مقدمة: اسئلة مثيرة
اعتاد البعض من الناس عندما يخالفك الرأي يتهمك بزراعة اليأس في المجتمع، وعندما لا يتقبل نقداتك وافكارك الاصلاحية يصفك بجلد الذات وتعذيبها.. ان مسألتنا اليوم غير قابلة للتفاؤل او التشاؤم، بل انها محاولة من اجل الانتصار لتغيير المناهج وتحديث الحياة في مجتمعاتنا.. انها ثورة الامل، كما وصفتها في كل دعواتي للتغيير والتجحديث منذ اكثر من عشرين سنة. دعوني اليوم اتوقف عند قضية اساسية تعاني منها مجتمعاتنا كلها، تلك التي دوما ما يتم المناداة لها والمناشدة من اجلها والمتمثلة بـ quot; تغيير المناهج التربوية في مجتمعاتنا quot; والتي تعتبر ضرورة اساسية من اجل التقدم على المدى الطويل.ولكن عندما يفكر المرء في ما يطالب به او ينادي من اجله، هل سأل نفسه سؤالا واحدا؟ من ذا الذي يقوم بمثل هذه quot; المهمة quot; الصعبة؟ من ذا الذي يكون مسيطرا على جوهر التغيير ومدركاته ليقوم به؟ ثم من ذا الذي يطبق اي تغيير في المناهج التربوية؟ اذا عرفنا ان المنادي والمنادي عليه ربما يتفقان في الهدف وبناء اي خطة وتكوين محتواها.. كأن يكون زعيم دولة او وزير تربية وتعليم او قائد مؤسسة..
المشكلة من اين نجد الطواقم التي تؤمن بالتحديث والحداثة والتغيير البيداغوجي بشكل حقيقي غير مزيف او مريب؟ وحتى ان وجد هذا quot; الطاقم quot;، فهل لمؤسسات التربية والتعليم في بلداننا القدرة على اجبار الالاف المؤلفة من المعلمين والمعلمات.. المدرسين والمدرسات على تغيير ما قد ترّسخ في اذهانهم وتبديل ما قد عششّ في ادمغتهم؟ وهل من البساطة ان نجد العقلية المنفتحة والنقدية الراجحة في بناء الاجيال الجديدة؟ هل من السهولة بمكان وبعد كل ما اصاب العقل والمشاعر والسايكلوجيات من الاهتزازات والتشبّع بالتناقضات ان نجد من يقوم بمهمة التغيير؟ اذا كان الامر كذلك او حتى شبهه، فالسؤال: هل المشكلة في تغيير المناهج ام في بنية النظام التربوي وتراكيبه المعقدة اصلا؟

المعضلة في البنية التربوية والتعليمية كلها!!
ان المشكلة ليست في الجيل الجديد فقط، ولا في المناهج التي يدرسونها ويتعلمونها فقط.. ولكن المعضلة تكمن ايضا فيمن يقوم بتربية اولادنا وبناتنا.. المشكلة مؤسسة على ركائز جد مخالفة ومتصادمة مع قيم الحياة الحديثة! المشكلة ليست احادية في بلد معين او عدة بلدان.. بل تكاد تكون شاملة في كل بلداننا وتجتاح كل مجتمعاتنا بلا استثناء.. المشكلة ايضا ليست تربوية بحتة حتى يمكن معالجتها تربويا ومنهاجيا ومعرفيا.. بل انها مشكلة سياسية بالدرجة الاولى ثم اجتماعية بالدرجة الثانية.. فالامر يختلط كثيرا على من ينادي بالاصلاحات من دون ان يتغلغل الى عمق المشكلة وامتداداتها الجوهرية. والمشكلة لا تنحصر بالمدرسة او الثانوية او الكلية والمعهد والجامعة حسب، بل انها تتغّذى على امتداد هذا الزمن من مصدرين اساسيين، هما: اولا: البيت كجزء من مجتمع لا يتقّبل التغيير ابدا. ثانيا: الاعلام المرئي كجزء من سياسات دولة او منظومة مؤسسية ثانيا بما يبثّه من مضادات التغيير..
ان المشكلة ليست في الضياع بين طرفي نقيض، اي بين انغلاق وانفتاح، ولكنها في الضياع في متاهة من التناقضات، فما يتقبله هذا لا تتقبله ذاك، وما يوافق عليه هذا تخالفه انت.. وما تطالب به من تغيير للمناهج يعارضك آخرون.. والامر سيّان مع سياسة اي دولة تريد التغيير لمناهج ابنائها، ولكنها تصطدم بجدار صلب من رفض المجتمع.. فالمشكلة ليست مركبة حسب، ولكنها متجذرّة في متاهة من التعقيدات التي لا يمكن ممارسة وتطبيق اي نهج او خطة او مشروع من دون ايجاد حلول حقيقية تفكك فيها تلك التعقيدات التي تزداد يوما بعد يوم، وتستفحل منتجاتها السلبية وانعكاساتها الخطيرة..
المشكلة لا يمكن ان تجد حلولا عادية لها، والمشكلة لا تكمن بتغيير مناهج دراسية فقط، بل ينبغي الاحاطة بالبنية كلها.. ولا يمكن ان تستصدر قانون تغيير للمناهج التربوية وتبدأ بوضع خطط مستحدثة ومتطورة لذلك.. وانت لا تعالج ما يقدم على شاشات التلفزيون من برامج واطئة ومن احاديث بليدة ومن مواعظ جنونية مضللة للعقل ومن اثارات للعواطف وتهييج المواقف.. الخ ان التغيير لابد ان يشمل كل الحياة والتفكير والاساليب والقنوات والحقول حتى يمكننا ان نؤمن على بناء جيل جديد يفكر بغير ما يفكر به جيل اليوم.. ونحن ندرك ان من الصعوبة حدوث ذلك، ولكن ليس من الاستحالة البدء بالتغيير على ضوء خطط حقيقية شاملة واستصدار قوانين وتشريعات جديدة مع مواثيق عمل وطنية، وان تبديل النهج لولادة جيل جديد يختلف عن جيل الامس يستلزم من هذا الاخير الذي تتربى الاجيال الجديدة في ظله ان يتغّير او يتزحزح قليلا عن قوالبه الجامدة وتصلباته القاتلة وثوابته السياسية العمياء وتقاليده الاجتماعية البالية..

التقاليد الاجتماعية والشعارات السياسية
انك لا تستطيع ان ترّبي اولادنا وبناتنا من الجيل الجديد على المحبة والتسامح وتقبل الاخر ما دامت هناك سطوة اجتماعية على هذا الجيل تحت مسميات مختلفة تكون قوة الترهيب والترغيب عندها اقوى من اي قانون.. ان التربية على المتغيرات النسبية افضل بكثير من التربية على المطلقات الدائمة! من المفيد جدا ان نُفهِِم اي طفل عربي او مسلم اليوم بأنه ليس دوما على صواب وان غيره دوما على خطأ.. وعلينا ان تنزع من اذهان اطفالنا اليوم فكرة أن الغرب كله كافر.. علينا ان لانبقى نزرع في اطفالنا وناشئتنا فكرة اهوال الجحيم باستخدام آلية الخوف وهم صغار جدا، وبنفس الوقت لا يمكن خداعه بالاوهام وحقنه بالوساوس والاحقاد.. انك لا تستطيع بسهولة ان تقضي على ذهنية الاطفال بالنيل من المرأة ازاء الرجل نيلا مبرحا! ان معالجة جرائم الشرف لا تعالجها النصوص بقدر ما تعالجها التربية في مجتمعات تؤمن بضرورة قتل المرأة لاسباب تتعلق بالشرف! انك لا تستطيع ان تبث فكرة الحرية اصلا في المجتمع، فكيف يمكنك ان تضعها ضمن سياقات تربوية اساسية ينبغي ان يتعلمها الجيل الجديد! فلا حياة من دون حريات. وهل باستطاعتك ان تعّلم اولادك اصناف الحريات: الشخصية والاجتماعية والسياسية وحرية الرأي وحرية العقيدة وحرية التفكير..؟؟ هل باستطاعتنا ان نعمل على ان تستفيد كل تجربة في التغيير لأي بلد من تجربة بلد آخر؟
ثمة مشكلة من نوع آخر بدأنا نسمعها منذ زمن من قبل المحافظين اللائكيين الذين لا يتقبلون حتى اسم الاصلاح وعنوان التغيير.. نسمعهم يقولون ان فكرة تغيير المناهج امريكية، او انها تأتي نتيجة ضغوطات امريكية وهم واهمون بذلك، فمن سعى وكان يسعى من اجل هذا الهدف هم نخبة من المفكرين والتربويين والاصلاحيين على امتداد القرن العشرين ولا علاقة لهم لا بامريكا ولا بغير امريكا.. والمشكلة لا تكمن في صناعة الارهاب فحسب، بل تسري لمحاربة التخلف اصلا، فان قضيت على التخّلف قضيت بالنتيجة على الارهاب وغير الارهاب.. اذ لا يمكن ان يستقيم وضع اي مجتمع اليوم في هذا العالم ان كان المجتمع غريقا بالتخلف وآثام الجهالة والتكلّس.

استراتيجيات التغيير: تأسيس للحداثة والتحديث
انني اعتقد من خلال مراقبتي ما يجري في سياسات بعض دول العالمين العربي والاسلامي، أن دولا قليلة بدأت تحاول (اصلاح) مناهجها التربوية والتعليمية، ولكن حذف هذا quot; النص quot; من هنا، وتضمين quot; نص quot; هناك لا ينفع ذلك ابدا، فالحاجة باتت ماسة لتبديل شامل لكل المناهج التربوية والتعليمية وخصوصا في تدريس اساسيات التربية والتعليم والتاريخ والتربية الدينية والوطنية وضرورة تعليم الفلسفة والمنطق واساليب تنمية التفكير.. كما ان تجارب تلك quot; الدول quot; بأمس الحاجة الى تأسيس دورات وكورسات تدريبية وورشات عمل للمعلمين والمدرسين من اجل تغيير اساليب تعليمهم، وتبديل اسس تفكيرهم في محاول للجمع بين الحسنيين.
اننا لا تهمنا ابدا الشعارات والادعاءات التي تقدّم بقدر ما تهمنا المجهودات التي تقدم لتطوير بنية المنظومة التربوية والتعليمية للتلاميذ في المدارس والطلبة في الجامعات.. انه لا يهم ان تنشأ المجالس العليا للتعليم في اي بلد من بلداننا، بقدر ما نحتاج الى تطبيق حيوي لكل القرارات التي تصدر كجزء من عمليات التطوير.. ان عمليات التطوير لا يهم ان تكون في مدارس وجامعات خاصة ام عمومية حكومية، ولكن يهم جدا ان تكون للمدارس وللجامعات وللمعاهد كلها، ضمن آليات التغيير: الاستقلالية في العمل، والتشجيع على الابتكار والابداع، واعداد نشء جديد يواكب تحديات العصرsbquo; ولهذه المدارس سواء تمولها الدولة او يستثمرها المجتمع: حرية اختيار فلسفاتها التربوية وطرق تدريسها طالما التزمت بالمعايير الحديثة للمناهج الجديدة المقررة، وخصوصا في مواد معينة تترسخ مضامينها في عقلية الانسان منذ طفولته وصبوته وشبابه.

ثورة الامل: التغيير في الاساليب
تستوجب اسس التغيير بالسماح للتلاميذ والطلبة أن يفكروا وان يسألوا ما شاء لهم التفكير، وان يسألوا عن كل شئ.. عليهم ان يتعلموا كيف يتكلمون ويصيغون عباراتهم اللغوية بلغة مبسطة.. عليهم ان يتربوا معرفيا بعيدا عن المحرمات والممنوعات، ولكن شريطة ان يعوا مخاطر ما يمكن ان يفعله الانسان ضد نفسه واهله ومجتمعه ووطنه والانسانية.. عليهم ان يتربوا منهاجيا بعيدا عن الغلو والتطرف لأي ايديولوجية او سياسة معينة يلتزمها هذا دون ذاك.. ان يتعلم المرونة والعفو عند المقدرة واساليب التصّرف في الحياة. عليهم ان يتعلموا من الدين دوره الاخلاقي والحضاري في بناء العلاقات البشرية واحترامه من دون التوغل، والطفل غض غرير باغراق ذهنه بالتعقيدات الفقهية والاصولية.. على السياسة التربوية والتعليمية ان تخلق الفرص امام الجيل الجديد للابداع والابتكار ليس في اروقة المدارس والمعاهد حسب، بل في تأسيس نوادي وجمعيات ومراكز تربوية يأوي اليها هؤلاء التلاميذ والطلبة.. علينا ان لا نغرقهم بالمشكلات السياسية ولكن علينا ان نشبعهم بمعرفة وحب الاوطان، وان نفّرق في تربيتنا بين المصلحات والمفاهيم، ولا نخلط المبادئ الوطنية بالقضايا السياسية.. علينا ان نخرج قليلا من صوامع تقاليدنا وانغلاقاتنا، كي يجد الجيل الجديد فرصه في التعرف على شعوب العالم وثقافات المجتمعات الاخرى.. ثم هناك اساليب التربية والتدريس سواء غيّرنا مناهجنا نحو الاحسن ام لا.. المشكلة تكمن في اساليب التدريس والارشاد والتربية والتعليم القائمة اليوم على الحشو والتلقين وأهمال مفهوم النقد الذاتي وتطويره. ان جيلا عريضا اليوم لا يعرف الا المكررات والمستنسخات وحفظ بضعة عبارات.. ويؤمن باقانيم معينة لا يعرف غيرها ويخلط بينها دينيا ودنيويا.. وتزيده الوسائل الحديثة والمبتكرات المعاصرة تشويشا وفوضى فكرية وتهتكا ثقافيا وجنوحا اخلاقيا، بحيث تفقده اي حيوية وتجعله من المقلدين الببغاويين، قليل المدركات، ضعيف المفاهيم، هزيل المنطق.. الخ

السؤال: ما العمل؟
لابد من توسيع الرؤية لتحديث المنظومة التربوية والتعليمية في كل دولنا ومجتمعاتنا، ليس باصلاح المناهج حسب، بل النظر في اعداد المؤهلين لها من الكوادر وطواقم العمل.. وينبغي ان يؤسس ذلك كضرورة حياة او موت لمصيرنا ومستقبلنا قبل ان يكون ذلك استجابة لما حدث بعد 11 سبتمبر 2001، علما بأن ضرورات التحديث تقضي بأن يتعلم الانسان كل شيئ من دون ان ينغلق على مفاهيم محددة ويخرج على العالم من دون اي ادراك حقيقي له.. عليه ان يتعلم بأن يكون جزءا من هذا العالم المعاصر بعيدا عن النرجسية والشوفينية والاحادية.. الخ وعليه ايضا: لابد من ادخال مناهج ومواد جديدة تتعلق اساسا بحقوق الانسان من منظور اشمل بكثير من المواطنة، ثم تعزيز مواد الاجتماعيات لأهميتها (فلقد سمعت ان بعض الدول العربية قد الغت تدريس التاريخ وحجّمت من تدريس الجغرافية، وهذا من اكبر الاخطاء)، ويستلزم ان يدرس المرء في مرحلة الثانوية العامة مادتي الفلسفة والمنطق وتاريخ الفكر الانساني من اجل بناء عقلية جديدة او خلق عقل جديد باستطاعته استيعاب مستجدات العصر، وقادر على مساءلة الذات والبحث عن اجوبة عليها.. ثم تحصين الجيل في اطار الانفتاح على العالم كله بمختلف الوسائل. وبالرغم من وقوف البعض ضد هذا الاقتراح، لكن المملكة المغربية قد اخذت به وجعلته واحدا من اسس ميثاق التربية والتكوين، بالرغم من وقوف المتزمتين ضد ذلك، وحجة الميثاق ان مادة التربية الاسلامية لم تعد تدرس لوحدها، quot; فالاسلام ليس فقط عقيدة وممارسة، كما انه ليس مجرد قيم واخلاق، وانما هو اكبر من ذلك، فالاسلام ساهم في تأسيس حضارة كبرى quot; في مرحلة تاريخية من تطور المجتمع البشري. انها، في الحقيقة، خطوة ناجحة على الطريق، ولكن ليس من السهولة ان تأخذ بها مجتمعات عربية واسلامية اخرى، فالمجتمعات مكبّلة من قبل السلطات الاجتماعية والسياسية معا.

واخيرا: هل من اجراءات بيداغوجية متقدمة؟
لابد من اجراءات عملية تؤسس من خلال ورشات عمل لاعداد كبرى من معلمين ومدرسين تناقش فيها كيفية تربية الجيل الجديد بالتعبير عن رأيه، والدفاع عن مؤسسته ازاء كل التحديات، والوقوف ضد الاخطاء، وعلى الجيل الجديد ان يجهد نفسه ويجتهد أدبيا وفنيا وابداعيا من اجل هدف يرسم امامه اسمه (الحضارة) بعيدا غن العنف ومسبباته وبعيدا عن الارهاب وتداعياته.. وان يدرك بأن تطورنا واساليبنا في الحياة ستبقى أصيلة من رحم بيئاتنا واوطاننا ومفاهيمنا بعيدا عن الاجندة الامريكية، فالتحديث لا يمكن ان تحتكره قوة مهيمنة عالمية واحدة.. انه مباح لكل المجتمعات. وينبغي ان يدرك الجيل الجديد ان الضرورات تبيح المحظورات في ما يخص القدرات والابتكارات ومدى نجاحنا في مشاركة العالم المعاصر كله عملية التطوير والتسارع التاريخي، وكيف يمكننا من الاعتماد على انفسنا في التخطيط والتصنيع والانتاج. ناهيكم عن تمكين كل الجيل الجديد من احترام القوميات والاقليات في اي مجتمع من مجتمعاتنا التي تزخر بالتعدد والتنوع السكاني.. بعيدا عن الكراهية والاحقاد ومقاربة للشراكة والتعاون. ان مجتمعاتنا قاطبة تنتظر شيئا، بل عدة اشياء اساسية في بناء بيداغوجية (= اساليب تربوية) جديدة، يمكنها من احداث نقلة نوعية في مجتمعاتنا لتكوين جيل جديد مختلف تماما عمن سبقه من الاجيال.. فضلا عن حماية الاجيال القادمة من الضياع. اننا ان نجحنا بأي نسبة من النجاح، فسوف نحقق تقدما على مستوى التكوين والانتاج.. وستلد المرحلة القادمة نخبا وقادة ومثقفين ومنتجين وعمال وموظفين في مجتمع جديد.. من نوع جديد يمكن ان يجد مكانه تحت الشمس، وما ذاك على مجتمعاتنا ان غدت منتجة حيوية ببعيد. فهل سيحدث ذلك؟ نتمنى ذلك من صميم القلب.
www.sayyaraljamil.com

اية اعادة نشر من دون ذكر المصدر ايلاف تسبب ملاحقه قانونيه