ان التطور المتواصل الذي تشهده تقنيات الاتصال بوصفها ابرز معطيات الثورة التقنية الحديثة التي جاءت بها ظاهرة العولمة قد مهدت السيبل لاستيعاب التدفق المعلوماتي الهائل عبر الغزو الفضائي بواسطة الاقمارالصناعية تلك التي الغت ا لحدود بين فضاءات البث الاذاعي والتلفازي وفتحت الافاق واسعة امام استثمارات اتصالية متلاحقة كما هو الحال مع الاجيال المتنوعة من اجهزة الهاتف النقال والحواسيب والاستخدامات اللامحدودة لشبكة المعلومات الدولية (الانترنيت) التي تتألف من مجموعة كبيرة من الشبكات الاتصالية المترابطة والتي تتزايد بأستمرار وتتنامى ذاتيا.
وبفعل ما تتيحه هذه الشبكة من امكانيات واسعة اصبحت اليوم مركز استقطاب واهتمام واقبال لملايين كبيرة من البشر في شتى انحاء العالم، وتحتل قضية النشر الالكتروني موقعا بارزا من بين الاستخدامات العديدة للشبكة المعلوماتية فهي عملية تخزين لنصوص وصور كمصادر للمعلومات او على هيئة اقراص دمجة او من خلال الشبكة الداخلية للموقع التي يمكن الوصول اليها عبر برامج خاصة بالبحث والاسترجاع.
وفي ضوء هذا باتت الصحافة الالكترونية تشكل حضورا واسعا وتحديا واضحا للصحافة التقليدية المطبوعة بحكم تميزها بالسرعة الفائقة في نقل المعلومات وقدرتها على التغطية لاكبر مساحة عالمية أعتبار ان عامل الوقت هو معيارا حاسما في ميدان النشر والتوزيع، هذا من جانب ومن جانب اخر تتميز الصحافة الالكترونية بقدرتها على نقل النص والصورة الثابتة والمتحركة معا لتوصيل رسالة باشكال متعددة وغير خاضعة لمقص الرقيب . نتيجة الاحساس بفقدان التوازن التنافسي لصالح الصحافة الالكترونية نجد ان معظم الصحف التقليدية قد اتجهت للنشر الالكتروني اعترافا بقوة هذا المارد الاعلامي ولاجل ان تكون مقالاتها المطبوعة محفوظة بين مواقع الشبكة العنكبوتية. فعل هذا الانتشار اللامتناهي للصحافة الالكترونية اضحت اليوم محورا اعلاميا اساسيا وهاما في رسم ملامح الحياة المعاصرة وبمختلف جوانبها ، انها تعلن وجودها في توجيه السياسات الدولية والتأثير المباشر على الرأي العام كما انها تسهم في تقريب المسافات والغاء الحواجز بين البلدان والشعوب في هذا الكوكب المفتوح. مع مرور الوقت تتسع دائرة الاهتمام بالنشر الالكتروني وصارت تسعى البلدان التي يعيش فوق اراضيها اعدادا من المهاجرين الى استثمار هذه الوسيلة الاتصالية لتطوير ظاهرة الاندماج ثقافيا واجتماعيا ، وبدأت هذه القضية تنال قسطا كبيرا من حجم الخطط والبرامج والسياسات العامة لهذ البلدان انطلاقا من اهمية الدور الذي يمكن ان تلعبه هذه الطاقات البشرية في تفعيل البنية الاجتماعية ورفدها بعوامل التنوع والاختلاف والاثراء مما يمنح الحياة بعدها المعاصر والعولمي. في هذا الاتجاه يأتي المشروع الاعلامي الجديد ( المهاجر نيوز) الجريدة الالكترونية اليومية التي اتخذت موقعها في مدينة مالمو وهي ثالث اكبر مدينة في السويد يتواجد فيها اعدادا كبيرة من المهاجرين من بلدان عديدة .تهتم هذه الجريدة التي تصدر لاول مرة باللغتين العربية والسويدية بأخبار العالم العربي
والسويد. من طبيعة هذا المشروع الاعلامي الجديد واهميته وافاقه المستقبلية كان لنا هذا الحوار مع مديرة موقع المهاجر نيوز، كريستينا ساندبري

* كيف تولدت لديك فكرة المشروع ؟ ولماذا اخترت اخبار العالم العربي بالذات في الوقت الذي يتواجد فيه على الساحة السويدية عشرات الجنسيات الاخرى ؟
ان انتاج هذه الجريدة جاء بعد دراسة مستفيضة ورغبة شخصية ونظرة مستقبلية ، فنتيجة اهتمامي واتصالي بالثقافة العربية ومعايشتي عن قرب الحياة الاجتماعية العربية من خلال فترة تواجدي للعمل في مدينة سوسة التونسية منحتني فرصة للاطلاع على جوانب عديدة من حياة وتأريخ وثقافة هذا المجتمع الذي ترك يصماته في ذاكرتي ، بعدها عملت لعدة سنوات في الولايات المتحدة الامريكية وجربت معنى الهجرة ، وبعد رجوعي للسويد ظل هذا المشروع يراود مخيلتي الى ان ستحت الفرصة لتحويله الى واقع ملموس . اما عن اختياري اللغة العربية اضافة لاهتمامي الخاص ثمة حسابات اخرى لابد من مراعانها وهي ان جميع سكان العالم العربي ويمختلف بلدانه يتحدثون لغة واحدة وبهذا يكون هناك مئات الملايين من القراء ممن يمكن التعامل معهم عبر موقعنا وهذا كما اعتقد سببا رئيسيا في الاختيار .

* ماهي ابواب الموقع وموضوعاته؟
رغم ان الموقع يرتبط بمدينة مالمو في الجنوب السويدى الااننا حرصنا على ان تكون برامجنا المستقبلية ذات افاق اوسع واشمل على مستوى الخبر السويدي او العربي ، تشتمل ابواب الموقع على عديد المجالات فتجد مايتعلق بالاخبار السريعة والمتابعات الانية الى جانب المعلومات شبه الدائمة والتي تتعلق بمعالم مدينة مالمو وتأريخها ومبانيها واساليب تصاميم عمارتها والمناطق الجديرة بالمشاهدة فيها اضافة الى الاقسام الاخرى التي تهتم بالثقافة والفنون والتعليم والرعاية الصحية والعادات والمهن والتقاليد والرياضة والسياحة والاسواق والمصارف وغير ذلك ، سيقابل هذا كله موضوعات من انحاء الوطن العربي واخبار الجالية العربية ومثقفيها من الكتاب والفنانين والمبدعين .

ماذا عن اسرة الموقع؟
تألف فريق عمل المهاجر نيوز من صحفيين محترفيين سويدين وعرب يتوزعون على مختلف الاقسام وفقا لتخصصات كل منهم وقد حرصنا على ان يكون بيننا نخبة من الصحفيين العرب ومن اقطار مختلفة فمعنا من العراق وسوريا وفلسطين والجزائر، ومعظم هؤلاء يقومون بالكتابة والترجمة فهناك من يكتب التقارير الاخبارية والمتابعات ومن يكتب المقالات والاراء ومن يعمل المقابلات والريبورتاجات والاستطلاعات وغيرها اضافة الى ما يصل الينا من نشاطات المراسلين المتنوعة ومساهمات الكتاب والصحفيين الذين سيتعاونون معنا من العالم العربي .

* وسط هذا الكم الهئل من المواقع الاعلامية في الانترنيت ، ماذا تتوقعون لمستقبل المهاجر نيوز؟
اتوقع ان يكون لهذا الموقع صدى طيبا لدى الجمهور السويدي والعربي خصوصا لما يتوفر عليه من مقومات العمل الاعلامي المتميز ، الى جانب انه يعتبر التجربة الاولى التي تهتم بأخبار ثقافتين وبلغتين في أن واحد ، كما ان تزايد اعداد المهتمين بالصحافة الالكترونية عربيا وعالميا يوم بعد اخر يدعونا للتفاؤل ولمزيد من العمل الجاد والمنافس لتقديم كل ماهو جديد ومتنوع وهادف وكل ما من شأنه ان يغني الفكر ويلبي متعة البحث والقراءة وبما ينسجم مع توجهات الموقع واهدافه نحو اشاعة حوار حضاري بين الشعوب والانفتاح على الاخربروح المحبة والتعاون والسعي لخلق حالة من الاندماج الايجابي بين المهاجرين العرب والمجتمع السويدي ، نطمح جميعا لان يكون موقع المهاجر نيوز جديرا بالمتابعة والزيارة والتواصل
والتطور.