الجزء الأخير

دردشة مفتوحة على الطريقة الكلاسيكية مع د. يوسف مكي الجزء الأول
bull;كيف يُمكن للمواطن العادي أن يقرأ الراهن وأبعاده، وخاصّة أنّ وجهات النظر تنشطر وتتشظّى كما هو مُلاحظ اليوم إلى أكثر من اتّجاه ووجهة، فمنها ما هو علني وصريح بتمجيد الدور الأمريكي والتضامن معه، نظير الأصوات الأخرى التي تُنادي بتجميد الدور الأمريكي وتعزيز دور المُقاومة بكل ما فيها من أخطاء وتناقضات بحجّةَََ عقيدة ما أو موقف ما، وهنا يقع المواطن في حيرة تامّة إذ يبدو الشارع العربي أشبه بالأرض المتحركة، بحكم الشرخ الذي أحدثته تباينات واختلاف الأصوات المتعالية فيه. برأيك هل هذا التناقض يمثل النخب التي تتصدّر أساليب القرار وخياراته؟!.


bull;= أنا أختلف معك هنا، إذ لطالما كان الشارع هو ملهم النخب وملهم القادة، والمواطن في الواقع تاريخيّا على ضعفه ومحدوديّة دوره، كان ولم يزل صاحب القرار، إذ أنّ البوصلة الحقيقيّة هي في قبضة الجماهير التي تضخّ الشارع بنبضها الفطري والتلقائي البعيد كل البعد عن ألاعيب السياسة، والذي ينعكس بدوره على النخب والقادة معا، ولاشكّ اليوم أنّه ثمّة إجماع في الوطن العربي ككل على تعزيز دور المُقاومة، وما نشهده في كل أصقاع العالم العربي من عمليات استشهادية ومقاومة هنا وهناك وخاصّة في دول الخليج وشبه الجزيرة العربية، والعراق المحتل مثال حيّ على تحرّك المواطن وعدم حياديته.
bull;لكن دعني أقاطعك، إذ لايُكمن الإستهانة بدور النخب التي تُمارس سلطة من نوع آخر وقد أصبحت بوقا للسلطة المطلقة الحاكمة ورديفا متحكّما بلقمة المثقّف الحر ولقمة المواطن على حدّ سواء، ولا تقلّ ممارساته بتضييق الخناق على هؤلاء وخاصّة عندما لا يتقنون فنّ الولاء والطاعة نظير النخب التي احترفت الولاء للسلطة إمّا المحلية، أو الخارجية المستوردة الوافدة باسم الإصلاح والتغيير، تحميها أقلام وأصوات تلك النُخب المرتهنة!
bull;
= لاشكّ أنّ ما لفتِّ إليه صحيح وملموس، وقد بدأ بمؤامرة القيادة الفلسطينية على المقاومة الفلسطينية أولا والعربية تاليا بما فيها إيمان الجماهير العربية برفض الاحتلال واستعادة الأرض العربية المحتلّة، وبدلا من تعزيز دور الجبهة الفلسطينية، وقعت الجبهة في سلسة من التنازلات والمساومات كما حصل في واي ريفر، وكامب ديفيد، وشرم الشيخ وغيرها من المُفاوضات التي أخلّت بالتوازن في المنطقة، وأوقعت المواطن بشيء من الذهول. لكن كل ذلك لم يقض تماما على إرادته في مواصلة الانتفاضة في الأرض المحتلّة والمستمرّة حتّى اليوم بأشكال مختلفة تتولاها حماس، وأيضا ازدياد حركات المُقاومة في كل مكان حتى أنّه وصل إلى أمريكا وأوربا التي كانتا عصيّتان على مجرّد التفكير في المسّ بأمنهما واستقرارهما، ومن هنا أستطيع التأكيد على أنّ دور النخب المرتهنة لا يزال فتيّا وركيكا، ولن يتعدّى حدود الهوامش التي يخطّ عليها مُلاحظات أسياده، فالصوت الحقيقي والمسموع يبقى أولا وأخيرا لنبض الشارع ونبض الجماهير. من كان يتوّقع أن نشهد تعالي الأصوات المُقاومة مثلا في عُمان، وفي قطر، وفي الإمارات وهذه مناطق ليس لها تاريخا سياسيا، ومع ذلك ملأت الشوارع للتظاهر، والهتاف بسقوط الإمبريالية والاحتلال، ناهيك عن انتشار المظاهرات المتتالية في كل الدول العربية.

bull;لكنّ ذلك تزامن مع بداية الأزمة عندما اندلعت الجماهير العربية بحكم حالة عاطفية، سرعان ما خمدت وانتهت الجماهير الغفورة إلى بيوتها تجتر خيبتها بصمت وبشيء من اللامبالاة وكثير من عدم الاكتراث؟.
bull;
= الجماهير العربية أُخمدت قسرا ولم تخمد بخيارها، هكذا أُريد لها، فاستجابت، لكنّها ولا شك تنمو أكثر وأكثر ربما بدأت تأخذ طابعا تنظيميّا مدروسا، أضف إلى تسرّع القيادة الفلسطينية في قبول المساومة التي خيّبت الجماهير العربية والتي كما ذكرت كانت تندفع بحكم حالة عاطفية بل بحماسة مصيرية تتلخّص في مصير الشعب الفلسطيني، أمّا اليوم لا شكّ أنّ التنظيمات تتنامى بشكل يصعب على الحكومات العربية قمعه، وعلى الرغم من كل الاحتياطات الأمريكية، استطاعت هذه التنظيمات أن توجع أمريكا وأوربا في العمق وفي الصميم باسم الإرهاب كما تسميه. وما نشهده من تصعيد للمقاومة ضمن الأرض العراقية، من quot;توجيع quot; للعسكري الأمريكي يختصر كل ما يُمكن أن يُقال.

bull;ولكن ثمّة عراقيون يوسمون هؤلاء بالقتلة والمجرمين وعلى أنهم آخر quot;أرصدة quot; صداّم حسين الإجرامية البعثيّة، داخل الأرض العراقية!
bull;
= لا أوافق القول بتوصيف صدّام حسين بالمجرم إذ ثمّة حكّام عرب تاريخهم الإجرامي حافلا بأكثر مما جاء في سجلّ صدام بأشواط كثيرة.

bull;عذرا للمقاطعة، سمة صدام بالlt;رام ليس بالضرورة أن يكون رأي الشخصي وناقل الكفر ليس بكافر، ربما الحديث عن المقابر الجماعية التي تكشّفت بعد انهياره ومن ثمّ رحيله، تعتبر شاهدا حيّا على ما اقترفته يداه!...
bull;

= لقد خاضت العراق حربا مع إيران استمرّت قرابة عقد من الزمن، استشهد من الجبهتين أكثر من 500 ألف مُقاتل، أليس هذا العدد كفيلا بملىء المُقابر الجماعية؟

bull;وقبلها ضحايا منطقة quot;حلبجة quot; من الأكراد العراقيين هؤلاء الذين لم تتطرّق المحكمة المفتعلة لمحاكمة صدام على ذكرهم من المسؤول عن إبادتهم؟
bull;

= quot;إيران quot; هي التي قامت بالمجزرة في حلبجة والمستفيد الأكبر من طي صفحة التحقيق وإعدام صدام حسين على عجالة هي إيران وأعني ما أقول.

bull;أظّنها قراءة جديدة إن لم أقل مُفاجئة في تاريخ المأساة التي شهدها العالم بأسره على شاشات التلفزه ولا تزال الصورة شاهد على فظاعة المشهد الذي نكّل بالأكراد في حلبجة التي لم يراع فيها طفل أو شيخ أو امرأة!

= ليست قراءة جديدة بل هناك وثائق تؤكّد تورّط إيران في تلك المجزرة الجماعية للأكراد في حلبجة. ويمكن للمُهتم أن يقرأ تقريرا مفصّلا حول هذا الأمر في موقع quot;التجديد العربي quot; عبر الأنترنيت حيث سيجد الحقائق موضّحة وموثّقة تماما.

* كسعودي كيف تفسّر حركة / بن لادن / الذي يرى فيه البعض أنه مجرّد quot;دميّة quot; من صنع أمريكي سهّلت تنفيذ المخطط الأمريكي، وهناك من يراه مقدّمة لنهوض الأمة العربية عموما والإسلامية على وجه التحديد والتي بوسعها أن تعيد الاعتبار لموازين الرعب التي رجحت منذ زمن بعيد لصالح الكفّة الأمريكية. ثم هل تعتبر أن المملكة بمأمن من التهديدات الأمريكية؟
= كوني سعوديا لا يضاعف ذلك من دقّة التفسير، ولكن ثمّة حقائق وردت في دراسة quot;تيدي ميسان quot; بعنوان /الحقيقة المرعبة / والتي طرح من خلالها أسئلة كبيرة، منها [هل يُمكن لتنظيم القاعدة أن يشنّ حربا عالمية ثالثة؟] ولاشكّ أنّ السؤال يستجرّ علامات استفهام عديدة، وقدّ تطرّق ميسان أيضا إلى خطّة الهجوم في اختراق البرجين بالطائرة الأسطورية، وأسفر التفسير والتحليل لدى ميسان عن وجود قنابل وصواريخ مزروعة داخل البرجين وثمّة أدلة عديدة جدّا يمكن العودة إليها في تقرير ميسان.

bull;وكأنّك تودّ الإشارة، بل التشكيك إلى أنّ عملية تفجير البرجين في 11 أيلول لم تتمّ بيد القاعدة؟
bull;

= آخر التقارير التي وردت تُشير إلى حقيقة مُذهلة هو أنّ الحامض النووي لركاب الطائرة كان يدلّ على 53 من البيض، و1 صينيا وآخر ياباني، ومامن راكب عربي واحد، أين هم عناصر القاعدة المنفذين إذا؟. وهذا التقرير صادر عن الإدارة الأمريكية يعني لا مجال نهائيا للتزوير، ألا يكفي برأيك هذا التقرير كي أقول ما أقول هنا.

bull;ثمّة إملاءات مكثّفة صدرت من الإدارة الأمريكية باتّجاه المملكة العربية السعودية، بضرورة الإصلاح والتغيير، حيث تمّ انتقاد خصوصية المجتع السعودي وربّما بأدقّ تفاصيله، منها ما يتعلّق بموضوع المناهج التربويّة الدراسية، وبموضوع المرأة، ومسألة الصبغة الإسلامية في المملكة المتّهمة بالتطرّف، برأيك كأبّ لثلاثة إناث، وزوج، ورجل سعودي هل يشكّل هذا الطرح الأمريكي عبئا في تعديل المفاهيم لديك كمواطن أولا له عاداته وتقاليده، وكمثقّف لديه قناعاته ومفاهيمه ومنظومته الفكرية والثقافية والاجتماعية كذلك؟.
bull;
= حركة الإصلاح والتغيير موجودة قبل أميركا، وأمريكا لها مطالب ومقايضات، وليس لها أهداف نبيلة على المستوى الإنساني تجاه أهل المملكة، وما حصل في / الجماهيرية الليبية / خير دليل على عدم مصداقية أمريكا ن فبعد التنازلات التي حصلت عليها من الرئيس الليبي
quot;معمّر القذافي quot;، ماذا قدّمت أمريكا فعليا على مستوى تطوّر الفرد الليبي من حيث المعيشه والتعليم والعدالة الإجتماعية إلخ..، حركة الإصلاح في المملكة مطلب ذاتي تقدّم بمشروعه
150 مثقّف بورقة عمل للملك / عبد الله / وهي قيد الدرس والتطبيق بمعزل عن الإرادة الأمريكية.

* ورأيك الملك / عبد الله / سيأخذ الورقة على محمل الجدّ، أم شأنها شأن معظم المقترحات التي تقدّم عادة على القيادات العربية ويكون نصيبها التلف أو الإهمال في أحسن الأحوال؟
الملك / عبد الله / رجل انفتاح، ورجل مواقف.

bull;ختاما كيف تلخّص رؤيتك وهواجسك د. يوسف مكّي؟.
bull;
= ثمّة محاولة للتأثير على ذاكرتنا، ثمّة محاولة لإلغاء ملامح التاريخ التي شكّلت هوّيتنا،
ومحاولة أكبر لطمس معالم الجغرافيا التي تعزز كياننا ووجودنا وانتماءنا، لذلك على المثقّف العربي الحفاظ على الذاكرة والثوابت القوميّة وهذا يضمن مستقبل المنطقة ومستقبل الفرد فيها دون شك.

www.geocities.com/ghada_samma
[email protected]

أية إعادة نشر من دون ذكر المصدر إيلاف تسبب ملاحقة قانونية