ايلاف من القاهرة: لما تتميز به السلسلة quot;رحلة على الورقquot; من الدقة العلمية فى صياغة المعلومات والمنهجية التربوية فى أسلوب عرضها وصياغتها وترتيبها، مع مراعاة الإطار الفنى المحكم الذى يوظِّف الصور العلمية المناسبة لسياق المعلومات والأفكار، مما يساعد على تشكيل عقلية الطفل العربى وتنمية ذوقه الجمالىquot;.
هذه هى حيثيات فوز الدكتور محمد على أحمد الفائز بجائزة الشيخ زايد للكتاب (في فرع أدب الطفل) عن سلسلة quot;رحلة على الورقquot; التى تتكون من ستة أجزاء، وقد أصدرتها مكتبة الدار العربية للكتاب توءم الدار المصرية اللبنانية والتى يديرهما الناشر المصرى البارز محمد رشاد. وقد حصل الدكتور محمد على أحمد على مبلغ 750 ألف درهم (مليون و162 ألف جنيه مصري) قيمة الجائزة. وهي المرة الأولى التى ينشر فيها أعمالاً عن مكتبة الدار العربية للكتاب.

رحلة على الورق
وتضم السلسلة التى فازت بجائزة زايد للكتاب (فرع الأدب الطفل) ستة كتب هي: الكوكب الأحمر، مادورودام (مدينة الأقزام)، ومملكة الفطريات، وادي النمل، أعماق المحيط، كهف الخفافيش مصاصة الدماء. وقد صمَّم أغلفة هذه الكتب الستة الفائزة الفنان المصري عبد الخالق صبحي، وراجعها وصححها زكريا القاضي، وأشرفت على نشرها نورهان رشاد.
ويشير الدكتور محمد على أحمد في تقديمه لسلسلة quot;رحلة على الورقquot; إلى أننا quot; نعيش نحن البشر مع غيرنا من الكائنات الحية الأخرى على كوكب الأرض.. وهذا الكوكب عبارة عن كرة معلقة فى الفضاء.. شأنها فى ذلك شأن الكواكب الأخرى والنجوم والشموس التى تملأ الكون.. وتدور الكرة الأرضية حول نفسها مرة واحدة كل يوم .. وحول الشمس مرة كل عام.. وبذلك يمكننا اعتبار كوكبنا سفينة فضاء عملاقة ، تحمل سكانها فى رحلة طويلة، وهكذا .. فنحن على سفر دائم.. لا يكاد يهدأ لحظة واحدة.. وفى السفر فوائد عديدة .. وهذا هو سر مجموعتنا القصصية، التى أقدمها للقارئ فى ست رحلات مختلفة لأماكن متمايزة.
فمرة نذهب إلى quot;وادى النملquot; لنعيش مع هذا الكائن النشط صغير الحجم فى بيئته الطبيعية .. متحدياً الظروف القاسية .. ومتعاوناً مع غيره من الأحياء الأخرى.. أو محارباً شرساً لأعدائه ومرة أخرى نسافر فى رحلة إلى أعماق المحيط، حيث الظلام الدامس.. والبرودة القاسية .. والضغط الهائل الذى يسحق جسم أى كائن حى ، لم يتأقلم مع هذه الظروف البيئية القاتلة .. ومرة أخرى نذهب إلى quot;كوكب المريخquot; الذى أضحى محط اهتمام العلماء لاكتشاف أصل الحياة على الأرض.. ثم نذهب فى رحلة أخرى إلى quot;مملكة الفطرياتquot; التى يستعمر أفرادها الكون كله .. ولا توجد بيئة تخلو من أفراد هذا الكائن صغير الحجم .. عظيم التأثير.

وتتناول هذه السلسلة أيضاً quot;رحلة إلى كهف الخفافيش مصاصة الدماء..quot;، والخفاش حيوان اجتماعى خجول سيئ الحظ مع الإنسان، الذى وضعه مع الشياطين والأرواح الشريرة دون ذنب جناه ، على الرغم من الخدمات الجليلة التى يقدمها الخفاش للإنسان والبيئة .. وفى النهاية نذهب سوياً فى رحلة مبهجة إلى مدينة quot;مادورودامquot; بهولندا.. وهى مدينة تم بناؤها تخليداً لذكرى الجندى الهولندى quot;جورج مادوراquot; الذى مات فى الأسر فى نهاية الحرب العالمية الثانية .. وتعتبر quot;مادورودامquot; من أهم المزارات السياحية التى يحرص الزائرون على زيارتها.. وكذلك نحن.
وتمتاز سلسلة quot;رحلة على الورقquot; بكثير من الحقائق العلمية لكائنات أو أماكن ربما نسمع عنها .. ولكننا قد لا نعلم عنها الكثير.. وهذا ما جعل quot;مكتبة الدار العربية للكتابquot; تتبنى إصدارها فى هذا الثوب القشيب لتصحبك مسافراً فى رحلات مثيرة ، وتعود من كل منها سالماً غانماً بالمعلومات والمعرفة.. دون أن تتحمل مشقة السفرquot;.

د. احمد علي احمد
والفائز الدكتور محمد على أحمد حاصل على دكتوراه فى العلوم الزراعية سنة 1983 من جامعة جوتنجن بألمانيا، وماجستير فى العلوم الزراعية سنة 1974 من جامعة عين شمس، وبكالوريوس فى العلوم الزراعية سنة 1970 من جامعة عين شمس أيضاً.
وقد عمل أستاذاً بقسم أمراض النبات من 25/9/1995، وأستاذاً مساعداً بقسم أمراض النبات من 24/4/1989، ومدرساً بقسم أمراض النبات من 28/11/1983، ومدرساً مساعداً بقسم أمراض النبات من 9/7/1974، وقبلها عمل معيداً بقسم أمراض النبات من 1/10/1970.
وهو عضو بلجنة إعداد المناهج الدراسية المطورة بوزارة التربية والتعليم، وعضو اللجنة القومية لعلوم الأحياء الدقيقة، وعضو اتحاد كتَّاب مصر، وحاصل على جائزة تبسيط العلوم.

جائزة الشيخ زايد للكتاب
والجائزة تأسست عام 2006 بدعم من هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث تقديراً لمكانة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ودوره الرائد فى التوحيد والتنمية وبناء الدولة والإنسان، وهى جائزة مستقلة ومحايدة تمنح كل سنة للمبدعين من المفكرين والناشرين والشباب عن مساهماتهم فى مجالات التأليف والترجمة فى العلوم الإنسانية التى لها أثر واضح فى إثراء الحياة الثقافية والأدبية والاجتماعية وذلك وفق معايير علمية وموضوعية ، وتشرف عليها لجنة عليا ترسم سياستها العامة ومجلس استشارى يتابع آليات عملها، وتبلغ القيمة الإجمالية لهذه الجائزة سبعة ملايين درهم إماراتى.
وتهدف الجائزة إلى تشجيع المبدعين والمفكرين فى مجالات المعرفة والفنون والثقافة العربية والإنسانية، وتكريم الشخصيات الأكثر عطاءً وإبداعاً وتأثيراً فى حركة الثقافة العربية، والاحتفاء بالمبدعين والمفكرين من الشباب، وحث الموهوبين على العطاء الفكرى، والمساهمة فى تشجيع النشر العربى وحث الناشرين على تقديم كل ما يساهم فى الارتقاء بالعقل العربى ويرفد الثقافة العربية لما هو جديد ومميز ومواكب لقضايا العصر، والمساهمة فى الارتقاء بالإنتاج الإبداعى فى مجالات التقنية والاستفادة منها فى تطوير الثقافة والتعليم فى الوطن العربى، وتنشيط حركة الترجمة الجادة ودعم الأعمال المميزة التى تسهم فى رفع مستوى العلوم والفنون والثقافة فى الوطن العربى، والاهتمام بأدب الطفل العربى وحض الكتَّاب المختصين على طرق المجالات الإبداعية التى تسهم فى تنمية عقل الطفل العربى وإثارة وعيه من أجل خلق جيل واعٍ لقضايا العصر ، ودفع المبدعين والمفكرين إلى التنافس فى خلق المشاريع الإبداعية والأطاريح الفكرية المتحققة فى مؤلف مميز.
أمَّا جائزة الشيخ زايد لأدب الطفل فتشمل المؤلفات الأدبية والثقافية المخصصة للأطفال فى مراحلهم العمرية المختلفة، سواء أكانت إبداعاً تخيلياً أم تبسيطاً للحقائق التاريخية والعلمية فى إطار فنى جذاب.