كانت حلقة الاتجاه المعاكس التي شاركت فيها بقناة الجزيرة مساء الثلاثاء السادس والعشرين من شهر يونيو لعام 2007, حلقة مثيرة للغاية بسبب موضوعها و طريقة نقاش البعض. الموضوع كان حول منح ملكة بريطانيا وسام ( فارس ) لسلمان رشدي البريطاني من أصل هندي مؤلف رواية ( آيات شيطانية ) التي صدرت في ديسمبر من عام 1988, و تحتوي على إسقاطات رمزية تسيء للإسلام والرسول ( ص ) وزوجاته أمهات المؤمنين, وكانت الحلقة التي يديرها كالعادة الدكتور فيصل القاسم تتركز على سؤال محدد:هل هذا التكريم لأن سلمان رشدي أساء للإسلام وبالتالي فإن هذا التكريم إساءة جديدة أم أن هذا يقع ضمن حدود حرية التعبير بدليل أن الأوربيين والأمريكيين لا يثارون مثلنا ونحن نشتمهم يوميا ونسميهم أولاد القردة والخنازير؟.
الدرس المهم الذي تؤشر إليه هذه الحلقة هي أننا كعرب ومسلمين في غالبيتنا, مصابون فعلا بمرض عدم القدرة على النقاش الموضوعي الذي يدحض حجج الآخر بحقائق مناقضة، مما يخلق آفاقا لنقاش يستفيد منه المتناقشون والمشاهدون، ويسهم بالتالي في الوصول إلى الحقيقة ولو بشكل نسبي. كان دوري في البرنامج أن أقدم الحجج على أن هذا التكريم لا يقصد منه الإساءة للمسلمين بقدر ما هو تكريم لمبدع أختلف معه في بعض ما ورد في روايته المذكورة, ولكن لا أنسى إبداعاته الأخرى مثل روايتي ( العار ) و ( أطفال منتصف الليل ). وذكرت أن رواية آيات شيطانية ما كان سيسمع بها هذا الحشد لولا فتوى الخميني التي أحلت قتله، وهي الفتوى التي عارضها علماء وشيوخ كثيرون من السنّة،وتظاهر ضد فتواه العديد من التجمعات الإسلامية خاصة في أوربا الغربية, مما يدلل على أن الخميني لم تكن فتواه انتصارا للإسلام والرسول بقدر ما هي لخدمة أغراض سياسية إيرانية، ودللت على ذلك بأن الخميني لو كان منتصرا للإسلام والرسول لهدم هو ومن خلفوه قبر المجرم ( أبو لؤلؤة المجوسي ) قاتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ومعه العديد من الصحابة, هذا المجرم الذي يطلقون عليه في إيران حتى اليوم ( أسد الإسلام ) ويسمون قبره ( ضريح الصحابي الجليل أبو لؤلؤة المجوسي )، ويحتفلون بذكراه غير العطرة ويحجون لقبره النجس سنويا في يوم يطلقون عليه (يوم الغفران ) و ( يوم الزهراء ). ومن ضمن الحجج التي سقتها أن هناك مسلمون آخرون حصلوا على هذا التكريم مثل الصحفية البريطانية من أصل إيراني (كريستيان أمانبور )، فلماذا هذا التضخيم في مسألة سلمان رشدي, خاصة أن تكفيره كان من خميني إيران والفزعة الجديدة ضد القرار البريطاني بدأت من ملالي إيران أيضا, مما يجعلني لا أصدق ولا أثق في حسن نوايا هؤلاء الملالي ولا غيرتهم على الإسلام والعرب، بدليل استمرار احتلالهم للأحواز العربية والجزر الإماراتية الثلاث, ويمنعون عرب الأحواز من استعمال لغتهم العربية لغة القرآن, ويحظرون على العرب السنّة بناء أي مسجد للسنّة ويجبرونهم على الصلاة في الحسينيات الصفوية و قدمت أيضا أدلة وحيثيات كثيرة منها:رغم عدم موافقتي ورفضي لإساءة سلمان رشدي للإسلام والرسول, إلا أنني ضد ردود فعل الخميني وأتباعه وكل من والاهم, لأنني أقتدي بسلوك الرسول مع جاره اليهودي الذي دأب على وضع زبالته على باب بيت الرسول، و الرسول يرفعا ويرميها بعيدا، واستمر هذا الحال عدة أيام إلى أن لم يجد الرسول الزبالة يوما ما، فسأل عن جاره اليهودي فقالوا له إنه مريض, فذهب لزيارته والاطمئنان عليه. كما قلت مهما كانت إساءة سلمان رشدي فينبغي أن نعامله بالمنطق القرآني الذي يقول: ( وادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) و ( لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ). وتساءلت لماذا لم ينتفض هؤلاء شرفا وغيرة على الإسلام والرسول إزاء الممارسات الإيرانية المذكورة خاصة رفض ملالي إيران تدمير ضريح ( مقام ) القاتل أبو لؤلؤة المجوسي رغم محاولات وطلبات الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي, ورغم رسالة أية الله محمد التسخيري للاتحاد حول هذا القبرـ إلا أن المعلومات تؤكد بقاءه مفتوحا أمام الزوار، ولن يقوموا بهدمه أو إغلاقه لأنه من ضمن المعتقدات الفارسية?
و لماذا يرفض ملالي إيران إعطاء العرب السنّة حقوقهم الدينية والانسحاب من الأراضي العربية المحتلة, وأوضحت خطورة هذا التيار الظلامي الذي يحشد الجماهير خدمة لأجندات إقليمية, مستغلين حيثيات لا تعرفها ولم تدقق فيها هذه الجماهير الغفيرة, وتساءلت هل هذه الجماهير قرأت رواية ( أولاد حارتنا ) لنجيب محفوظ أو ( وليمة لأعشاب البحر ) لحيدر حيدر قبل أن تتظاهر ضدها وتحرقها, وما معنى أن يمنع بعض شيوخ مصر رواية نجيب محفوظ في الستينات ويسمحون بطبعها وتوزيعها الآن حيث شاهدتها قبل أسابيع في غالبية أكشاك ومكتبات بيع الكتب في القاهرة, ورواية حيدر حيدر مطبوعة وموجودة في كافة المكتبات العربية منذ أكثر من ربع قرن, ولم تبدأ الضجة ضدها إلا عام 2001, بسبب رأي أحد الجهلة الذين لم يقرءوا الرواية التي فيها تمجيد للدين والقرآن والإسلام لم يلاحظه ذلك الجاهل.
وعندما جاء المحاور الثاني في البرنامج ترك كل هذه القضايا والأدلة و الاستشهادات من القرآن ومواقف الرسول, ليبدأ بتقديم نفسه حارسا للدين الإسلامي ووكيلا لله في أرضه, ثم يقوم بتقديم بذاءاته عبر اتهامات الخيانة والعمالة والجاسوسية والقبض من الغرب الذي يسعى لتدمير الإسلام، ورغم كل محاولات الدكتور فيصل القاسم أن يعيده إلى صوابه والتركيز على موضوع الحلقة, إلا أنه استمر في تقديم هذه البذاءات والشتائم والاتهامات، مما جعلني مضطرا لمواجهته بإسلوب قاس في محاولة لوقفه وإعادته لصواب الدين الإسلامي الذي يدّعي الدفاع عنه دون فائدة، فهكذا مرضى ومعوقين يرون القشة في عيون الآخرين من عرب ومسلمين وغربيين ولا يرون العصا في عيونهم التي فقدت البصر وعقولهم التي فقدت البصيرة، لدرجة أنه يعطي نفسه الحمقى الحق في تقرير من هو مسلم و غير مسلم, متناسيا إقرار من أمامه أنه مسلم ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله, متجاهلا لعماه الفكري حادثة الصحابي أسامة بن زيد مع الرسول ( ص ), عندما أرسلهم الرسول إلى ( الحرقة من جهينة ), فقتل أسامة بن زيد رجلا منهم بعد أن قال ( لا إله إلا الله )، فلما قدموا المدينة بلغ الرسول ذلك, ( فقال رسول الله: quot; أقال لا إله إلا الله وقتلته؟ قلت: يارسول الله قالها خوفا من السلاح, فقال: أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا؟ ) فما زال يكررها حتى تمنيت أنني أسلمت يومئذ ). وناسيا لجهله قصة فضالة بن عمير الذي همّ أن يقتل الرسول وهو يطوف بالبيت, فلما دنا منه قال له: أي فضالة! قال: نعم يا رسول الله! فقال: ماذا كنت تحدث به نفسك؟, قال: لا شيء, كنت أذكر الله, فضحك النبي ثم قال: أستغفر الله, ثم وضع يده على صدره, فسكن قلبه, وكان فضالة يقول: والله ما رفع يده عن صدري, حتى ما خلق الله شيئا أحبّ إليّ منه. أي المواقف أخطر ويستحق العقاب، إساءة سلمان رشدي للرسول وزوجاته في عدة صفحات بإسلوب رمزي لا يفهمه سوى المتخصصين في الأدب والإبداع أم محاولة فضالة بن عمير أن يقتل الرسول؟ وقارنوا بين فتوى الخميني بقتل سلمان رشدي, وموقف الرسول الكريم من فضالة بن عمير، ذلك الموقف الإنساني الذي نقل فضالة من نية القتل إلى الحب الشديد للرسول؟ , وبذلك يتحقق ما في الآية القرآنية ( وادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم, بينما تطبيقات هؤلاء الجهلة لا يصح في وصفها إلا أن شعارهم هو ( وعامل الناس بجلافة وغلظة فإذا الناس نافرين من الإسلام لأن أمثالكم ينتسبون له ). وضمن نفس المضمون وفي سياق آخر قال الرسول ( إن منكم منفرين ), ويوضح الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي جوانب من هذا التنفير, فيقول:( ومن أسباب هذا التنفير الفظاظة والغلظة والخشونة في التعامل مع الناس, فإن حسن الخلق والرفق ولين الجانب وبشاشة الوجه تحبب صاحب الدعوة إلى الناس وتقربهم منه, بخلاف الغلظة والعنف والخشونة، فإن الناس لا يطيقون من كانت هذه أخلاقه, فهي أخلاق طاردة وليست جاذبة ), وينسى ذلك الجاهل وأمثاله أن من صفات المنافق كما حدّدها الرسول الكريم هي أنه ( إذا خاصم فجر )، فهذا المدعي للانتصار للرسول في مواجهة سلمان رشدي, كان فاجرا بمعنى الكلمة في سلوكه مع مسلم لا يقبل الإساءة للرسول, وفي الوقت ذاته لا يقبل هذا السلوك الفاجر الذي يسيء للرسول وينفر الناس منه عندما يدّعي الدفاع عن الإسلام بهذا السلوك المنفر ).

حدود حرية التعبير
إن كافة هذه القضايا من سلمان رشدي إلى الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول، يضعها الغرب ضمن ( حرية التعبير ) المسموح بها في بلادهم بدليل العديد من الكتب والروايات والأفلام التي اعتبرتها الكنيسة مسيئة للدين المسيحي والسيد المسيح مثل رواية ( الساعات الأخيرة للسيد المسيح ) للروائي اليوناني نيكوس كازانتزاكي التي طبعت عام 1960, وتحولت إلى فيلم عام 1988, و فيلم ( حياة براون ) للمجموعة الكوميدية البريطانية, ولوحة الفنان الأمريكي أندريس سيررانو ( البول على المسيح ) عام 1987, و فيلم ( دوغما ) عام 1999 للمخرج كيفن سميث, وأخيرا وليس آخرا رواية دان براون ( شيفرة دافينتشي ) عام 2004, وترجمت إلى ما يزيد على خمسين لغة، وطبع منها أكثر من خمسة وعشرين مليون نسخة, واعتبر فيها السيد المسيح إنسانا عاديا تزوج وأنجب فتاة اسمها ( سارة ) وصل أحفادها ليكون بعضهم ملوكا في فرنسا. ورغم حدود حرية التعبير هذه, إلا أنه يمكن الرد على أصحاب هذا الدفاع بأن نفس حدود حرية التعبير تمنع التشكيك في حقيقة الهولوكست اليهودي بدليل إحالة الكاتب الفرنسي روجية جارودي والمؤرخ البريطاني ديفيد إيرفينج للمحكمة بسبب تشكيكهم في حقيقة وحجم الهولوكست المرتكب بحق البهود في الحرب العالمية الثانية, وكشف هذه الازدواجية يتم بتقديم الحقائق المضادة, وليس بالإسلوب الغوغائي التهريجي كحرق السفارات واستهداف الرعايا الغربيين في البلاد العربية والإسلامية, أي بالحسنى والدفاع بالكلمة الطيبة التي أشار إليها القرآن والرسول الكريمين, لأن حجم إساءاتنا كعرب ومسلمين للغربيين وديانتهم لو عاملونا بالمثل لأحرقوا غالبية سفاراتنا في بلادهم وطردونا بالجملة, ولما وجد في أوربا وأمريكا اليوم ما يزيد على خمسة وثلاثين مليونا من المسلمين, وفي ألمانيا وحدها 2500 مسجد, وفي النرويج ذات الملايين الخمسة من السكان حوالي خمسة وسبعين ألفا من المسلمين وما يزيد على خمسين مسجدا. الإساءة للدين أيا كان مرفوضة, والدفاع عن الأديان يكون ب (وادفع بالتي هي أحسن )، وليس بالمظاهرات وحرق السفارات وخطف المواطنين وقتلهم بالسكين أمام كاميرات الفضائيات, ولا يستغرب المرء ذلك عندما يرى ما نفعل كمسلمين في بعض, حيث حرق المساجد والحسينيات والقتل على الهوية في العراق يجري بشكل يومي, وقد وصل هذا التطرف بفضل أعمال هؤلاء الجهلة المشككين في بني جلدتهم قبل الأجانب, إلى أن يتم الاعتداء على كنائس ومدارس مسيحية وحرق أديرة في قطاع غزة الذي يواجه الاحتلال، فإذا هذه الأعمال مع قتل الفلسطينيين لبعض أفضل خدمات تقدم للاحتلال.

تيار ظلامي جاهل يقدّم خدمات لأعداء الإسلام
إن هذا التيار الذي ينتشر في غالبية العواصم العربية ويتسلل منها للدول الأوربية والأمريكية، يقدم أفضل خدمات لمن يريد الإساءة للإسلام, فيكفي التقاط مواقفهم وخطاباتهم التكفيرية البعيدة عن روح الإسلام, كي يقدم من يريد الدليل على عدوانية هذا الدين وتحريضه على القتل العشوائي, و ما دام واحد من هؤلاء الجهلة أعداء الإسلام يصف مسلما مثله بالخيانة والعمالة وأنه غير مسلم لمجرد أن اختلف معه في بعض الأفكار, فكيف سيقنع هذا التكفيري الأعمى البصر والبصيرة غير المسلمين بأن الإسلام دين المحبة والتسامح, وهو وأمثاله يصف المسيحيين عامة بما فيهم المسيحيون من بني جلدته العرب أنهم ( أولاد القردة والخنازير )، وكيف يستقيم هذا الوصف مع قول الله تعالى ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم )، ويدعو غالبية هؤلاء الجهلة يوميا ( اللهم رمّل نساءهم, اللهم يتّم أطفالهم )، وهل تستقيم هذه الأدعية مع سلوك الرسول وإرشادات القرآن الكريم؟. فهل قرأ هؤلاء الجهلة أعداء الإسلام حقيقة, عن مواقف الرسول مع الأقربين منه عندما رفض بعضهم تصديقه بأنه رسول يوحى له من الله تعالى, وكيف تعامل معهم وبعضهم قد وصف ما جاء به من عند الله تعالى أنه كلام ساحر؟ لو تعامل معهم الرسول الكريم بنفس منطق هؤلاء المدّعين لما انتشر الإسلام بين البشر كالنار في الهشيم ليبلغ المسلمون اليوم مليارا وأربعمائة مليون!. كان منطق الرسول معهم هو المنطق القرآني (وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ), بينما هؤلاء الجهلة يعطون أنفسهم الحاقدة الحق في تقرير من هو مسلم ومن هو غير مسلم حتى لو شهد علانية وصراحة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، رغم أنه شتّان بينهم وبين الصحابي أسامة بن زيد, ولم يكونوا يحملون سيفه ليخاف الآخرون منهم, إلا أنهم هكذا ظالمون ظلمة في جيوبهم مفاتيح الجنة والنار يعطونها لمن يريدون ويحجبونها عمن يخالف هواهم المنحرف المسيء للإسلام.
ويسألني بعض الأصدقاء: لماذا يتم تقديم هكذا أشخاص في برنامج الاتجاه المعاكس؟ وأنا أرد وأقول: ما المانع؟ وكيف سنعرف أمراضنا وسلبياتنا إن لم يتم تقديمها وكشفها ثم البحث عن وسائل علاجها والتصدي لها، وبالتالي يكون البرنامج قد قدّم خدمة جليلة لمواجهة واقعنا العربي المتردي الذي لا يسرّ صديقا ولا يغيظ عدوا, ومن المهم التنبيه أن الغالبية العظمى من المشاهدين لتلك الحلقة صوتوا ضد الإساءة للإسلام وليس لإسلوب الجهلة الذي يسيء للإسلام، وأنا بدوري أصوت ضد الإساءة للإسلام وضد إسلوبهم المسيء أيضا.
لذلك أقولها بكل شجاعة وجرأة إيمانية أن هذا النوع من البشر الذين يدّعون الفزعة من أجل الإسلام والرسول, هم أشد المنفرين من الدين الإسلامي, فما دام سلوكهم اليومي هو ما أشرت إليه مع بني جلدتهم من المسلمين, فكيف سيقنعون غير المسلمين بأن الإسلام هو دين المحبة والتسامح, و أن الرسول كما قال ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )، فهل في سلوكهم هذا أية أخلاق أو مكارم أخلاقية؟.

[email protected]