وقع البيت الأبيض الأمريكي بـquot;خطأ قاتلquot; عندما وصف مسؤولا سوريا بـquot;المستشار للرئيس الأسدquot;- وهو ليس كذلك طبعا، وذلك في قراره حول منع شخصيات سورية من دخول الولايات المتحدة. فقد أصدر الرئيس الأمريكي جورج بوش قرارا quot;يمنع عددا من الشخصيات السورية واللبنانية الموالية لسورية من دخول الولايات المتحدةquot;، وأعلن البيت الأبيض أن هذا القرار quot;يأتي بسبب قيام هؤلاء المسؤولين بزعزعة الحكومة اللبنانيةquot;، على حد تعبير نص القرار. ومن بين الأسماء التي أوردها القرار اسم هشام اختيار الذي وصفه بمستشار الرئيس السوري بشار الأسد.
كانت معلومات البيت الأبيض خاطئة تماما. ومن المفترض أنه في دولة عظمى مثل الولايات المتحدة فيها الكثير من الأجهزة الأمنية وداخل كل جهاز ndash; خاصة quot;السي أي إيهquot; ndash; يوجد قسم متخصص ومتابع لشؤون دولة من دول العالم التي تهتم بها واشنطن، ورغم ذلك حصل خطأ قاتل كشف أنه ليس لديهم أدنى فكرة عن طبيعة عمل عدد من المسؤولين السوريين ووظائفهم الرسمية.
ومما يثير الدهشة أن أجهزة الولايات المتحدة والبيت الأبيض- بقضه وقضيضه- لم يعرفوا أن السيد هشام اختيار هو ليس مستشار الرئيس الأسد، وإنما رئيس مكتب الأمن القومي التابع للقيادة القطرية لحزب البعث منذ عام 2005 .
وطالما أن البيت الأبيض أخطأ في معلومة بسيطة وهي وظيفة مسؤول سوري بارز، رغم كثرة المحللين والمتخصصين بشؤون سوريا فيه، فإن أي مراقب مستقل وحيادي سوف يشكك بمعلومات وتقارير تنشرها واشنطن عن دمشق.
وأتساءل: ما هو مصدر معلومات الولايات المتحدة عن سوريا ووضعها الداخلي والشخصيات البارزة فيها. وكل الخشية ndash; ثم الخشية تلو الخشية ndash; أن يكون مصدرها مشابه للمصدر الذي أبلغها عن وجود أسلحة دمار شامل بالعراق ، وعندها ستكون مصيبة كبرى!.
كما أنها خشية أخرى أن يكون مصدرها معارضا ما يسعى للانتقام بأي شكل حتى عن طريق تزويد معلومات كاذبة ، أو ربما تكون هذه معرفته خاصة وأن أحدهم(المعارضين) كان يعتقد إلى حد قريب أن رياض الترك كان أمين عام حزب العمل الشيوعي، بينما هو كان الأمين الأول للحزب الشيوعي (المكتب السياسي)، وليس حزب العمل الشيوعي الذي يختلف كثيرا عن حزب رياض الترك.
ولم يتوقف الأمر عند البيت الأبيض فحسب، حيث قامت وسائل إعلام غربية شهيرة وبارزة ( تحاول دائما أن تظهر أنها عليمة بشؤون سوريا) وكذلك بعض وسائل الاعلام العربية، بالقول إن السيد بختيار هو quot; مدير سابق للاستخبارات العسكرية بسورياquot;، وهذا كله quot;تخبيص بتخبيصquot; !
ويشار إلى أن السيد هشام اختيار(بختيار) أصبح رئيسا لمكتب الأمن القومي في القيادة القطرية لحزب البعث في الشهر السادس من سنة 2005 ، بعد أن كان مدير إدارة المخابرات العامة(أمن الدولة)، وكان قبل ذلك رئيسا لفرع المنطفة(فرع دمشق) التابع لشعبة الاستخبارات العسكرية كما هو معلوم في سوريا.
كما يذكر أن مكتب الأمن القومي هو من المكاتب المهمة في القيادة القطرية لحزب البعث، ورئيسه عضو في القيادة القطرية.
وكان السيد محمد سعيد بخيتان يرأس هذا المكتب قبل السيد هشام بختيار، ولاحقا أصبح بخيتان الأمين القطري المساعد لحزب البعث ولا يزال حتى اليوم. ومن الشخصيات التي تولت رئاسة هذا المكتب قبل السيد بخيتان، عبد الرؤوف الكسم ورفعت الأسد وأحمد ذياب وناجي جميل.