محمد هادي من الرياض: قد يكون مبررًا للشباب إرتداء قبعات غربية، ملونة، وجذابة في فصل الشتاء لإتقاء البرد وتغطية الأذنين، ومن الشباب من يواظب على لبس الشماغ أو الغترة في كل فصول السنة، وفي كل الأوقات،وإستمرار اعتمارهم للقبعات في فصل الصيف ربما يريدإخبارنا بأشياء تختبئ تحتها.
هل يمكن أن يكون الصلع هو السبب، والذي يكاد يكون إنتشاره عند الشباب ملاحظًا وظاهرًا أكثر من أي وقت مضى، مع إستمرار الجهل بالأسباب الكامنة خلف هذه الظاهرة، وتبقى التهم معلقة بين رداءة المياة، ومستحضرات النظافة المزيفة التي تباع على انها الأصلية، وبين عادات وثقافات الملابس التي تستوجب تغطية الرأس، وتنتهي الإتهامات عند ثقافة الغذاء التي تعتمد على أنواع محددة.
الصلع قد إعتادته المجتمعات الإنسانية مع تقدم الرجال في العمر، لكن استهدافه للشباب هو ما يلفت الأنظار اليه، إذ تكاد التجمعات الشبابية تخلوا من مصاب على الأقل بالصلع، وما بين مشاعر الخجل ومحاولة إخفاء الصلع، وبين تقبل نكات الأصدقاء المتعلقة بالشعر، والتي غالبًا ما تكون متشابهة ومكررة، يبقى الشباب بين هم الإبقاء على أطلال الشعر المتبقي، وبين مستحضرات الشعر المقوية والمغذية، أو تقبل الفكرة، والإستسلام للصلع ولنكات المجتمع.
كل ذلك أصبح يظهر للعيان بعد أن أصبح من المألوف لبس الملابس الغربية داخل المجتمع السعودي المحافظ تقليديًا ودينيًا، والتخلي بعض الشيء عن الملابس الرسمية المشتملة على الشماغ والعقال والتي لا تدع مجالاً لظهر مدى انتشار الصلع بين الشباب. كما ان بعض الشباب يلقى باللوم على الشماغ لأنها جعلت رأسه يفقد زينته، حيث ينخنق الشعر بسبب الحر وهو ما يضعفه ويجعله تالفًا وقابلاً للسقوط.
رأي الشباب...
سعد شاب لا يجد حرجًا من الصلع، يقول إنه ليس هناك في عائلته تاريخ صلع، كل مافي الأمر على حد إعتقاده بأنه قد إستخدم شامبو لغسيل الشعر من ماركة معروفة، وبعدها بدأ الشعر بالتساقط.
يقول: quot;بعد أن تساقط شعري قررت حلاقته على درجة صفرquot;، لعل بصيلات الشعر تتقوى، لكن الشعر خانه هذه المرة ولم يظهر حتى الآن، ولم يزر طبيبًا ولا يفكر بزيارته في المستقبل، يبدو سعد من النوع الذي استسلم للأمر بعكس أيمن.
فأيمن الذي خضع لنظام غذائي قاس، فقد شعره وفقد شهيته كذلك، يقول: quot;إتبعت نظامًا قاسيًا وفعلاً تحقق المراد، نزل وزني ما يقارب الخمسين كيلوغرامquot; ، يبدو أن هذا الوزن المفقود كان من ضمنه كيلوغرام واحد على الأقل يختص بشعره الذي لم ينبت بعد ذلك.

طلال يختلف بعض الشيء، فأبوه وأخويه وحتى خاله يعانون من الصلع، هو مؤمن بأن ذلك وراثيًا، لكنه يثابر ويواصل التردد على الأطباء والمراكز الطبية دون فائدة، ويواصل على إخفاء الصلع بوضع قبعة رياضية على الدوام، أو لبس الثياب والغتر.
يحكي ايضًا عن تجاربه في مراكز العلاج التي لم تجد نفعًا كما يقول، لكن الأمل كما يقول هو الدافع لمحاولة تقصي الجديد في وسائل العلاج.
هناك من يلقي باللوم على نظام الغذاء، فيقول محمد نفطر دهون، نتغدى دهون، نتعشى دهون، لا مجال للتنويع، ولا مجال للتناول الخضار والفواكهة، والأغذية الصحية، أعتقد ان ذلك له علاقة مباشرة بما نأكل، لذلك الأمر منتشر بين الشباب.

الرأي العلمي ..
يجوز أن يكون الصلع لدى الرجال غير مهم عندما يبدأ بعد سن الأربعين من العمر، ولكن عندما يبدأ هذا الصلع بالظهور في سن العشرين أو قبل ذلك، هنا يسبب الصلع لدى الشباب مشكلة نفسية وشكليه واجتماعية. ويجب البحث عن علاج لهذه الحالة في السن المبكرة وتسمى صلع الرجال المبكر.
ولكي نجد علاجًا لهذه الحالة يجب معرفة السبب الرئيسي لصلع الرجال. كان من المعتقد أن سبب الصلع هو عامل وراثي فقط لذلك لا يوجد علاج لهذا الصلع، ولكن العلم الحديث أثبت أن سبب تساقط الشعر لدى الرجال هو: وجود قابلية وراثية في بعض العائلات، تكون بصيلات الشعر في الجزء الخاص للصلع حساسة زيادة عن اللازم لمشتق خاص من الهرمون الذكري، وليس الهرمون الذكري ككل، وهذا المشتق هو المسؤول عن تساقط الشعر المبكر لدى الشباب.
لذلك ليس له علاقة مباشرة على الجهاز التناسلي والحياة الجنسية التي لها مشتق آخر من الهرمون الذكري ليس له علاقة بتساقط الشعر، وباكتشاف هذا السبب توصل العلم إلى دواء لعلاج السبب وهو عبارة عن أقراص تؤخذ بالفم توقف تأثير المشتق الهرموني الذي يسبب تساقط الشعر. وهذا الدواء يؤخذ لمدة 6 أشهر ويعطي نتائج جيدة حيث يوقف التساقط بنسبة 90%، وينمي الشعر الضعيف ويصبح كثيفًا بنسبة 60%، ولا يؤثر على الحياة الجنسية أو التناسلية. هذا الدواء متوفر بالكويت، و ليست له أعراض جانبية تذكر. ولكنه دواء خاص للرجال ويُمنعُ منعًا باتًا استعماله للنساء، وخصوصًا الحوامل، لأن له مضاعفات على الجنين، لذلك يجب أن يوفر بوصفة طبية تحت إشراف طبيب متخصص بالأمراض الجلدية وذلك لعمل بعض التحاليل وقياس الجزء المشتق بالدم. إذًا لصلع الرجال دواءٌ علمي وليس منتجًا تجاريًا أو نباتات ليس لها أساس علمي لأن هذه الأدوية باءت بالفشل و ليس لها أي تأثير لعلاج الصلع لدى الرجال.
ولكن هناك أيضًا علاجًا موضعيًا علميًا يستعمل مع الأقراص لتثبيت الشعر الجديد ويمنع تساقطه عند إيقاف الحبوب ونتائجه جيدة. أما في الحالات التي ترفض الأقراص فليس ثمة مجال لعلاج صلع الرجال سوى زراعة الشعر بالجراحة، وهي عبارة عن أخذ غرس من الشعر الخلفي للرأس وزراعتها في منطقة الصلع وقد تأخذ جلسات عدة حيث يزرع حوالى 400 غرسة بالجلسة تحت التخدير الموضعي أو العام يعتمد على الحالة والمركز المتخصص بزراعة الشعر. وعادة ما تكون نتائجها مرضية إذا مورست من قبل استشاري جراحة تجميل المتخصص بزراعة الشعر.
ويحتاج غرس الشعر إلى جراح متخصص بزراعة الشعر وإلا النتائج تكون سيئة. بهذا أنصح الشباب الذين يعانون من صلع الرجال المبكر للمحافظة على الشعر المتبقي وزيادة الشعر بأن يستعملوا هذا الدواء في بداية تساقط الشعر حتى لا تسير في التساقط إلى الصلع الدائم والحاجة إلى زراعة الشعر في المستقبل. بهذا يكون قد أعطيت فكرة موجزة عن أسباب وعلاج الصلع لدى الرجال.

أدوية وعقاقير قد تفيد ..
هناك نوعان من العقاقير:
- العقار الأول quot;Minoxodil Finasteridequot; هو عبارة عن سائل يتم تدليك فروة الرأس به مرتين يوميًا.
ويختلف تأثير هذا السائل على الشعر من شخص إلى آخر، ولكن يحدث لحوالى 25% من الرجال و20% من السيدات نمو جديد للشعر بعد الاستخدام المنتظم لـ quot;Minoxoilquot;.
يختلف وضع الشعر الذي ينمو حديثًا بعد استخدام العقار في شكله وسمكه حيث أنه يكون أخف سمكًا وأفتح لونًا من الشعر القديم ويشبه أحيانًا شعر الطفل حديث الولادة quot;ينمو الشعر الحديث لدى بعض الناس بشكل طبيعي ومقارب للون الشعر القديم وسمكهquot;.
تنتهي آثار هذا العقار بمجرد التوقف عن استخدامه، وينصح الأطباء الأشخاص الذين لم يلاحظوا أي تقدم في الحالة بعد 6 أشهر من بداية استخدام العقار أن يتوقفوا عن استخدامه.
- الآثار الجانبية: يمكن أن تتضمن جفاف فروة الرأس وحك، يُظهر هذا العقار نتائج إيجابية في بداية مراحل الصلع الوراثي.
- العقار الثاني وهو quot;Finasteridequot; وهو أول نوع عقار للصلع الجزئي يكون علي هيئة أقراص.
تظهر النتائج الإيجابية بعد عدة شهور، ومثل عقار quot;Minoxodilquot; يجب التوقف عن استكمال العلاج إذا لم تظهر نتائج إيجابية بعد 12 شهر.
يعملquot;Finasteridequot;على منع تحول هرمون التستوستيرون إلى (DHT) وهو هرمون يقلص بوصيلات الشعر وهو عامل أساسي في سقوط الشعر عند الرجال.
أثبتت الاختبارات أن حوالى 80% من الرجال الذين يتناولوا عقار quot;Finasteridequot; يمكن أن تقل لديهم نسبة سقوط الشعر أو يسقط بشكل أقل. وأن أكثر من 60% يمكن أن يحدث لهم نمو جديد للشعر.
يمكن أن يكون quot;Finasteridequot; أكثر فاعلية من quot;Minoxidequot; في المراحل الأولى لسقوط الشعر. وفي حالات نادرة يمكن أن يحدث آثارًا جانبية وتتضمن نقص في الرغبة الجنسية وبعض الوظائف الجنسية.
لم يظهر بعد أي تأثير إيجابي علي السيدات لاستخدام عقارquot;Finasteridequot; لذلك لا يفضل استخدامه بل وأنه قد أظهر بعض الآثار الخطرة للسيدات في فترة الإنجاب ويجب على السيدة الحامل حتى عدم الإمساك بالأقراص إذا تم كسرها، حيث أن إمتصاص هذا العقار في الجلد يمكن أن يسبب تشوهات للمواليد الذكور.
* لا يجب استخدامquot;Minoxodil أو Finasteridequot; لكل من:
- الصلع غير الوراثي.
- سقوط الشعر بسبب مرض أو الحمل.
- الأطفال أو المراهقون.
* النظام الجراحي - زرع الشعر وتقليل مساحة فروة الرأس:
بالنسبة إلى نظام زرع الشعر، يقوم الطبيب المتخصص بأخذ جزيئات صغيرة جدًا من جلد الرأس تحتوي علي شعيرات من منطقة بها شعر في الخلف أو الجوانب.
ثم يتم أخذ هذه الجزيئات الصغيرة ويتم زرعها في المناطق التي لا يكون بها شعر. تحتاج مراحل زراعة الشعر إلي 3 أو 4 جلسات علي 4 شهور في فترات متباعدة.
أما بالنسبة لعملية تقليل مساحة فروة الرأس فهي تعني كما يشير الاسم إلي تقليل مساحة الصلع في الرأس أو المساحة التي لا يوجد بها شعر في الرأس.
إن جمجمة الرأس والفروة لها شكل مميز لكل شخص، ولكن جلد الرأس مرن بالقدر الكافي الذي يمكن الطبيب من إزالة جزء منه بطريقة جراحية وذلك لتقليل منطقة الصلع في الرأس.
عملية تقليل مساحة فروة الرأس يمكن أن تكون مصاحبة لعملية زرع الشعر حتى يبدو الشعر متناسق وطبيعي. العمليات الجراحية لعلاج الصلع مكلفة، ومؤلمة في بعض الحالات. هناك آثار جانبية تحدث لنسبة قليلة جداً وتتضمن: ألم مزمن في الرأس بعد العملية.
طرق أخرى غريبة للعلاج ..
أفادت دراسة أميركية بأن التنويم المغناطيسي قد يسهم في علاج أمراض تساقط الشعر أو ما يسمى quot;القرع الجزئيquot;, من خلال تعزيز الحالة العقلية للمصابين وبالتالي تطور نتائج العلاج.
والقرع الجزئي مرض ذاتي المناعة يظهر فجأة بتكرار نقص الشعر على شكل دوائر في فروة الرأس أو أي جزء به شعر بالجسم, وتلعب عوامل نفسية مثل الضغوط العصبية والصدمات النفسية دورا في الإصابة بالمرض, غير أن دراسات قليلة فقط هي التي بحثت في فعالية العلاج النفسي.
وتحرى فريق من جامعة فري الأميركية التنويم كعلاج لـ21 فردا من المصابين بنقص شديد للشعر في 30% أو أكثر من مساحة فروة الرأس, لثلاثة أشهر على الأقل. وجرى تتبع حالات هؤلاء المرضى الذين سبق أن لم يستجيبوا للعلاج بعقار ستيرويد من ستة أشهر إلى ست سنوات.
وفي أغلب الحالات تلقى المشاركون في الدراسة علاجا بالتنويم المغناطيسي إلى جانب بعض العلاج الطبي، وأثناء جلسات العلاج بالنوم التي كانت تجرى مرة كل ثلاثة أسابيع تلقى المشاركون في الدراسة مقترحات متنوعة، مثل تخيل المؤثرات العلاجية لدفء الشمس على فروات رؤوسهم.
وبعد العلاج بحد أدنى ثلاث إلى أربع جلسات تنويم حدث نمو في الشعر لعدد 12 مريضًا في 75% على الأقل من مساحة فروة الرأس، وحدث نمو تام للشعر لدى تسعة من هؤلاء الـ12 وفقًا لما ذكرته رئيسة فريق البحث ريا ويلمسين.
ولم يذكر أي من المرضى تعرضه لأي آثار جانبية سلبية نتيجة للعلاج بالنوم. ويشير الباحثون إلى أنه حتى الآن حدثت انتكاسة ملموسة لخمس حالات من عينة الدراسة أثناء فترة المتابعة، منها أربع حدث فيها سقوط للشعر بشكل كافٍ لإعادتهم لحالتهم قبل العلاج.
وفي نتائج أخرى سجل كل المرضى الذين جرى تحليل بياناتهم وثيقة الصلة بالموضوع مستوى منخفضا في قياس الأعراض النفسية التي بينها الرهاب (مرض الخوف) والحقد والحساسية الذاتية بعد العلاج بالنوم. كما سجلوا أيضًا نتائج أقل في موضوعات بحثت على نحو دقيق في أعراض القلق والإحباط, وفقا لما تشير له نتائج الدراسة التي نشرت في الدورية الأميركية للأمراض الجلدية.
ولم يعرف إلى الآن كيف يحفز التنويم المغناطيسي نمو الشعر, وفي الماضي أظهر باحثون أن التنويم يوحي بتحسن تدفق الدم إلى فروة الرأس وحرارة الجلد الخاص بفروة الرأس، وتكهنت ويلمسين وزملاؤها بأن التنويم يؤدي على الأرجح إلى تغيرات معينة في جهاز المناعة.
وعلى الرغم من نتائج الدراسة، فإن الباحثين لا يزالون يؤكدون استمرار الجدل بشأن فعالية التنويم المغناطيسي في علاج القرع الجزئي.