عبد الجبار العتابي من بغداد: استقبلت دار الكتب والوثائق عددا من الكتب والوثائق التي تعنى بشتى شؤون المعرفة، ومن هذه الكتب كتاب (الدار المكنون من المآثر الماضية من القرون)، وكان أبرز ما جاء في هذا الكتاب احصاءات عن المرافق المشيدة في بغداد وكان عددها 980 خانا كما جاء ذكر هذه الخانات في كتاب (دليل خارطة بغداد) للاستاذ الدكتور مصطفى جواد والدكتور احمد سوسة والذي يقع في 368 صفحة ومن اشهر هذه الخانات خان مرجان وخان جغان (جعال) وخان اليهود الذي يقع في محلة الاسواق والخانات.
ويعد خان مرجان من اقدم واعرق الخانات في بغداد والذي شيد من قبل (امين الدين مرجان) مولى الشيخ اويس خان الايلكاني الجلايري (755-773 هجرية / 1456-1374 م).
يقول مازن ابراهيم مدير مختبر ترميم وصيانة الوثائق في دار الكتب والوثائق: ان خان جغان يعد من اهم الاسماء المعروفة بالنسبة إلى خانات بغداد، فهو الخان الكبير الذي شيده سنان باشا جعاله زادة والي بغداد في 995 الى 998 هجرية / 1586 ndash; 1587 ميلادية، وذلك في افتتاح ولايته الثانية سنة 999 هجرية، وقد عرف هذا الخان باسم خان جعال على ما يسميه المؤلف وخان جعان بتحريف طفيف (وقفية سليمان باشا الكبير في 1206 هـ / 1792 م)، ومازال الاسم الاخير يطلق حتى اليوم على اعلى بناية كبيرة دلالة على سعتها ورحابة ساحتها.
وعرف ايضا باسم خان الصاغة بسبب اشغال اهل هذه المهنة معظم دكاكينه وكانوا قد انتقلوا اليه بعد ان زاحمهم الخفافون (صناع الخفاف وهي ضرب من الاحذية) في سوقهم الاولى المجاورة لجامع الصياغ (جامع الخفافين فيما بعد) امتلك هذا الخان مناحيم دانيال وشركاؤه فنقضوه سنة 1348 هـ / 1929 م وشيدوا مكانه سوقين جديدتين تطل نوافذهما من جهة على سوق الهرج القديمة او (العبايجية) ومن جهة ثانية على سوق الجبن، ومن جهة اخرى على (سوق الجوخة جية) وجعلوا لهما اربعة ابواب متناظرة بعد ان كان للخان القديم بابان فقط.
واضاف السيد مازن: ان البزازين شغلوا هذا الخان في حين انتقل الصياغ الى سوق السراجين التي تقع في سوق السراي ولم يبق من آثار خان جغالة المذكور سوى لوح من القاشاني الازرق الفاخر كتب عليه بخط الخطاط البغدادي عبد الباقي المولوي المعروف بقوسي تاريخ عمارته عمر هذا الخانمان وما فيه من البنيان في ايام دولة السلطان مراد خان خلد الله ملكه وسلطانه وافاض على كافة العالمين عدله واحسانه 999 وكان مثبتا على بابه ثم نقل بعد نقضه الى المتحف العراقي، ومما يذكر ان بعض المؤرخين والسياح قد لاحظوا وجود كتابات اخرى على الخان بالتركية الا ان الكتابات زالت وفقدت.
واستطرد: وغالبا ما تكون الخانات في ولاية بغداد مغلقة وتؤدي وظائف تجارية مهما كان حجمها او مخططها المعماري وكانت تستخدم بشكل اساسي للايجار بالبضائع وتجار الجملة، وفي الوقت نفسه نزلا للتجار، اذ ان كل خان يتألف من باحة مركزية مكشوفة واحيانا مغطاة بقبة ومن غرف ارضية لخزن اسم السلعة التي يخصص في بيعها مثل خان الصابون وخان الجبن او يحمل اسم مشيد الخان او اسم صاحبه.