بقلم المخرج والمسرحي العراقي فاضل سوداني

الشخصيـات


الرجل
الأم
الابن
الحارس

(نور أزرق يغمر أرض ناتئة تحيطها المياه، يقف في وسطها رجل في الستين او أكثر من عمره لكنه مازال قويا وحيويا، توسطت وجهه نظارة طبية بإطار أسود كبير، مما يستوجب دفعها بين الحين والآخر، ومع هذا فان الرجل لا يرى جيدا. تزين سترته القديمة زهرة عباد الشمس، يبدو محترما بملابسه هذه. ضعيف الذاكرة، ينسى أحيانا فتخرج كلماته متباعدة أو أنه قد يفتعل كل هذا لأسباب لها علاقة بمهنته. قلقا ينفجر بغضب مفاجئ غير متوقع بين الحين والآخر لكنه غضب مكتوم، يصاب أحيانا بانهيار قد يكون نتيجة لمرض الصرع المزمن.
لا يخضع الحدث على خشبة المسرح الى الواقع وإنما الى الزمن الفني. من الضروري الفصل بشكل واضح بين الحاضر والماضي او بين (الكابوس quot;الماضي quot; والواقع quot;الحاضرquot; الذي هو قريب من الكابوس ايضا) أي بين ما يتذكره الرجل في الماضي وبين وجوده في الحاضر)
الرجل : (كمن يستيقظ من كابوسه)أين انا؟ (ينظر في الأفق ويخطو في
المكان باحثا) لاأرى شيئا سوى الماء يحيط بي من كل مكان
وكأنني غريق (يدفع نظارته، صمت) كيف وصلتlsquo; الى هنا؟
الحارس: (يتعامل بقسوة مع الرجل لكن ببرود وهدوء أعصاب
وكأنه يقوم بالتحقيق معه او كأنه يعرفه ويخفي الامر، وبالرغم
من انه يعطف عليه احيانا إلا انه يتعامل معه بسخرية واضحة، وعادة
يحمل أدوات غريبة مثل حبل وفأس وقناع. من الضروري ان يبدو وكأنه
هبط من السماء للتو او كانه معلقا في الفضاء او يظهر في كل مرة فجأة
من مكان لا يتوقعه الرجل او الجمهور، كل شئ كأنه وهم في الذاكر
او الكابوس.) ماذا تفعل هنا؟


الرجل: لماذا تسأل، من أنت؟
الحارس: انا حارس هذا البستان.
الرجل : بستان ! تقصد هذه الجزيرة.
الحارس : جزيرة، بستان ليس هنالك فرق كبير. (صمت) لماذا أنت
هنا؟.
الرجل: ماذا؟
الحارس: ماذا تفعل هنا
الرجل: أنتظر.
الحارس: ماذا تنتظر؟
الرجل :أنتظر..أ.. أنتظر،..(صمت) لا أتذكر.
الحارس:(بعنف) كيف، لا تتذكر؟
الرجل: قلت لك لا أتذكر.
الحارس: سأساعدك على التذكر.أين كنت قبل هذه اللحظة؟
الرجل : (لا يجيب على اسئلته مباشرة احيانا. صمت، يحاول التذكر، كأنه
يحدث نفسه مأخوذا وكانه في كابوس) خرجت للنزهة على
شاطئ النهر(يتذكر) آه
حقيبتي،؟(يبحث عن أشياءه المبعثرة) أين حقيبتي أنها
تحمل كل متاعي وذكرياتي، أه ها هي (من الآن تبدأ الاشياء التي
يحملها تتساقط) (يطمئن على أشياءه) الحمد لله كل شئ موجود فيها،
(فرحا) وهذه مظلتي أيضا.
الحارس: كيف جئت الى هنا؟
الرجل : (يتذكر) تنزهت أولا في المدينة.
الحارس: (مشغول بادواته) أية مدينة؟
الرجل : المدينة.. مــدhellip;
الحارس : (يقاطعه، يضحك وهو مازال مشغولا) عن أية مدينة تتحدث؟ هل
ترى آثارا لمدينة هنا او في الجانب الآخر من النهر؟
الرجل: (بعد ان يبحث ناضرا) كلا.. ولكن ماذا تريد لماذا تحدثني بهذه
اللهجة hellip;ولماذا.. لا..؟
الحارس(يقاطعه) أشش اهدأ hellip; حتى تتذكر، لماذا أنت هنا.
الرجل: لماذا؟
الحارس: النسيان ممنوع لماذا أنت هنأ؟.
الرجل : لماذا، لماذا أ.. أه تذكرت hellip;انتظر من يساعدني على الخروج
من هنا فأنا لا أعرف السباحة، وها أنا كالمتورط، او في شبكة
(فترة)أتساعدني؟
الحارس : بشرط ان أعرف كل شئ عنك، فأنا لم ألتق بك من قبل.
الرجل : لماذا تريد ان تعرف؟
الحارس : حتى أساعدك.
الرجل : أم هي عادة أن تدس أنفك في كل شئ، أم hellip;
الحارس : كلا، لاني الحارس هنا.
الرجل : أه الحارس، ولماذا تحمل الحبل و الفأس وهذا القناع؟
الحارس: (ساخرا) أتلهى بهما. والان لنبدأ.. كيف وصلت الى هذا
البستـــhellip; اعني الجزيرة؟
الرجل: أغراني الفضول لرؤيتها، فهي المكان الوحيد الذي تحيطه المياه من كل
جانب، لقد سمعت الكثير عن غرابتها وجمالها وهوائها المنعش.
الحارس : من أخبرك بذلك
الرجل : زملائي الذين كانوا يقضون أياما في الواجبات والمهمات هنا (بحسرة) ايام
الوظيفة والقوة والشباب.
الحارس: ما هي هذه المهمات؟
الرجل : لا أعرف
الحارس:ألم نتفق على ان تخبرني بكل شئ؟
الرجل : حقا لا اعرف، هنالك أقسام عديدة في الدائرة التي اخدم فيها وكل
قسم يجب ألا يعرف بعمل القسم الآخر.من الممكن ان تكون واجبات خاصة.
الحارس: (مشغولا) واجبات خاصة؟
الرجل: نعم ممكن.
الحارس: (صمت، يبتسم)
الرجل : لماذا تبتسم؟
الحارس:من أوصلك الى هنا؟
الرجل : كل انسان يشتري تذكرة يستطيع ان يصل الى هنا. اما انا فركبت مع شباب
كانوا يرقصون ويغنون على ظهر المركب، يبدو انهم يحتفلون، ولا إراديا
صعدت معهم، أعني بحكم العادة القديمة (ينظر في أرجاء المكان)
لا أرى أحدا منهم، أين ذهبوا؟
الحارس : لماذا ركبت معهم؟
الرجل : لأتنزه أولا، وأردت ان اعرف بماذا يحتفلون؟.
الحارس:وهل عرفت؟
الرجل:مناسبة عيد ميلاد.
الحارس: لأية مناسبة كانت نزهتك؟
الرجل : لأية مناسبة؟ hellip;.. بمناسبة (صمت) لكن لماذا تسأل عن كل شئ؟
الحارس:ألم نتفق، اجب على سؤالي. ما هي المناسبة؟
الرجل (صمت، تسقط الحقيبة فيتذكر يضحك فرح) بمناسبة مرور 10 سنوات
على تقاعدي (يضحك،متفاخرا) قبلها خدمت 30 سنة في قسم
التحقيقات في الدائرة، كنت افتخر بعملي.
الحارس : لماذا؟
الرجل : لانني أستطيع حماية الوطن من أصحاب الافكار الخطرة (يضحك
فرحا) عظيم بدأت أتذكرالان بوضوح، كدت أنسى كل شئ
(يدفع نظارته، مؤنبا نفسه) كيف أنسى وأنا أحتفل بمناسبة
عزيزة علي؟ هذا اليوم من الايام السعيدة في حياتي
لأنني أتمت فيه واجبي. ومنذ احالتي على التقاعد وحتى الان مازلت
احتفل به كل عام. في البداية شعرت بالفراغ والوحدة والقلق في البيت.

الحارس: أ لأنهم أحالوك على التقاعد؟
الرجل : نعم، وخفتlsquo; ان يكون بسبب قصوري بواجباتي في الدائرة.
الحارس : وهل كان هو السبب؟
الرجل : لآ أعرف، بالرغم من إنني ذهبت الى رئيس القسم أسأله عن
السبب، طمأنني وأخبرني بانني كنت اكثر الموظفين إخلاصا في
العمل، فشكرته وسألته ان كانوا يحتاجوني في الخدمة من جديد.
الحارس: وماذا قال؟
الرجل : بأنه سيستدعيني اذا كانت الدائرة بحاجة لي، وكجزء من المناسبة
تعودت الذهاب الى هناك في كل عام لتقديم خدماتي، عسى ان
يحتاجوني.
الحارس : وهل مازلت تقلق كما في السابق.
الرجل : الان انا أكثر هدوءا واشعر بالسعادة لا نني أديت واجبي بكل
إخلاص، وكانت الدائرة تملكني وتأخذ كل وقتي. كنت مشغولا
بوظيفتي وكتابة التقارير والكتب وتنفيذ الأوامر والواجبات
النهارية والليلية، كنت سعيدا بعملي لكن مع الأسف لم يكن لدي
وقت للتمتع بالحياة ورؤية جمال الطبيعة والقمر عندما يتلاعب
ضوءه في ماء النهر الذي يقسم المدينة الى جانبين.
الحارس: اية مدينة؟
الرجل : مدينتي
الحارس: (يضحك) مدينتك؟
الرجل : نعم مدينتي (صمت) لكن لم تحدثني شيئا عن نفسك؟ ألم نلتق
سابقا؟
الحارس: لماذا تسأل؟
الرجل : لآني hellip;
الحارس: (مقاطعا) أنا الذي أسألك، ألم نتفق.
الرجل : نعم
الحارس :اذن اجب على أسئلتي (صمت) لماذا تركك الشباب الذين كانوا معك
على المركب وهربوا.
الرجل : لم يتركوني، إني لا أعرفهم.
الحارس: ألم تفكر بأنهم قد يكونوا خطرين.
الرجل: نعم وكان هذا أحد أسباب ركوبي معهم، بالرغم من أني تعودت ان
احتفل في كل عام بمثل هذا اليوم لوحدي.
الحارس: لماذا؟
الرجل:حتى لا يشاركني أحد فرح الذكرى عندما كان رؤسائي يقدمون لي
تقارير الشكر لإخلاصي في عملي. كنت لا أضيع يوما،ولا ساعة
، ولا دقيقة، ولا ثانية، ولا لحظة. اعمل ليلا ونهارا في الدائرة و في البيت
ما لم استطع تكملته في النهار، أنشغل في إنجازه ليلا، وحتى في إجازاتي كنت
أذهب ليلا لأساعد زملاء المهنة. فشكروني رؤسائي ب 500 تقرير. انها تقارير حياتي، وها أنذا احملها معي أينما ذهبت. (صمت) أين حقيبتي، (فرحا)
أه، هاهي. الان أتذكر بوضوح.
(يحمل الحقيبة، تسقط المظلة، يحملها، يدفع
نظارته، تسقط أوراقه، يجمعها،يشمها) انها مكتوبة على ورق معطر، ومازال عطرها يدخل الهدوء الى نفسي، انها كالدواء الشافي، أي والله كالدواء
(يتمعن بها، يشك بانها بيضاء، يهرب
من الفكرة بالرغم من انه مازال متشككا)
إن هذه التقارير هي ثمرة أيام طويلة من العمل.
الحارس :أكان شاقا؟
الرجل: نعم في أيامي الأولى فقط، إلا أنني تعودت عليه وأحببته حتى أصبح جزءا
مني، بدونه حياتي لا تساوي شيئا، كنت أجلس على الكرسي في الدائرة
ولا أنهض إلا بعد الظهر، ثم اذهب إلى البيت آكل قليلا لان عملنا يتطلب خفة
الحركة واللياقة، فأنام واستحم وأتعطربانتظار المساء. اذهب الى الدائرة من
جديد لممارسة التحقيق انا وزملائي من المتناوبين لساعات متأخرة من
الليل او للصباح،إن حفلة الليل لها خصوصيتها، (يضحك) لا تندهش..نحن
نسمي عملنا الليلي بالحفلة، وعندما اتعب انام هناك.
الحارس : لماذا تمارس التحقيق كل ليلة، بينما زملائك يتناوبون؟
الرجل:هكذا الاوامر معي،(صمت) من الممكن لأني اكثر زملائي دقة وإبداعا
في العمل او او..لأن(لنفسه) لا أظن.
الحارس: مع من كنت تحقق؟
الرجل : مع الخونة.
الحارس: خونة؟
الرجل: نعم مع المخربين أصحاب الأفكار التي لا تخدم الوطن، انهم مجرمون
يخونون وطنهم ثم ينكرون و يكذبون علينا.

الحارس: هل يعترفون عادة؟
الرجل : يتحدونا بلا خوف في البداية.و بعد يوم او يومين ووووووووو
ههه هه هه، يصيرون خرقة قذرة لكن بعد ان يفعلوها
على انفسهم هكذا بـــوطhellip;بوط..بوط. بوط، بوط (يضحك ساخرا
ويؤشر على مأخرته). يخرون، ثم نحول أجسادهم الى جيفه،
يحدث هذا بعد ان نعلفهم جيدا.
الحارس : لماذا تعلفونهم.
الرجل : حتى نذلهم ونسخر منهم بعد ان يفعلوها في ملابسهم، أولاد القحبة
يأتوننا متكبرين ن يحتقروننا دائما.
الحارس : وماذا تفعل أنت بعد ذلك؟
الرجل : تصبح الرائحة لا تطاق فاغلق أنفي وأخرج بعد ان اجبرهم على تنظيف المسلخ
من قذاراتهم، وتنتهي الحفلة، لتبدأ حفلتنا نحن.

الحارس: ماذا تعني؟
الرجل: (يؤشر بيديه) حفلتنا مع البيرة و السجينات.
الحارس : حتى وأن كنتم متعبين.
الرجل: (يتحسس ظهره) نعم، نجلس لنحتسي البيرة أولا. ونجلبهن واحدة بعد
الأخرى نظاجعن جميعا،وهذا جزء من واجبنا.
ولكن بعد انتهاء كل حفلة ظهري يؤلمني (صمت) كان الألم يزداد يوما
بعد يوم. (يدفع نظارته) في أحد الايام (صمت) في أحد الايام ذهبت
الى الطبيب وقلت له
(يثبت مظلته في الارض ويتحدث معها بسرعة كبيرة، لانفهمه احيانا)
ايها الطبيب انني اتعذب ليس في ظهري وانما في روحي، والسبب هو كل هذا
الذي حدث و..و وغيره، وكما تعلم hellip;هنالك ألم لا افهمه.واخاف ان أموت
او أقتل hellip;(مرتبكا) hellip;. انني.. انني hellip; (يقسم حواره بين الحارس والمظلة)
أنت لاتعلم..(يبد أ ارتباكه لانه يرى الام وابنه بانارة ساطعة في خلفية المسرح.
الابن عاريا يتلوى ألماً وكانه يرقص ببطيء، هذه الومضة التي تومض عدة
مرات كحالة من حالات التذكر، واخيرا تبقى ساطعة بإنارة ساطعة. الرجل
يتحدث الى المظلة)
أنت لا تعلم ذاك الذي جرى وذلك الذي فعلتُه.. وهم ماذا فعلوا بي، انهم
محقون فهم حراس مخلصون.(يتصاعد ايقاع حواره حتى يتحول الى هستيريا
وينهار) ماذا فعلتlsquo; أنا، هل آسف على شئ ما؟ لكنه..لكنه أجبرني على ذلك،
وشجاعته أجبرتهم أيضا، شجاعته أذلتهم، دمرتهم مرغت إنوفهم، بالرغم من انهم
حراس للوطن.
أما هو، ابنيhellip; من صلبي، والله كان شجاعا، لم يكن خائفا نعم لم يكن خائفا.
عرفت كل شئ في وقت متأخر،..نعم انه ابني،لكن واجبي..هل هو عرف هذا قبل
ان يقتل؟ هـه..هل فهم هذا؟(الى الحارس)انه واجبي ألا تفهم،هل يمكن ان أخون
واجبي؟. آمنت بالله انه قوي وصلب وشجاع.. شجاع لم تولد امراة اخرى مثله..
تحمّل كل شئ ولم يقول الا جملة واحدة...(الحرب دمار..انها ليست حربي)،
وعندما أخبروني بذلك خفت وإضطربت وتلعثمت وفرحت،هل افرح لشجاعته
ام اخاف لانه عصى ولم يطيع.هذه الاخطاء وغيرها،تعتبر ذنوبا، ذنوبا
(يضحك بهستيريا)أوهوووو،أوهوووو هناك الكثير منها،الكثير، نعم الكثير.

وهو.. هو، أه لو تعاون معهم، أقصد معنا لاستطاع تخليص نفسه، لو وافقهم، لو ذهب الى الجبهة، لو قال نعم، لو تاب، لو، لو hellip; لكان هو الان مكرما معززا. لكنه رفض وصمت، نعم صمت، اصبح اخرسا حتى يتحداهم، لم يذهب ورفض الحرب.. نعم أي والله رفض فغرسوا خنجرهم في رقبته، خنجر، اثنان، ثلاثة، اربعة، عشرين، خمسين
مأئة،ألف، مليون.. في الرقبة، في الرقبه، في الرقبه، في الرقبه (يرى الابن والام في الخلفية من جديد) وأيضا في اماكن اخرى،هناك في موضع الموت.غير انه، انه،هو..هو.. يتحمل ال.. ولكن ايضا هم.. هم.. جميعهم، و الذبح.. الذبح.. كل هذه الاخطاء وغيرها. هل تعلم بانني كثيرا ماأود، انه هو.. هو.. هو..أنذبح..عرفت كل شئ عرفت، انذبح..انذبح، إنذبح، بح.. بح، و و (يلهث، يفقد توازنه يخرج أصوات غير مفهومة ومن ثم ينبح كذئب مطاردا وتائها) وو..وو..ووhellip;.(يرى الابن) وووووووووووووووووووووووو
(الرجل ينهار ارضا ويصاب بنوبة من التلوي والالام تشبه الصرع، تستمر فترة
ليست بالقصيرة ثم يهدأ ببطء. الابن والام يختفيان من المشهد)
أين أنا؟ أين. آه، إنها النوبه، هذا المرض يعذبني كل يوم.. ومازال،
امر ربنا (صمت).
الحارس : سيلازمك طول حياتك، لانه مزمن.
الرجل :نعم وكأنه في قلبي وذاكرتي وروحي، سيقضي علي دون ان أشعر.
الحارس: وفي يوم ما ستجد كل شئ قد فات أوانه.
الرجل: نعم انها اللعنة. لكن عصاي تساعدني (تسقط الحقيبة يحملها) أين هي..
أين هي (يبحث) هاهي (باعتزاز) كل شئ فيها، تنقذني من عثرات الطريق.
الحارس: (ساخرا) وغدر الاصدقاء وقسوة الاشرار.
الرجل: كيف عرفت؟
الحاري: هذا ما كان يقوله أجدادنا.
الرجل : صدقوا (صمت طويل).
الحارس: لماذا تنظر لي هكذا؟
الرجل: اشك، هل رأيتك في مكان ما.
الحارس: كف عن السؤال.(فترة) ألم تذهب الى الطبيب بعد ذلك.
الرجل : لا لم أذهب لانه لم ينفعني لم أعد أثق به.ولا أتذكر هل كشفت لهذا
القواد أسراري، أم لا؟على كل حال أخبرت رئيس دائرتي بآلامي جميعها
فكتب لي تقرير شكر جديد ونصحني ان اذهب الى طبيب الدائرة، هاهو انظر
(الرجل ينظر الى التقرير متشككا لان التقرير يبدو ممسوحا،
يلعقه، يشمه بارتياح، يشك به ثم يخدع نفسه ويغير فكرته)
هذه التقارير هي حياتي (خائفا) ان الهواء يفسد تقاريري
(يخفي الملف) يجب ان أحافظ على رائحتها، انها للذكرى، عندما اراها اشعر بانني أديت واجبي واصبح لدي الوقت للخروج اينما أشاء، للنزهة، للسفhellip;
(تتساقط حاجياته)
الحارس: (يضحك) وماذا تسمي هذه أهي نزهة ام ورطة؟
الرجل:طبعا نزهة لأني أتمتع بها وكأني أقوم بها لأول مرة في حياتي(صمت). الان تذكرت كيف جئت الى هنا، حملت معي كل شئ، حقيبتي ومظلتي وكل ما أملك واحتطت لكل شئ. فقد تعودت ألا ادخل الى مكان جديد دون ان أكون مستعدا لمواجهة كل الظروف الطارئة (يدفع نظارته)هاأنذا أتذكر بعمق. خرجت على عجل من البيت بعد ان ارتديت هذه الملابس التي اشتريتها قبل عشرة سنوات بمناسبة إحالتي على التقاعد فالبسها مرة واحدة
في العام، إنها تبدو شاحبة.
الحارس: ان الزمن لا يترك اثره على الانسان فحسب، وإنما على حاجاته
أيضا.
الرجل : انك على حق. عندما وصلت المركب شاهدتهم متجمعين، كانوا
لطيفين معي حتى ان أحدهم دفع أجرتي. وعندما وصلنا الى هنا تعبت من
ضجيجهم، فذهبت أتنزه بعيدا عنهم، بعيدا بعيدا، بعيدا لاستطلع الجزيرة.
شعرت بالتعب فاستلقيت على الرمل كان باردا فخدرني، واجهتني الشمس فلم
ار شيئا، لم اسمع شيئا وأثقلت جفني،غفوت، ونمت نوما عميقا وفجأة
شعرت بطيور البراري ترف بأجنحتها ورأيت قمرا أحمرا كأنه مدمى.
الحارس: أنت تحلم.
الرجل: حينما يكون الانسان وحيدا تختلط في ذهنه الاشياء.
الحارس: فيبدو كأنه معلقا بين السماء والارض هل تشعر بهذا؟.
الرجل :إنني على الارض ألان، وأعيش في مدينة لم أتركها يوما واحدا. انها مدينتي،
نعم مدينتي بالرغم من إنني أشعربالوحدة فيها لأنهم يتحاشوني، لا أعرف لماذا؟
اجلس في المقهى وحيدا، واحيانا مع أحد زملاء المهنة، وعندما اطلب من
أحدهم ان نلعب الطاولة او الدومينو يجاملوني لكن سرعان ما يتوقفون
ويتحججون بشتى الاعذار.فاغضب واشتمهم لأنهم ملاعين اولاد ملاعين وكل
واحد منهم يستحق ان يجلد كل يوم مئة جلدة. لكني كنت اكتفي بشتمهم، نعم،
أشتمهم واشتم أمهاتهم ومدينتي ايضا لانها ملعونة مثلهم، ومع هذا اعتبرها
مدينتي. ليس لدي مكان آخر (صمت، لنفسه) هل هي حقا مدينتي، هل هؤلاء
هم أهلي؟ أيحترمونني؟ اين هم؟ لا ارى احدأ، اين ذهب ذلك كله اين
ذهب الجرف الاخر؟. لا أحد هناك، كيف يحدث هذا؟، لا أرى أحدا، لا
أسمع صوتا لا ضجيج، لا همس، لا طير، لا اغنية، انا وحدي والنهر.
(عليه ان يوهمنا بمحاصرة الماء له، قلقا ينادي)
هــــه..هـــــه، النجدة، أنتم في الجانب الآخر، هل تسمعونني،
هـــــه..النجدة اين انتـــم، اين ذهبتـم؟
(يدوران في المكان وهما يصرخان)

الحارس: (كالصدى) اين ذهبـتـــــــــــــم، أين
ذهبتــــــــــم rsquo; تم.. تم..تم،تم..تم،تم، م،م، م،م، م،م
الرجل:(يصرخ) هه.. هه اين ذهب ذلك كلـه؟
الحارس: (كالصدى) أيـــن ذهــــــــــب ذلك كـــــله.. كله
..كله hellip;له..له.. له.. له... له.
الرجل: هـــه هل احد هنـاك
الحارس: (صدى) هـــه هل احد هنـــاك، هناك كاك..كاك..كاك..كاك..كاك
(الرجل يحاول ان يسمع الصدى)
الرجل : ليس هنا سوى الصدى.
الحارس:نعم ليس سوى الصدى.
الرجل: هل ستساعدني في الخروج من هنا.
الحارس :لا أستطيع الان.
الرجل: لماذا؟
الحارس: تقتضي الاوامر ألا أخبرك.
الرجل :أية أوامر؟
الحارس: أنت لحوح تسأل كثيرا.
الرجل: ساعدني بالخروج من هذه الورطة أرجوك.
الحارس: لماذا أنت فظ هكذا.
الرجل:انني خائف
الحارس: لاتقلق
الرجل : انا وحيد
الحارس: لاتحزن (يهم بالذهاب).
الرجل :قف، الى اين ذاهب؟
الحارس: لاتخف
الرجل : متى ستعود؟
الحارس :سأعود
الرجل:هل ستساعدني
الحارس: سأعود
الرجل : أحقا؟
الحارس : سأعود (يختفي فجأة كما ظهر)
الرجل:في أي وقت؟
الحارس :سأعود
الرجل: متى؟
الحارس: غدا أو بعد غد؟
الرجل: في ا ليل ام في النهار؟
الحارس: لا أ عرف.
الرجل: وأنا ماذا سأفعل؟
الحارس: انتظر.
الرجل: انتظر.
الحارس: إنتظر.
(صمت طويل، تسقط أشياء الرجل ينشغل بها قلقلا.
وفي الظلام نسمع الام تتمتم تعويذتها. هذا المشهد يشع في
ذاكرة الرجل كذكرى يحاول الهروب منها.في الضوء
الساطع تتراى الام وهي تحتضن ابنها.كأنهما إيقونة)
الام : اللهم أني اعوذ بك من شر كل سلطان عنيد، ومن شر كل ضعيف وشديد،
ومن شر كل وضيع وضنين، وحسود وحقود.اني أعوذ بك من شرهم جميعا،
هم سبب بكائي ونحيبي. قتلوني عندما قتلوا وحيدي، ويقتلونني في كل دقيقة
الان. ليس لي احد سواك فانت شفيعي ومن يأخذ بثأري.
الرجل : (يقفز يجوس المكان ليتأكد من هذا الذي يسمعه) لمن هذا الصوت (فترة)
لا أحد ن يبدو انه صوت الريح.
الام: بل صوتي
الرجل:(فزعا) من أنت؟(فترة) أه أهذه أنت؟(يتمعن جيدا يبدأ المشهد في الماضي
وهو في البيت)
ماذا تفعلين في الظلام؟
ألام: أرش جروح ملاكي بالمسك.
الرجل: اشش اخفضي صوتك (صمت) متى جاؤا بالجثة؟
الام: هذا المساء بعد ان رفضت أنت استلامها.
الرجل:من أخبرك؟!
الام:هم اخبروني ساخرين منه ومنا.
الرجل: اصمتي.
الام: وطلبوا مني ثمن تعبهم لتعذيبه وثمن رصاص قتله.
الرجل: اصمتي.
الام: ومنعونا من القيام بواجب الموتى.(اثناء الحوار التالي تثبت الام شاهدة
قبر وتشعل البخور وتنثر الآس وتهيئ المكان وتطهره و ترش جثة
الابن أيضا بماء الورد لقيامته من جديد. يفضل ان تكون الجثة معلقة)
الرجل: اصمتي.
الام: لن اصمت.
الرجل : يجب ان ندفنه بلا ضجيج.
الام : ودمه.
الرجل: رفض الحرب وبدلا من ان يذهب ليدافع عن وطنه رفع السلاح ضد ه.
وعندما دعوه هو وامثاله للتوبة والالتحاق لم يتوب لأنه حمار و رأسه
كالصخر.
الام : نعم ابني، ابن بطني، بطل، مايخاف،مخلص لوطنه و مثل السيف ضد
الباطل.
الرجل: أنت السبب لأنك علمتيه، والنتيجة لم يصغ حتى لي أنا ابوه.
الام: هل تسمع يابني، أنا السبب (الى الاب) وماذا عنك أنت، أنت الذي لم
تصغ في حياتك لحظة واحدة لنا، تطلب منا ان ننفذ أوامرك كالخدم.
تأتي الفجر وعلي ان استيقظ و اخلع حذائك واغسل قدميك، وأختنق برائحة
العرق الممزوج بالدم الذي أشمه في جسدك وملابسك. دم متجمد وكل صابون الدنيا
لا يزيل رائحته. أما هو فأنت دائما مشغول عنه بعملك.

الرجل: انه واجبي به احافظ عليك وعليه، وانا اعرف كيف أسيّر الامور.
الام: ولهذا سلمَتهlsquo; لهم، انظر بأي حال رموه أمام البيت، جثة.
الرجل: اصمتي سآخذه في السيارة لدفنه ولا إريد صراخ ولا لطم.
الام : لن يكون هذا أبدا.
الرجل: ماذا تريدين؟هل تريدين ان يهدموا البيت على رأسي.
الام : ليس لدي غير ابني.
الرجل: أتريدين ان يطردونني من وظيفتي
الام: أتريد ان تتخلص منه حتى وهو جثة؟
الرجل : هل أتخلص من ابني؟
الام : ابنك !! ألا تذكر ما ذا فعلتَ به، دمه برقبتك.
الرجل:أصمتي هو المذنب نعم هو، لماذا لا يسمع كلامي، لماذا لم يذهب
للدفاع عن وطنه، لماذا التحق مع خونة الوطن مثله.لماذا لم يسلم نفسه
، لماذا عاد متسللا؟ لا اعر ف؟.
ألام : هل نسيت لماذا، اسأله.
الرجل: ماذا؟ هل أنت مجنونة أسأل جثة؟
الام: ميت، إنه مقتول نعم مقتول، والشهداء لا يموتون، ولا يهدئون في قبورهم،
تظل أرواحهم هائمة ينتظرون من يصغي الى عذابهم.
الرجل: اصمتي.
الام: وانت تعرف انه ابني وراضع من حليبي، من هذا الصدر، صدر الام المسبية
والمنكوبة، ابني واعرفه، أصيل، طين حرّي ومخلص لحليب امه وعندما
أتحدث معه سيسمعني. اسمع (الى الابن) لماذا عدت يابني؟
الرجل: (يصرخ خائفا) اصمتي حتى لا يسمعك الجيران.
الام: هل نسيت ماذا فعلت به..اسأله
الرجل: كفى جنونا
الام: سأنثر الآس على عينيه ليزيل عنهما النعاس الثقيل. وارضعه من صدري مثل ما كان
في مهده، وبدل الحليب، يرضع دمي الذي سيجعله يتحدث حتى يشفيني من
عذابي.
الرجل: (ساخرا) تفاهات، أنت مخرفة.
الام: سيقوم ليصبح شارة على العذاب الذي تحمله، وعلى من سلمه. تكلم بني،ماذا فعلوا
بك.
الرجل: اصمتي
الام: سيقوم وسيذكرك بفعلتك، تكلم من قتلك؟ من سلمك، من؟.
الرجل: اصمتي
الام: لابد ان يقوم.
الرجل اصمتي، كان مجنونا مثلك عندما لم يسمع كلامي.
الام: لانه طاهر ويريد ان يظل كذلك.
الرجل: اذا كان هكذا لماذا عاد كاللص؟
الام: اساله. لماذا عدت إلى هنا، لماذا عدت الى نار جهنم يا بني...
الرجل:اصمتي وإلا سأكسر رأسك.
الام: كيف اصمت؟!، سأصرخ في كل مكان ليعرف الناس مالذي فعلته بابنك
الرجل: لا يصغون لانك جننت.
الام: إنت تخاف منه، تخاف ان تسأله.. اسأله، من سلمك لهم يا بني؟
الرجل: مجنونة،
الأم: تكلم بني كيف عذبوك و كيف قتلوك؟
الرجل: اصمتي.
الام: لن اصمت.
الرجل: اصمتي يجب ان ندفنه سريعا، سيأتي من يتأكد من ذلك.
الام: ندفنه،هل يدفن الأحياء. سيقوم الان.انك تخاف منه، لانه حي.
الرجل: مازلت تهذين. الجو حار لا يطاق و اذا لم ندفنه ستكون هناك مصيبة
لن تنتهي بسلام.
الام: لن تكون اكبر من هذه المصيبة. لماذا سلمته؟.
الرجل: أنت لن تفهمي الواجب الذي في رقبتي.
الام:اعرف، اذا لم تنفذ تقتل، فسلمته حتى تنقذ رقبتك.
الرجل: ليس هنالك حلا آخر إذن.
الام: أنت الذي وضعت نفسك في مصيدتهم كالجرذ، كان يمكن ان
تعمل في وظيفة اخرى.
الرجل: والله العظيم انك جاهلة، لا تفهمين اننا نحمي الوطن من الاعداء. هيا
حضري جثته سادخل السيارة في الحديقة.
الام: لن يحدث هذا إلا بعد ان يخبرني هو بكل شئ.
الرجل: (يصرخ) كفى جنونا. كوني عاقلة وأصغي إلى ما أقول.
الام: (الى الجثة) تكلم لماذا عدت يا بني، لماذا،ما الذي حدث، تكلم يا شهيدي
(صمت، ترش ماء الورد وتنثر الآس، وتهمس بصوت مخنوق)
تكلم بني كــيف قتلوك (تتمتم)
اللهم انا عبدك المسكين، الضعيف، الفقير، المستكين.
الرجل: اصمتي.تهذين كالمجنونة. إصمتي وإلا أقتلك وأرميك للكلاب
الام: أنت قتلتني عندما أخبرتهم عن مجيئه، تكلم بني ماذا فعلوا بك. تكلم
الرجل : اصمتي اتركي جثته بسلام،
الام: ولماذا لم يتركوه هم بسلام؟ لماذا؟
الرجل: لانه رافض للحرب،والخائن يعاقب، فاصمتي حتى لا يسمعوننا.
الام: تكلم لماذا عدت، تكلم يا بني.
الرجل: انت مجنونة حقا.
الام: اللهم إنك الأول قبل الأحياء والآخر بعد فناء الأشياء. أنت العليم الذي لا
يخيب من دعاه ولا يقطع رجاء من رجاه، اللهم إني اشهدك وكفى بك
شهيدا. بني اخبرني بعذابك.
الرجل: اتركيه بسلام.
الام:(الى الابن) لماذا عدت يا بني؟.
الرجل: اسمعي ان هذا جنون. إذا لم تصمتي سأقتلك حقا.
الام: (الى الرجل) هذا واجبك (صمت، تشهق) بني !!!
(يقوم الابن بهدوء. يذهب الى الرجل وهو في عزلته أي في
الحاضر، يدور حوله ثم يعود الى الام في الماضي)
الابن: (يتجه نحو أمه، يهمس حواره وكأنه حذرا من ان أحد سيسمعه. الرجل
يبقى يراقب طوال المشهد لان الماضي يلح على ذاكرته) امي.
الأم : (تحتضنه) أفي حلم جديد انا، ماذا بك؟.
الابن: هل سأقلق وحدتك بأشجاني.
الأم: أششش.. تعال، تعال أيها العريس الذي لم يمض أسبوعا في كلة عرسه
ياحلمي البعيد (تشمه وتبدأ غسل وتطهير قدميه) كيف وصلت الى البيت، انهم مثل
الدود في كل مكان. يبحثون عنكم ويوميا يأتون للبحث عنك ولم يهدأوا إلا بعد
قتلك أنت وأصدقائك، ألم يرك رجالهم لماذا عدت يابني؟
الابن:ياقديستي المباركة، عدت مدمى. بعد ان رفضت حربهم التحقت
بالجبل، فقسى قلبي.
الام: لماذا؟
الابن: هناك اردت ان ادافع عن الحياة ضد الحرب.
(الحوار التالي بين الابن والام قد يكون حوارا مخنوقا هامسا،
لكن يجب ان يحافظ على توتره وإيقاعة الذي يتسارع بالتدريج.
الام تحاول في البداية الهروب من الاجابة الصريحة على اسئلة
ابنها، الاب يراقب المشهد وهو في عزلته في الحاضر)
الأم: أ شم في جسدك رائحة غريبة.
الابن: الشظايا مزقت جسدي والغاز سمم تنفسي.
الأم:اهدأ، اهدأ.
الابن: كم تمنيت ان امرغ وجهي بتراب قدميك.
(يقبل قدميها بقدسية ويديها)
الأم : أحلم هذا؟لا أصدق،عدت لي حيا من جديد، تعال، تعال. ماذا فعلت هناك.
الابن: إلتهمت الصخور وشظايا الرصاص، وهمت بين النجوم حالماً بقمر فضي.
الأم: (تشمه) يا فرحي، لماذا عدت؟
الابن: شميني اكثر يا أمي.
الأم:لماذا عدت؟
الابن: طهريني من السموم.
الأم : أجائع انت؟
الابن: مات النبات والحيوان والكثير من الاصدقاء هناك بعد ان رشونا بالسموم.
الأم: لماذا عدت؟
الابن:وكل حي هاجر الى ارض غريبة.
الأم: أعطش أنت؟
الابن:أما نحن فقد فرقتنا صراعاتنا حتى تخثرنا.
الأم : أتعب أنت؟
الابن: وفي ساعة الخلاص وجدنا أنفسنا متعبين ووحيدين.
الأم: لم انت حزين؟
الابن: جئتك خائبا مطاردا ياامي بعد أن ضاقت بي الحياة.

الأم: (وكأنها تغير الموضوع) هل أنت تعب، تعال، تعال.
الابن: أمي ماذا جرى في غيابي؟
الأم: لم انت حزين؟
الابن:حدثيني
الأم :هزلت كثيرا.
الابن:حدثيني
الأم: تغربتَ طويلا.
الابن:ماذا جرى حدثيني.
الأم (مندهشة)ماذا جرى؟ إهدأ وإسترح الان. zwj;zwj;zwj;zwj;
الابن:كلا، حدثيني لماذا هذا الصمت، اين الجيران، اين الناس؟
الأم: رحلوا.
الابن:الى اين؟.
الأم: الى ديار غريبة.
الابن:حدثيني يا أمي
الأم: تقاطر علينا الأغراب.
الابن: حدثيني
الأم:جاءوا بعاهاتهم.
الابن:حدثيني.
الأم:مرضى.
الابن:حدثيني.
الأم :مجانين.
الابن:حدثيني.
الأم: جاءوا شقاوات وقوا ويد محترفين.
الابن:حدثيني.
الأم : كلاب ووحوش وأنذال ليس في قلوبهم رحمة.
الابن:حدثيني.
الأم:يسّموننا كل يوم.
الابن:حدثيني
الام:ينهبوننا كل يوم.
الابن:حدثيني.
الأم :يعتدون على شرفنا كل يوم.
الإبن: حدثيني
الآم:في الفجر نعثر على مئات الرضع في المز ابل.
الابن:حدثيني.
الأم: وأطفال يتامى يأكلون برازهم من الجوع.
الابن:حدثيني.
الام: عوائل باعت فتياتهن الصغيرات.
الأم:ملائكة تستغيث.
الابن:حدثيني.
الأم: زوجات مطلقات وهاربات.
الابن:حدثيني.
الأم :أرامل تحولن الى عاهرات من أجل أطفالهن.
الابن: حدثيني.
الام : كان الليل مظلما وموحشا يا بني.
الابن: حدثيني.
الأم: حتى الطيور كانت تنتحب عندما تغيب الشمس.
الابن: حدثيني
الأم : باع الناس كل شئ حتى أجسادهم.
الابن: حدثيني
الأم: والهاربون من الحرب لا يجدون مكانا ورغيف خبز (فجأة) لماذا عدت؟
الابن: اشتقت ان اقبل تراب قدميك.
الأم : يأستَ؟
الابن : ان تدفنيني بيديك.
الام: لماذا أتيت؟
الابن: يا مباركتي عبرت البراري وصعدت الجبال فرأيت جثثا متناثرة مفقوءة
العيون، مقطوعة الايدي، لانهم نسوا الحكمة وتوسدوا وعود أعدائهم،
والآخرون تركتهم يلملمون حاجاتهم متأهبين للرحيل، أما أنا اشتقت الى دفئ
طفولتي، حدثيني يا أمي.
الأم: لماذا عدت؟
الابن: حدثيني.
الام : تأخرت.
الابن: اغضبي ان شئت لكن اتركيني أتوسد تراب قدميك.
الام:ماا لذي أتى بك؟
الابن:ضاقت بي الحياة.
الام :تأخرت كثيرا.
الابن: حاصرنا حتى الهواء فانشغلت بدفن رفاقي الذين كانوا يموتون غفلة.
الام: سيتحولون الى طيور ترحل نحو القمر.
الابن: وأنا لم أمت.
الام : يرحلون نحو الاهوار.
الابن: كنت اتمنى ان اشاركهم موتهم.
الام:نحو الوديان.
الابن:لماذا لم امت هناك معهم؟
الام :تطلع في وجهي، لماذا أتيت، قل؟
الابن:ضاقت بي الحياة ياامي.
الام:(غاضبة) أشــــى، أشــى، كف، كف اخزن أحزانك، بعد كل هذا
الذي حدث تقول ضاقت بي الحياة (تمسك به) لم يأكل احدكم الآخر، تاركين
كل شئ يحترق، الجذور والمدن والأبواب والمحطات والبشر و الارامل واليتامى،
اعوذ بالله اعوذ بالله لمَ تقتلون بعضكم لمَ؟
الابن: ضاقت بي الحياة يا أمي.
الام:أبعد انتظاري هذا الوقت كله لفرج لم يأت، بعد ان قتل الأب ابنه، بعد أن قطعوا
المئات من الشباب بمكائن الثرم، بعد أن اجبروا الزوجة للتبرؤ من
زوجها. بعد كل هذا تعود لتقول، ضاقت بي الحياة.
الابن : وأمل؟
الام: إشش أصمت
الابن: أمل يا أمي، أمل زوجتي.
الام:أمل hellip;.ألان تذكرت أمل.
ألام : عاشت سنوات تنتظرك وفية لعودتك بالرغم من انك لم تعش معها سوى
أسبوع واحد، مازلت عريسا. أمل اجبروها على الطلاق
والتبرؤ منك، وسجنوها أشهرا ويعلم الله ماذا فعلوا بها. بعد كل هذا تأت لتقول
ضاقت بي الحياة يا أمي. اصمت، اصمت، أصمت، اصمت. (صمت)
الابن:واين هي الان؟
الام : (تتمتم بدون ان نفهم منها شيئا، ثم ينظر أحدهما بعيني الآخر) أين يمكن أن
تكون برأيك؟
الابن:(يتلوى كأنه على جمر. يجب إعطاء هذه الحركة الوقت الكافي للتعبير عن
العذاب)

انه كابوسي. يا الهي لماذا حدث كل هذا؟ لماذا تسمح بكل هذا يارب؟لماذا؟أين غضبك اين؟ وأنا؟ من أنا؟، انا نذل جبان و خنزير مصاب بالطاعون لأني أتيت، كان المفروض ان أموت هناك. وها انا أعزلا وسط وحوش وآكلي لحم بشر. لقد أغلقوا كل سبل الحياة.
الام: خذلتني يا بني، انتظرتك طويلا، ها هو شعري الأبيض يشهد على ذلك،
وتعود لتقول ضاقت بي الحياة، انظر في عيني. اختزن احزانك وكل تراب
الارض واشرب ماء الرماد (تنثر فوق راسه ترابا وبعض الاس) حتى لاتنسى
حتى لاتنسى.
الابن: لن أنسى
الام: حتى لاتنسى
الابن: لن أنسى
الام: لاتنسى
الابن: لن أنسى يا أمي.
الام: تعال أقبلك لأني خائفة فقلبي يحدثني. خبرني ماذا سنفعل؟
الابن: سأعود من حيث اتيت؟
الام: كلا لا تستطع الان انهم في كل مكان، لقد جئتني ولن أعطيك لهم ليقتلوك
، سأحفر لك تحت البيت، تعيش هنا ولن تخرج مطلقا حتى يفرجها الله.
الابن: وأبي؟.
الام : ابوك.. سأقاتل من أجلك يا بني حتى لا يخبرهم، لا تخف.
الابن : لن يغفروا له اذا علموا. سيقتلونه
الام: لكنه أبوك، عليه واجب الأبوة لحمايتك حتى الحيوانات تخاف على
ذريتها.
الابن: لكنك تعرفينه جيدا؟!
الام: (تحتضنه وتهدهده) اهدأ اهدأ، الله معنا، لقد طلع الفجر، اهدأ يا بني،
غدا سيكون كل شئ كما نريد، حلم أم حقيقة؟ ! لكن لابد، لابد، لابد. نم بني،،
نم في حضني. (الابن ينام في حضنها كما في البداية وكانه جثة)
الام: (الى الرجل وهو في الحاضر) وعندما عدت فجرا غضبت وهجمت علي
كالوحش وضربت رأسي بالحائط و رفضت ان تحميه.لم تمهله يوما واحدا
ليستريح فأخبرت دائرتك، وكأنك تخبر عن غريب.
الرجل: نصحته كثيرا لم يسمعني
الام:وسمحت لنفسك ان تخونه ليقتلوه.
(الابن ينهض و من هذه اللحظة تختلط مشاعر الرجل بين الغضب على ابنه
والتعاطف معه واحيانا تسيطر عليه عاطفة الابوة وقبل ان يخضع لها يتذكر
واجبه، فهو دائما يحترم التزاماته الوظيفية ويصونها)
الرجل:هل يمكن لاب ان يخون ابنه، لا أظن.
الابن: نعم يا ابي في ذلك الوقت وضعتني أمام خيارهم، ان أسلم نفسي.
الرجل: حتى أنقذك.
الابن: لمَ لم تساعدني لتنقذني؟.
الرجل: اذا بقيت في البيت لابد ان يعلموا و ستحل الكارثة و سيقتلوننا جميعا.
الابن: لماذا رفضتني ياابي؟
الرجل: لا يمكن أن تختبأ في البيت يابني
الام: لاأحد يعلم، انا وانت فقط. سنحفر له حفرة تحت الارض يعيش فيها فمن
سيخبرهم بذلك؟.
الرجل: من سيخبرهم !؟ الهواء، الماء الشجر، الجيران، الكلاب السائبة.
كل هذا سيكتب لهم تقاريره خوفا.انت مجنونة تطلبين المستحيل.
يجب ان يسلم نفسه وسيغفرون له حربه ضدهم فهنالك عفو للتائبين، ويمكنه ان يلتحق في جبهة الوطن.

الابن: لماذا تصر ان تسلمني.
الرجل: حتى لا تقتل.
اللام : وان قتلوه
الابن : مثلما قتلوا الآلاف
الرجل : سابذل جهدي لكي يغفروا عنك فخدماتي شفيعتي، سأعطيهم كل ما أملك
اذا كان سينقذك.
الابن : ياخذون المال و يطلبوا منك ان تحقق معي وتقتلني بيديك انتقاما.
الرجل: اصمت.. الحيطان لها آذان، اذا لم تسلم نفسك فانت مجنون
الابن : ماتطلبه مني هو الجنون.
الرجل : بعد غياب عشر سنوات متشرداً في الجبل لتحارب ضد وطنك. عشر سنوات
وأنا أتحمل هذا العار. إ بني أنا، يحارب امه وابوه واهله. إبني يحارب
ضد الارض التي يعيش من خيراتها. هو هناك يحارب ضد وطنه وانا تحت
في الوادي ادافع. واذا تواجهنا من سيقتل الاخر؟
الابن: انا الذي يجب ان يوجه لك مثل هذا السؤال
الرجل: (لايصغي)، عشت قلقا وخائفا ومحتقرا من رؤسائي وزملائي كل هذه
السنين، وانا اعلم بان جميع خدماتي لا تزيل هذه البقعة السوداء في
جبيني بالرغم من إنهم يعرفون إخلاصي. والان يابني احمد الله الذي
هداك سأخبرهم بانك عدت تائبا، سيغفرون لك ولي كل شئ، وسأعود مرفوع
الرأس من جديد. اذن اعقل وسلم نفسك.
الابن : كثور يسلم رقبته للذبح
الرجل: سيسامحونك،وهذا هو الحل لي ولك.
الابن: لا استطيع.
الرجل: لقد قمت بواجبي تجاهك،وحتى لاأخون واجبي تجاه الوطن، لا تطلب مني ان
أساعدك بعد الان. أخرج.
الابن : سلأخرج، فقط إمهلني اياما هنا، ولن تراني أبدا.
الرجل: (قلقا يتمتم) لن أغفر لنفسي اذا خبأتك، انه جنون، لابد ان يجدوك
هنا. سلم نفسك وسيغفرون لك كل شئ.

الابن: هنا لا أحد يشك.
الرجل : لا أ ستطيع، فقط عندما تسلم نفسك.
الابن: لا يمكنني هذا الان؟
الرجل : نعم يمكنك، ستنقذ حياتك وتعيد لي شرف الواجب.
الابن: عن أي واجب تتحدث، ألا ترى القتل المجنون في الحرب و الجريمة في
كل مكان.
الرجل اية جريمة؟! الجريمة هي أن أخبئك.
الام(تتمتم تعاويذها) دائما قاس القلب، انه ابنك.
الرجل سلم نفسك
الام : اللهم انا عبدك المسكين، الضعيف.
الابن: انا ابنك ياابي
الرجل : القانون هو القانون
الابن : يكيفونه كما يريدون. لا يمكنك ان تسلمني.
الرجل: (مترددا) اذن اترك البيت الان وبأسرع وقت.
الابن : ليس الان، انهم في كل مكان.
الرجل : واذا سألوني عنك مرة أخرى ماذا سأقول؟
الابن : لا شئ، تصمت.
الرجل : واجبي يستدعي ان اخبرهم بكل شئ، انه الوطن.
الابن: هو وطني أيضا.
الرجل : أنسيت انك حاربت ضده.
الابن : حاربت من اجله أيضا، فأنا لست عدوا لوطني.
الرجل : نعم تصبح عدوا عندما ترفض تأدية واجبك، سلم نفسك.
الابن: أرفض حتى لا اموت بلا هدف و بلا معنى.. ان الحرب جنون.
الرجل : اذا لم تسلم نفسك فلست مسؤولا عما سيحدث لك.
الابن :ولكنك ابي.
الرجل :ليس هناك مكان للمشاعر في زمن الحرب. يجب ان نستغل الوقت سلم نفسك.
الابن: لا أريد ان أ تحول الى جثة
الرجل: لن يحدث هذا اذ تبت وتبرأت من ماضيك، أنا متأكد بأنهم سيغفرون لك
فرئيسي في الدائرة اخبرني بذلك منذ وقت طويل.

الابن: لن يحترموا عهودهم.
الام: (الى الأب) لماذا تريد تسليم الأمل الذي كنت انتظره الى الوحوش،
عشت عشر سنوات عند كل غروب شمس انتظره ان يدخل البيت ويقبل رأسي.
الرجل :لن يدخل البيت مرة أخرى إذا تحجر هكذا (الى الابن) سأتبرأ منك.
الابن : أنت قاس ياابي
الرجل : إنها فرصة لك ولي، سلم نفسك وإلا ستهدم كل ما بنيته.
الابن: وترضى ان يسلمونني جثه لك.
الرجل: لن يحدث هذا ابدا إذا وافقت.
الابن : أنت تؤمن بالوهم.
الرجل: سلم نفسك يابني حتى ينتهي قلقي وخوفي
الام : اللهم انا عبدك الفقير، المستكين،
الابن: سيقتلوني
الرجل:سيغفرون لك من أجلي
الابن: سيذبحوني
الرجل: اذا لم تفعل لن يغفروا لك ابدا.
الابن: لن أفعل
الرجل:اذن لا استطيع حمايتك (صمت، يفكر قليلا.. يتمتم) إبق اذا شئت،
يمكنك ان ترحل متى تشاء.
الام: حتى تخبرهم عنه
الرجل: اصمتي.
الأم: اللهم اغفر شرور بني آدم (تمتمة تختلط مع حوار الابن)
الابن: سيذبحونني hellip;سيذبحونني hellip; سيذبحونني hellip;سيذبحونني.
(الام والابن يختفيان فجأة)
الرجل:(في الحاضر)أين انتِ، اين ذهبتِ به؟ اين ذهبتما؟
(صمت طويـــل نسمع الريح تتحول بالتدريج الى عاصفة)
ماهذا هل وصل الماء الى هنا أيضا.لقد بدأ يحاصرني. كيف لم ألحظ هذا من قبل؟
(صوت الريح الذي يشتد) حتما انها عاصفة ترابية، لا أستطيع ان ار شيئا.
(اثناء العاصفة يتحرك بصعوبة، يحاول ان يثبت قدميه)
لابد ان اثبت قدمي والا أتحرك، (يستنجد) هــــه.. هل أحد هناك.
هـــــه هل تسمعونني، اين انتم اين ذهب الجميع.. هــــه، أيها الحارس
اين انت، لاأرى شيئا، العاصفة سترميني في النهر، ساغرق وانا لا أعرف
السباحة، هـه أيها الحارس اين انت؟ هل تساعدني
(نسمع صوت الحارس يطمئنه)
صوت الحارس: لاتقلق
الرجل : اين انت؟ هـــــه أتسمعني.
صوتالحارس: ثبت أقدامك، انها عاصفة وقتية وسرعان ما ستتوقف.
الرجل:اين انت؟هل ستعود؟.
صوت الحارس:سأعود قريبا.
الرجل: كل شئ سئ هنا
صوت الحارس: لاتخف، أيها الغريب سأعود
الرجل: بدأت تمطر اين مظلتي؟
صوتالحارس: هــــه لا تقلق، كل شئ سيكون على ما يرام.
الرجل: متى
صوتالحارس: في يوم من الايام.
الرجل: متى؟
صوتالحارس: قريبا، لاتحزن.
الرجل : وأنت؟
صوتالحارس:سأعود.
الرجل: متى.
صوتالحارس: قريبا.
الرجل: ماذا تقول لا أسمعك، متى ستعود؟.

(يدخل المسرح فجأة يدفع كرس متحرك وفيه دمية مدير الدائرة بنظارته السوداء الكبيرة والملابس السوداء، الحارس يشبه دمية المدير بالنظارة والملابس. يضاء مشهد الام والابن وهما على حالهما في العمقبانارة خفيفة، انهما مازالا في ذاكرة الرجل)
الحارس: (يوقع حواره) في يوم ما
في ساعة ما
هناك في مدينتي
الرجل (لا يراهما، مازال يصرخ وهو يقاوم العاصفة والمطر) لا أسمعك
صوت الحارس: هناك في مدينتي
كنا نسير بجانب النهر
أنا وصديقي كنا نسير/
دون مأوى
مشردين
وقرب النخلة الوحيدة
داهمنا الليل
فغفونا
الرجل: ماذا تقول؟لا أسمعك.
صوت الحارس: وعندما أفقت
وجدت كلبا كبيرا
يلعق جثتي
فعرفت مصيري
الرجل: هـــــه ماذا؟
صوت الحارس: مصيري
يا مصيري
يا مصيري
الرجل: ماذا تقول؟
الحارس: أقول ها قد توقفت العاصفة.
الرجل:لكنها مازالت تمطر
صوت الحارس: المظلة ستحميك
الرجل: ماذا تقول، لا أسمعك
الحارس : مظلتك ستحميك من المطر
الرجل : اين مظلتي اين حقيبتي، وعصاي؟ اين عصاي؟. (يجد المظلة ينشرها ويظل يقاوم المطر) كأنها تمطر دما، لقد ساءت الحال، متى يعود كل شئ الى هدوءه، متى ينتهي هذا الكابوس، متى؟
(صمت)
فرحا لقد استجابت الريح الى دعوتي. اللعنة ماذا فعلت العاصفة والمطر بمظلتي، لايمكن ان تفيدني، لقد تمزقت (يرميها في الماء) والان انتهى كل شئ وتحسن الحال، لقد هدأ كل شئ. نعم هدأ كل شئ، لكن ما هذا الذي يترأى أمامي (صمت) كيف سأخلص نفسي من هذه الورطة. هل أستطيع؟ فماء النهر مازال يزحف نحوي، أين حقيبتي، اوراقي؟ مظلتي؟

(الرجل يرى الحارس فجأة)
الرجل: (فرحا بعودته) اين كنت
الحارس: ماذا بك، ما الذي جرى لك؟
الرجل: عاصفة ووو
الحارس: (ساخرا) وماذا ايضا؟
الرجل: (ينتبه الى دمية المدير) لا شئ.
الحارس: ماذا تريد؟
الرجل: بحثت عنك
الحارس: لماذا؟
الرجل: لتساعدني
الحارس: كيف؟
الرجل: للخروج من هنا.
الحارس: ستخرج إنشاء الله
الرجل : متى
الحارس:لا أعرف لست انا الذي يقرر ذلك
الرجل: من الذ ي يقرر (صمت، ينظران الى بعضهما والى الدمية)
الحارس: لماذا تسأل كثيرا؟