نحن نمثل الطريق الثالث فى مصر
لماذا منتدى الشرق الاوسط للحريات؟

منذ اكثر من ثلاث سنوات ونحن نعمل من آجل افتتاح مركز دراسات سياسية وحقوقية فى مصر، ويومى، 28، 29 نوفمبر 2007 كان المؤتمر الأفتتاحى لهذا المركز فى القاهرة تحت عنوان quot;إلى اين تتجه مصرquot; تحدث فيه 25 مفكرا وباحثا مصريا كلا فى مجال تخصصه لعرض تصوراته لمستقبل مصر. والحقيقة أن مصر فى اشد الإحتياج لوجود طريق ثالث يمثل الإصلاحيين والتنويريين واليبراليين والحقوقيين ونشطاء المجتمع المدنى بشكل عام، وأن يعطى هذا الطريق فرصته كاملة فى ظل هذا الأستقطاب الحاد بين النظام الحاكم والتيارات الإسلامية. وهى حرب قائمة بكل ما تعنيه الكلمة، بين فريق كل همه الحفاظ على الحكم وفريق آخر يسعى للقفز على الحكم لإنشاء دولة دينية إسلامية فى مصر ينطلق منها لإحياء الخلافة الإسلامية. والدولة المدنية والليبرالية السياسية والحريات العامة ضائعة فى هذه الحرب. ففى حين يسعى الإسلاميون بشكل جدى لتأسيس دولة دينية مكتملة الأركان، لا يعبأ الحكم القائم بمستقبل الدولة المدنية بل ويزايد على الإسلاميين فى هذا الأطار. ومن مظاهر تخبط هذا الحكم إنه لا يرى الخطر على الدولة المدنية من هذا العبث،فقط ما يشغله هو الحكم وامتيازاته، ولهذا لا يشجع الحكم المجتمع المدنى الحقيقى الذى هو الدعامة الأساسية لتقوية الدولة المدنية فى مواجهة الإسلاميين. وفى إطار هذه الحرب استطاع الإسلاميون إستقطاب عددا كبيرا من المراكز الحقوقية والبحثية لصالحهم لدرجة أن اصبحت الكثير من المراكز وجمعيات حقوق الإنسان ومؤسسات المجتمع المدنى تعمل فى اتجاه تقويض الحكم لصالح الإسلاميين.. وبات الكثير من محللى الحركات الإسلامية الذين يملئون شاشات الفضائيات مخترقين من قبل هذه الحركات.
نحن نعمل بوضوح ضد تحويل مصر إلى دولة دينية، ونعمل بإستقلال تام لصالح مبدأ quot;مصر للمصريين... مصر أولاquot;.... مصر دولة مدنية حديثة ديموقراطية حرة مزدهرة لكل المصريين على أرضية المساواة والمشاركة والمواطنة الكاملة بعيدا عن هذا الاستقطاب المخرب لروح مصر ومستقبلها.
نحن فى حالة حياد تجاه الأديان. نحترم كافة الأديان، ونحترم حق الانسان فى ممارسة حريته الدينية كاملة كما تقررها المواثيق الدولية لحقوق الإنسان. لا نقترب من العقائد الدينية مطلقا، ولكن فقط ندافع عن حق الإنسان فى الأختيار.
نحن فى حالة حياد تجاه السلطات، أى لا نعادى أحد، لا السلطة ولا أجهزتها الأمنية ولسنا جهة معارضة تدعم فريق ضد الآخر، وإنما نعمل بإستقلال تام عن هذه السلطات فى ظل احترام للدستور والقوانيين المصرية والمواثيق الدولية.
نحن نلتزم بمعايير صارمة فى العمل تتمثل فى المهنية المتقنة والدقة العلمية والالتزام بالاخلاقيات المهنية والعامة فى ظل توجه وطنى حقيقى خالص وواضح.
نحن أيضا سنعمل على المراحل المختلفة للعمل السياسى والذى يبدأ برفع الوعى السياسى والحقوقى ثم التنمية السياسية ثم تعزيز المشاركة السياسية فالكفاح السياسى السلمى من آجل مصر لكل المصريين على قدم المساواة.
منتدى الشرق الأوسط للحريات هو مفتوح لكل المصريين على إختلاف تنوعاتهم الدينية والنوعية والجغرافية والعمرية والثقافية، فهو مركز مصرى يهتم بمشاكل وأوضاع كافة المصريين.
نحن نأمل ان نشكل مع غيرنا طريقا ثالثا قادرا على دعم التيار الرئيسى من المصريين الذين يرفضون كلا الخيارين المطروحين على الساحة.
نحن نعتبر أن حقوق الإنسان وكرامة الإنسان وإنسانية الإنسان هى امور أهم بكثير من سيادة الدول، لأن سيادة المواطن هى اساس سيادة الدولة... والمواطن العادى هو أعلى منصب فى النظام الديموقراطى... والعمل على دعم وتعزيز حقوق الإنسان فى الكرامة والحياة والمساواة والتنمية العادلة والمشاركة تمثل قمة الولاء والإنتماء، فالإنتماء الحقيقى هو العمل على تقدم الوطن والإرتقاء بمستوى الحقوق والحريات فيه، فالتقدم وطنية، والعمل من آجل صالح الإنسان المصرى هو قمة الوطنية.
نحن نؤمن أن المجتمع المدنى الحقيقى يمثل سلطة تصدر الأحكام على أوضاع المجتمع والنظام السياسى من خلال تقاريرها ورصدها وتحليلها للحقائق، ورغم أن سلطة المجتمع المدنى ليست لها إلزامية السلطة، ولكنها لها قوة معنوية تؤثر بشكل قوى فى الأنظمة الديموقراطية، وتمثل مصدرا للمسئولية،وتمثل سندا للعدالة الدولية، وتؤثر أيضا فى الرأى العام العالمى الذى هو بدوره قوة تساند المظلومين ضد قهر الحكام فى حال وصول معلومات صحيحة للرأى العام عن حجم إنتهاكات تلك الحقوق وهو ما تقوم به مؤسسات المجتمع المدنى بشكل مستمر.
نحن نؤمن أن دور المثقف النظرى وحده لم يعد كافيا فى ظل العولمة وإنما هناك حاجة متزايدة إلى دور نشطاء المجتمع المدنى، وإذا جمع الناشط بين الثقافة العميقة والرؤية الثاقبة والرسالة الحقوقية والتنويرية فإن ذلك يعمق مفهوم دور المثقف ويسهل عمل الناشط ويؤدى إلى التأثير الإيجابى الفعال فى تقدم المجتمعات والرقى بحقوق مواطنيها.
نحن نركز عملنا على الحاضر والمستقبل، فالمستقبل هو ما نصنعه الآن... ومحاولة تغيير الواقع المصرى نحو دولة عصرية حديثة تعلى مكانة الإنسان الفرد هو بناء لمستقبل زاهر لنا ولإبنائنا.
نحن نعمل وفقآ لآليات عمل المراكز البحثية والحقوقية فى العالم كله من رصد للواقع وتحليله وعمل دراسات مستفيضة عنه ثم الدفاع عن حقوق الإنسان وتعزيز مكانة هذه الحقوق فى مجتمعاتنا. وملحق بمركزنا دار نشر سوف تنشر كل ما يصدر عنا من دراسات لتكون فى متناول القارئ على ارفف المكتبات العامة وسوف نصدر بالطبع الكتب التنويرية لكبار كتابنا الراحلين والحاليين.
نحن نعمل بشفافية كاملة كمؤسسة مصرية لها كيان قانونى شرعى، ونلتزم بالشفافية الكاملة فى الإعلان عن كافة مواردنا وايضا فى إتاحة الحصول على مطبوعاتنا التى سوف نصدرها.. فلا يوجد لدينا شئ سرى أو خفى أو غامض أو مخبئ... فكل امورنا وانشطتنا هى فى اطار العمل العام المتاح لجميع المصريين.
نحن سوف نبذل قصارى جهدنا لنكون بؤرة تنوير حقيقية تتبنى قيم الحداثة وإعلاء شأن العقل وتعزيز قيم التفاهم والحوار بين المصريين وبينهم وبين الغرب عبر تفاعل الأفكار والثقافات وسيادة قيم التسامح والمحبة وعالمية القيم الإنسانية وخصوصية الثقافات... ونأمل أن نساهم مع غيرنا فى إحياء النهضة المصرية وسيادة نمط التفكير المنطقى العقلى المنظم.
إن مصر تستحق وتحتاج إلى الكثير من العمل الجاد من آجل الخروج من كبوتها بعد أن تجاوزتها موجات التنمية والحداثة وحقوق الإنسان والعولمة والموجة الرابعة للديموقراطية، ولتتجاوز أيضا الفجوات التى تعانى منها ليس فقط فى مقارنتها مع العالم المتقدم وإنما مع دول بدأت تجربتها مع مصر واصبحت الآن تمثل رقما صعبا فى معادلة الاقتصاد العالمى.
وأخيرا، منتدى الشرق الأوسط للحريات ممول ذاتيا ولم يحصل على أى تمويل لتأسيسه من أى جهة أو فرد فى أى مكان فى العالم، وسيستمر فى تأدية أعماله بدعم من أصدقائنا الذين يؤمنون بأهمية العمل العام، وباهمية حقوق الإنسان وباهمية تعزيز قيم المواطنة فى مصر. وكما تفعل معظم مراكز الابحاث فى العالم سنحاول تعزيز مواردنا من خلال اشتراكات سنوية للافراد والهيئات فى الداخل والخارج، تعطى هذه الاشتراكات الحق للاعضاء فى الحصول على كافة الكتب ومطبوعات المركز مجانا، وتعطيه الحق فى الاشتراك فى انشطة المركز وندواته ومؤتمراته وكافة فاعلياته.
لقد تحملنا الكثير من الجهد والعناء حتى خرج هذا المركز إلى النور وبدعمكم ومساندتكم وتشجيعكم نستطيع أن نستمر فى تحقيق رسالتنا وتوسيع انشطتنا لكل ما هو خير لشعبنا ولمصرنا الحبيبة.

مدير منتدى الشرق الأوسط للحريات
[email protected]

أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر ايلاف تسبب ملاحقه قانونيه