1 / 2
كانت زيارتي الأولى إلى إقليم كردستان العراق عقب سقوط النظام الصدامي، الذي أطلق عليه البعض وأنا واحد منهم (تحرير العراق)، و امتدت تلك الزيارة طوال أسبوعين من شهر نوفمبر 2004، شملت المؤسسات التعليمية والإعلامية والخدماتية في العديد من المدن الكردية، للإطلاع على ما تمّ تحقيقه بعد اندحار السيطرة الدموية الصدّامية على الإقليم منذ عام 1991. والتقيت في تلك الزيارة العديد من المسؤولين الكرد في مختلف مجالات الحياة، وتوجت الزيارة بلقاء مهم مع السيد جلال الطالباني الأمين العام لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي انتخب لاحقا رئيسا للجمهورية العراقية، فكان ذلك خطوة على طريق إنصاف كافة القوميات التي تكّون نسيج المجتمع العراقي، وبداية نهاية مصادرة وإلغاء القومية الكردية التي مارسها النظام البائد بعنصرية بعثية شوفينية كيماوية، قتلت عشرات ألآلآف من الشعب الكردي. وجاءت زيارتي الثانية للإقليم أيضا بدعوة من الاتحاد الوطني الكردستاني، من الرابع عشر من أبريل 2008 إلى الثامن والعشرين من الشهر ذاته، برفقة القاضي العراقي زهير كاظم عبود والكاتب العراقي عبد المنعم الأعسم، فماذا وجدت ولاحظت في الإقليم بعد غياب أربع سنوات؟
الأمن والاستقرار
وأنت تتذكر مسلسل الرعب والقتل والخطف والتفخيخ العشوائي الذي يسود بعض المدن العراقية ومنها العاصمة بغداد، تتأكد أن مدن إقليم كردستان من أربيل إلى السليمانية، ومختلف المناطق والقرى في السهول والجبال تنعم بحالة من الأمن والاستقرار والهدوء، يتمنى كل محب للعراق الفيدرالي الموحد أن يعم ذلك كافة أقاليم العراق. ويعود هذا الأمن والاستقرار إلى يقظة أجهزة الأمن التي يتشكل غالبيتها من أفراد وقيادات البيشمركة (الفدائيون الأكراد) الذين قاتلوا بشجاعة دفاعا عن شعبهم في مواجهة آلة القتل الصدامية البرية والجوية والأنفالية الكيماوية،و كذلك ليقظة الشعب الكردي أحزابا ومنظمات وفعاليات شعبية، واستحالة وجود أي مستضيف للإرهابيين القتلة، فالمواطن الكردي أيا كانت انتماءاته أو انتقاداته لحكومة الإقليم من المستحيل أن يتعاون مع الإرهابيين ويساعدهم في إيجاد ملاذ آمن يخططون منه لجرائمهم الإرهابية. تتجول في مدن وقرى وأسواق ومنتزهات الإقليم بهدوء وطمأنينة لا تختلف عن مثيلاتها في أية عاصمة عربية أو أوربية، مما يجعلك تشعر بالفرح والسعادة لهذا الشعب الذي منذ سنوات يحاول أن يعوض الحرمان والخوف والرعب والقتل الذي عاشه طوال العهد البائد، رغم أن ذوي مئات ألاف الضحايا لا يمكن أن ينسوا ذويهم المغدورين، الذين تمّ تخليد حوالي خمسة ألاف منهم في النصب التذكاري في مدينة حلبجة التي قصفها الديكتاتور بأسلحته الكيماوية، في سابقة لا يمكن أن يتخيلها عقل بشري، فكيف يمكن تصور أن حاكما مهما كان قاتلا ومجرما ومتوحشا أن يقصف مدينة من مدن وطنه بالسلاح الكيماوي؟. لكن هذا العمل الوحشي ليس غريبا على طاغية قتل عشرات من قيادته القطرية والقومية وضباط جيشه ووزرائه!.
ومن مظاهر الأمن والفرح الذي يغمر قلوب أبناء هذا الشعب، ما شاهدناه في رحلتنا الجبلية يوم الجمعة الثامن عشر من أبريل إلى منطقة quot; جة مي ريزان quot; بصحبة الزميل محمد عثمان رئيس تحرير نشرة quot; إنصات quot;. كم هو مدهش تلك التجمعات و قوافل ألاف من المواطنين وهم يفترشون الأرض وسط المزارع والبساتين، يرقصون الرقصات الشعبية على أنغام الموسيقى الكردية والعربية، ويعدون الطعام في مظهر غامر بالفرح، وتسأل عن العديد من المناطق والبنايات فتعرف أنها كانت معسكرات مقفلة للطاغية البائد وأجهزة مخابراته وسجونه. وفي منتجع quot; قشقولي quot; كان منظرا مفرحا ومبهجا للغاية، حيث مجموعة من الشباب العرب والكرد، يمرحون ويلعبون على أنغام الموسيقى الحية التي يعزفها واحد منهم، ويغنون أغان عربية وكردية. شدّني المنظر فذهبت إليهم و سألتهم: أين هذا مما يجري في بغداد والبصرة؟. أجابني أحد الشباب: عيني بإرادتنا سيعم هذا الفرح كل مدن العراق؟. قلت: والله منظر مفرح لعرب وأكراد معا، يمرحون متآلفين ويغنون بالعربية والكردية. أجابني شاب كردي باللغة العربية: وما الغرابة في هذا؟ هذا هو الطبيعي الذي يجب أن يسود. نحن عراقيون الطبيعي أن يحترم كل واحد منا هوية ألآخر بعد أن ذهب بلا رجعة النظام الظالم الذي فرّق قلوبنا وعقولنا لفترة، ولا عودة لتلك الفترة البائدة. نحن مصرّين عرب وأكراد على أن نعيش في فرح ووئام، مع احترام خصوصية كل واحد منّا، ضمن عراق فيدرالي واحد موحد. ونفس المشهد تراه على بحيرة quot; دوكان quot; الشهيرة، حيث تتآلف أصوات خرير الماء مع الموسيقى العربية والكردية، وكم هو رائع أن نفس الشاب أو الفتاة، يغني أغنية عربية ثم أغنية كردية. إنه الحب والتآلف الذي يجب أن يسود، كي يتمكن العراقيون من بناء عراق ديمقراطي بعد أن أنعم الله عليهم بسقوط ذلك النظام الذي عمّت جرائمه كافة أطياف المجتمع العراقي رغم تفاوت حجم تلك الجرائم بحق طيف من الأطياف.
نسبة كبيرة من القوافل البشرية تلك من طلاب وطالبات الجامعات، يأتون في رحلات جماعية، يرقصون ويغنون وينشدون، فتتذكر منظر الإرهابيين الظلاميين في مدينة البصرة، حيث فرضوا على شبابها إطالة اللحية وعلى شاباتها الشادور الإيراني، في الشوارع والجامعات، في الليل والنهار، ومنعوا الموسيقى والغناء، منتظرين قدوم المهدي المنتظر الذي سيحل لهم كافة المشاكل من الماء إلى الكهرباء، ة وزيادة انتاج إنتاج النفط وتعبيد الطرق أيضا. والمفرح أن هناك عشرات من العائلات العربية قدمت من محافظات عراقية من خارج إقليم كردستان، لتقضي إجازة نهاية الأسبوع في هدوء وأمان، بعيدا عن مفخخات الإرهابيين القتلة.
العرب والعربية في كردستان
أينما تتجول في إقليم كردستان، تستطيع التحدث مع غالبية الشعب الكردي باللغة العربية، في الفنادق والمدارس والجامعات والمؤسسات والأسواق، فلم أزر أية جهة طوال إسبوعين إلا وكان حديثي باللغة العربية، وفي هذا ردّ واضح صريح على العنصريين العرب الذين يروجون لأكذوبة معاداة الشعب الكردي للعرب واللغة العربية، ورغم ذلك هناك سؤال منطقي وموضوعي: لماذا مطلوب من المواطن الكردي في إقليم كردستان العراق أن يتحدث ويتعلم من خلال اللغة العربية، بينما غير مطلوب من المواطن العربي أن يتعلم ويتحدث اللغة الكردية؟. أليس ذلك عنصرية وتمييزا ضد مكون من مكونات المجتمع العراقي؟.
والدليل على حسن نية الشعب الكردي نحو جواره العربي في العراق وكافة الأقطار العربية، أن هناك أكثر من مؤسسة ودار نشر كردية تهتم بنشر الكتب والمطبوعات العربية، فعن مكتب الإعلام المركزي للاتحاد الوطني الكردستاني تصدر باللغة العربية صحيفة (الاتحاد) اليومية التي مكتبها الرئيسي في العاصمة بغداد، وهي صحيفة تتابع كافة التطورات العراقية والعربية والدولية كأية صحيفة عربية تصدر في عاصمة من عواصم (بلاد العرب أوطاني) ويرأس تحريرها (فرياد راوندي) في بغداد، ونائب رئيس التحرير (المصطفى الصالح الكريم) في السليمانية. وعن نفس الإعلام المركزي تصدر باللغة العربية النشرة اليومية (إنصات) منذ بداية عام 1994، وهي (نافذتك على الحدث والتطورات وسجلك لتوثيق المواقف والبيانات)، وحسب هذه المواقف والبيانات والتطورات تأتي النشرة يوميا من 40 إلى 56 صفحة، و يرأس تحريرها (محمد عثمان أمين)، وبموضوعية لا أعتقد أن هذا المستوى والمتابعة يمكن أن يصدر في نشرة يومية في عاصمة عربية. هذه النشرة اليومية تغنيك عن متابعة العديد من الصحف والإذاعات والمجلات لمعرفة آخر التطورات الكردية والعربية والعالمية، وفيها صفحات يومية بعنوان (مختارات من الصحافة العربية). وضمن نفس السياق هناك دار النشر المشهورة (سردم) التي يرأسها الشاعر الكردي المشهور (شيركو بيكوس)، وتصدر عنها مجلة ثقافية عامة باللغة العربية باسم (سردم العربي)، وقد صدر عنها العديد من الكتب باللغة العربية ليست كلها عن الشأن الكردي، والدار مستعدة لاستقبال ونشر كتب الكتاب والمثقفين العرب من كافة الأقطار. وهناك أيضا مؤسسة (حمدي للطباعة والنشر) التي يرئسها فؤاد مجيد، وصدر عنها العديد من الكتب العربية لكتاب عرب وأكراد.
وفي ميدان المطبوعات باللغة العربية، هناك أيضا المجلة الثقافية الدورية (لالش) التي يصدرها مركز لالش باللغات العربية والكوردية والإنجليزية، وكذلك المجلة الشهرية (الصحفي) التي تصدر في مدينة أربيل عن نقابة صحفيي كوردستان، ويرأس تحريرها (فرهاد عوني) ونائب رئيس التحرير (المصطفى الصالح الكريم). وفي أربيل وبغداد تصدر صحيفة (التآخي) اليومية عن الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يرأسه السيد مسعود البرزاني رئيس حكومة إقليم كردستان، ويرأس تحريرها الدكتور بدرخان السندي، وأيضا المجلة الشهرية quot; زهرة نيسان quot; التي يرأس تحريرها غسان سالم. وهناك أيضا مراكز دراسات وبحوث تصدر مطبوعاتها بعدة لغات منها العربية، مثل (مركز كردستان للدراسات الاستراتيجية) الذي تأسس عام 1992 ك quot; مؤسسة ثقافية تهدف إلى الدراسات العلمية في مجالات الأمن القومي والسياسة الدولية والاقتصاد والقضايا الاستراتيجية quot;، ومن منشوراته باللغة العربية مرجع مهم هو (أصول العقائد البارزانية) ل quot; فريد اسسرد quot; الذي هو أيضا مدير المركز. ويطول الحديث إذا أردنا استعراض كافة أوجه التعبير والثقافة باللغة العربية في إقليم كردستان، ولعلّ هذا العرض الموجز خير ردّ موثق على العنصريين العرب الذين يريدون الحرية لشعوبهم، والقمع والمصادرة والقتل للشعب الكردي، مروجين لأكاذيب وافتراءات لا تصمد أمام الحقيقة المعاشة والسائدة في الإقليم.
وتصادف أثناء زيارتنا احتفال إقليم كردستان بالذكرى العاشرة بعد المائة للصحافة الكردية، وصدور أول عدد من صحيفة quot; كوردستان quot; في أبريل من عام 1898، باللغة الكردية في العاصمة المصرية القاهرة على يد رائد الصحافة الكردية مقداد مدحت بدرخان، المنتسب لعائلة بدرخان الكردية المشهورة في مصر، التي قدمت كتابا ومخرجين سينمائيين معروفين في كافة الأقطار العربية. وأقيم بهذه المناسبة احتفال كبير في مدينة السليمانية، حضرته السيدة العراقية الأولى quot; هيرو أحمد إبراهيم quot; المعروفة في الإقليم باسم quot; هيرو خان quot;، حيث تمّ تقديم الجوائز والشهادات التقديرية للعشرات من الصحفيين الأكراد من مختلف الصحف والمجلات والمدن الكردية، كما وجّه الرئيس العراقي جلال الطالباني رسالة تهنئة لصحفيي كردستان، اعتبر فيها هذا اليوم (تاريخيا وعيدا ثقافيا في مجال التصدي لمحاولات العداء محو لغة وتراث وتاريخ شعبنا)، كما حثّ الصحفيين والإعلاميين الكرد على توسيع فهمهم للواقع والرؤية إلى الأفق البعيد، واعتبرها مهمة صعبة ومصيرية، كما أن المكتسبات التي حصل عليها شعب كردستان، وتثبيت دعائم المجتمع المدني والحضاري المنفتح والبعيد عن كل وجوه العنف والقسوة ومحاربة الفساد، مهمة من مهام الصحافة والصحفيين. وكذلك وجّه السيد مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان رسالة لصحفيي كردستان، حثّهم فيها على مواصلة العمل الدؤؤب من أجل كردستان ديمقراطي حضاري منفتح على كافة مكونات نسيج المجتمع العراقي.
وتصادف كذلك افتتاح معرض الكتاب الذي نظمته quot; دار المدى quot; التي يرأسها الأستاذ فخري كريم، وكان المعرض أولا في مدينة أربيل حيث رافقته العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية، ثم انتقل المعرض إلى مدينة السليمانية، وكانت دهشتي كبيرة أثناء تجوالي في المعرض، إذ أن الغالبية العظمى من كتب المعرض في مدن كردية هي كتب عربية لمختلف دور النشر العربية المشهورة. وفي كلمته في الاحتفالية الخاصة بذكرى الصحافة الكردية، ألقى فخري كريم كلمة باللغة العربية، وهو الكردي الأصل ويتحدث اللغة الكردية، لكنه يجيد العربية ويكتب بها...فهل بعد كل هذه الشواهد هناك من يتنكر للغة والثقافة العربية في إقليم كردستان الكردي؟
أما عن تدريس اللغة العربية في مدارس إقليم كردستان، فتكفي المعلومة التي ردّ بها الكاتب الكردي (المصطفى الصالح الكريم) في جريدة quot; الاتحاد quot; يوم الحادي والعشرين من أبريل 2008، على مقالة الكاتب السعودي quot; حسين شبكشي quot; المنشورة في جريدة quot; الشرق الأوسط quot; الصادرة يوم الخامس عشر من أبريل 2008، حيث فنّد بعض الأخطاء الواردة في مقالة شبكشي، فقال: (أما موضوع عدم التدريس اللغة العربية فهو بهتان مبني على الباطل، ففي كل المراحل الدراسية تدّرس اللغة العربية وفق المنهج المقرر من قبل وزارة التربية العراقية، والكتاب العربي الذي يدرس فيه الطالب في إقليم كردستان هو نفسه الذي يدرسه طالب في النجف الأشرف. ولتصحيح معلوماته فإن إقليم كردستان تمتع بحكمه الذاتي منذ أن أمر صدام بسحب إدارته من كردستان عام 1991 بعد الانتفاضة المجيدة التي هزّت عروش البعث في كردستان، والفترة هي سبعة عشر عاما وليس عشر سنوات كما ذكرها الكاتب، ورغم عدم وجود أية سيطرة لصدام حسين ونظامه منذ ذلك الحين، إلا أن الإقليم أبقى على المناهج الدراسية فيما عدا تلك الموضوعات التي تمجد صدام حسين ونظامه، وتبارك غزو الكويت، وتنعت العاهل السعودي بنعوت أقل ما يقال أنها خارجة عن الأدب والأخلاق، عدا هذا وذاك فهناك مدارس ابتدائية وإعدادية وثانوية خاصة للطلبة غير الكرد، يدرسون جميع الدروس فيها باللغة العربية، وإحدى هذه المدارس سميت باسم شاعر العراق والعرب الأكبر الجواهري).
وقد تأكدت من صحة هذه المعلومات من خلال زيارات ميدانية لأكثر من مدرسة من هذه المدارس من ضمنها مدرسة الجواهري التي تأسست عام 2000، أي في زمن زوال السيطرة الصدامية على الإقليم، مما يثبت أن تأسيس المدرسة تمّ برغبة كردية بحتة. وقد عُلق على مدخل المدرسة لوحة كبيرة، كُتب عليها:
(مدرسة الجواهري الابتدائية المختلطة للدراسة العربية)
وتحت الاسم البيتين التاليين من شعر الجواهري:
قلبي لكردستان يهدى والفم ولقد يجود بأصغريه معدم
شعب دعائمه الجماجم والدم تتحطم الدنيا ولا يتحطم

واستمعت للدروس باللغة العربية مباشرة مع الطلاب في فصولهم الدراسية، والغريب أن هناك نسبة لا بأس بها من الطلبة والطالبات الأكراد يدرسون كامل مقرراتهم الدراسية باللغة العربية، وذلك استعدادا للدراسة الجامعية حيث غالبية الكليات تدرّس باللغة العربية، وكذلك غالبية المصادر والمراجع في المكتبات الجامعية باللغة العربية. وفي زيارة لكلية العلوم الإنسانية بجامعة السليمانية، تأكدنا أن طلاب الماجستير والدكتوراة هم من يختارون أن يكتبوا أطروحاتهم الجامعية باللغة الكردية أم العربية. وهذه المعلومات الميدانية الموثقة عيانا تثبت عدم صحة المعلومات العنصرية التي يرّوج لها البعض، انطلاقا من خلفيات عنصرية متناسين قرونا من العيش المشترك بين الشعبين الكردي والعربي. والمضحك المبكي أن العرب العاربة والمستعربة تتغنى بالقائد الكردي مُحرر القدس، ويسكتون أو يدعمون قتل أحفاده، بما فيها محاولة تعريب صلاح الدين الأيوبي، كما فعل واحد من قيادات المقبور صدام، عندما اصطنع نسبا عربيا لصلاح الدين الأيوبي.
لا بد من الوعي بأنه لابدّ من بذل كل الجهود لتعبيد كافة الطرق وصولا للتعايش والتآلف بين العرب والكرد، ففي هذا مصلحة الشعبين، لأن استمرار الحملات العربية العنصرية ضد الشعب الكردي وقياداته لا يخدم مستقبل الشعبين، والمعيب أن العديد ممن يؤججون الضغينة ضد الشعب الكردي، يطالبون بالتعايش والتسامح مع الشعب الإسرائيلي. هل هذا قصر نظر؟ أم تطبيق لشعار quot; أمة عربية واحدة، ذات رسالة واحدة quot;؟.
معلومة للتنكيت و التبكيت
للتذكير فقط:هل منعت دولة إسرائيل الفلسطينيين الذين بقوا صامدين في وطنهم من استعمال لغتهم العربية؟ هل فرضت عليهم بالقوة استعمال وتعلم اللغة العبرية؟. الجواب هو ما أنتجته الثقافة العربية في إسرائيل من إبداعات عربية لرموز مثل إميل حبيبي ومحمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد وغيرهم. وفي المقابل ممنوع على الأكراد في سوريا حتى اليوم استعمال لغتهم والتعلم والكتابة بها؟ أليست دولة إسرائيل في بعض الميادين أرحم من بعض الدول العربية؟. عجيب أن يطالب البعض بالحرية والمساواة والتقدم للشعوب العربية، وفي الوقت ذاته بالقمع والمصادرة والإلغاء للشعب الكردي الأكثر من شقيق!.
quot; الحلقة الثانية: أنا والحسناء الموسادية ليفني في السليمانية quot;
[email protected]