يقول الأستاذ خليل عبد الكريم عن هذا الكتاب، أنه ينزع القباب المقدسة عن قداسات زيوف تحجب العقل (العربي والمصري) عن منافذ الضوء والهواء النقي. وهو يتناول مواضيع شديدة الحساسية بالغة التفجير. فيقتحم الميادين المغلقة، ويحطم الأبواب الموصدة، ويتغلغل إلى أعماق المسكوت عنه، فيجهر فيه. وقد رفضت نشر هذا الكتاب ثلاث دور نشر (تقدمية) اثنتان في القاهرة والثالثة في بيروت.
إن كتاب الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية* يميط اللثام عما ورثه الإسلام أو أخذه أو أقره من شعائر تعبدية، وعادات ومفاهيم وأعراف اجتماعية وجزائية وحربية وسياسية كانت سائدة في جزيرة العرب، ومعمول بها لدى القبائل العربية قبل ظهور الإسلام، وخاصة في قريش.
والمؤلف إذ يسلط الضوء على تلك الشعائر، يذكر بمقولة (العرب مادة الإسلام) المنسوبة للخليفة عمر بن الخطاب، فيقول: إن الإسلام يدين للعرب بالكثير:

أولا: بالنبي العربي.
وثانيا: بالصحابة- وهم عرب- الذين آزروه وضحوا بأموالهم ودمائهم في سبيله.
وثالثا: بالكعبة التي يتجه إليها المسلون في كل صلاة فريضة ونافلة، والتي تضمها مكة المكرمة، وهي مدينة عربية عريقة.
ورابعا: بأبناء القبائل العربية الذين حملوا على كواهلهم أعباء الفتوحات.
وخامسا: بلغة العرب التي وسعت كتابه (= الإسلام) وهو القرآن الكريم، وأظهرت إعجازه، ومن ثم ساهمت في خلوده.
وسادسا: بأن العرب مصدر الكثير من الأحكام والقواعد والأنظمة والأعراف والتقاليد التي جاء بها الإسلام أو شرعها. ومن الشعائر التي ورثها الإسلام عن القبائل العربية:

الشعائر التعبدية الموروثة عن الحنيفية
والحنيفية: حركة دينية انتشرت في الجزيرة العربية قبل الإسلام، بشر بها في يثرب أبو عامر الراهب، وفي الطائف أمية بن الصلت، أما في مكة فكان لها دعاة كثر منهم : ورقة بن نوفل، وزيد بن عمرو بن نفيل (عم عمر بن الخطاب)، وعبد الله بن جحش، وكعب بن لؤي بن غالب (الجد الأعلى للرسول)، وعبد المطلب (الجد المباشر للرسول) الذي يعتبره الدكتور سيد محمود القمني في كتابه الحزب الهاشمي: أستاذ الحنيفية وزعيمها، وأُطلق على أصحاب هذه الحركة: الحنفاء. ويعرفهم الدكتور السيد عبد العزيز سالم في (دراسات في تاريخ العرب قبل الإسلام) بأنهم: جماعة من العقلاء العرب سمت نفوسهم عن عبادة الأوثان ولم يجنحوا إلى اليهودية أو النصرانية، إنما قالوا بوحدانية الله، ومن بين دعاتها أيضا زهير بن أبي سلمى، وعثمان بن الحارث، وأسعد أبو كرب الحميري. ويذهب الأستاذ عباس محمود العقاد في كتابه مطلع النور إلى القول: (أنهم كانوا يعرفون أن الإيمان بالإله الواحد أهدى وأحكم من الإيمان بالنصب والأوثان)، وفي معتقدهم أن الوحدانية هي دين إبراهيم الخليل عليه السلام، وكانت سننهم هي:
1- النفور من عبادة الأصنام، وتحريم الأضاحي التي تُذبح لها، وعدم أكل لحومها (شعائر يهودية- الكاتب)
2- تحريم الربا (شعيرة يهودية مسموح بها للغريب لا للقريب- الكاتب)
3- تحريم الزنا، وشرب الخمر، وحد مرتكبيهما (تحريم الزنا: شعيرة يهودية- الكاتب)
4- قطع يد السارق، وقد أمر به عبد المطلب جد النبي
5- تحريم أكل الميتة والدم ولحم الخنزير (وهي شعائر يهودية- الكاتب)
6- النهي عن وأد البنات، وتحمل تكاليف تربيتهن، وقد حدثنا ابن سعد في الطبقات الكبرى أن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، كان يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته، أي (يئدها) : لا تقتلها وأنا أكفيك مؤونتها.
7- الصوم
8- الاختتان
9- الغسل من الجنابة (الصوم والختان والغسل من الجنابة: شعائر يهودية- الكاتب)
10- الإيمان بالبعث والنشور والحساب
11- الاعتكاف في غار حراء للتحنث، في شهر رمضان، وعمل البر، وإطعام المساكين.

وقد تبنى الإسلام كل هذه السنن والعقائد، وبتعبير الحافظ أبي الفرج الجوزي: إن الإسلام وافقهم عليها فيما بعد، ودعا لهذه السنن، وبشر بها.
وقد كنت أرغب بالتعليق على قراءة الأستاذ خليل عبد الكريم لفرقة الحنيفية أو المتحنفين، ولكن، نظرا لطول هذا التعليق فقد فضلت نشره في مقال مستقل.

الشعائر الاجتماعية
1- الرقى والتعاويذ
اختلط الطب في أول أمره لدى الشعوب القديمة بالكهانة والسحر، وكانت معالجة المرضى من ضمن مهام الكاهن الذي كان يستخدم كان يستخدم الرقى والتعاويذ، لإخراج الأرواح الشريرة، كالجن والشياطين، من البدن، وبالمثل كان العرب قبل الإسلام يستخدمون الرقى والتعاويذ في العلاج والشفاء، وخاصة من لدغ الثعبان والعقرب والنملة، وكانت (الشفاء بنت عبد الله) في الجاهلية، ترقي من النملة، وهي ممن بايعن الرسول، وهاجرت إلى المدينة، وفيها طلب النبي منها أن تعلم زوجته حفصة بنت عمر بن الخطاب رقية النملة، لأن كلمات الرقية لم يكن بها شرك (أخرجه أبو داوود في سننه). وكان آل حزم ممن يرقون من الحية، وعندما لُدغ بعض أصحاب الرسول، طلب الرسول من عمارة ابن حزم أن يرقيه، بعدما راجع معه نص الرقية، ووجد أنه لا بأس بها- أخرجه البخاري ومسلم.
وفي الصحيحين من حديث أبي سعد الخدري أن جماعة من الصحابة كانوا في سفر، ونزلوا على حي من أحياء العرب، فلُدغ سيد ذلك الحي، فرقاه أحد الصحابة، فشفي، فأعطاهم قطيعا من الغنم، فلما رجعوا إلى الرسول، ذكروا له القصة، فأقرهم على ذلك، وطلب منهم أن يقتسموا القطيع، وأن يعطوه سهمه فيه.

2- الحسد
كذلك كان العرب قبل الإسلام يعتقدون بالحسد، وتأثير الحاسد بالمحسود. ولما جاء الإسلام أقر ذلك، وقد نزلت سورة الفلق بالحسد. (قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد)

3- العين
والعين بخلاف الحسد، وكان عرب ما قبل الإسلام يعتقدون بالعين، يقول ابن قيم الجوزية في كتابه الطب النبوي: (كل عائن حاسد، وليس كل حاسد عائن)، وكانوا يسترقون من الحسد والعين كلاهما، وفي حديث أبي هريرة في الصحيحين، وأبي داوود، وابن ماجه، وأحمد، أن (العين حق)، وورد في الصحيحين عن عائشة: (وأمرني النبي، أو أمر النبي أن نسترقي من العين)، وأخرج البزار بسندٍ حسنٍ رفعه عن جابر عن الرسول: (إن العين لتُدخل الرجل القبر، والجمل القدر)، وأورد الإمام ابن القيم الجوزية في كتاب الطب النبوي عدة طرق رسمها النبي للوقاية من العين.

4- النفث
والنفث في العقد، أو ما تسميه العامة في مصر (العمل) وهو أحد ضروب (السحر) غايته الإضرار بالخصم، وكان هذا الاعتقاد شائعا قبل الإسلام، ومستقرا لدى السوقة والملأ على السواء. قال عنترة بن شداد:
فإن يبرأ فلم أنفث عليه.............. وإن يفقد فحق له المفقود
وقد أقر الإسلام النفث بالعقد واعتبره حقيقة وطلب من المسلمين أن يتعوذوا بالله منه ( سورة الفلق). وجاء في تفسير سورة الفلق في الجامع لأحكام القرآن للقرطبي: (وعن محمد بن حاطب أن يده احترقت فأتت به أمه إلى النبي فجعل ينفث عليها، ويتكلم بكلام زعم أنه لم يحفظه)، (وقال محمد بن الأشعث: ذهب بي إلى عائشة رضي الله عنها وفي عيني سوء فرقتني ونفثت)

5 ndash; العناية بالإبل
اعتمدت القبائل العربية في معيشتها على الأنعام. وأكثر ما يقع هذا الاسم على الإبل، التي تعتبر أعلاها مرتبة وأهمية، والتي كانت مقياس الثراء لدى العرب. وقد أولى الإسلام أهمية خاصة لها، وتوجد في القرآن سورة باسمها تسمى سورة الأنعام، والآيات التي تذكر الأنعام وتعدد فوائدها كثيرة ومنها: ( والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرءوف رحيم والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون- النحل 5-8 ) و (والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين- النحل 80 ) و (وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون- المؤمنون 21 ).

وكانت المهور والديات تدفع بالإبل. وعبد المطلب جد الرسول (ص) هو أول من حدد دية القتيل بمائة من الإبل، ومنه انتقل هذا التقليد إلى الإسلام فيما بعد، حتى أن بعض الباحثين المعاصرين يرى أن التغليظ في العقوبة لا يكون إلا بالإبل، حتى لو حكم القاضي بغيرها، لا ينفذ حكمه.

6- التفرقة بين العرب والعجم:
كان الرومان ينظرون إلى ما عداهم على أنهم (برابرة)، وكذلك كان العرب قبل الإسلام يتعالون على غيرهم، ويسمون ما عداهم ب (العجم)، احتقارا لهم.
والعجم ضد العرب، والواحد أعجمي، والعجماء هي البهيمة.
الأعجم هو الذي لا يفصح في كلامه ولا يبين.
والعرب تسمي كل من لا يعرف لغتهم ولا يتكلم بكلامهم أعجميا.
إن استعلاء العرب على ما عداهم يتضح من تسمية الآخرين ب (العجم)، وإطلاق التسمية نفسها على البهائم. ولشدة استعلاء العرب على غيرهم، فقد رفض النعمان الإصهار إلى كسرى، فكانت لهذا السبب معركة ذي قار التي انتصر فيها العرب. كما أن سلمان الفارسي لم يستطع أن يتزوج بابنة عمر بن الخطاب، بعد أن خطبها، لأنه لم يكن عربيا، ولا قرشيا. ولم يشفع له في هذا قول الرسول عنه: (سلمان منا، من أهل البيت).
إن التفرقة بين العرب والعجم استمرت بعد الإسلام، وما زالت مستمرة حتى يومنا هذا. فالدولة الأموية يطلق عليها اسم الدولة العربية. أما الدولة العباسية فكان أعداؤها يسمونها من باب الإهانة والتحقير بالدولة العجمية (الجاحظ- البيان والتبيين). لأنها قامت على سيوف الخرسانية، وهم أعاجم. كما أن أغلب خلفائها أمهاتهم أعجميات، وإن شئت عجماوات. فالمنصور أمه بربرية، والمأمون أمه فارسية، والمهتدي أمه رومية، والمقتدر والمكتفي والناصر، أمهاتهم تركيات. كما استوزر الخلفاء العباسيون الكثير من الأعاجم. وكان العامة في شوارع بغداد يتعرضون لموكب الخليفة المأمون صائحين: يا أمير المؤمنين أنظر إلى عرب الشام كما نظرت إلى عجم خرسان، تعريضا بأمه الفارسية. حتى أبناء الطبقة المثقفة انساقوا وراء تلك التفرقة الموروثة، فألفوا كتبا في مناقب العرب ومثالب العجم ومن أشهرهم (تفضيل العرب- ابن قتيبة).

ملحق
كنت قد نشرت في إيلاف بتاريخ 24/10/2004 قسما من هذا العرض للكتاب، لم يُذكر أعلاه (وهو التالي) والذي يتحدث فيه المؤلف عن الشعائر التعبدية التي ورثها الإسلام من القبائل العربية، أو وافقهم عليها، فتبناها ولم يبدل فيها. وهي:
الشعائر التعبدية الموروثة عن القبائل العربية

1- - تعظيم البيت الحرام (الكعبة)، والبلد الحرام (مكة):
فعلى الرغم من وجود إحدى وعشرين كعبة في جزيرة العرب- قبل الإسلام-، فإن القبائل العربية قاطبة أجمعت على تقديس (كعبة مكة)، وحرصت على الحج إليها، يستوي في ذلك من كان لديه كعبة خاصة مثل كعبة غطفان، أم لا. وفي هذا يقول في معلقته زهير بن أبي سلمى المتوفي سنة (54) قبل الهجرة:

فأقسمت بالبيت الذي طاف حوله.............. رجال بنوه من قريش وجرهم
ومن شدة تقديسهم للكعبة، كان الرجل يرى قاتل أبيه في البيت الحرام فلا يمسه بسوء. كما كان العرب يجلون أهل مكة (قريشا)، ويسمونهم (أهل الحرم)، وكان الإصهار إليهم يعتبر شرفا. وكما قال محمد (ص): (ولا تكون العرب كفؤا لقريش، ولا الموالي كفؤا للعرب)، شمس الدين السرخسي- المبسوط- المجلد الثالث- باب النكاح البكر- باب الاكفاء طبعة 1986 دار المعرفة ndash; بيروت.
كما أن سلمان الفارسي لم يستطع أن يتزوج بنت عمر بن الخطاب بعد أن خطبها، لأنه لم يكن عربيا ولا قرشيا، مع أن الرسول (ص) كان يقول عنه: (سلمان منا، من أهل البيت)، لكن ذلك لم يشفع له.
و(خطب سلمان الفارسي بنت عمر بن الخطاب فهمَّ أن يتزوجها منه، ثم لم يتفق ذلك- المرجع السابق )،
وحين جاء الإسلام أبقى على تقديس الكعبة ومكة.

2- الحج والعمرة:
كان العرب قبل الإسلام يحجون في شهر ذي الحجة من كل عام، (يرحلون إليها إلى مكة من كل مكان من الجزيرة في موسم الحج من كل عام لتأدية فريضة الحج - د. علي حسني الخربوطلي - الكعبة على مر العصور - ص 24 عدد اقرأ 291 مارس 1967)، وكانوا يقومون بالمناسك عينها التي يقوم بها المسلمون حتى اليوم وهي:
التلبية- الإحرام، وارتداء ملابس الإحرام- الوقوف بعرفة والدفع إلى مزدلفة، والتوجه إلى منى لرمي الجمرات، ونحر الهدى، والطواف حول الكعبة سبعة أشواط (لم تزدد ولم تنقص)، وتقبيل الحجر الأسود (تعظيما له)، والسعي بين الصفا ومروه، وكانوا يسمون اليوم الثامن من ذي الحجة (يوم التروية)، ويقفون في عرفات باليوم التاسع، وتبدأ من العاشر أيام منى ورمي الجمار، وكانوا أيضا يسمونها أيام التشريق، كما كانوا يعتمرون في غير أشهر الحج.
وقد ورث الإسلام من العرب هذه الفريضة بالمناسك عينها، والتسميات عينها، لكنه طهرها من مظاهر الشرك، ونهى عن طواف العرايا، الذي لم يكن من باب الانحلال الخلقي كما يحلو للبعض وصفه، ولكن لشدة تقديسهم للكعبة ولحجرها الأسود، يهابون أن يطوفوا بها أو يقبلوا الحجر بالثياب التي قارفوا فيها ذنوبا.

3- تقديس شهر رمضان

آيات الذكر الحكيم ترفع من شأن شهر رمضان وتعلي من قدره، وتقديس هذا الشهر، أيضا مما ورثه الإسلام من العرب، فقد كان المتحنفون يفعلون ذلك، ومنهم عبد المطلب جد النبي (ص) إذ أنه إذا جاء رمضان شد مئزره وطلع إلى غار حراء وتحنث فيه، وأمر بإطعام المساكين طوال الشهر وكذلك كان يفعل زيد بن عمرو بن نفيل.

4- تحريم الأشهر الحرم
كانت العرب قاطبة تعتبر أشهر ذي القعدة، وذي الحجة، ومحرم، ورجب، أشهرا حرما لأنها الأشهر التي يقع فيها الحج، ولا تستحل القتال فيها. ولما جاء الإسلام أبقى على شعيرة تحريم هذه الأشهر، وحرم القتال فيها (البقرة 194 ) و (المائدة 5 ).

5- تعظيم العرب قبل الإسلام لإبراهيم وإسماعيل
كان العرب قبل الإسلام يعتقدون أن إبراهيم وإسماعيل هما اللذين أقاما بناء الكعبة وفرضا الحج إليها، والإسلام تبنى هذا الاعتقاد. (البقرة 125 - 127 )
عن أنس قال: قال عمر بن الخطاب: وافقت ربي في ثلاث، ووافقني ربي في ثلاث. قلت يا رسول الله: لو اتخذنا مقام إبراهيم مصلى، فأنزل الله ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى- الحافظ الإمام أبو الفرج الجوزي ndash; تاريخ عمر بن الخطاب ndash; قدم له وعلق عليه أسامة عبد الكريم الرفاعي ص 32 ndash; الناشر مكتبة عبد السلام العالمية ndash; الفلكي القاهرة )، ومما لا شك فيه أن اقتراح عمر ndash; يسميه الجوزي موافقة- نابع مما ورثه الإسلام من العرب من تعظيم الجد إبراهيم عليه السلام، ومن تقديس البيت الحرام والكعبة.

6- الاجتماع العام.... يوم الجمعة
قال أبو سلمى: أول من قال أما بعد: كعب بن لؤي، وكان أول من سمَّى الجمعة: جمعة، وكان يقال ليوم الجمعة : يوم العروبة. (القرطبي ndash; الجامع لأحكام القرآن ndash; تفسير سورة الجمعة ) ولما جاء الإسلام أخذ الأنصار في (يثرب- المدينة) بهذا التقليد، وقيل: أول من جمّع بالمسلمين في المدينة هو أسعد بن زوارة، وقيل إنه مصعب بن عمير. ولما هاجر الرسول من مكة أدركته الجمعة في بني سالم بن عوف في بطن واد لهم، وقد اتخذوا في موضع منه مسجدا، فجمّع به الرسول، وخطب أول خطبة له بالمدينة- القرطبي ndash; الجامع لأحكام القرآن ndash; تفسير سورة الجمعة.
ثم نزل قول الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع إن كنتم تعلمون- الجمعة 9 )
هذه بعض الشعائر التي استعارها الإسلام من القبائل العربية، وإن عدل في بعضها، فلكي تتواءم أو تتلائم وعقيدة التوحيد، ولكن هذا التعديل أو التحوير لا يطمس المعالم الرئيسية لتلك الشعائر ولا يمحو فضل من جاءوا بها.

*الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية- تأليف الشيخ خليل عبد الكريم- دار سينا للنشر- الطبعة الثانية 1997

[email protected]

أية إعادة نشر من دون ذكر المصدر إيلاف تسبب ملاحقة قانونيه