لماذا ينشغل العلماء المسلمون بتوافه الأمور
وهل مكة لابد أن تكون مركز الأرض لنقدسها؟
* ماذا يفرق معنا كمسلمين أن تكون مكة فى الطرف أو فى المنتصف؟
* مكة ستكون الأفضل عندما تنجب عالم جيولوجيا سعودى يكتشف بترولها!.
* فاروق الباز لم يوافق على أن مكة مركز اليابسة.
[ الدوحة عاصمة قطر تستضيف أكبر مؤتمر علمى إسلامى، هكذا قرأت الخبر وفرحت وقلت أخيراً عرفنا كعرب ومسلمين معاصرين أهمية العلم الذى عرفه أجدادنا الرازى وإبن سينا وجابر بن حيان والقزوينى وإبن الهيثم فعقدوا له مؤتمراً وإحتفوا به بعد نسيان أستمر ألف سنة، ولكنى صدمت حين عرفت أن هذا المؤتمر الذى تكلف الملايين إنعقد لإثبات أن مكه هى مركز اليابسة ومن ثم هى مركز الكون!!، وتساءلت ماذا يضير مكة إذا كانت فى أطراف الأرض أو جنوبها أو شمالها؟، هل هذا ينتقص من قداستها؟، هل هذا يجعلنا لانقتنع أن مكة والكعبة هى قبلة المسلمين ؟،وماذا ينفعنا نحن كمسلمين حين نعرف النتائج الرهيبة التى خرج بها المؤتمر والتى تؤكد أن مكة هى مركز الكون واليابسة؟؟؟،و ماكل هذا الداعى للحزق والهستيريا والعصبية وتجييش الجيوش والعلماء والأموال ورجال الدين لإثبات هذه الفرضية التى لم يذكرها القرآن أصلاً؟، هل ماقاله الشيخ القرضاوى وأعلنه الدكتور زغلول النجار فى المؤتمر سينعكس على المجتمعات الإسلامية فى صورة علم يصنعه المسلمون ويشاركون فى ركب حضارته؟، هل هذا الإكتشاف المذهل سيجعل العرب دول مصدرة لأى شئ غير البترول والذى للأسف يكتشفه علماء جيولوجيا غير د.زغلول النجار بالطبع من دول أوروبية وأمريكية، وبالطبع يسكنون فى مدن مهملة على أطراف الخريطه بمنطق أصحاب المؤتمر،وللأسف لم تنجب مكة برغم توسطها العالم وكونها مركز اليابسة أى عالم جيولوجيا يكتشف بترول المملكة، وهذا التساؤل عن إنعدام العلماء فى هذه المدينة المقدسة وغيرها من المدن العربية هو ماكان يجب أن تعقد له المؤتمرات وليس لمثل هذه الهزليات اللاعلمية، والتى لن تؤثر فى قوة إيمانى بالله وبقداسة مكة التى شاهدت ولادة سيد الخلق محمد الذى لم تشغله ولم تشغل صحابته هذه القضية على الإطلاق.
[المسافة مابين خريطة عالم الجغرافيا الإدريسى المسلم ومابين الخريطة التى شرح عليها علماء المسلمين الحاليين إكتشافهم فى مؤتمر الدوحة الأخير، هذه المسافة الزمنية تلخص لنا ماذا حدث للعقل الإسلامى الذى إفترسه مرض العصاب والشيزوفرينيا والهوس بعد أن كان زينة العقول العلمية فى القرون الوسطى حين كانت أوروبا مازالت تعالج المرض العقلى فى السجون!،جدنا الإدريسى رسم خريطته لفائدة العالم، رسمها من مركز قوة، رسمها ولم يكن يعانى إطلاقاً من إحساس الدونية أو بأنه أقل من الآخرين، ولكن ماحدث من العقول الإسلامية فى هذا المؤتمر يعبر عن ضعف وهوان ولا يعبر عن قوة،إنه يترجم ويلخص عقلية المهزوم المنعزل الحانق التى يتعامل بها المسلمون مع الآخر، عقلية إستعراضية تبحث عن التفوق من خلال شكليات تافهة وماكياجات مزيفة، يبحثون عن تفوق إسلامى ليس من خلال مشاركة فى صناعات أو علوم أو حتى رياضة أو فن، ولكن من خلال أن بلداً إسلامياً يتوسط اليابسة!!، يبحثون عن تفرد ليس من خلال كمبيوتر يصنعونه أو سفينة فضاء يسافرون بها إلى المريخ أو على ألأقل إتفاق على بداية رمضان بشكل موحد!!، ولكنهم يبحثون عن تفرد من خلال شعوذات إعلامية من قبيل أن أرمسترونج سمع الآذان على القمر وأن التوقيت المكى أفضل من جرينتش وأن حبة البركة تشفى السرطان!.
[ السؤال ماهو التميز الذى يمنحه التوسط أو المركزية لأى مدينة؟، وألم تكن مكة حسب زعمهم فى مركز اليابسة حين كان أهلها يعبدون ألأصنام؟!!، و أنا من الممكن أن أفهم مركز كتلة الأرض بالنسبة للعمق، ولكن مركز بالنسبة لكوكب شبه بيضاوى أو كروى من الممكن أن يكون مدناً كثيرة على حسب وجهة نظرى أو زاوية نظرى، فهذه الخريطة المسطحة التى ندرسها فى المدارس هى للتقريب فقط ولاتوعل عليها حسابات مثل تلك التى يحسبونها فى تلك المؤتمرات، وأين الأوراق والأبحاث العلمية التى أكدتها دول أخرى فيها علم بجد وبحق وحقيقى والتى قالت أن مكة هى مركز اليابسة ؟، وهل دخلت حسابات المد والجزر؟، وهل اليابسة تضم الأرض المغمورة بالماء والبحيرات التى تمتلئ حسب تغير الفصول؟، وماهو حساب الجبال فى اليابسة هل أخذوا مسافاتها وأوزانها فى الحسبان؟، وهل جليد المحيط المتجمد من اليابسه أم لايحسب من اليابسة؟...الخ.
[ القليل من علماء المسلمين حاول الرد على مسألة أن مكة هى مركز الكون وحاولوا تفنيدها، والبعض إعترض صمتاً من تهافت الدلائل وحتى لايكون عرضة لإرهاب فكرى أو إغتيال معنوى لأنه يعرف أن المناقشة بالمنطق والعقل مع المتشنجين عادة ماتنتهى بسطوة السكين أو إنتصار الضجيج، والمؤسف أن بعض علمائنا قد قدم العربة على الحصان وأخذ يفرض فرضيات وهمية ثم يجهد نفسه بإستخدام مصطلحاته العلمية لإثبات هذا الفرض الوهمى، وقد أسرع واحد من هؤلاء إلى د.فاروق الباز فى عام 1995 طلباً لتصريح يؤيد كلامه عن توسط مكة لليابسة، ولكن د.فاروق خذله وقال أن صور وكالة ناسا بالأقمار الصناعية لم تثبت صحة هذا الكلام، وبعدها تجرأ باحث كويتى فى مكتبة الإسكندرية ونفى صحة كلام د. حسين كمال الدين الذى كان أول من وضع هذا الفرض أثناء وجوده بالسعودية،الباحث هو د.عبد الله يوسف الغنيم رئيس قسم الجغرافيا ووزير التربية والتعليم السابق بالكويت،وكان رأيه quot; لقد كتب فى هذا الموضوع أكثر من بحث، غير أن معظم تلك البحوث تفتقر إلى الدقة وتغلب عليها الصبغة الدعائية العامة، التى لا نرضاها لبيت الله الحرام وكعبته المشرفة، فنحن مأمورون بالتوجه إلى البيت الحرام فى صلاتنا سواء كانت مكة هى المركز الذى يقولون عنه أو ليست كذلك... وليس فى نتائج تلك الحسابات-يقصد حسابات د.حسين كمال الدين- ما يؤكد أو ينفى كون مكة مركز الكرة الأرضية، وبخاصة أن النقاط المختارة فى أطراف الأرض هى نقاط افتراضية، وليس هناك ما يعطى مبررا علميا أو منطقيا لكل نقطة من النقاط المذكورة quot;.
[ الإعتراض الذى أدهشنى جاء من السعودية نفسها وهذا شئ فى منتهى الغرابة بالنسبة للمملكة التى تنتمى إليها مكة والمفروض أنها تروج لمثل هذا الإكتشاف !، قال الأكاديمي السعودي الدكتور يحيى أبو الخير ـ يعمل في جامعة الملك سعود بالرياض ـ في محاضرة ألقاها في منتدى الجمعة لصاحبه معتوق شلبي إن مكة المكرمة ليست مركزا للأرض لأن الأرض كروية ومكونة من قارات الماء يمثل فيها 75% من الأرض ومكة تقع في جزء من قارة آسيا وموجودة على محور منحني، مضيفاquot; أن أي نقطة في الأرض يمكن أن تكون مركزا quot;.،وذكر أبو الخير حسب صحيفة الوطن السعودية، أن العلماء يقولون إن الكون سينغلق على نفسه بعد تمدده الحالي ليعود كما بدأ في نقطة صفرية أحادية، مضيفا quot;أن الشمس سوف تتضخم حتى تتحول لثقب أسود، وتبتلع كل ما حولها لتصبح المقبرة الكونيةquot;، ومؤكدا أن للكون فناء وأنه يزداد في الاختلال ويتراجع الزمن حتى يصل إلى أقل قيمة ممكنة، فيحتضر الكون ويعود كما بدأ.
[ أكتب لكم أنا المسلم الذى لاتهمه أن تكون مكة فى منتصف اليابسة، أكتب إليكم ياعلماء المسلمين المجتمعين فى الدوحه من خلال الكمبيوتر الأمريكى الذى يحتوى على بعض المكونات الإسرائيلية، وأرسل مقالتى على سيرفر يابانى من خلال كابلات إنترنت ألمانية وأنا أشاهد فضائيات قمر النيل سات الذى صنعته فرنسا، أثناء وجبة عشائى من الفول الصينى، قبل أن أنام وأحلم أحلام يقظة عربية بأننا تفوقنا على العالم فعلاً وليس من خلال الأقوال والمؤتمرات الحنجورية.