالَتْ: قَوافيكَ سَريعَةٌ،
أَلا تَشْرَبُ كَأْساً؟ قُلْتُ: هَذِهِ السَّفينَةَ يَقُودُها أَعْمَى!
قُبُور:
أَرى قُبُوراً، بِجِواري، تُفْتَحُ..
لَمْ يَتَقَدَّمْ أَحَدٌ لِيُدْفَن.
اِحْتِجاج:
أَرى وُرُوداً قُرْبَ بابي:
هَلْ قُتِلْتُ؟
لَمْ أَمُتْ بَعدْ!
فَمَنْ قَدَّمَ لي هَذِي الوُرُودْ؟!
مِطْرَقَة:
أَرى أَبا بَكْرٍ يَضُمُّ مِعْوَلاً،
وَمِقْبَضاً لِلْمِطْرَقَة..
أَرى القُبُورَ تَحْتَهُ فَأَسْأَلُ:
.. وَكَيْفَ يَحْلُو خُبْزُنا؟؟
وَصِية:
حِنَ أَمُتُ يَوْماً
أُدْفَنُ في حَديقَةٍ.. رَمادُها صَديقِي!
اِسْتِعْداد:
كُلُّ الذينَ أَسْرَجُوا خُيولَهُمْ
قَدْ وَقَعُوا في الفَِخّ،
فَاسْتَنْفَرَ الشُّعَراءُ.. لِلرِّثاءْ!
اِسْتِنْكارْ:
اَلأَرِضُ كُلُّها جَماجِمْ
لِماذا لا نُغَطِّها،
إِذا لَمْ نَسْتَطِعْ دَفْنَها!
تِذْكارْ:
حينَ أَتى جَدِّي مِنَ الحَِ
شَمَمْتُ فيهِ عِطْراً نَبَوِيّاً.
ماتَ جَدّي بَعْدَ أَعْوامٍ.. وَلَكِنْ عِطْرُهُ مَعي ؛
إِذاً.. لَمْ يَمُتْ جَدّي
إِنَّما خَلَعَ مِعِطَفاً وَلَبِسَ وَطَناً!
تَحِذير:
اَلْمَرْأَةُ التي سَتَبْكي في جَنازَتي
وَتَلْوي رَأْسَها حُزْناً
هِيَ التي رَمَتْني بالرَّصاصْ!
هَكَذا:
حينَ أَمُوتُ يَوْماً
لَسَوْفَ يَمْشي في جَنازَتي الكَثيرُون:
بَعْضُهُمْ يَرُشُّ وَرْداً
بَعْضُهُمْ يَبولُ فَوقَ قَبْري.. كَالكَلبْ!
نَدَم:
كُنْتُ صَغيراً وَقَليلَ الخِبْرَةِ:
كَيْفَ أَضَعْتُ ضَحْكَةَ العُصْفُورَةِ؟
وَرَقْصَةَ الفَراشَةِ؟
غَفْلَة:
كُنْتُ مُغَفَّلاً:
لِماذا صِرْتُ شاعِراُ؟
لِماذا صِرْتُ شاعِراً؟
عَجَباً!