جهاز البث
حدّثها حدثته، كلّمها كلمته، في الأخير أخبرته: فارق الوقت بيننا ساعات. نظر في صورة مالك بن نبي المعلّقة وقال: لا يفصل بيننا غير هذا الجهاز ناقل الذبذبات.

رائحة
زاره في غربته، حين همّ بالعودة للوطن، رشه بالعطر، لما رجع للرفاق لفظ اسمه بقبح: quot;هرب من مخلب الزمن ذاك العفن.quot;

العابد
طلق العابد المسبحة و اشتغل بكبس أزرار الهاتف المحمول... ذاكرا العولمة
النذر
كان يجلس يكتب قصاصته، جاءه الدرويش أخذ منه القلم، بحروف مبهمة كتب بعض الطلاسم ومضى، جاء بعده مجنون، نزع من بين أصابعه القلم، كتب جملة بلغة العجم ، مرر كف يده على شعر رأسه ومضى. لما نشر ما كتب في قصاصته ،أُخذت أقواله ، طُـلِبَ منه حل الطلاسم، قٌلعت أظافره، حُلق شعر رأسه وسُجن بتهمة التآمر.. جاء الربيع و الشتاء رحل، فُكَ أسره، لجأ للبلاد الغريبة، كتب روايته إيفاءً للنذر .
حظر التجوال
استيقظ الشاب كعادته، يتجول في أزقة المدينة الخالية من سكانها، يتوسط طرقاتها الفارغة الخاوية من صخب الأقدام والعجلات؛ رأى الحمام يلتقط الفتات، دنى منه و قال:quot; لو يعلم الحمام ما بداخلي من حلم ما كان ليطير خوفا؟ دنى منه أكثر، طار الحمام وارتفع ، كان الحمام يجيبه في نفسه:quot; لا علم لي بما في داخلك يا ابن آدم و لو كنت أعلم لأخترت لكني لن أقدم على المغامرة فتاريخك حافل بالدم.quot; أكمل الشاب سيره بعد مسافة أمتار في اللحظة التي سمع فيها رفرفة الأجنحة، كانت طلقة تخرج من بندقية قنـّاص، تسديدة مجهولة الهوية خرّ جثة هامدة. طار الحمام وارتفع ثم حط في جهة المطار، كان وقت حظر التجوال قد انتهى من ساعة وأطل وجه النهار.

حجة
كتب له الشكوى التي ينوي بعثها للوالي، أثـّر فيه الكلام الذي كتبه بإحساسه، طرد خياله وأسكن التشرد قلبه.