الجزائر: نقلت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية (إيه بي إس) عن أمين عام منظمة أوبك، شكيب خليل، يوم أمس الأحد استبعاده حدوث انخفاض في أسعار النفط في السوق العالمية على المدى البعيد، وذلك في ضوء الطلب المتزايد عليه من قبل كل من الصين والهند.

وعزا خليل، الذي يشغل في الوقت ذاته منصب وزير الطاقة والمعادن في حكومة بلاده الجزائر، الارتفاع الراهن في أسعار النفط إلى quot;ضعف الدولار الأمريكي وعوامل جيوسياسيةquot;، حيث تتداخل التأثيرات السياسية والاقتصادية والبشرية والجغرافية في وقتنا الراهن مع بعضها البعض إلى حد كبير.

عرض وطلب
وقال خليل، الذي كان يتحدث أمام مجموعة من الدبلوماسيين: quot;إن الزيادات المضطردة لأسعار النفط تعود إلى ظاهرة لا علاقة لها البتة بالعرض والطلب.quot;

وقالت الوكالة: quot;لقد شرح (خليل) فورة أسعار النفط وقال للدبلوماسيين إن جذورها تعود إلى الأزمة التي كانت الولايات المتحدة قد شهدتها خلال شهري آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر من عام 2007


وقال خليل: quot;بدأت الأزمة عندما اتخذ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي الأمريكي) خطوات ترمي إلى خفض نسب الفائدة من أجل تنشيط الاقتصاد، إلا أن الأمر انتهى بتخفيض قيمة الدولار.quot;

مشاكل جيوسياسية

وأضافت الوكالة: quot;لقد عزا الوزير خليل أيضا ارتفاع أسعار النفط إلى المشاكل الجيوسياسية، مستبعدا إمكانية حدوث انخفاض في أسعار النفط في نهاية المطاف، إذا ما أخذنا بالاعتبار الطلب القوي الموجود حاليا في السوق، وبشكل أساسي من قبل كل من الصين والهند.quot;

وكان خليل قد حذر في مقابة أجرتها معه بي بي سي العربية الأسبوع الماضي من أن أسعار النفط الخام قد ترتفع أكثر في حال ارتفع معدل سعر الفائدة في منطقة اليورو.

وتوقع خليل حدوث ارتفاع في أسعار الفائدة، مما يعني المزيد من الإضعاف للدولار الأمريكي، وبالتالي دفع أسعار النفط إلى الأعلى.

وألقى شكيب باللائمة في هبوط قيمة الدولار على الارتفاعات المتكررة في أسعار الفائدة، ورفض الوزير الدعوات المتكررة إلى زيادة إنتاج النفط وقال إن السعودية رفعت إنتاجها ولم يؤثر ذلك على الأسعار.

ايران و النفط

وكانت أسعار النفط قد قفزت بمعدل 50 بالمائة خلال العام الجاري، وقد أسهم التوتر الحاصل بشأن البرنامج النووي الإيراني بشكل جزئي في ارتفاع الأسعار، ناهيك عن التوقعات بأن إمدادات السوق العالمية من النفط لن تلبي على المدى البعيد النمو القوي في الطلب عليه من قبل الصين والهند.

فقد جددت إيران يوم السبت الماضي تهديدها بإغلاق مضيق هرمز الذي تمر عبره 40 بالمائة من شحنات النفط العالمية، وذلك في حال أي تصعيد عسكري يستهدف أراضيها.

ونقلت وكالة أنباء فارس عن رئيس هيئة أركان الجيش الإيراني الجنرال حسن فيروز أبادي قوله إن بلاده ستغلق المضيق الإستراتيجي إذا ما تعرضت quot;مصالحهاquot; للخطر.

ويتوقع المراقبون أن يتسبب أي إغلاق محتمل لمضيق هرمز بارتفاع حاد في أسعار البترول المرتفعة أصلاً.

وكان سعر النفط قد حقق رقما قياسيا الخميس الماضي إذ قفذ سعر برميل الخام الأمريكي في بورصة لندن إلى 146 دولارا، وارتفع سعر خام برنت لندن إلى 145 دولارا بينما وصل الخام الخفيف إلى 144.38 دولارا للبرميل.

هبوط الاسعار

أن أسعار النفط عاودت إلى الهبوط ليصل سعر البرميل إلى 144 دولارا أمريكيا في تعاملات الأسواق الآسيوية صباح اليوم الاثنين، كذلك على خلفية ورود تقارير تشير إلى حلحلة التوتر القائم بشأن الملف النووي الإيراني.

وجاء الانخفاض بعد أن أُعلن عن إعطاء إيران ردا على العرض الدولي الذي كان قد قُدم لها أواسط الشهر الماضي وتضمن منحها حوافز عدة في حال علقت طهران أنشطة تخصيب اليورانيوم.

ورغم أنه لم يُكشف لوسائل الإعلام عن طبيعة الرد الإيراني وتفاصيله، إلا أن استجابة سوق النفط كانت إيجابية وسريعة ولمجرد الإعلان عن تقديم طهران ردها على العرض الدولي بشأن برنامجها النووي.

وكان تدفق الاستثمارات في قطاع النفط قد أسهم بدوره بزيادة الأسعار، مدفوعا بالعائدات القوية للسلع هذا العام مقابل الأداء الضعيف لأسواق الأسهم.

وقد أدى ارتفاع أسعار النفط في العالم خلال الفترة الماضية إلى اندلاع احتجاجات في كافة أنحاء العالم، كما أن الأمر أدى أيضا إلى تدني الطلب في الدول المستهلكة للبترول، بما في ذلك الولايات المتحدة التي تُعتبر الدولة الأكثر استهلاكا للطاقة في العالم.