دم بدور فى رقبتن.. فهل تكفى دقيقة حداد لمحو جريمة ختانها وإغتيال طفولتها؟
نحن فى مجتمع يصرف رجاله نصف مرتباتهم على الفياجرا لإشعال طاقاتهم الجنسية ويختن نصف بناته لإخمادها!.
الختان عادة لاعبادة وجزارة لاطهارة.
كيف نقول أن الختان من الدين والنبى لم يختن بناته والسعودية تجرمه.
الرغبة الجنسية مكانها المخ لا البظر فمن يريد العفة الكاملة فليختن المخ.
نداء إلى كل رجل: لكى تحس بمفعول الختان.. أرجوك إخصى نفسك!
بدور طفلة صغيرة تؤخذ غدراً إلى مذبحة, ويتم إجبارها بكل قسوة وعنف على بتر عضو من جسدها, تفتح الساق وتغلق الفم, تزفها الدماء إلى أبشع طقس فى التاريخ, زفاف ولكنه حفل مرعب تتحول فيه الزغرودة إلى صراخ, والغناء إلى نحيب, والتهنئة إلى تعزية, والعزف إلى نزف, والمدهش أن هذا الطقس الدموى يتم تحت سمع وبصر الأهل بل وبمباركتهم وتشجيعهم, تارة بإسم العفة والطهارة وتارة أخرى رفعاً للافتة وشعار الدين! إنه سيناريو بشع يذكرنا بدراكيولا مصاص الدماء, ولكنه سيناريو منتظم يحدث كل يوم بل كل لحظة فى مصر تحت إسم ختان البنات, هذا الباب الذى تدلف منه البنت إلى باحة أجمل سنين العمر عبر نافورة من الدماء, يقدمها الأهل قرباناً على مذبح العفة والأخلاق, وهم لايعرفون أن العفة والأخلاق والشرف مسئولية عقل وروح قبل أن تكون مسئولية قطعة لحم أو بروز جلد, يتخيلون أنهم يطبقون عبادة ولايعرفون أنهم يخترعون عادة, فالختان عبودية لاعبادة, عبودية يغلفها الأهل والمجتمع فى ورقة سيلوفان ملونة من العيب والمفروض والحرام, وعندما تبدأ البنت فى فك ونزع ورقة السيلوفان لتبتلع الحلوى المسمومة سرعان ماتكتشف حجم الخديعة التى صنعها الأهل, وعمق الفخ الذى أوقعها فيه المجتمع, هؤلاء الأهل الذين لابد أن يستعيدوا وعيهم، وذلك المجتمع الذى لابد أن يستعيد ثقته فى نفسه, فالمجتمع الواثق من نفسه لايزرع ألغاماً فى أجساد بناته بدعوى أنه يحافظ عليهن من الإنحراف, فالإنفجار عندما يحدث سيحرق الجميع وأولهم المجتمع نفسه! ختان البنات جريمة منظمة أدت فى كثير من الأحيان إلى القتل وليست بدور أول أو آخر الضحايا, فبجنيهات معدودة ندفعها إلى الداية أو حلاق الصحة أو الطبيب مزيف الوعى _ مزيف بفتح الياء وكسرها_ يتحول وجه الطفلة المشرق بالحمرة إلى جمجمة, ويتحول الجسم النامى الذى مازالت براعمه تغازل الشمس إلى جثة, والفستان إلى كفن, والضحكات إلى ندبات, والمهد إلى قبر, وأعواد الفل والياسمين إلى كتلة من الصبار, وحتى لو إختفى الإغتيال الجسدى من قاموس الختان فسيظل الإغتيال المعنوى لكرامة البنت وإنسانيتها أقسى وأشد, صارخاً فى وجه الجميع quot;جسد البنت ملكها وهو مصدر فرحتها وبهجتها وليس وعاء شرورها وآثامها!.
[ وقفت السيدة سوزان مبارك دقيقة حداداً على روح بدور بنت المنيا التى إغتالها الجهل, وبدلاً من أن تكافئها الأم على تفوقها فى الإبتدائية تذهب بها إلى الطبيبة لبتر عضو من جسدها إسمه البظر, الغريب والعجيب أن الأمهات اللاتى تعانين من جراء هذه العادة هن اللاتى يجرجرن بناتهن لحفل الجزارة البشرية الدموى, وبكل إصرار وبإقتناع بل وببهجة وسعادة!!, سؤال غريب ينم عن سادية متأصلة فى سلوك تلك الأمهات, وكأنها تقول اللى حصل لى لازم يحصل لبنتى, لازم تتعذب زى ماإتعذبت!!.
[ هل تكفى دقيقة حداداً حتى ولو كانت من زوجة الرئيس للثأر لدم بدور وأخواتها من ضحايا الختان, أو بالأصح البتر التناسلى للإناث كما تسميه كتب الطب المحترمة فى كل أنحاء العالم؟، هل يكفى الوقوف فى حفلة أو مؤتمر أو ريسبشن أو حتى فى مباراة حداداً على روح المرحومة التى إستقبلت ربيع عمرها فى المقبرة لإستعادة ضحكة وشقاوة وطفولة بدور التى أغتيلت غدراً, تارة بإسم التقاليد وتارة بإسم الأعراف وتارة بشعار العفة والأخلاق والدين والطهارة؟, هل الحداد سيطهر البلاد من الجراد؟ الجراد الذى يأكل الأخضر واليابس من عقل ووجدان الوطن, جيش الجراد يضم أطباء قتلة ورجال دين تجار شنطة وآباء بلاضمير وأمهات بلاقلب, والكل غرضه وهدفه وطموحه ومنتهى أمله أن يبتر حتة الجلدة اللى تاعباه ومؤرقاه ومش مخلياه ينام الليل, الحرب ضد البظر صارت أسمى أمانينا نحن المصريين, صار بظر البنت هو سبب مشاكلنا الإقتصادية والسياسية, هو مصدر الشرور ونبع الآثام, هو محفز ومستفز لغضب السماء علينا, فالبنات البنات لسن أفضل الكائنات كما قال صلاح جاهين, بل هن أقذر الكائنات وأكثرهن دنساً وجلباً للشيطان, بل إنها هى الشيطان نفسه متجسداً فى بنى آدم, هذا هو رأى المجتمع المصرى فى البنت التى يلبسونها الكفن الأسود المسمى بالنقاب من قمة رأسها حتى أخمص قدمها بإسم الأخلاق وحفاظاً على العفة أيضاً, وتحت شعار الحفاظ على الجوهرة المكنونة والدرة المصونة, فلاتتعجب أو تستغرب قوى إذا أكمل المجتمع دائرة القهر الأنثوى وختن البنت, فختان البنت الجسدى هو فى الطفولة, أما ختانها العقلى فيستمر طيلة حياتها.
[ بإسم الستر نمارس التستر! التستر على جريمة نسميها طهارة وهى جزارة, نعتبرها عبادة وهى عادة, ولكن ماهو الحل؟ تعالى معى عزيزى القارئ نناقش الأمور بمنطقية وهدوء, ولتحصن نفسك ببعض الأفكار لتبدأ أنت فى مجال أسرتك الضيق لتقنعهم أنت بهذه الأفكار, الحل هو أن تضع هذه البرشامة فى جيبك, وترد وتقنع وتناضل أسرتك أو جيرانك وتمنعهم بالمنطق والحجة من تنفيذ هذه الجريمة, فالحداد وحده لن يكفى, والقانون وحده لن يكفى,وخطب الجمعة لن تكفى,لابد من ثورة إستنارة ثقافية, لأن المشكلة ثقافية أصلاً وليست طبية أو دينية, ولتكن مقتنعاً أولاً أن تاء التأنيث ليست رجساً من عمل الشيطان, وأن قمع وقهر المرأة بختانها وعزلها وتلثيمها, كل هذا إن دل على شئ عزيزى الرجل فهو يدل على عدم ثقتك فى نفسك أولاً, وعلى ضعفك, فكل هذا معناه أنك يارجل يافحل فى منتهى الضعف لاتستطيع أن تحكم نفسك, فتحكم على الأخريات بالقتل ختاناً وعزلاً وتجنيباً وتنقيباً وأحياناً قتلاً لكى تستريح نفسيتك الضعيفة وإرادتك الهشة وعقلك الفشنك، أيها الرجل ألا تصيبك الدهشة من أنك تعيش فى مجتمع يصرف نصف دخله على الفياجرا لإنعاش طاقاتك الجنسية ويختن نصف بناته لإخمادها!!.
[ الحجة الأولى التى يستند إليها حزب تشجيع الختان هى الحفاظ على العفة والأخلاق وكبح جماح الرغبة!، وتعالوا نستمع إلى مايقوله الطب والعلم ونتكلم بلغتنا العامية البسيطة التى ستستخدمها فى الإقناع, الرغبة مكانها المخ ومن يريد أن يحصل على العفة الكاملة فليبتر المخ, أما الإشباع فيحدث من الأعضاء التناسلية, يعنى ببساطة ياأيها الأب الذى تصر على ختان بنتك أنت تفعل جريمة وهى أنك تترك الرغبة وتقتل الإشباع, زى واحد وضعت أشهى أنواع المأكولات أمامه ثم قطعت لسانه وأغلقت فمه وتركت مراكز الجوع تعمل بكفاءتها!!, وعلى فكره فيه دراسة على المتهمات فى قضايا الدعارة وجدت إن 90% منهن مختونات!!, يعنى مسألة الأخلاق مش موجودة فى البظر, وإلا كانت كل منهن رابعة العدوية!, ستجد من يقول لك بسخرية يعنى هى الحتة البتاعه دى اللى مزعلاك, ياسيدى ده إحنا بنشيل حتة زايده!!, أرد وأقول أيوه هى اللى مزعلانى، وأصغر منها يزعلنى!, والبظر طبياً فى الجنين يساوى القضيب بالضبط كله وليست الغلفة فقط, وأنظر له تشريحياً ستجده مثل القضيب بالكربون, إذن نقول لسيادة الرجل الفحل المصر على الختان هل تقبل قطع قضيبك بحثاً عن العفة؟!, أم هى إستعراض عضلات على الغلبانة اللى إسمها بنت؟، يعنى أسد على البظر ونعامة على القضيب, وسيقول لك أيضاً إيه رأيك ياللى بتدافع عن الختان إن فيه بنات بتيجى بنفسها تقول ختنونى ده البظر كبير وشكله وحش, ملاحظة هذه الجملة أحياناً يقولها أطباء كبار لإراحة ضمائرهم برغم أنهم فى الواقع مجرمون وقتلة, ونقول لهؤلاء الأطباء القتلة عندما يأتى لك رجل ويقول لك قضيبى كبير هل تقطعه من جذوره لكى ترضيه؟!, أم هى للمرة الثانية عقدة تاء التأنيث.
[ قال بعض المتزمتين إن البنت بتفور فى البلاد الحارة بدرى, وبيفضل البظر يحك فى ملابسها حتى يثيرها لتبحث عن أى رجل يطفئ ظمأها وشبقها!!, وأقول لهؤلاء الشيوخ أعتقد أنكم قلتم هذا الكلام تحت تأثير لقطات من فيلم بورنو ملتهب, فمن يقول هذا الكلام لايفهم يعنى إيه بظر ولاتشريحه ولا فسيولوجى الرغبة والأورجازم أو النشوة.....إلى آخر هذه المفاهيم الجنسية, وأقول لهم ببساطة لو كان كل رجل يهيج بمجرد لمس قضيبه الأطول مائة مرة من البظر بملابسه لكان كل الرجال فى السجن الآن خاصة أصحاب الجلاليب!!, ياعالم ياهوه أرجوكم بعض العقل, وبلاش تحكموا أوهامكم وأحلامكم ووساوسكم الجنسية فى آرائكم العلمية.
[أما أخطار الختان الطبية والنفسية فهى أولاً إهدار الكرامة الإنسانية فأنت تفعلها لطفلة لاتدرك وقرارها مش فى إيدها, حتى ولو كان الجنس مشبعاً بدون البظر مائه فى المائه وهذا غير صحيح, فالإنسانية والحق والذوق والكرامة وكل شئ بيحتم على الأسرة إنها ماتجبرش بنت على حاجه غصب عنها لمجرد إنها بنتهم فى شهادة الميلاد, أما عن البرود الجنسى فحدث ولاحرج وإسأل أزواج المختونات, فبرغم أن النشوة لها طرق كثيرة من أهمها الإثارة بالغزل واللمس والمداعبات ومنطقة جى سبوت...الخ, إلا أن دور البظر دور محورى فى الإشباع الجنسى, ومعظم المختتنات لايصلن إلى الأورجازم إلا بشق الأنفس وأحياناً يعشن حياتهن الزوجية حتى الوفاة بدون أورجازم واحد, وبالطبع هناك أخطار التلوث والعدوى والعقم.
[ نأتى لمن يحاولون إقناعنا بالدين والفقه والأحاديث الشريفة أن الختان حلال نقول لهم إذا كان ختان البنات من صميم الإسلام فلماذا لاتجريه السعودية وهى مهبط الإسلام؟, ولماذا تجريه أربع دول إسلامية فقط هى مصر والسودان والصومال واليمن والباقى دول أفريقيه؟, ونسأل سؤالاً أهم إذا كان الختان أو خفاض البنات من أعمدة الإسلام وسنة من سننه فلماذا لم يختن النبى عليه الصلاة والسلام بناته وهو صاحب السنة ومصدرها الأهم؟, ونحيل كل مشجعى الختان من منطلق دينى إلى ماقاله د.سيد طنطاوى ود.على جمعه و المفكر الإسلامى محمد سليم العوا والذى أستطيع أن أقول أنه كلام مفحم لايستطيع أحد تفنيده لأنه منطقى جداً ولذلك فهو فصل الخطاب, قال الشيخ طنطاوىquot; لايوجد نص شرعى صحيح يحتج به فى مسألة ختان البنات وأن الختان ماهو إلا عادة إنتشرت فى مصر من جيل إلى آخرquot;, أما بالنسبة لحديث أم عطيه quot;أشمى ولاتنهكى فإنه أسرى للوجه و أحظى عند الزوج quot; فكل الرواة قد رووه بأسانيد ضعيفة كما كتب د.محمد سليم العوا وقالquot;إن راوى الحديث نفسه يحكم بضعفه فكيف نلتفت إلى من صححه من المتأخرين quot;، وحديث إلتقاء الختانين يقول عنه العوا quot; لاحجة فى هذا الحديث الصحيح على ذلك, لأن اللفظ هنا جاء من باب تسمية الشيئين بإسم الأشهر منهما, أو بإسم أحدهما على سبيل التغليب, ومن ذلك كلمات كثيرة فى صحيح اللغة العربية منها العمران (أبو بكر وعمر) والقمران (الشمس والقمر) والعشاءان (العشاء والمغرب)..الخ, فلفظ الختانين لادلالة فيه على مشروعية ختان الإناث, والحديث وارد فيما يوجب الغسل وليس وارداً فى أمر الختان أصلاً quot;.
[ يعنى لاعلم ولادين ولاقانون ولا جغرافيا ولاأخلاق بيقولوا إن الختان صح, و برغم كل هذا فمازال ختان البنات يمارس فى مصر, هل نحن نسكن وطناً سكنته الغيبوبة؟، هل أصاب الوطن الصمم المزمن؟، هل عقدة ممارسة السادية مع بناته مازال يحكمه؟، لا أفهم, إنه لغز لن تحله دقيقة حداد على روح بدور, دقيقة حداد لن تحل مشكلة قرون من الإستبداد.